الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي

                                           الغلاف الاخير




عندما اندمج فيما اكتبه،فانني اسمع ضوضاء المقهى من حولى كأنه ازيز مستمر  لآلة ما.احيانا اربط ذلك الازيز لا شعوريا بانهمار الافكار على رأسي و كأنه ازيز آله الافكار...
اكتب و احتسي القهوة..اتحمس اكثر فأرغب في مزيد منها، لكن يأبى قلمي ان يترك مساره المستقيم المتأني على الورقة. يقف كل هنيهة بضع ثوان ثم يكمل مساره كالقطار"القشاش" لا يترك وراءه راكبة من بنات الأفكار، ولا ينتظر ايضا ركوبها، فتسقط من تسقط، اما من تتعلق به فتكون قد شاركت في المسار الإجباري اللانهائي لقطاري..
عندما اكتب فأنا لا احدد مسارا لقصتي..فليأخذني قلمي حيثما يشاء  ليفاجئني بالنهايه غير الاعتيادية لقصصي و كأن شخص اخر كتبها!
عندها فقط اتراجع في كرسي المقهى وأشعر بالرضا عن موهبتي التي لا تقارن بموهبه قرنائي في نفس المجال..
اليوم يختلف قليلا اذ يبدو انني اصبت بما يسمى ب writer's block منذ عده اسابيع، وهو عرض-ان كنت لا تعرف-يصيب بعض الكتاب عندما يجري حادث عنيف او عميق في حياتهم فيغير من روتينها فلا يستطيع الكاتب الاقتراب من الورقه و القلم او من لوحه المفاتيح ان كان ممكن يكتبون على الكومبيوتر مباشرة و لا يصابون بخجل الكومبيوتر مثلي..
لا اعرف تحديدا ما هو التغيير"العنيف"الذي طرأ على حياتي والذي اصابني بهذا العرض، يبدو انه قد يصيب المرء بدون تفسير ايضا شأنه شأن كل الأعراض العجيبة التي تصيب الكتاب..!
ليست المشكلة في عدم وجود افكار،المشكلة هي عدم قدرتي على الإمساك بالورقة و القلم من الاصل..
ربما امتد هذا الاحساس الى عدم قدرتي على الجلوس في مكاني المعتاد في المقهى الذي اعتدت الكتابة فيه.
كنت قد اعتدت على الجلوس على الكاونتر العالي في هذا المقهى- الذي هو مزيج من الحلواني و الكافيتريا و الملتقى الثقافي- موليا ظهري للسادة رواده، تاركا لهم صنع خلفية مناسبة من الأزيز،لكني اليوم أحوم حول كرسيي المعتاد واتحسس ظهرة المعدني في رجفة ثم ابتعد كالممسوس الى اقرب منضده و اختبئ خلف جريدتي .
من حين لاخر اطل من خلف جريدتي و ارمق كرسي الكتابة..احيانا اخرى تسول لي نفسي ان اثقب الجريدة -كمخبري الافلام المصرية القديمة- لأراقب الكرسي دون أن اشعر انني انظر اليه مباشرة!
مشكلتي هي انني لا اعرف لي وظيفه اخرى إلا الكتابة..اعترف ان دخل الكتابة في مصر قليل نسبيا لكنه يكفل لي حياه متوسطة نوعا لا ترقى ابدا الى حياة كتاب سب النظام الحاكم-او التملق إليه.و لا أرقى حتى لكتاب نوعية (و مارسنا الجنس حتى الصباح و استلقينا في الفراش عاريين نلتقط فصوص اليوسفي من الطبق الازرق) لا اعرف شخصيا من يمارسون الجنس حتى الصباح فضلا عن من يمتلك الصحة بعد ذلك لتناول اليوسفي او حتى الحلبة، لكن هؤلاء الكتاب يصرون على ان هذا يحدث فعلا و لك اما ان تصدق او تفتعل التصديق.
لنقل ان حياتي ككاتب اشبه بحياة حرباء..تتحرك ببطء..تدير عيناها في ملل..ثم تخرج لسانها الطويل اللزج تلتقط ذبابة تمضغها في تلذذ و تكتفي بها عده أيام حتى تقرر ان المعدة قد خوت و قد أن الأوان لذبابة اخرى قد حان. هكذا التقط بلسان قصصي بعض الأموال من هنا و هناك كلما خوى جيبي و تعالت صوت الفكه فيه دون أي اوراق مالية تكتم صوتها.
مازال في جيبي عده اوراق منمقاسات مختلفة، لكنها سرعان ما ستبدد و خصوصا بوجود تلك الورقه العملاقة ذات المئتي جنيه التي تعمل عمل القاطرة فتسحب باقي الاوراق المالية خلفها بلا رجعة..
اقلب السكر في فنجان قهوة الاسبريسو الذي يتسع بالكاد لرأس الملعقه و اتصفح جريدتي..
إن الرئيس يتخلى شيئا فشيئا عن صلاحياته كراقصه تعري محترفه..هذا ما يقوله الكاتب طارق الشناوي..اتخيله يخلع صلاحياته و يلقيها على القوم في ميدان التحرير في اغراء فاضحك..اهتز كمن أصيب بمس فتفلت مني الضحكات و اقهقه بصوت مسموع..
ماذا سيفعل بعد ان تتبقى "صلاحية" واحدة اخيرة تسترة! تلك شئون "داخلية "لا شأن لي بها..هاهاهاهاها..الهذا اقيل وزير "الداخلية"؟!!هاهاهااااا..!!
يبدو ان صوتى قد على لأن بعض الرؤوس قد استدارت لي مبتسمة..اشير الى الجريدة و اهمهم بكلمات غير مفهومة فيدركوا ان هناك ما يثير الضحك في الجريدة فيعود كل منهم لجزيرته الخاصة..
اهتز قليلا بفعل ضحكاتي ثم اعود لجريدتي و ارتشف بعض من قهوتي ال.....يعععع!ماهذا؟عصير برتقال؟هناك من استبدل قهوتي بعصير برتقال اثناء قرائتي للجريدة..التفت حولي فلا أجد من اشتبه به..استدير في مقعدي و أسال الرجل الطيب العجوز الواقف خلف الكاونتر يعد القهوة..
عم عزمي..هل رأيت من اخذ قهوتي من امامي و استبدلها بعصير البرتقال؟

