الحلقة ‏العاشرة- ‏سيرسي

سيرسي!
تأليف: جيسيكا بينوت
الحلقة العاشرة
أما نزلت ساحة الإنتظار لقيت جون وآندي واقفين جنب العربية وبيضحكوا. سألتهم:
- بتضحكوا على إيه؟
- واحد من الأخصائيين النفسيين كان بيحاول يعمل انعاش قلبي رئوي لمريض ميت. عارفين إنهم درسوا في كلية الطب بس هم برضو مش أطباء.
- يا ساتر!
- أول ما الممرضين أعلنوا إنه مات، دخل ده بقا وإديله حتى من غير ما يشوف علاماته الحيوية. فضل مفرهد نفسه وهو أصلا ما كلفش خاطرة يتأكد من دليل إنه ماماتش وشبع موت.
قال جون:
- هايوحشني.
- هو إيه؟
- الشغل مع دكتور دونالدز... فاضل شهر يا إيريك ونبدل أماكننا، نسيت ولا إيه؟
ركبت العربية في الكنبة الي ورا كالعادة، وحطيت ورق شغل آندي بعيد. أنا فعلا نسيت إن فاضل لي شهر ومش هاشوف عنبر الحالات المزمنة ولا دكتورة آلن تاني. بصت آندي في مراية العربية وشافتني، قالت:
- شكلك مش مبسوط، في حاجة حصلت؟
- لا أبدا..ساعات بكره الشغل، والتغيير مطلوب برضو.
- انا مبسوطة أن فاضل 7 شهور ونخلص خالص منن التدريب وتنزل عروض الشغل علينا بقا زي المطر.
إتكملت ىندي عن طموحها في الشغل في مستشفى صحة نفسية نسائية في لويزيانا، وجون كان بيفضل إنه يشتغل في التدريس. وقلت أنا:
- والدي كان شريك في عيادة وزمايلة هايدخلوني مكانه.
تسائلت آندي:
- عيادة خاصة؟ تقعد تسمع نفس المشاكل المملة كل يوم بتاعت ناس متدلعة والطبيب النفسي جزء من شياكتها؟ أما إتخصصت نفسية كنت بحلم أعمل فرق مع الناس المحتاجة. في المستشفى الي عايزة أشتغل فيها هساعد ستات مُغتصبة ومتعرضة لإهانات وعنف أسري..كده فعلا أقدر أساعد وأغير حيواتهم.
- إنت شخص مثالي. أنا إتخصصت نفسي علشان والدي فطبيعي آخد مكانه في العيادة. أنا مش عايز اغير العالم زي ما بتحلمي يا آندي..ده أنا لسه مش عارف ابدا منين.
- إبدأ من هنا..الناس في المستشفيات محتاجانا..كل مريض هنا محتاجنا.
ضحكت..مش قادر اتخيل إزاي ممكن اساعد أي مريض في قسم الحالات المزمنة، كل الي هاعمله إنه أدير طريقة لرعايتهم وأساعد الولادية إنها تحفظهم في بيئة آمنة وحدودة..هحاول اخليهم يتحسنوا علشان أنقلهم لأي مكان تاني ويبقوا مشكلة حد تاني. افتكرت السيد السمين، إزاي ممكن أساعد واحد  حاول قتل أمه علشان حتة توست؟ إزاي اقعد أغير حياته؟ المختصين النفسيين بيدوهم أدوية مهدئة، العاملين والممرضين بيحافظوا على نظافتهم واكلهم، واحنا بنراقب من بعيد..كل ده جهد مشكور بس ما يعتبرش جهد لتغيير العالم او تغيير حياة المرضى. تقدر تقلب كوباية شاي بسهولة، بس سيرسي حمام سباحة مستحيل تقدر تقلبه بمعلقة.
بعد دفايق قالت آندي:
- بص يا إيريك، إحنا مش صحاب وفي بيننا ود مفقود وإنت عارف، بس تحت الكلام الفاضي ده كله هاتلاقي إعتقاد عندي إنك رجل كويس. مش وحش تمشي على خطا والدك..تقدر تشتغل كويس وتساعد طالما بتحترم والدك للدرجة دي.
- شكرا..إنت كمن ست كويسة..ممكن تكوني بترغي كتير، بس بعد شغل خمس شهور مع كاسي مابقاش عندي مانع أسمع صوت تاني.
قال جون:
- إيه يا جماعة إحنا هانموت ولا إيه؟ لسه فاضل سبع شهور!
ضحكنا، بس أنا كنت فعلا أقصد إني اقرب منهم، كنت محتاجهم..
- أنا محتاج أتكلم معاكم..في حاجات غريبة بتحصل في سيرسي وكنت عايز عينين معايا تشوف الي بشوفه، يمكن أكون غلطان. في كذا مريض مات، بس مش موتات عادة، في أجزاء من اجسامهم مبتورة. محدش ملاحظ ده ولا مهتم كأنه شيء طبيعي إن الواحد يموت متقطع. البوليس بييجي يسأل سؤالين ومانشوفهوش تاني. كاسي بتعاملني كأني مجنون أما بسأل عن المرضى دول، وبتقعد تقل لي عادي وطبيعي في قسم الحالات المزمنة إن ده يحصل.

كشرت آندي قوالت:
- قالت لك كده؟ عادي؟
سأل جون:
- كم واحد مات؟
- خمسة لحد دلوقتي.
سألت آندي:
- خمسة في خمس شهور؟!
قال جون:
- معدل مش طبيعي أبدا.
- إريك، سيبني النهاردة هاسأل كده وأقرا لسجلات وأشوف لو باقي الأقسام عندها نفس المعدلات دي. الصراحة أشك..
________________________
بريا مكانتش في البيت أما رجعت بليل. بدأت اطبخ، مابحبش أطبخ ولا اعمل شغل البيت. بس بريا كانت بطلة، بتشتغل طول النهار وبتقبض تلات أضعافي وبيفضل عندها صحة للطبخ وشغل البيت. بريا كانت مجهزالي كل حاجة قبل ما تمشي وريحتها مالية الببيت. ابتسمت وانا بطلع الأكل من التلاجة متقطه ومترتب يادوب على الطبخ. بريا كانت بتعمل كل حاجة بشكل مثالي.
كنت بحط لأكل على السفرة أما بريا دخلت البيت. حضنتي وباستني وابتسمت وهي بتبص على الأكل:
- انت عملتلنا العشا!
- بنحاول أهو.
- انت جميل.
- بس جمالي له اعراض جانبية كده...
- يعني إيه؟
- لازم تيجي معايا عند رئيستي في الشغل. عازمانا على العشا الجمعة في بيتها.
- إيه ده، هقابل أمنا الغولة! طبعا بتقول إيه لازم آجي أتفرج! دي أسطورة يابني..
- ممتاز..هاتزهقك وتقتلك ملل علشان تبقي عارفة يعني، ست غريبة وبتتكلم كلام مالوش لازمة كتير.
- أنا بحب الحاجات الي مالهاش لازمة علشان كده حبيتك!
-بقولك إيه، لازم تتعدلي معايا النهاردة ده أنا طابخلك!
- وانت مش بتتعدل معايا ليه وانا بعملك كل حاجة طول الوقت؟ بس من هنا ورايح لازم تتعدل وتحبني مهما أعمل..عندي لك خبر حلو..
مش عارف ليه جسمي قشعر، حسيت هي هاتقول إيه قبل ما تتكلم..كان قلبي حاسس..قلبي المرعوب كان حاسس.
- طب ثواني أقعد يا بريا.
- إنت عارف هاقول إيه؟
- تقريبا.
- عارفة إنك دايما معتقد إنك مش مستعد، بس فعلا أنا محتاجة ده..ما تعملدتش طبعا أعمل حاجة غصب عنك، هي جت كده..إنت السنة الجاية هاتشتغل في الوقت الي هابقا مضطرة فيه أقعد في البيت.
- إنت في الشهر الكم؟
- 8 أسابيع..حجزت موجات صوتية ومحتاجاك تكون معايا.
- آه حاضر..
ماقدرتش أبتسم، كنت عارف إنها بتدور في وشي على الفرحة، عارف إنها كانت محتاجاني أشيلها والف بيها ونصرخ سوا من الفرحة..بس انا لا كنت عارف أحس ولا أفكر في حاجة.
- إيريك..قول حاجة..قول إنك مبسوط، قول إنك عاوز الطفل ده لأنه كل أحلامي.
- انا مبسوط..انا بس إتفاجئت غير إني مش كويس أول في التعامل مع الأطفال.
- كنا دايما بنقول إنه هايبقا عندنا أولاد، وإنت قلت إنك عايز طفلين على الأقل. كل الموضوع إن البيبي هاييجي بدري شوية عن مخططاتك.
- بدري سنين..
- الطفل ده هايكون مني ومنك، هايحبك وحبه هايعلمك تبقا أب كويس.
- ماعنديش مثل أعلى للأبوة أقلده.
- هاعلمك!
ركعت قدامي وحطت راسها على ركبتي، مسحت على شعرها وأخيرا ابتسمت وقلت لها:
- أنا بحبك يا بريا، وبحب البيبي ده وبحب أي حاجة تيجي منك. 
وإحنا بناكل فضلت تتكلم عن الأسماء والسبوع وشرا بيت كبير في فولي بعد ما أشتغل في عيادة والدي، وعن أوضة الأطفال وشكلها ولونها. ابتسمت وبلعت كل مخاوفي بالعافية..ماكونتش عايزها تعرف ان الاطفال بالنسبة لي مجرد قرود معنديش أي فكرة عن متطلباتهم..مش هايبقا في خروجات ولا سفر..مش هايبقا في جنون ولا طموح جامح..كل ده الأطفال هايدمروه..بيحبوك في عالم من الحفاضات المتسخة والأمهات المنهكات الي مش قادرين على حضن حتى.
حياتي خلاص..إنتهت..
بريا ملعبتش رياضة اليوم ده، فضلت قاعدة تاكل فشار..الحياة الي جوه جسمها بدأت تغلفها بهالة غريبة مشعة، هالة بتحتويها وبتبلعني.
_______________________________

