حقيقة جلسات تحضير الأرواح

جلسات الإستحضار
" دي حلقة خاصة عن جلسات تحضير الأرواح بناء على طلبكم  اول إمبارح. المحتوى مترجم ومختصر من خمس مقالات اجنبية، ولا يعبر عن قناعاتي الخاصة"

جلسة الإستحضار هي محاولة للتواصل مع الأرواح والكيانات الخفية بهدف إستقبال رسائل من العالم الآخر مباشرة أو عبر وسيط روحاني.
شاعت إقامة جلسات التحضير في منتصف القرن التاسع عشر بعد شيوع المعتقدات الروحانية. أشهر سلسلة من جلسات التحضير قامت بها ماري تود لينكولن حزنا على إبنها.وأقامت الجلسات دي في البيت الأأبيض بحضور زوجها الرئيس الأمريكي آبراهام لينكولن وعدد من الشخصيات البارزة.
رغم التشكيكات في كون الجلسات دي حقيقية، إلا إنها فضلت جزء لا يتجزأ من ممارسات المُعتقدات الروحانية لحد النهاردة.
مصطلح جلسة الإستحضار ممكن يشير إلى واحدة من الأربع أشكال الشائعة للممارسات دي رغم إختلاف كل منها عن الآخر من حيث الشكل والأدوات المستخدمة والهدف منها ونتائجها. الأنواع دي هي:

1- جلسات الإستحضار الدينية:
في العقيدة الروحانية والماورائية الإلهية (مذاهب من الروحانية في الولايات المتحدة) بتهدف الجلسات دي للتواصل مع سكان العالم الآخر من الأأرواح، وبيتم تسميتها بإسم (جلسات إستقبال الرسائل). بتتم الجلسات دي في كنائس الروحانيين جيدة الإضاءة،أو في مكان مفتوح خاص بالممارسات الروحانية زي معكسر كاساداجا في فلوريدا. بيتم في الجلسات دي إستقبال رسائل من العالم الآخر في حضور عام، وساعات بتتم داخل كنائس الروحانيين في حضور عدد من معتنقي العقيدة دي، والرسايل هنا بتوصل عبر وسيط روحاني، وهدف الرسائل دي هو تطهير نفوس الحضور عبر معرفة حكمة جاية لهم من العالم الآخر.

2- الصقر الأسود:
بالإضافة إلى التواصل مع الأرواح الي لها صلة شخصية أو صلة قرابة بالحاضرين لجلسات التحضير، كنيسة العقيدة الروحانية بتقيم جلسات للتواصل مع الأرواح الي يعرفها الوسيط أو أحد  معتنقي العقيدة بشكل عام بدون وجود صلة قرابة أو صداقة في الماضي. كمثال، تم تحضير روح الصقر الأسود وهو مقاتل أمريكي من  قبيلة الثعلب وكان عايش في القرن التاسع عشر. التواصل مع روح الشخص ده بالذات كانت متكررة خاصة من خلال كنيسة الروحانيين الأمريكيين من أصل إفريقي من وقت قيامها، وبقى تحضير الأرواح من النوع ده بيسمى الصقر الأسود وهو بإختصار تحضير روح شخصية معروفة ولا صلة قرابة بينها وبين مُحضريها.
أما بالنسبة للروحانيين الأمريكيين من أصل لاتيتني، فالنوع ده من التواصل مع الأرواح بيسمى "ميساس" أو "الجماهير"، وبيحضروا فيها أرواح القديسين والشهداء  من الأجداد الكاثوليك.

3- جلسات الوساطة المسرحية:
فيها بيتواصل الوسيط الروحاني مع الأرواح وهو جالس على خشبة مسرح، وقدامه الحضور قاعدين على مقاعد القاعة. وهي مختلفة عن الأنواع السابقة الي بيكون فيها الحضور قاعد مع الوسيط على نفس الترابيزة، أو بينهم تواصل جسدي زي إنهم يكون ماسكين إيدين بعض. أشهر الوسطاء الي كانوا بيمارسوا النوع ده هو باسكال بيفرلي راندولف، وكان بيتواصل مع أقرباء الحضور من الموتى وبيتلقى منهم رسائل. كمان كان مشهور بقدرته على التواصل وتلقي الرسائل من فلاسفة مشاهير أهمهم أفلاطون.

4- جلسات جماعية لمساعدة الوسيط:
الجلسات دي بتتم في حضور عدد قليل من الناس، وبيجتمعوا حوالين ترابيزة في حجرة مظلمة أو نصف مظلمة، وبإستخدام الطاقة الروحانية المنبعثة من الحضور، بيقدر الوسيط يتواصل مع الروح ويتكلم عن لسانه مباشرة، أو من خلال تحريك مؤشر لوحة ويجا أو بتجسد جزئي عبر أحد الأاشياء الموجود والمُعدة للإتصال ده، أو عن طريق إصدار أصوات دقات أو تحريك بعض الأجسام الخفيفة..إلخ. وهو أشهر أنواع جلسات الإستحضار. وهنا بتتم الجلسات في النهار، لكن في مكان مظلم لتشجيع الأرواح على التواصل. شرط الضوء القليل ده بيخلي المُتشكيين في صدق لجلسات دي يتأكدوا من شكهم، وبيقولوا: إزاي نشتري عربية في الضلمة؟
ولأن شكل الجلسات ده هو الأكثر شيوعا، والأكثر قابلية للتزييف، فإن عدد المرات الي تم إكتشاف المُدعين من خلاله بيخلي في شك كبير جدا في مصادقيته، خاصة إن أي خدع أو آلات تدي إنطباع التحريك أو الصوت بيكون صعب إكتشافه من طرف الحضور أو من خلال الصور لأول وهلة بسبب الظلام.

جلسات الإستحضار محل إهتمام كبير حاليا من ناس كتير، وبيمارسوها بعيدا عن الدين وبدون وجود وسيط روحاني من باب الفضول والتسلية ومعرفة وإستكشاف الحدود الفاصلة بين الواقع والماورائيات، وبيكون بطل أغلب التجارب دي لوحة الويجا.

إيه هي الوساطة الروحية؟
هي ممارسة نوع من التأمل أو الإسترخاء للوصول لحالة الغشية للتواصل مع أرواح الموتى. لكن بعض الوسطاء بيكونوا متيقظين أثناء مرحلة التواصل دي. الوسطاء اللي بيحتاجو للوصول للغشية ما بيقدروش يفتكروا أي رسائل تلقوها أثناء فقدانهم للوعي، وبيكونوا محتاجين مُسجل صوتي أو حد موثوق منه يكتب عنهم الرسائل الي بيتلقوها.

أدوات الإستحضار الروحاني الشائعة:
1- اللوحات الروحانية، والمعروفة بإسم لوحات الويجا، هي لوحات من الورق المقوى أو الخشب أو البلاستيك مكتوب عليها الحروف الأبجدية والأرقام وكلمتي (نعم-لا) وبعض اللوحات قد تحتوي على رموز تانية مختلفة، وبيكون معاها مؤشر مثلث بيسموه (بلانشيت) وممكن إستخدام الكوب أو زجاجة فاضية بدلا منه.
كل واحد من الحضور في الجلسة بما فيهم الوسيط إن وُجِد، بيحط صباح واحد من إيده على البلانشيت أو وسيلة الإشارة المُختارة،وبيتبدأ فترة من التأمل والتركيز في التواصل مع الأأرواح بعدها بيتم سؤال الروح الي بيحاولوا يتصلوا بها اسئلة وبتجاوب عن طرق تحريك المؤشر ده بدون إرادة من الحضور.

2- الأبواق والألواح والمناضد والخزانات:
خلال النصف التاين من القرن ال19، بدأ بض الوسطاء في تطوير أدوات مختلفة للإستخدام في جلسات الإستحضار، خاصة الجلسات الي بيكون للحضور فيها دور مساعد للوسيط، والي بتقام في غرف مظلمة.
الأبواق الروحانية هي أبواق على شكل قرن مجوف، يقال إنها بتساهم في توصيل أصوات الأرواح وتكبيرها من مجرد همسات إلى صوت مسموع.
أما "ألواح الأارواح" عبارة عن سبورتين صغيرين ماسكين في بعض بمفصلة زي الكتاب، بتتقفل وتتفتح بعد محاولة التواصل والمفروض بيلاقوا مكتوب عليها الرسائل الي عايزة الأارواح توصلها.
منضاد الإستحضار، هي منضاد خفيفة الوزن يقال إنها بترتفع أو بتطير أو بتتحرك في وجود الأرواح. 
خزانات الأرواح، تعتبر بواية لعالم الأرواح، وبجلس الوسيط بداخل الخزانة دي وبيتربط بالحبال علشان محدش يقول إنهم بيتحركوا جوه الخزانات دي او بيتلاعبوا بالحضور عن طريق أدوات معاهم جوه.