ينظر لي الرجل هنيهه كاشفا عن صف من اسنان مصفرة و يقول:
لقد طلبت عصير برتقال اليوم يا سيدي على غير عادتك و لم تطلب قهوة قط..
      - طلبت برتقالا؟!

و اقوم من جلستي واقفا امامه في غضب:
- من قال انه كان عصيرا ؟وماذا كنت اقلب اذن من البدايه؟!

يبدو ان صوتي بدأ يتعالى اذ صمت الناس من حولي و اخذ الرجل يتلفت في حرج..
اشعر بالعيون تنظر الى ظهري و تراقب الموقف..اذن لن اخرج منهزما من هذا الوضع..اضافة الى اني لست مخرفا لأنسى ما طلبت..
- اسمع..ربما تكون انت من اخذ قهوتي و استبدلتها..لكن لا تقل لي انني طلبت عصيرا..انا لا اخرف،ولا امزح بالتأكيد مع امثالك و بالتالي لا اسمح لهم بالمزاح معي..

اسمع اصوات استنكارا من حولي و تمتد يد احدهم  محاولة تهدئتي فأهز ذراعي ليبعد..
يتراجع الرجل بينما ينظر عم عزمي الى حذاؤه في حرج..حسنا..يبدو ان ذلك كان كافيا و ان مزاحه السخيف انكشف..
اختطف جريدتي من على المنضدة و اتجه الى باب المقهى ،لازالت اذناي تنبضان..
- انت لم تطلب قهوة..و ما طلبته كان عصير من البداية...

اقف فجأة كمن ارتطم بلوح زجاجي..هل عم عزمي هو من قال تلك الجملة الاخيرة؟
التفت ببطء و تسبقتي عيناي الى وجهه المجعد..مازال ينظر لى في ثبات ممسكا ذلك الكوب المعدني الذي يخفق فيه اللبن بينما يتصاعد البخار منه امام وجهه فيحجب بعض التجاعيد ليبدو لي اصغر سنا و اكثر تحديا..
- لقد كان عصيرا و انت تعلم ذلك..

تتكور قبضتاي فأشعر بأظفاري تنغرس  في لحمي..انه يتحداني اذن!
اندفع نحوه و رأسي تتقدمني فأشعر بمن يمسكني من معطفي و كتفي ، لكني الآن لا أرى إلا رأس عم عزمي الأصلع و عينيه المتحديتين..
ربما لا يصلح القلم للكتابة الآن..لكن سنه المدبب يغريني بغرسه في تلك العينين المتحديتين و اخراجهما للعقهما كمصاصة الاطفال...
ترى هل تحوي عيناه قطعة لادن في المنتصف؟!!
                         ------------------------------    
فلأحافظ اذن على ما معي من نقود فلا ادري الى متى ستستمر حاله خوف الكتابه تلك..
لو اعلم لها سببا لكنت عالجتها،وهذا ما يثير عصبيتي و توتري.
الساعة قد تجاوزت الرابعة عصرا وقد قررت المشي قليلا لأهدا بعد شجار المقهى..
شقتي تطل على شارع جانبي هادئ لكن لا تدخلها الشمس مباشرة معظم النهار، لذا لا أشعر برائحتها العطنة الا بعد الغياب عنها في عملي..
اطوح الجريدة و لفافة الشطائر على الأريكه و افتح النوافذ. اعد كوب شاي على عجل كي لا اضطر للقيام مرة اخرى بعد التهامي للشطائر شبه عارى كالعادة.
  اتحرر من ملابسي و اندس تحت الروب الذي اتعامل معه كثيرا كبطانية ذات أكمام و افتح لفافة الشطائر والمخلل و اسندها على ذراع الأريكة ..
اتناول الريموت و اضغط على زر التشغيل باصبعي الصغير متحاشيا ان ألوّث الريموت بالزيت.
No signal
ما هذا؟انهض في تثاقل و قد عزمت على الفتك بمن عبث في طبق الاستقبال..لا ..لم يكن الهواء هو الفاعل..لابد انه أحد أولاد  البواب..
اطل من الشرفة..الشارع خالي تماما و المحال مغلقه..انه موعد حظر التجوال اذن..
اسماعييييييييل...

واسماعيل لا يكتفي بنداء واحد ليرد..يجب عليك استخدام اكثر من اوكتاف صوتي واحد لجذب انتباهه و كأنه طائر السنونو في موسم التزاوج..
الا ان اسماعيل لم يكن سنونو ابدا، فهو اقرب لغراب بأنفه الضخم و جلبابه الرمادي الكئيب..
اسماعيييييييييييييييييييييييييل...انت يا زفت..."

استخدام السباب يجعل النداء اكثر فعالية اذ اراه ممسكا بشومة يهرول ناحيتي بجلباب منتفخ كشراع السفينه..
ماذا يا طارق باشا..هل باغتك البلطجية؟!

و يؤمن اسماعيل منذ الجمعه الماضية ان أي نداء هو استغاثة من البلطجية..اذ انه في حالة استنفار دائم و قلق مصطنع بصدد أمن و حماية البناية..
- الحق بي على السطح..

و ارتدي الروب فوق ثيابي الداخلية و اهرع الى السطح..الهواء بارد جدا..ربما اصاب ببرد يقعدني عده ايام..
التفت حولى فلا اجد طبق الاستقبال..مجرد سلك متدلي على الارض..
اسمع صوت حذاء اسماعيل معقوف المقدمة كأحذية الف ليلة و ليلة و دقات الشومة على الدرجات اذ صعد مسرعا لاهثا تتصاعد رائحة الثوم من أنفاسه..
خير يا باشا؟

ثم يدرك انني ارتدي ملابسي الداخلية فقط تحت الروب فيشيح بنظرة الى السور..
اين طبق الاستقبال؟
اخذته يا باشا كما امرت..هل تريده؟لقد باعه سيد لبائع الروبابيكيا عندما....

دفعته حتى كاد ينقسم ظهره على سور السطح، كذلك لم يبد مقاومه للكماتي و ظل يردد"يا باشا...يا باشا"بلا توقف كأنها تلخص برائته أامامي..
اسمع صوت السيدة انعام في الطابق السفلي يتسائل في ريبة..
من؟من بالأعلى؟اسماعيل.....اسماعيييل...اسماعيييييي.......

و لم تكمل الاوكتاف الثالث اذ اجابها اسماعيل مستغيثا:
- انعام هانم..انا هنااااا..الباشا......
- نعم يا انعام هانم ،انا الباشا و اسماعيل لص اطباق استقبال..

اسمعها تنادي ابنها شادي الذي هرع ممسكا بعصا ممسحة الى السطح و هو لا يدري ما يفعله بها لكن جرت العادة هذه الايام ان يمسك الشاب بشئ ما على سبيل السلاح..
هذا اللص سرق طبقي و يزعم انني اعطيته له..
اقسم بالله لم يحدث..لقد امرني ان اخذه و قال انه سيشتري واحدا اكبر..و حق العشرة هذا ما حدث..

وقف الشاب حائرا بيننا لا يدري ما الذي اقحمه في هذا..ثم ادرك انني اقف بملابسي الداخلية فاشاح بنظره..
حسنا يا استاذ طارق..اهدأ قليلا و...ارتدي ملابسك و نتفاهم..ربما هناك سوء تفاهم...

سوء تفاهم على ماذا؟! أسيُملي علي هذا الشاب ما يجب على ان افعله؟! لن أرتدي ملابسي و لن أترك هذا الغراب..لقد آن أوان الثأر منه ومن جلبابه اللعين..
ربما دفغة اخرى مني و يسقط كالمنطاد من الدور الثامن غير مأسوف عليه..عندها سيبتلع كلٌ لسانه و يكف عن الادعاء..
اخذ اسماعيل في الصراخ و شادي يحاول تهدئة الموقف بينما علا صراخ انعام وهي تحملق فينا من خلف عدسات نظارتها الشبيهة بحلقات البصل..
لحظات و صعد رجال البناية مسلحين بالعصي و المواسير اثر حالة التأهب التي شملت الشارع و البلاد كلها..
بعض الجيران يقفون في الشبابيك و الأسطح المجاورة يأملون فيما هو اكثر لتنطفئ حماستهم بعض الشئ وينقشع التوتر و الإحساس بوجوب فعل شئ ما..
وامام ذلك الموقف العظيم قررت ان اتراجع و ارجئ معركتي لوقت اخر..تركت الرجل وتراجعت و ظهري للباب..
سوف اتركك الان.. لكن لنا حساب فيما بعد..

 و دفعت جميع من كانوا يتجمهرون حولي و نزلت السلم اهوى بفعل الجاذبيه لا اكثر..
القيت بنفسي على الأريكه لتتساقط الشطائر والمخلل على الارض..سببت بصوت عال و اغلقت التلفاز..ماذا سآكل الآن؟ المحال مغلقة و الثلاجة خاوية كثلاجة أي عازب..
القيت القميص و البنطال على الكرسي كي افسح لنفسي مكانا على السرير فسقطت بعض "الفكة" متناثرة هنا و هناك..لم الحظ من قبل ان في جيبي كل هذه الفكة..
انحنيت اجمعها و اضعها في جيبي لكنني لم أجد الورقه ذات المائة جنيه..هذه عشرة جنيهات كانت معي صباحا و هناك مائه جنيه و ورقة بخمسة جنيهات و بعض الفكة التي تقارب العشرة جنيهات..اذن هناك حوالي سبعين او ثمانين جنيه مفقودة..لم تسرق بالطبع لكنها استبدلت بشكل ما..
بحثت في جيب قميصي و جيب المعطف..و جدت كيس بلاستيكي صغير به علبتي دواء..النشرة الداخلية بالإنجليزية وأحد العلب بها قرص ناقص....
ثمن واحد 30 جنيه و الاخرى 42 جنيه.اذن هذا هو المبلغ الناقص..لكن لأي غرض اشتريت هذه الادوية؟!
جلست على السرير اعتصر ذاكرتي..لإن كان عم عزمي كاذبا بشأن القهوة و اسماعيل لصا بصدد الطبق، فمن اخذ مني النقود و اشترى الأدوية و اعادهما الى جيبي دون ان اشعر..؟
يبدو انه انا...لكن لماذا لا اذكر؟
لم لا استطيع الكتابة؟
أهاب الورقة و القلم..و اخشى كرسي المقهى كأنه................................................................
              ----------------------------------------------




                                           3
يقتادوني الى حجرة الإعدام في سجن الميل الأخضر..انا العملاق الأسود الذي تحمّل آثام البشر، أُقاد الى الكرسي الكهربي..
انظر الى يميني لأرى توم هانكس ممسكا بشومة وخلفة شادي ينظر لي في أسى و قد أسند رأسه الى الممسحة..
اجلس في شجاعة على الكرسي و انظر امامي لأرى الرئيس و الحكومة السابقة، لكن لا يبدو عليه انه قد خلع صلاحياته..لا اعلم كيف يبدو المرء اذ يخلع صلاحياته لكنه بالتأكيد لا يبدو كذلك..
عم عزمي يجلس بين "الحكومة" و ينظر لي في ثبات و يغمغم "لم تطلب قهوة منذ البداية لذا استحققت الإعدام.."
ارى امامي شخص ما ينحني على دلو الماء الذي يبللون فيه الإسفنجة التي توضع على رأس المحكوم عليه بالاعدام لتسهيل تمرير التيار الكهربي الى جسده..
يستدير إلي مُخبئا الإسفنجة بين كفيه لكني لا اري ان يديه مبتلتين..سوف يضع على رأسي إسفنجه جافة فأحترق اثناء إعدامي! احاول ان اصرخ لكن الصوت يحتبس في حنجرتي..
 أبصر وجه من يمسك بالإسفنجة...وجه مألوف جدا..
يهمس في اذني..
معذرة...لن استطع الكتابة مرة اخرى...

و يتراجع ليقف خلفي..
كل هؤلاء قد خرقوا حظر التجوال فقط ليروني أُعدم! فالأصعق اذن و احترق كي ينعم هؤلاء بما جائوا لأجله..
يمر التيار اخيرا في جسدي..
و تتصاعد رائحه اللحم المحترق...
                    ----------------------------------------- 












                                         4 
انهض من نومي منتفضا كأنما قد مر تيار كهربي في جسدي بالفعل... اسغل بشده اذ تسللت الى شعيباتي الهوائية رائحه لحم محترق..لا..ليس لحما بشريا.
اشق طريقي الى المطبخ في الضوء الخفيض نحو تجمع الدخان..ارى حلة صغيرة على الموقد يتسرب من تحت غطائها الدخان..اغلق الموقد و ارفع الغطاء فتندفع في وجهي الأبخرة الحارة الخانقه..
في قاع الحلة ترقد اربع قطع لحم متفحمة، يبدو انها انصهرت و اندمجت في تكوين الحلة ذاتها فلم تعد اللحم ولا الحله قابلتين للاستخدام مرة اخرى..
امسك بالحلة من يديها المعدنيتين فتلسع أناملي و تسقط ارضا..
اسمع صوت جرس الباب فأتمهل في الإجابة، عل الطارق ينصرف.
لست في مزاج للضيافة الان..
يرن الجرس مرة أخرى مع طرقات على الباب..
طارق...هل انت بالداخل؟

لكن...من اين جاء اللحم..ما الذي يحدث؟من الذي يتسلل خلفي في كل خطوات حياتي ليصنع تلك المقالب السخيفة؟و ما الهدف؟
طارق...طارق..

يبدو من صوت الرجل على الباب انه متأكد اني بالداخل..لا يحتاج هذا الى ذكاء، فمن الذي يخرج في حظر التجوال؟
ارتديت الروب مرة اخرى و انا امسك بأعلى رأسي الذي ينبض بلا انقطاع..افتح الباب في عصبية..
طارق..سلام عليكم..هل ايقظتك؟ ما هذا الدخان؟

رجل اربعيني يرتدي رداء رياضي"تريننج" انيق و يرتدي نظارة طبية و يمسك بعصا صغير ملفوف بشريط كهربائي احمر..
عليكم السلام...خير؟

بدا على الرجل الارتباك..يبدو انه توقع مني شئ اخر..
خير ماذا يا طارق..انت لا تبدو بخير ابدا..

يمسك بكتفي و يدفعني برفق الى الداخل..يخلع شبشبه الشبيه بشبشبي على باب الشقه و يدخل و يغلق الباب خلفه..ماذا دها هذا الرجل؟!
يلقي نظرة سريعة على حجرة نومي ثم يتوجه الى المطبخ حيث يأتي صوته من هناك..
احترق الطعام؟هاهاهاها...لا تحزن فمروة صنعت لنا صينية مكرونة بالبشاميل و هناك المزيد منها لك...

من مروة و من هو اصلا؟
جرأته عقدت لساني لدقائق فلم اعرف بم ارد..لكني اشعر بالغضب يداعب عقلي فيلتهب الاخير ببطء..
ماذا بك يا طارق؟لقد لحقت بك الى السطح لكنك تظاهرت بأنك لا تراني..تركتك تهدأ، لكني لم استطع ان انزل للحراسة قبل الاطمئنان عليك....ماذا؟ و رحمة امك لا تنظر لي تلك النظرة، فأين اذهب بك الآن و المستشفيات لا تستقبل أحدا؟!

مازال ممسكا بالعصا تحت إبطه و الحلة بين يديه..نظارته غائمة من اثر البخار المتصاعد من الحلة..
وضع الحلة في حوض المطبخ ثم خلع نظارته و مسحها بطرف رداءة و اعاد ارتدائها..امسك بعصاه و اقتادني خارج المطبخ وهو يغمغم بلهجة غاضبة..
انا لم اخطئ في حقك يا طارق..و لا زوجتي..لقد غضبتَ و حلفتَ ان لا أجيء إليك مرة اخرى بل و اتهمتني بالسرقة وإتباع كلام زوجتي..قلنا ان ظروف عملك ربما أثرت على اعصابك و قد سامحناك..و انتظرنا منك مكالمة واحدة حتى تعود المياة لمجاريها..حتى لم تسأل عنا و انت تعلم ان زياد يخرج يوميا الى المظاهرات..

تدمع عيناه قليلا ثم يردف و هو جلس على الأريكة..
لكن منظرك بملابسك الداخلية على السطح اليوم كان القشه التي قصمت ظهر البعير..ماذا دهاك هه؟ماذا تتعاطى؟ان بابينا متقابلين يا أخي و لا تفكر في الطرق عليه مرة..؟!

ماذا يقول هذا الرجل و ما كل هذا العشم؟! مالي انا و مال مروة و زياد و ماله هو و مال رحمة أمي؟!انا لا اذكرها حقا لكن من هو كي يقسم علي برحمتها؟!!
ولماذا تتصلب يداه هكذا على العصا و تنفر أوردته..؟
- اسمع يا...لا اعرف ماذا تريد ولا يوجد بيننا عشم من أي نوع..اخرج من شقتي الآن و الا طلبت الشرطة..اعلم انه لا شرطة الآن لكنني سوف استغيث و سيأتي الجميع كي يفتكوا بك..

يعقد حاجبيه في استنكار شديد..يحاول الوقوف لكن قدماه تخذلانه..
يشير بيديه محاولا ان يتفوه بأي كلمة.. يقبض على عصاه اكثر..
أأأأ...ماذا تقول؟!اخرج؟انا اخرج؟ هل نسيت ان هذه شقتي أيها العاطل؟!هل تسمي ما تفعله عمل حقا؟من....من.........

و تتخلى قبضته عن العصا فترتطم بالمنضدة و تتدحرج ارضا..
يمسك الرجل بصدره و يقوم مستندا إلى الكراسي ممسكا بصدره..اجري و اصفع باب الشقه خلفه..لكني اسمع صوت هبدة اخرى غير صوت بابي..
افتح بابي في حرص و انظر الى الردهة...الى الشقة الوحيدة المقابلة..
أفتح الباب اكثر و اخطو خطوات قليلة و انظر الى السلالم الصاعدة..اعود بظهري الى شقتي و انظر الى السلالم الهابطة...اراه مكوم في وضع تشريحي مستحيل اخر السلم و قد تهشمت نظارته..لقد سقط الرجل!هل قتلته..؟!ربما انزلق او فقد الوعي أمام بابي فسقط..
ماذا افعل..لا شرطة..لا مستشفيات..افتح أجندة الهاتف غير عالم بمن اتصل..ما هذا ايضا؟؟؟ الأجندى بيضاء من غير سوء..لا وجود لأي رقم فيها رغم كونها ذات الأجندة القديمة مثنيه الأطراف..
ابحث عن هاتفي المحمول...لا يوجد عليه اي ارقام مسجلة او رسائل..
اتصل اذن برقم الطوارئ او خدمة العملاء او اي رقم يرد فيه عليّ أي بشري...لكن الهلع انساني كل تلك الأرقام اللعينة .
ارتديت شبشبي و نزلت السلم متحاشيا النظر الى وجهه..اعبث في جيوبه و انا الهث و اكتم صرخاتي..
محفظة..افتحها فتسقط ورقة ما..نصف كيلو لبن..علبة جبن مثلثات...ورقة البقالة..
يظهر وجهة على صورة البطاقة الشخصية...
طاهر امين.. مهندس زراعي..العنوان هو عنوان هذه البناية..اذن هو صاحب الشقه المقابلة لي.. لكن بماذا أخبر الجميع؟مساء الخير..لقد زارني السيد طاهر و يبدو انه ظن انني ناكرا للجميل فأصيب بأزمة قلبية على عتبة داري بعد ان طردته و سقط مهشما؟!
و ضعت ورقة البقال مكانها و طويت المحفظة معيدا اياها الى جيبه...
صعدت الى شقتى و اغلقت الباب..
سوف يجده احدهم حتما و عندئذ لن يعرفوا ما حدث له..بصمات؟هل ستصل الى هذا الحد؟!!التقطت عصاه و مسحتها بطرف الروب ونزلت بها السلم مرة اخرى..وضعتها جواره ثم صعدت درجتين و تذكرت بصماتي على محفتظه و بطاقته! هبطت مرة اخرى و مسحتهما بطرف الروب و اعدتهما بيدي المغلفة بالقماش و صعدت و قلبي يكاد يتوقف..
اسمع صوت صرير باب شقتي..اللعنة..سوف ينغلق الباب و المفتاح بالداخل!الهث صاعدا و يداي ممددتان أمامي كالأعمى و...
طااااخ! انغلق الباب...
اخبط رأسي في الباب عده مرات....غبي غبي غبي...
ارفع رأسي و قد تبرقش مجال رؤيتي بنقاط سوداء..انظر الى اللافتة المعلقة على الباب..
(طاهر امين...مهندس زراعي)
التفت الى الشقه الأخرى خلفي..اضيق عيني و أمد عنقي لأرى افضل..
(طاهر امين...مهندس زراعي)
أحك رأسي في غباء...ماذا تفعل لافتته على شقتي؟اسمع ضوضاء من داخل شقتي..صوت امرأة و صوت تلفاز..

"هذا و قد تظاهر الآلاف من الجموع الغاضبة لليوم الرابع على التوالي مطالبين ب......."
اسمع صوت خفين و صوت طفل يتشاجر مع اخر..
انظر الى نفسي بالروب المفتوح عن آخره، بينما حزامه مازال ملتفا حول خصري..
اذن الشقه الاخرى هي شقتي...لكنها لم تكن ابدا بجوار السلالم الصاعدة..اذن شقته هي.....
"ارحل ارحل يا......"
اهبط السلالم في جزع متحاشيا النظر الى الرجل الملقى في آخرها...أسمع صوت الباب يُفتح..
انظر أمامي و اسمع صوت رنين مميز...وصول المصعد برغم ان احدا لم يستدعيه..لكن...هل في بنايتنا مصعد؟!!!!!
فليكن...مصعد مصعد..افتح الباب و أغلقه خلفي و اضغط على زر الطابق الارضي..اقف و ظهري لمرآة المصعد اتأمل الباب المعدني الملئ بالخدوش...صوت احتكاك غريب ...
على الباب ارى ارقاما...حروفا ..جمل دقيقه جدا كأنها محفورة بأبرة..
تمتد يد من خلفي لتضغط زر الايقاف...
التفت خلفي في جزع فأرى انعكاسي في المرآه..انعكاس لقسمات وجهي فقط ام التعبير فكان ساخرا و اثقا..يرتدي الإنعكاس ثيابا كاملة..
ماذا..؟!!!!

لا ادري ما اقول...يمسك الانعكاس في يده قلم و في اليد الاخرى دفتر و إسفنجة جافة..نعم..كان هو من يمسك بالإسفنجة الجافة في حلمي..يفتح فمه ليتكلم بينما اتحسس زر الدور الأرضي من خلف ظهري..
معذرة..لن استطيع الكتابة مرة اخرى..

و يمد يده بالاسفنجة عبر الزجاج الذي يتشقق حول مكان خروجها فتجرح ذراعه جروح طولية عميقة..
يعتصر الإسفنجة فتقطر دما..
ابتعد عنها في ذعر و اعاود ضغط زر الدور الأرضي و انا اختلس النظرات الى الكتابات المعكوسة على الباب المعدني...
يهمس لي بصوت واثق..
لقد اصبح الأمر مؤلما..الولوج الى عالمك اصبح يدميني كما يدمي ذراعي الزجاج المكسور..اصبح الحاجز بيننا سميكا حتى اوشك ان يكون معتما فلا اراك..

ينفتح باب المصعد فأجري خارجا و اراه مازال واقفا مكانه هناك..
اجري ناحية مدخل العمارة فيلتفت لي اسماعيل في جزع..
من؟من انت؟قف..قف..يا مؤمن...يا سيد..يا بدريييييي...!

و يقف يسد المدخل مباعدا بين ساقيه،يتواثب يمنة و يسرة، يلتفت خلفه كل 5 ثوان مناد لأسماء السابق ذكرهم..
- ماذا يا اسماعيل؟الا تعرفني ايها الأحمق؟انا طارق في السادس..
- طارق من؟ قلت لك قف..

يصل أحد الرجال متسائلا عما هناك..
هذا ليس بلطجيا...مجنون هذا ام ماذا..؟!
لا اعرف يا بدري..كيف دخل اصلا و لماذا يرتدي هذه الثياب؟!

يصل ثلاثة رجال آخرين فيسدون المدخل تماما..انظر خلفي فأجد باب المصعد مفتوح..
اهرع اليه مرة اخرى و اضغط زر 8 فينغلق الباب قبل ان يصل اول الرجال الي..
أجد الرجل في المرآه يكتب شئ في الورقه..
أنت..ماذا يحدث؟!
اعتدت دوما ان اكتب ملخص قصتي على الغلاف الاخيرقبل البدء في كتابتها..اعتدت تسميتها قبل ان اخط حرفا منها..اعتدت ان اجلس في المقهى المعتاد و احتسي الاسبريسو فتدور عجلة الكتابة..اعتدت تلك الأشياء..لكنني لم أعد قادرا عليها الآن..
مالي انا و مال ما تعانيه؟من انت و ماذا حدث؟
ربما تظن ان ما تعانيه -ما نعانيه- هو سدة كاتب..ربما يكون سبب ما أمُر به هو ما سبب كسر طقوس كتابتي و بالتالي انزل حاجز نفسي معتم بيني و بين عالم اعتدت ارتياده ثلاثين عما كاملة..

لا أفهم..نفس مشكلتي..لكن هل جننت و اكلم نفسي؟ فلأنصت ربما نتوصل-أنا وأنا- لحل تلك المعضلة..
طارق..هل تذكر امك؟اخيك؟الذي هو بالمناسبة يرقد ميتا بين الطابق السادس والخامس بسببك؟
اخي؟!
هل تذكر تغير عاداتك و طباعك و إنكارك لأشياء قمتَ بها؟
ماذا إذن؟ماذا تريد ان تقول؟

تتحسس أصابعي الخدوش على الجدران..احاول قراءة اي شئ...
"يجري ناحيه المدخل فيلتفت اسماعيل في جزع"...هذا ما اأراه معكوسا على الجدار..
هذا ما حدث منذ دقائق..ماذا يعني هذا.؟مازال الانعكاس في المرآة يكتب بلا توقف..اسمع صوت خدوش بجواري و ارى جملا دقيقة تُنقش معكوسة على الجدار.."يسمع صوت خدوش بجواره و يرى جملا دقيقة تنقش معكوسة على الجدار"..
إن ما يكتبه الرجل في الورقة هو ما يحدث لي و يكتب معكوسا على الجدران..
يرفع الرجل رأسه عن الورقه و مازالت يده تكتب...
صديقي طارق..اسف على انهاء حياتك بتلك الطريقه الدراماتيكية و دون أي مقدمات..لكن عالمي الخاص يتداعى..
تناولت اخر اقراص علاجي اليومي و لم يجد نفعا مع الألم..إكتئاب..نوبات هلع..غضب..هلاوس سمعية و بصرية..اعتقد ان تلك الغيبوبة هي النهايه يا رفيق العمر..

أية نهاية بالله عليك؟ فلتنتهي أنت او تذهب حيث تشاء..ما علاقة حياتي بك.....ألن نصل للدور الثامن ابدا؟!!
و كأنما سمع افكاري،اخترق بيده الزجاج- الذي اصبح معتما في عده مواضع- و لمس بها كتفي مطمئنا..
- الا تدرك كم أحبك يا رفيق العمر..؟يظنون أن من هم في غيبوبة يحلمون أحلاما لا نهائية..او لا يفعلون شيئا مطلقا، فهم في ظلام حتى الموت..و لكني اخبرك يا رفيق العمر..أنا لا أفكر إلا فيك..لكن افكاري مشوشة غير مترابطة..افكار مؤلف تتلف خلايا مخه تدريجيا..و بسرعة..

لا أدرى ما علاقتي بكل هذا..
صوت الرنين المميز..يفتح الباب في الدور الثامن..فلا اجد اثرا للبنايه كلها..يفتح المصعد على شارع مكتظ بالمتظاهرين..تتطاير بعض الاوراق و تسقط على أرضية المصعد..تلتصق ببقع الدماء على الأرض..
هم...يدافعون عن حريتهم...

ثم يصمت مرة اخرى...لقد كف عن الكتابة اخيرا..
ثلاثين عاما لا أكتب شيئا الا سلسلة مؤلف الروايات البوليسية طارق امين..أنام و أصحو و أنا افكر فيك..ماذا سيقول..كيف سيفكر..ما هي مغامرته التالية..
و يطالبني الناشر بعدد شهري.. فأفكر و افكر..احركك هنا و هناك...هنا تحب..هناك تتشاجر.. 
- هل كنت تصنع بي كل هذا؟!! هل استعبدتني؟
- اتراني حقا استعبدتك ام انت الذي استعبدتني؟!اكتب لك مسار حياتك و يحدد لي وجودك مسار حياتي..تُرى الناشر استعبد كلينا أم ان هناك محركا للجميع؟!

يبتسم و يحرك اصابعه كأنما يحرك خيوط دمية ماريونت..
اندفعُ الى المظاهرة..تجرفني في تيارها..اجرى و ادفع هذا و ذاك...
"إرحل ..إرحل..."
هتافات هتافات..تخفت تدريجيا فلا اميز ما يقال..لا استطيع الخروج من هذا الطوفان البشري..لا إرادة لي إلا إلى ما يتجهون إليه..
يحركونني كيف يشائون بينما  يتحركون هم كيف يشائون لأول مرة منذ عده عقود..
تتحول دفعاتهم لي إلى ما يشبه هبات الهواء..لقد أصبح القوم شفافين وأصواتهم ضبابيى..
اقف و سط ميدان التحرير...الميدان خال تماما..ارى بوضوح الدائرة المزروعة في المنتصف و قد زال عنها خضارها..
لافتات ملقاة على الأرض..اوراق..زجاجات..اسمع فقط صوت وقع اقدامي على الأوراق المتناثرة..
صوت انفاسي..
اصرخ فلا اسمع شيئا..
و في منتصف الميدان المظلم أرى المصعد..
مفتوح...مضئ..
يقف فيه طارق الآخر مرهق..زائغ العينين...
اهرول ناحية المصعد عازما تحطيمه..
سمعي مرهف فأسمع صوت معدني بعيد..
اسمع صوت فرقعه عالية فانظر يساري..
أرى الرصاصة قادمة..ببطء شديد..
يفصلني اقل من متر عن المصعد..المصعد الذي يحوي قصة حياتي معكوسة على جدرانه..و يقف فيه معذبي..و سيدي..
أقف على عتبه المصعد مفكرا..لا مفر من الرصاصة..لقد أُطلقت في اتجاهي و لابد أن تصيبني أنا.....
                       ----------------------------------- 
                                     4  
ارفع وجهي من على أرضية المصعد..ألم شديد في رأسي..
اقف و انظر الى صورتي في المرآة..إنه هو..أنا..وثقب أسود يستقر في منتصف جبهته..أتحسس رأسي فأجد ثقبا مماثلا..
رفيق العمر..لقد إنتهت القصة..لقد كان لقاؤنا قصيرا..لكن الإكتئاب لا يعرف شيئا عن اللقاءات الطويلة..

تشققت المرآة ولم أعد أرى فيها أي شئ..
الباب موصد خلفي..
هل انتهت القصة حقا؟هل تموت القصة بموت خالقها، ام يوجد محرك أكبر لكل هذا..؟؟
هل توارد الأفكار بين الكُتاب صدفة حقا أم أن للقصة حياة خاصة بها؟حياة أبدية تنتقل من كاتب لآخر..تنتهي من عقل لتنتقل لعقل..فهل تنتقل مرة اخرى.؟ هل سأدرك ذلك ام سأضطر للبدأ من جديد في كل مرة..؟
انظر الى مفاتيح المصعد...
1..2..3..4..5..6..7..8..
ماذا اختار؟ هل سيتحقق اختياري أم سيصبح المصعد قبرا أفقيا لي...؟!!!
أمد يدي الى الرقم..
و اضغط...
                                    تمت
فبراير2011 
شيرين هنائي..

Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog

الحلقة ‏العاشرة- ‏في ‏مكان ‏مظلم

المنزل ‏في ‏شارع ‏ميبل- ‏ستيفن ‏كينج