الفصل الرابع

البيت بدأ يتملي حواليا حاجات أطفال..لبس، ببرونات، لعب..بريا اشتركت في فصل يوجا للحوامل. أوضتنا مافيهاش متر فاضي من كتب التربية والحمل والولادة..إلخ. بريا كانت أم مثالية من ساعة ما الطفل كان خلية في بطنها، وكانت بتهتم بقطعة اللحم دي أكتر ما أغلب الأمهات بتهتم بأولادها الحقيقيين.
بس أنا تعبت..
تعبت من قراءةة كتب الأطفال عن أطفال لسه ما إتولدوش، وتعبت من تدليك رجليها كل ليلة، وتعبت من قيئها ودوختها المستمرين.
الأكل في البيت إتحول من أكل صحي لأي حاجة تسد الجوع والسلام، كل الي كان مسموحلي به هو الجري..الجري بمعناه الرياضي والمجازي.
كنت بجريلحد ما رجليا توجعني كل يوم، وكنت بهرب في شغلي وبقضي وقت أطول فيه..بقيت براجع شغلي وشغل الناس وبدور على أي عيوب تحتاج تصحيح. بقيت بزور المرضى بس علشان أتكلم..كنت بحضر كل جلسة ومحاضرة ممكنة، خلقت لنفسي شغل من تحت الأرض.
كاسي لاحظت، وكانت جنبي دايما وبتحاول تلاقيلي شغل أنشغل فيه.
ليلة ورا ليلة بنقضيها سوا، بنشتغل ونتكلم عن الكتب والأساطير.
بقيت مبهور بيها، كانت على عكس بريا في كل حاجة..باردة وقوية وقاسية..
في ليلة فضلت في الشغل لحد منتصف الليل، زكنا بنشرب قهوة في المكتب وندردش..عينيها كانت مضيئة في النور الخافت.
- عندي لك حكاية تانية.
- بتجيبي كل الحكايات دي منين؟
- بقراهم.
- هو لسخه في ناس بتقرا؟ أمال ربنا خق الأفلام ليه.
- ظريف..انا لقيت ملف في المبنى القديم مليان قصص.
- كنتي بتعملي إيه  في مبنى الملفات القديمة؟
- - إنت عارف إني بعمل أكتر من مجرد إني اخلي بالي من المرضى..المكان ده حياة لوحدها. المهم لقيت الملف الضخم ده ورا كوم ورق من القرن الي فات. الي كتبته ممرضة كانت شغالة هنا زمان.
طلعتلي ملف ضخم مهتريء، قلبت فيه ولقيت فيه كتابات ورسومات لوجوه باهته. رسومات لستات ورجالة شغالين في الحقول، ناس محبوسة في زنازين، ناس مضروبة ومتعذبة..
قريت كم صفحة عشوائي كده من النص، الي كاتبه إسمها جين! كانت بتحكي في الكم صفحة دول عن مريضة ممرض اغتصبها. قلبت في الورق تاني ولقيت جين كاتبة عن زيارات شهرية من طبيب، كان بيمشي وسط الزنازين والمرضى ويكتب ملاحظاته من بعيد. جين كانت بتستنى زيارات الدكتور ده وكانت عايشة على سماع صوته وعلى اي نظرة يبصهالها.
كتبت كمان عن ارباح المستشفى من الزراعة، وكانت بتكتب بطريقة  بتنحي فيها أي مشاعر عن المرضى وكأنهم مجرد أشياء مش بني آدمين. كانت شايفاهم حيوانات قذرة..مكانش بيهمها إلا الطبيب وبس.
قلت لكاسي وانا بديها الملف:
- إنت لقيتي بلاوي..مالاقيش عندك مجموعة أطفال محروقة في البدروم ولا حاجة؟
- أنا مابعملش بلاوي على حسب تعبرك، بس بلاقي إن الناس الي بتعملها محل إهتمامي.
- أكيد مش إنت الوحيدة الي بتفكر في كده وإلا ما كانتش أفلام القتلة المتسلسلين هاتبيع بالشكل ده.
- إنت مش شايف قيمة الملف ده؟ المذكرات دي تاريخ، جزء من غموض المكان ده. في حاجات فظيعة حصلت هنا، كانوا بيعتبروا الزنوج حيوانات!
- ولسه في حاجات فظيعة بتحصل هنا...السيد نيكّا رمى فضلات بشرية على الممرضات الصبح.
شاورت كاسي على صف كتب التاريخ والأساطير الضخم وفي مكتبتها وقالت:
- لازم تقرا الكتب دي في يوم من الأيام.
كنت عايز أسألها ليه لازم اقراهم؟ انا مش مهتم أصلا بس ماكنتش هاقدر أقول أي حاجة تبعدها عني..جوعي لها كان شاللني. قالت لي:
- عارفة إن موضوع الوفيات الكتير شاغلك، كنت بس عايزاك تعرف إن الحوادث دي عادية..المكان ده طول عمره كده.
- مسكون يعني وفيه عفريت بيموت الناس ولا إيه؟
- أنا ماقولتش كده.
- أمال إيه؟
- ماذا لو إن في عالم ورا العالم المرئي بتاعنا؟ ومن وقت للتاني في بيحصل ثقب صغير في الحجاب الي بيننا وبينه، إيه شكل المكان الي بيحصل فيه الثقب ده؟ إي نوع من الناس ممكن تعيش فيه؟ والناس هاتقول إيع عن الي بيشوفوا عبر الحجاب ده من الثقب؟
كانت متحمسه وبتنهج، مكانش هاممن يحماسها ده، كان هاممني شكل جسمها وجمال ملامحها و..
قعدت فجأة على مكتبها وفتح المفات وبدأ توريني صور العبيد الي كانوا هنا زمان وصور للقلعة. وقرينا قصص أنتحار وإعدام..منهم قصة كانت بالأسبانية وكاسي ترجمتهالي. كانت عن بنت إتعذبت بسمم اتهامها بالخيانة..النت كانت عندها 15 سنة بس. 
أرض المستشفى كانت بتتروي بدم الناس دي، ومحدش عارف إن تاريخ سيرسي قديم للدرجادي. كل ده كانت كاسي عارفاه ومحتفظة به لنفسها وعايشة جواه.
____________________________
اما رجعت البيت، بريا كانت بتعيط ومش عايزاني أتأخر في الشغل تاني. اتهمتني إني مش عايز الطفل وإني بهرب منها. دفعت إتهاماتها بكدب محكم، ابتسمتلها وبوستها وانا بخبي الحقيقة، ماكونتش قادر أمنع الي هايحصل من إنه يحصل.
_____________________
كنت بشتغل، كاسي لمست كتفي بصوابعها الباردة الناعمة وقالت لي:
- طالما كده كده هاتقعد لبعد 8 علشان الشغل الي وراك، إيه رايك تتمشى معايا شوية؟
الليل كان جه والمرضى في اوضهم مقفول عليهم..
مشينا في الهدوء ده بره، مكانش فيه إلا بعض أفارد الحراس أو الطاقم الطبي ماشيين من مبنى لمبنى، بس محدش ميزنا في الضلمة واهتم يبصلنا أصلا.
مشينا لمبنى الحالات الخطرة القديم المقفول. ابتسمت لي كاسي وطلعت من جيبها مفتاح.
مكانش في داعي أسأل أي أسئلة..كنت مستعد أمشي في أي إتجاه يبعدني عن المستقبل الي إترسم لي غصب عني.
ما سألتش نفسي هي ليه مدخلاني القسم المهجور ده..بس كان عندي آمال، مش مهم هي إيه. مشينا لحد الباب الخلفي وخضنا في كراكيب ملهاش حصر. طلعنا سلم قصير ودخلنا صالة أرضيتها خشب مترب. ورق الحائط كان مشقق وواقع، لكن كان بيدل على على فخامة قديمة.
توقعت كاسي تطلعني لقسم الحالات الخطرة، لكنها دخلتي من باب ونزلنا منه لظلام حالك. كشاف كاسي كان بيحاول يبدد الضلمة قدر الإمكان. سألتها في خوف:
- إحنا فين؟
- الجو هنا عموما مش برد، بس ساعات المطر كان بيبقا غزير، وكل المباني هنا كانت متصلة ببعضها بأنفاق تحت الأرض عشلان يقدر العاملين ينتقلوا من مبنى لمبنى من غير ما يتعرضوا للمطر. اغلب الانفاق ده إنهارت في الخمسينات. لكن لسه في كم نفق موجودين..وده نفقي.
وقفت أبص للحيطان، كان عليها علامات وكتابات بقلم أحمر، كنت خايفة اقراها..كنت خايف ابعد عن كاسي، فمشيت ورا ضوء كشافها بترعش.
في نهاية الممر، كان في منظر عجيب جدا..
باب ضخم مقفول ومرسوم عليه مثلث باللون الأحمر. جوه المثلث كان في نجمة خماسية..

Comments

Popular posts from this blog

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي

الحلقة ‏العاشرة- ‏في ‏مكان ‏مظلم

المنزل ‏في ‏شارع ‏ميبل- ‏ستيفن ‏كينج