التشكيك في مصداقة جلسات الإستحضار:
 بعض العلماء، وأغلب اللادينيين بيعتبروا الأرواح والأديان كلام فاضي، أو على الأقل نوع من الإحتيال الإيماني. بيدعم تشكيكم ضبط عدد من الوسطاء الروحانيين وهم بيحتالوا على الحضور عن طريق حيل مُستخدمة في سحر المسارح الترفيهي لإعطاء الإنطباق بالتحريك بدون مُحرك، وتضخيم الأاصوات وغيرها من الحيل. كان من أبرز حركات المتشكيين هي حركة " لجنة سيبرت" والمكونة من أعضاء من جامعة بنسلفانيا، وكان هدفها تنقية العقائد الروحانية والأديان من النصابين. على جانب آخر، بدأ الساحرين هوديني و ونيفيل ماسكلين حركة موازية لتحقيق نفس الهدف وهو كشف المُحتالين.
سنة 1976 كتب الوسيط الشهير لامار كيني كتاب بيكشف فيه وسائل الإحتيال الي كان بيمارسها في جلساته. لكن أضاف إن عنده إيمان لا يتزحزح بوجود إله، بالحياة بعد الموت، وبالقدرات العقلية الفائقة للحواس، وبالظواهر الرواحانية.
بيزعم المتشككين إن الأصوات شديدة التنوع الي بتصدر من حناجر الوسطاء وبيدعوا إنها أصوات الأرواح، يمكن لأي شخص ذو مواهب مسرحية إنه يعملها. كمان فسروا حركة البلانشيت على لوحة الويجا بإنها بفعل أحد الحضور، خاصة إن في كذا إصبع محطوط عليها وبيكون صعب معرفة من الي حركها، والخدعة دي بيستخدمها المراهقين في حفلاتهم كل يوم من غير ما صحابهم يكشفوهم.
كمان بعض العلماء قال إن ممكن أحد مستخدمي لوح الويجا يحركها لا شعوريا عن طريق لاوعيه.
على جانب آخر، بيستمر الوسطاء في جلسات الإستحضار لحد النهاردة، وبيبدئوا يتخلصوا تدريجيا من الأدوات المُستخدمة والي بتشكك في قدراتهم. وبدأ يكون في وسطاء بيشتغلوا في النور ووسط مجاميع من الناس وبسمحوا للمصورين ومسجلين الصوت بالتسجيل والفحص المُتأني.
المسيحيين واليهود بيحرموا عموما أي محاولة للتواصل مع الأوراح أو إستحضار اي كيانات ماورائية من أي نوع.

في الصور المُرفقة، بنشوف عدد من الأدوات المُختلفة الي بيستخدمها بعض الوسطاء، ومنهم وسيطة روحانية إستخدمت شماعة ملابس وملاءة وقناع مسرحي. ووسيطة تانية إستخدمت صورة كبيرة مطبوعة على خشب..الإثنين بيزعموا إحتياجهم لجسد تاني لإسقاط الروح عليه، ومحاولة التواصل مع الروح من خلال حبل بينهم وبين الجسد الصناعي ده. نقدر نقول إنهم عاملين جسد بديل لجسد المتوفى علشان يحل فيه لفترة ويتشجع على التواصل.
من الأشياء الغربية والمرعبة الي بتتشاف في بعض جلسات الإستحضار، هي الإكتوبلازم. 
الإكتوبلازم معناه مشتق من الكلمتين اليونانيتين "إكتو" بمعنى خارجي، و"بلازما" بمعني شيء مُشتكلِّ. في علم الروحانيات المُعرب الإكتوبلازم هو " الجبلة الخارجية". الإكتوبلازم بيوصف مادة بتخرج من فم أو أنف أو أذن الوسيط الروحاني، وبتعتبر من مُخلفات الروح المُستحضرة. وبرغم شيوع المُصطلح ده، إلا إن العلم بيرفضه خاصة بعد تحليل بعضه عند وسطاء ثبت إنهم مُحتالين، ولقوه عبارة عن شاش أو ورق مطبوخ أو تركيبة من عناصر طبيعية عادية.
الروحانيين بيعتقدوا في وجود المادة دي بشكليها الشبية بالشاش أو الشبية بالمخاط الأخضر. بعضهم بيوصفه بدقة أكتر وبيقول إن المادة دي أما بتخرج من الوسيط في البداية بتكون شفافة وغير مرئية تقريبا عند بداية التواصل، وبتكون مرئية وصلبة أكتر مع الوقت. في حالات، بيكون للإكتوبلازم رائحة قوية. وحسب زعم الوسطاء إن الإكتوبلازم بيتبخر لو تعرض للضوء.
الباحث الروحاني جوستاف جيلي، بيوصف الإكتوبلازم وبيقول:
- هي مادة متغيرة الشكل، ساعات بتكون زي البخار، ساعات زي المخاط، أو البلاستيك أو الخيوط المعزولة.
الكاتب آرثر كونان دويل الشهير بيوصف الإكتوبلازم على إنه مادة جيلاتينة بتتجمد مع الوقت، وبتستخدم في أغراض أخرى روحانية.
وجود الإكتوبلازم لم يثبت علميا، وتحليل المادة دي ثبت إنها مش من أصل خوارقي. بينما المتأكدين من وجودها بيقولوا إن علشان شيء خوارقي يتجسد في العالم المادي لازم يكون مكون من عناصر أرضية، وبيزعموا إن الكيانات الشيطانية بتقدر تترك آثار مشابهة للفضلات البشرية آثناء تواجدها.
باحثين روحانيين زي دبليو جاي كروفورد، شاهد المادة دي وهي بتخرج من أنف أحد الوسطاء، وقال إنها شبه بلازما الدم، وبتتجمد مع الوقت لشكل شبيه بالشاش.

في وسطاء روحانيين مخادعين بيبلعوا شاش بيخرجوه أثناء الجلسات من بقهم، وبعضهم عنده القدرة على إخراج محتويات فمه من مواد زي الغراء الأبيض أو الزبادي  أو نشاء البطاطس الملون وغيرها من مواد عبر أنفه علشان يدي الإيحاء ده.
الأغرب من ده كله إن الباحث الروحاني البرت فون شرينكن فوتزينج، تحرى عن حالة الوسيطة الروحانية إيفا كارييه، وأعلن إن الإكتوبلازم الي بيفرز منها هو "تجسد روحاني لأفكارها" وهي مقدرة ذهنية بتخلي صاحبها يقدر يجسد أفكاره على هيئة ضبابية قابلة للرؤية والتصوير، وفي سنة 1923 نشر الباحث كتاب وفيه صور الإكتوبلازم ده.
كتب دونالد ويست، باحث في ماوراء علم النفس، إن الإكتوبلازم الخاص بإيفا عبارة عن ورق ممضوغ ودبابيس، وإنه قدر يميز ده بوضوح من خلال الصور المنشورة. وقدر يميز بعض الكلمات المكتوبة من المجلة الي إتاخد منها الورق، وقال إن صورة الوش الي باين وسط الإكتوبلازم متاخد من مجلة معروفة.
رجع تاني الباحث البرت فون شرينكن فوتزينج يدافع عن نظريته ويقول إن إيفا كانت قرأت المجلة دي وطبيعي إن صور منها تظهر ضمن تجسيد أفكارها، وإنه لم يزعم إن اللي في الصورة ناتج عن تواجد أشباح أصلا، وإن زعم دونالد ويست إنها نصابة هو هو الدليل على صدق إيفا.

تم تقصي جلسات الإستحضار الخاصة بالوسيط الدنماركي أينر نيلسن، والمتقصين من جامعة كريتسنا في النرويج وجدوا إن الوسيط كان بيخبي مواد الإكتوبلازم فتحة الشرج وبيزعم إنها خرجت منه من نفس المكان. 
وسيطة تانية إسمها مينا كراندون، أصدرت تجسد إكتوبلازمي يشبه اليد الصغيرة الدامية  من بطنها وشاورت للحاضرين، وفيما بعد لقهوها إيد منحوتة من كبد حيواني. الي شافوا الظاهر الي عملتها مينا قالوا إنها من أمهر المزيفين للإكتوبلازم في التاريخ.

قصاد كل المزاعم دي، في عدد كبير من الوسطاء  الروحانيين ما بيعلنوش عن نفسهم، ومابيعملوش جلسات إستحضار ولا بيتقاضوا أموال. الوسطاء دول بدئوا في الظهور فس النصف الثاني من القرن العشرين، برغم تواجد أمثالهم من زمان، لكن ظهورهم كان ناتج عن عزوف المُزيفين عن المجال ده بعد تسليط العلم الضوء على إحتيالهم وكشفه لها.
الوسطاء دول بيرفضوا وصف وسيط روحاني، وبيفضلوا بدلها كلمة مُستبصر، لأن مواهبهم لا تقتصر على رؤية الأرواح فقط، بل على رؤية لمحات من الماضي والمستقبل والشعور بوجود الكيانات الشيطانية وغيرها من الحساسية تجاه العالم غير المرئي.
بعض المستبصرين خضعوا للفحص في معامل الباراسيكولوجي ومعامل جوزيف بانكس راين، وتم ثبوت بعض مواهبهم زي الرؤية عبر الحوائط، وقراءة الأفكار، ورؤية لمحات من الماضي أو من بعض الأشياء المحجوبة عنهم. لكن العلم مازال عاجز عن إثبات كل ما له صلة بأرواح الموتى حتى الآن بالوسائل المتاحة حاليا.

Comments

  1. جميلة يا شيري بالتوفيق دايما يا حبيبتي 😍❤❤👏👏👏

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي