الحلقة ‏الثانية ‏عشر- ‏في ‏مكان ‏مظلم

في مكان مظلم
 ( قصة الإستحواذ الشيطاني على الطفل ستيفن سنيديكر وعائلته- قصة حقيقية من ملفات عالمي الشياطين إد ولورين وارن)

الحلقة 12



بليل، آل صحي مفزوع على مايكل بيصحيه..
- بابا، آسف..
- مالك يا حبيبي في ايه؟
- النور منور في أوضتي مش عارف أنام.
- في إيه يا مايكل، طفيه..
- أيوه يا بابا بس حضرتك فكيت اللمبات أصلا أطفيه إزاي؟!
قام آل مفزوع وهو مش مستوعب الي بيتقال. سأل مايكل:
- مش فاهم النور منور إزاي؟
- منور!
- انت ركبت لمبة؟
- لا..
- يبقا ستيفن ركبها..
- لا يابابا مافيش لمبة..النور منور من غير لمبات!
بص آل لكارمن علشان يتأكد إنها ماصحيتش، وقام لبس الروب ونزل مع مايكل للبدروم. كان شبه متأكد إن مايكل بيحلم، بس التأكد ده بدأ يتلاشى كل ما كان بيقرب من البدروم.
بص آل للبدروم من فوق السلم ولقا الأأنوار منورة فعلا!
- إنت أخدت لمبة من درج المطبخ صح؟
- لا! مافيش لمبات!
نزل مايكل السلالم بس آل كان واقف مكانه، قلبه بيدق ومعدته متقلصة.
- بابا، مش هاتنزل؟
- أيوه أيوه..نازل..
آل مسك الدرابزين جامد ونزل ببطء، البدروم كان منور من نور جاي من أوضة مايكل. بص آل لمصدر الضوء وقلبه كان هايقف. من السلك المتدلي من السقف كان في كرة نور شديدة بتنور المكان. كان نور عادي لكن فيه شيء مرعب غير مفهوم. قرب آل ببطء من الضور الي كان جاي من السلك مباشرة، وفجأة الضوء إختفى وسابهم في الظلام الحالك.
- شوفت يا بابا؟
آل مكانش عارف يرد يقول إيه، وإيه التفسير للي شافه. بلع ريقه وقال لمايكل وهو بيحاول يكون ثابت:
- شوفت إيه؟
- النور.
- الدنيا ضلمة كحل أهي، فين النور ده؟
بص له مايكل في ذعر وهو مش فاهم ليه بينكر. زعق آل فيه وقال:
- مالك يا مايكل؟ تصحيني في نص الليل علشان..علشان...روح نام..روح!
لق آل بسرعة وطلع السلم وحاول ما يقعش أو يترعش من الخوف. وأما إترمى على السرير لقاه برضو بيتهز! بص لكارمن ودعا ربنا إنها ماتصحاش. قام لبس الروبتاني وخرج برة الأوضة.
راح المطبخ وفتح إزازة بيرة، ولدقايق مكانش مدرك إنه بيبكي.
_________________
همس الصوت:
- إنت كنت صح..
ستيفن كان نايم على ضهره في سريره وباصص في السقف.
- هو مش أبوك، مش كده؟
هز ستيفن راسه ببطء (لا)
- هو مش مصدق أي حاجة بتقولها، ولا واثق فيك ولا بيحترمك..مش كده يا ستيفن؟
هز راسه (لا) مره تانية.
- رد عليا يا ستيفن..
- لا..
- مش هانيفعك في حاجة، صح؟
- صح..
- وجوده بيمنعك من التجربة والنضج، صح؟
- صح..
- وجوده بيمنعك من إنك تكون الشخص الي وعدتك إنك هاتبقاه، مش كده؟
- كده.
- وإنت مش عايز ده يحصل؟
- اكيد مش عايز..
- ليه؟
- لأان..لأانك قولت كده!
- أنا مين يا ستيفن؟ أنا مين علشان تثق فيا؟
- أبويا..إنت أبويا..
- أنا مين يا ستيفن؟
- إنت..إنت الرب.. يسوع..
- برافو عليك يا إبني..صح..
_____________________________
14
من الشتاء للربيع

بدأت الحرارة ترتفع تدريجيا مع رحيل الشتاء، والنباتات إزدهرت وكست الدنيا بغطا أخضر لطيف.
لكن البرودة زادت بين أفراد عائلة سينديكر، وبقا نادر بيحصل أي حديث بينهم زي ما كانوا متعودين. بطلوا ياكلوا مع بعض على السفرة، وكل واحد بقا ياخد طبقه ويقعد قدام التليفزيون علشام يتحاشى إنه يتكلم.
محدش فيهم كان زعلان من التاني، بس كل واحد كان سرحان في همومه الخاصة. ستيفاني وبيتر كانوا الوحيدين الي عايشين بشكل طبيعي وبيقضوا اغلب وقتهم مع بعض بيلعبوا.
مايكل كان بيتعمد يقضي أغلب الوقت بره البيت مع صحابه، ونادرا ما بقا بيتكلم أو بيخرج مع ستيفن.
ستيفن كان بيفضل في أوضته طول الوقت، بيسمع الموسيقى الهيفي ميتال وهو قافل على نفسه بابه بالقفل، وساعات كانوا بيسمعوه بيضحك بصوت عالي وقوي.
كارمن كانت بتفكر دايما ليه ده كله وحصل، وإزاي بدأ وليه؟ بدأ بعد إصابة ستيفن بالسرطان..
ستيفن؟
ساعات كتير بتلاقي نفسها مشتاقة له..الولد الي معاها دلوقتي مابقاش هو، تصرفاته وشكله واخلاقه كل حاجة فيه إتغيرت..حتى عينيه إتغيرت..
آل كمان إتغير وبقا عصبي.. بقا بيشرب أكتر..مابقاش شايف جدوى في محاولة تغيير ستيفن أو علاجه، حتى العلاج النفسي رفض الكلام فيه لأن تكاليفه عالية جدا، وشاف إن الأفضل يشوفوا صحابه الي أفسدوه فين ويبعدوه عنهم.
كمان كانت كارمن بتسمع أصوات، ضحكات، ناداء عليها بصوت خافت هامس..ساعات كانت بتشوف خيالات بتتحرك حواليها بسرعة. مرة دخلت اوضة نومها شافت راجل قاعد سريرها، وإختفى قبل ما ترمش حتى.
وفضلت تفتكر طول الوقت عبارة ستيفن الي قالهالها أول ما جم "إحنا لازم نمشي من هنا، البيت ده شرير".
كارمن كانت محتاجةحد تتكلم معاه، والحد ده أكيد مش آل..حتى تانيا بعد هروبها من بيت كارمن، مابقتش تتصل بيها أو تكلمها، وكانت بتتحاشى إنها تخرج من بيتها طول ما كارمن في الشارع. التصرفات دي جرحت كارمن أوي، بس مكانش عندها الجرأة تكلم تانيا بالعافية وتعرف منها سبب تغيرها، كانت خايفةتعرف السبب.
كن مكانش قدامها حل تاني..نيمت بيتر وإتطمنت إن كل ولادها بخير ونزلت راحت لتانيا، الي أول ما فتحت الباب ثالت لها كارمن:
- ماتهربيش..محتاجين نتكلم..
- أهلا كارمن..طبعا نتكلم، بس الوقت مش مناسب دلوقتي، كنت لسه رايحة...
- بجد يا تاينا لازم نتكلم..محتاجة أتكلم أرجوكي.
إتنهدت تانيا وقالت:
- عندك حق..لازم نتكلم..
دخلت كارمن وقعدت مع تانيا في المطبخ وقدامهم أكواب القهوة. بسرعة سألتها تانيا عن سبب رحيلها المفاجيء وليه ما كلمتهاش بعدها.
- أنا مارضيتش أقولك حاجة علشان..علشان كلامي يبان تافه..
- تقوليلي إيه؟ مايهمكيش إن الكلام يببان تافه، إحكيلي..
- ...بيتك..مكانش مريح..مارضيتش اتكلم لأن كلام أولادك الي بيقولوه كان مضايقك و..
- إنت قولتي إنك كنتي شايفةحاجات..
- أيوه..شوفتها بركن عيني كأن حد بيجري بسرعة من أوضة لأوضة..
- تفتكري البيت فعلا......
- لأا طبعا..أنا ماكونتش عايزة أقول كده..عارفة إنك بتفكري في كون البيت مسكون.
- طيب إيه تفسيرك؟
- معرفش..ممكن تيهؤات بسبب كلام الأولاد، أو تاريخ البيت..
شربت كارمن قهوتها وهي بتفكر، بعدها قالت:
- لو كده، ليه بقيتي بتتحاشيني ومابتجيش؟
- كنت محرجة..وماكونتش عايزة أضايقك بعياط بنتي والدوشة..
- إنت عارفة إني عمري ما إنزعجت منكم.
- كارمن البيت مضايقني..ده كل الموضوع، مش مرتاحة فيه.
- إنت خايفة من بيتي؟
ضحكت تانيا ضحكة عصبية وأخدت الكوبايات تغسلها في الحوض وسكتت.
- إنت خايفة من بيتي!
- كارمن لو سمحتي كفاية.
- طيب لو قولتلك إني حاسة نفس إحساسك ده؟ لو قولتلك أني بشوف وبسمع حاجات؟
بصت لها تانيا في تعجب وقالت:
- بتهزي صح؟
- أبدا..ساعات بحس إنسي هاتجنن، أو إتجننت خلاص! وستيفن..كل الي حصل له حصل بعد ما نقلنا الشقة دي.
- إنت فعلا بتسمعي أصوات؟
- ايوه..
- يعني..تفتكري البيت مسكون؟!
- مش قادرة أقول الكلمة..بس أكدب عليكي لو قولتلك إن التفسير ده مابيغيبش عن بالي.
- وجوزك؟
- ما إتكلمناش في الموضوع..بس هايقول إني إتجننت أو بعمل زي الولاد..عموما هو مش طايق كلمة من حد.
- طيب هاتعملي إيه؟
- هاعمل إيه؟ مش هاقدر اتكلم مع آل، وآخر حاجة ممكن أعملها إني اقل للأولاد إن البيت مسكون..علشان كده جيتلك..عايزة أفضفض.
- حبيبتي..برضو كلامي معاكي ريحني..يعني انا ماكونتش بتخيل فعلا..
سكتت كارمن وتانيا، وفضلوا فترة طويلة يسمعوا الراديو لحد ما جه برنامج معين قالت تانيا وهي بتشاور للراديو:
- حلو البرنامج ده، متابعاه؟
- لا..برنامج إيه؟
- بيجيبوا فيه ضيوف مسليين جدا..وغرباء جدا..من فترة كانوا مستضيفين واحد ومراته كده أعتقد ممكن يساعدوكي.
- واحد ومراته؟ يساعددوني إزاي؟!
- إد وارن ومراته، بيشتغلوا في مجال الأشباح وكده..بيتطلموا عن حاجات حقيقية مش شغل أفلام.
- بتهزري صح؟
- لا يابنتي.. أول مرة سمعتهم في الراديو كنت قريت خبر في مججلة عنهم برضو علشان كده لفتوا نظري..إستني..
قامت تانيا وغابت شوية جوه، ورجعت ومعاها مجلة. قعدت وقلبت فيها شوية وفتحتها لكارمن على صفحة معينة.
- أهم..إد وارن ولورين وارن..
بصت كارمن على صورتهم، وقرأت بسرعة كم سطر في المقال وسألت:
- يعني دول بيطردوا عفاريت فعلا؟ شكلهم عادي يعني.
- ما هم عاديين فعلا! إنت فاكراهم هايلبسوا طراطير زي السحرة وينكشوا شعرهم!
الرجل والست في الصورة كانوا مبتسمين، والإثنين في أوائل الستينات. الرجل كان جسمه مليان وطويل، وشعره رمادي، والست شعرها إسود مرفوع لفوق وعينيها بتلمع. كانوا كأنهم جدو تيتة عاديين جدا. تحت الصورة كان مكتوب:
 عالمي الشياطين، إد ولورين وارن يصلان كونتيكات لإقامة عدد من المحاضرات في الجامعات الحكومية لعرض أبحاثهم.
- خدي المجلة وإقري براحتك..في المقال بيتكلموا عن الظواهر الغريبة وبيقولوا إن الأطفال والحيوانات أول الي بيحسوا بيها..وبيحكوا عن قضية.....
- الأطفال والحيوانات؟!
- ايوه..بيكونوا حساسين أكتر من الكبار.
- الاطفال والحيوانات؟؟
قالتها كارمن تاني وهي سرحانة، وإفتكرت ستيفن والكلب الي بينبح طول الوقت بره البيت..
- هو أنا ممكن الاقي رقمهم في دليل التليفون؟ بس هاكلمهم أقولهم إيه؟ هاريدوا عليا أصلا؟
- جربي..هاتخسري إيه؟ أصلا عايشين في كونيكتيكت في مونرو، وعاملين متحف في بيتهم وعندهم معهد بتاع ماورائيات..
- عارفة آل هايعمل فيا إيه لو عرف إني كلمتهم؟
- هو لازم يعرف؟! ماتقوليش!
بصت كارمن للمقال وللصورة لدقايق، وأخدت المجلة وقامت. وأما وصلت بيتها حطيتها في المكتبة ونسيتها تماما.
_________________________

قعدت العيلة حوالين التليفزيون يتفرجوا على فيلم، ولدهشتهم لقوا ستيفن جاي يقعد معاهم. بصوا لبعض وسكتوا، وكملوا فرجة.
فجأة بدأ يكلم نفسه. في البداية تجاهلوه، الكلام كان مش واضح وكان من وقت للتاني بيضحك في عصبية، ورغم كل ده ستيفن مكانش بيشيل عينيه عن التليفزيون..
مع إستمرار الوضع الغريب، آل إتوتر وزعق لستيفن، فقام ستيفن وإبتسم إبتسامة ساخرة وماشالش عينيه عن آل لحد ما وصل باب البدروم ونزل، وسمعوا صوت ضحكته المدوية تحت.
_________________________ 

مرفق صورة لشقة عائلة سنيديكر وعلى الشمال أحد المحققين من فريق إد وارن جنب حائط من البدروم. الصورة اليمين من البدروم نفسه الجزء المفروش الي كان بيقضي فيه الاولاد وقتهم تحت.

إنتظروا الحلقة ال12غدا إن شاء الله، ودعمكم مهم جدا وهو الي بيشجعني أكمل، لايك صغيرة بتسعدني جدا.

Comments

Popular posts from this blog

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي