الحلقة التاسعة عشرة-عالم الشياطين

عالِم الشياطين
سيرة إد ولورين وارِن غير العادية
الحلقة ١٩
قضية آل بيكفورد- الجزء الثاني

الشبح: هو كيان ماورائي، غير مادي، لاعقلاني. وغالبا ما يكون غير محسوس أو مُدرك من قِبَل حواس الإنسان. ذلك الكيان في مقدوره أن يكون مرئيا في بعض الأحيان ككيان عدائي يسبب المشاكل والرعب للبشر.
قاموس أوكسفورد الإنجليزي.

***
ملحوظة: الكتاب تحقيق بيجريه الكاتب جيرالد بريتل مع الزوجين إد ولورين وارٍن، وفيه بيستخدم صيغة المُتكلم، وكل البوستات التالية هاتكون على لسانه.

في يوم 1 أبريل، السما فوق البيت بدأت تمطر حجارة!
كانت بتنزل من فوق وتكسر سقف البيت، وتتدحرج بعدها للجنينة. خرجت شارون شافت الوضع ده، فدخلت تكلم جوزها في التليفون، ولدهشتها لقت حجر من دول جاي وراها وكسر شباك المطبخ وكان هايخبطها!
إتصل بيتر بالبوليس وخرج من شغله علشان يرجع بيته رغم الإرهاق الي كان مخلي دماغه تزن طول الوقت.
أما وصل، لقا البوليس واقف قدام البيت بيتفرج في رعب على منظر الحجارة، وفضلت الحجارة تنزل لفترة أكتر من ساعة. بعدها ضابط الشرطة طلب منه يتصل بالكنيسة.
فضل بيتر بيكفورد في البيت لباقي اليوم، وبعد الغروب مباشرة بدأ الأثاث يرتفع عن الأرض وهم قاعدين عليه، شوية وبعض الأثاث نزل على الأرض والبعض التاني إتحطم على الحوائط. إستمر الوضع ده طول الليلة، ومكانش في حاجة قدام الأسرة غير إنهم يهربوا للحديقة، لأن كان في أثاث بيحاول يخبطهم كأنه قاصد.
الصبح البيت كان تحول لأطلال..وبيتر بقا مُجبر إنه ياخد بنصيحة الشرطة، فإتصل بالكنيسة الكاثوليكية القريبة، وإتكلم مع قس وحكاله كل الي حصل. القس أخد عنوان البيت وقالهم إنه هايجيلهم خلال ساعة.
أول ما وصل، دخل بيتر معاه ومشيوا فوق الحطام، والقس طلب من بيتر يتصل بطبيب نفسي لأنه مكانش مصدق إن الي قدامه ده مكانش بفعل واحد أو أكثر من أفراد الأسرة. بمجرد ما القس مشي، بدأت المشاكل تاني. للأسف كان بيتر مضطر ينزل شغله وإلا هايترفد، وكان بيفكر يحكي لرئيسه اللي كان شخص لطيف ومتعاطف وبيسمع أي شكاوى بصدر رحب، يمكن يقدر يعذر غيابه وتقصيره خاصة إن سجل شغله كان ممتاز على مدار سنوات طويلة.
المدير سمع بيتر لمدة ساعة، وتعاطف معاه وصدقه وكان نفسه يساعده، بس مكانش عارف يعمل إيه. فكر شوية في حيرة بعدها قال له: كان في زوجين سمعتهم في الراديو بيشتغلوا في التحقيق في الأمور دي. إسمهم الزوجين وران. بص الي فاكره من حوارهم في الراديو إن في الحالات الي زيك كده، لو جبت رمز ديني مبارك وحطيته في البيت الإزعاج ده هاينتهي. مش عارف الزوجين دول عنوانهم إيه..بس أهو، جرب..
كلام المدير حمس بيتر وحسسه إن في أمل، فنزل البدروم وخرج تمثال رخام للقديسة آن  من صندوق محفوظ فيه،وهو بيأمل إنه يجيب مفعول.
بمجرد من طلع من البدروم ومعاه التمثال سمع صوت دوشة تحت، ساب التمثال فوق ونزل لقا أوضة الغسيل كل محتوياتها طايرة..الغسالة بتلفظ الغسيل الي كان فيها، وكل علب الصابون السائل بتطلع محتوياتها في الهوا وبتغرق المكان. طلع جري فوق فملقاش التمثال. بعدها بشوية لقا التمثال في الحمام، جوه المرحاض.
طلع التمثال ونضفه وحطه في الصالة، وبليل إستمر النشاط الشيطاني، ولقوا التمثال معاهم تحت الغطا في السرير.
وعلى باب أوضة إيريك، شاف بيتر كتابات إباحية ورسوم ممثالة للموجودة في أقذر حمام عمومي. إفتكر بيتر إن إبنه هو الي عمل كده، لكن إريك أما شاف الكتابة دي إنهار من الذعر وبدأ يعيط.. بيتر إعتذر لإبنه وحضنه، وهو حاسس إن كل عيلته بقت ضحايا لإرهاب من نوع خاص.
رغم ضيق الأحوال المادية، إلا إن بيتر كان فاض بيه، وقرر ينقل عيلته من البيت، وبالفعل لموا شوية هدوم وراحوا لفندق بسيط قريب منهم.
في الفندق، نامت الأسر كلها في أوضة واحدة من الخوف، لكن فورا عرفوا إن مافيش مفر..النور بدأ ينور ويطفي..اللوحات على الحيطان طلعت من مكانها، صوت الطرقات بدأ يعلى.
صبعا محدش نام، والصبح، خرجت الأسرة تفطر، وأما رجعوا أوضتهم لقوا كل حاجة متدمرة..الأثاث مقلوب، الفرش متقطع، سوست المرتبة متناثرة في كل حتة. لسه هايفكروا يصلحوا كل ده إزاي، لقوا مدير الفندق بيخبط عليهم وبيقولهم إن نزلاء المكان بيشتكوا من الأصوات الي طالعة من أوضتهم. وبص ورا بيتر شاف إن الأوضة متدمرة تماما!
فضل بيتر يعتذر، لأن مافيش أي مبرر أو حجج تقنع المدير، ودفع تكاليف الإصلاح ووعد المدير إن الدوشة دي مش هاتحصل تاني. لكن بليل بدأت الإزعاجات تاني، فخدوها من قصيرها ورجعوا بيتهم.
أول ما فتح بيتر باب بيته يوم 6 أبريل، كانت الروائح الي شمها فوق أي وصف. السجاد والسراير كانوا غرقانين بمزيج من أكل ومنظفات وخمور وملمع أخذية وكولونيا! الفوط كانت محشورة جوه المراحيض. كل الأثاث كان مقلوب أو متكسر. الحوائط مكسوة بكتابات كلها إباحية وكفر بالحبر الأحمر.
فضلت الأأسرة يوم كامل يحاولوا بس يتخلصوا من كل الأغراض الي باظت دي، ويمسحوا الحوائط."
هاقاطع إد وأسئله، ليه الكيانات دي مهتمة أوي بتدمير ممتلكات الأسرة؟
- " زي ماقولتلك، الكيانات دي مُخربة، وبتسغل قدراتها في الضغط على أعصاب الناس لدرجة تدفعهم للجنون أو الكفر. في يوم أحد الزعف، 7 أبريل، كان تيري أخو بيتر جايب أسرته علشان يتغدوا عندهم بالمناسبة دي، ومكانش عنده فكرة باللي أخوه بيمر به طبعا.  تيري كان رجل قوي وواعي وإيجابي، شارون ساعتها فكرت إنها تعزمهم وتحكي لتيري كل حاجة يمكن يقدر يساعدهم."
فعلا أما وصل، بدأت شارون وبيتر يحكوله رغم إن اليوم ده بالذات ولحد ما أكلوا العشا سوا، محصلش اي حاجة غريبة. كل الي تيري كام مُصمم عليه هو إن أكيد في تفسير عقلاني للي بيحصل ده.
في السهرة، إجتمعت الإسرة حوالين أسرة تيري وقعدوا يتفرجوا على صور رحلتهم  السياحية الأخيرة. الأمور فضلت ماشية كويس، لحد ماظهرت صورة فيها تماثيل للمسيح ومواقع سياحية دينية..فيكي قامت مفزوعة وهي بتشاور ناحية باب البدروم. كان في فيضان مياه طالع من الحيطة نفسها! الكهربا إتقطعت، وبعدها بلحظات بدأت أصوات الطرقات في الدور الأعلى. جري بيتر وتيري للدور العلوي علشان يستكشفوا مصدر الطرقات، لكن كل ما كانوا يقربوا من الصوت، الصوت كان بينتقل لمكان تاني أبعد. تتبعوا إنتقال الصوت لحد ما وصلوا السطح، وكان الصوت هناك كأن في كتيبة من النجارين بيخبطوا بمطارقهم بكل قوتهم على الخشب. البيت كان بيترج، واللوحات بتقع من على الحوائط.  باقي الأسرة تبعت الرجلين للسطح، وصمم بيتر إن تيري ياخد ولاده ومراته ويبعد من هنا. طبعا تيري مكانش عايز يسيب أخوه في موقف زي ده، بس بيتر أصر ومكانش في مفر غير إن تيري يوافق وينصح أخوه إنه يشوف قس تاني ضروري، لأن مافيش أي تفسير عقلاني للي شافه بعينه ده.
الليلة دي، أعصاب عائلة بيتر إشتعلت..كانت فيكي بتصرخ في أخوها: هاقتلك! فأخوها يقولها في جنون: مش هاتلحقي! فتتدخل شارون بكل عصبيتها: أنا الي هاخلص عليكم إنتم الإثنين! إخرسوا!
مكانش في سبب واضح للخناق ده. إستمر الصوت المزعج ، ووقف بيتر بيكفورد وسط حطام بيته، بيبكي، ومش عارف يعمل إيه وهو بيترجى عيلته يسكتوا شوية..بيترجى أي حد ممكن يسمعه إنه يهدا ويسيبه في حاله ويكتفي باللي حصل.
فجأة بصتله أسرته وإنهاروا هم كمان، قفل كل واحد منهم على نفسه أوضة وفضل يبكي لحد الصبح..
تاني يوم، 8 أبريل، قعد بيتر يشرب قهوته وهو بيفكر وقرب يتجنن..يروح لمين؟ عمال الصيانة ماعندهومش تفسير..البوليس قاله يروح الكنيسة، والكنيسة ما صدقتهوش..وحتى أخوه ما عرفش يعمله حاجة. إلتفت بيتر وراه بالصدفة، فلمح الصليب الكبير المتعلق فوق الدفاية، وفكر في الرهبان..الرهبان ممكن يساعدوه أو على ألأقل ينصحوه يعمل إيه.
بعد الفطار، توجه بيتر لدير رهبان، وقابل راهب في الاربعينات وحكاله كل الي مر بيه.
- ممكن لو تتكرم تيجي البيت وتشوف بنفسك؟
وافق الراهب، ورجعوا سوا لبيت بيتر. تفحص الراهب الدمار الي حصل للبيت، وقرأ الكتابات الي فشوا في مسحها عن الحوائط، والغريب إنه مكانش مستغرب. طلب من بيتر يقعد ويسمعه كويس وقال:
- خليني أشرح لك إيه الي بيحصل هنا حسب إعتقادي. في حاجات كتير بتحصل في الدنيا من الأفضل إننا نحتفظ بحقيقة وجودها لنفسنا، وتفضل سر عن الناس.. الحاجات دي محدش هايصدقها غير الي بيشوفها، والكلام فيها هايعمل بلبلة مالهاش داعي. في رأيي المتواضع وحسب خبرتي البسيطة، المشكلة اللي إنت بتعاني منها سببها كيانات روحانية. إنت بتؤمن بوجود الكيانات دي يا بيتر؟
- الأيام دي أنا ممكن أقتنع بأي حاجة.
- طيب..النوع ده من الكيانات بيستمتع بإيذاء البشر..ودول مش أشباح موتى لو كنت فكرت في ده. ده كيان روحاني من نوع خاص مانعرفش عنه أكتر من إنه موجود، وإنه أكثر شرا مما نتخيل. أنا ما أقدرش أتعامل مع الكيانات الموجودة في بيتك، لكن أعرف رهبان تانيين يقدروا. عايزك بس تكون فاكر إن في غوامض كتير في الكون..حتى العلم نفسه بيكتشف حاجات جديدة كل يوم ماكوناش نتخيل وجودها. 
قبل ما الكنيسة تبعت لك متخصص لحالتك، لازم تأكيد وتقرير إن الي بيحصل معاك مالوش تفسير علمي، وإنه خوارقي بلا جدال. العقل البشري سهل خداعه يا بيتر، وبنحتاج تأكيد للأمور دي. مش بقصد إنك مُدعي أو كداب، بس يمكن يكون في تفسيرات مش شايفينها بعيدا الخوارق. قولت إيه؟
- أكيد حضرتك تعرف أكتر مني.. موافق على اللي تشوفه صح.
- هاقترح عليك إسم حد ممكن يساعدك في عمل تقرير عن حالتك، بيشتغل تبع الكنيسة. إسمه إد وارن.
دي كانت تاني مرة يسمع فيها بيتر إسمه إد وارن. وصل بيتر الراهب للدير، وهناك كلم الراهب إد وكتب لبيتر رقم تليفونه وطب منه يتصل بيه أقرب وقت.
في نفس اليوم، بيتر راح شغله متأخر شوية، وكلم منزل الزوجين وارن من هناك. ردت عليه جودي بيني، وهي السيدة الي بتتولى رعاية منزل الزوجين أثناء غيابهم، وبترد على المكالمات الواردة وتنظم مواعيدهم القادمة. سمعت جودي شكوى بيتر الي مكانتش أول شكوى مرعبة تسمعها في حياتها، لكنها خافت بشكل خاص. قالت لبيتر إنها هاتوصل لآل وارن رسالته وطلبت منه يتصل السبت يكونوا رجعوا من السفر.
يوم السبت كان لسه قدامه خمس أيام، والايام اللي فاضلة دي كانت أيام لها خصوصية دينية، وطبعا كان النشاط الروحاني فيها أعلى من غيرها. 
في اليوم التالي، صحيت عائلة بيكفورد على صوت خبط على سطح البيت. ولقوا أمطار من الحجارة نازلة على البيت من السماء. فضلت الأمطار دي ساعات كل يوم من ايام الأاسبوع ده. إختلفت الأحجار دي من يوم ليوم، ساعات بتكون أقل أو أكبر حجما، كثافة سقوطها بتختلف.. حتى إن في يوم كانت بتنزل من السما في مسار متعرج! الأحجار دي اغلبها كان بيختفي بمجرد ما يلمس الأرض، بس بيفضل منها كمية بيكون لازم تتشال. أثناء الأمطار الحجرية، كانت الفوضى في البيت من جوه مستمرة.. اللوحات بتتقطع، الكتابات مستمرة على الجدران، وتمثال القديسة آن بيختفي وينتقل من مكان لمكان كل شوية.
في ليلة، الأسرة سمعت صوت تمزيق عالي جدا جاي من أوضة إيريك، ولقوا سريره متقطع والمرتبة نفسها منقولة من مكانها ومغطية لوحة تمثل السيد المسيح. ليالي تانية كانوا بيسمعوا صوت نحيب مفزع وعويل..بعدها بيلاقوا التلاجة متحركة من مكانها، أو منقولة بالكامل لأوضتهم. وده حصل مع أشياء كتير في البيت، سندان حديدي ضخم إنتقل من الجراج لجوه الديب فريزر في البدروم، أدوات التصليح إنتقلت من الورشة للدولاب في الدور العلوي..إلخ. معادش حاجة في مكانها أبدا.
كمان كانوا بيحسوا طول الوقت بأن في حد في الأوضة معاهم بيراقبهم. الشعور ده كان مرافق لسماع خطوات، أو حفيف قماش، أو صوت تنفس تقيل. مرة شارون حست بالتواجد ده، فبصت وراها فجأة وشافت تجسد أسود واقف وراها مباشرة!
بحلول يوم 12 أبريل، كان في يقين عند الأسرة إن البيت ممكن ينفجر في أي لحظة. ومحدش فيهم كان بيقدر يقعد ثواني لوحده في اي مكان حتى الحمام. 
عائلة بيكفورد كان قدامها أمل واحد مستنياه، عودة آل وارن من السفر. وكانوا خايفين الأمل ده كمان يطلع كاذب، ساعتها مش هايكون قدامهم أي حل تاني.

بُكرة إن شاء الله هانحكي آخر فصل في قضية آل بيكفورد.. إد ولورين ساعدوهم فعلا؟ إزاي كيان شيطاني بالعنف ده هايخرج بره حياتهم؟

تابعونا البوست الجاي بكرة إن شاء الله. ماتنسوش إن اللايك والشير هو الشكر الي بنتمناه منكم مش أكتر.
#إد_لورين_وارن
#عالم_الشياطين
#شيرين_هنائي

Comments

Popular posts from this blog

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي