الحلقة ‏العاشرة- ‏في ‏مكان ‏مظلم

في مكان مظلم
 ( قصة الإستحواذ الشيطاني على الطفل ستيفن سنيديكر وعائلته- قصة حقيقية من ملفات عالمي الشياطين إد ولورين وارن)
8

الحلقة العاشرة
___________________________
نزلت كارمن ولقت ستيفن نايم على السرير وباصص في السقف. قالت له:
- آسفة على الي حصل بس أعتقد..
- ولا تعتقدي ولا زفت..مش فارقة
- إياك تفكر تكلمني بالطريقة دي تاني وإلا هالطش قلم ما أخدتهوش في عمرك!
إرتجف صوت كارمن وهي بتكمل:
- أيا كان الي حصل لك، لازم مايكونش له أثر الصبح..عفاريت بقا فترة مراهقة، مش هايهمني..
ولفت وطلعت السلم تاني في غضب.
بعد ما مشيت، فضل ستيفن في السرير لحد ما للليل جه، وبدا ينور كل أنوار الأأوضة من الرعب. حالو ينام لكنه كان غاضب جدا، كان يكسر حاجة، أو يصرخ. كان حاسسس إنه غضبه بيفيض بره جسمه.
- ستيفن..؟
فتح ستيفن عينيه، وكانلوحده تماما في الأأوضة..
- ستيفن..مستعد؟
سكت ستيفن شوية وإستنى الصوت يتكلم تاني، بدوت ردد رد ستيفن:
- أيوه..
- برافو عليك..
- بس..بس ممكن تسيبني في حالي؟ أنا معرفش إنت عايز إيه بس هاعملهولك بشرط تعبد عني؟ إتفقنا؟
- جميل..جميل.. إتفقنا..
- إتفقنا وبعد كده هاتبعد عني؟
- بس تعمل الي هاطلبه منك الأول، إنت قولت هاتعمل أي حاجة وبعدها..بعدها نشوف..
أدرك ستيفن إن حد نازل على السلم، ولقاه مايكل، الي سأله:
- كنت بتتكلم مع من؟
- لا ..عادي..
- أصلي زي مايكون سمعتك بتتكلم.
- ما قولتلك لا!
- ماشي ماشي.. ماما وبابا بعتوني أتأكد إن الأنوار مقفولة علشان الفواتير.
تخيل ستيفن الأوضة ضلمة لأول مرة من ساعة ما إنتقلوا للشقة ولأول مرة برضو حس إن فكرة الظلام مش مخيفة.
-  إقفل الأنوار، سيب لمبة واحدة.
-ماشي..ستيفن؟
حس إن وجود مايكل خنفه، كان عايز يقعد لوحده شوية يفكر في اللي حصل ده. نام ستيفن وغطى وشه وقال:
- يا عم انا كويس..غور بقا.
- أنا بتطمن بس..عموما أنا هاجي أنام كمان شوية.
طلع مايكل من البدروم، وعرى ستيفن وشه وقعد يفكر في الإتفاق الي عقده، وخصوصا في الطرف الثاني من الإتفاق.
_________________________
11
إختلافات

الإختلافات الي حصلت في حياة عائلة سنيديكر كانت طفيفة، حتى إن كارمن وآل ما أخدوش بالهم غلا من التغيرات الي طرأت على شخصية سيتفن، بس محدش فيهم ناقشها مع التاني.
التغيرات الي حصلت لستيفن كانت زي السرطان، بتنتشر تحت جلده في هدوء وبدون ما حد يلاحظ.
كمان آل وكارمن كانوا بيتغيروا، كل واحد فيهم كان بيتلافى التركيزفي الحاجات الغريبة الي بتحصل له، لكن الحاجات دي لو كانت إتحطت جنب بعض كانت هاتظهر وتبقا علامة خطر واضحة.

كارمن كانت عند تانيا في يوم وسألتها تانيا:
- شكل الدنيا إتضبطت معاكم..
- يعني إيه؟
- بتقولي ستيفن صحته إتحسنت.
- لا لا..كنت بقول إن السرطان دخل في مرحلة سكون كده، بس ماراحش خالص..بمعنى إن ستيفن بقا كويس دلوقتي بس الله أعلم ممكن ينتكس تاني ولا إيه. الموضوع في إيد ربنا.
- أيوه بس كه أحسن من ألاول صح؟ والولد شكله إتحسن وأنتم المفروض وضعكم كمان إتحسن. ثواني هاودي البنت تنام وأرجعلك.
سرحت كارمن تاني في أفكارها، هي ليه مش حاسة بالسعادة طالما إن كل شيء إتحسن فعلا؟
في مرات كتير شافت جسم رمادي بيتحرك بسرعة جدا في الشقة، مرات تانية كانت بتحس بهواء مثلج بيعدي على ظهرها وهي في المطبخ. ساعات كانت بتصحى على إحساس إن السرير بيتهز، وآل بيكون نايم ومش حاسس بحاجة.
في كل مرة بتسمع أصوات،أو أرضية المطبخ بتنزف، بتفكر في ستيفن..في شيء في البيت فعلا..
والدكان بيتغير، مش التغير المتوقع من المرض، تغيير أعنف. ملامحه إتغيرت، بطلت يتكلم مع حد،وردوده بقت كلها وقحة وعنيفه..
- هاتتعشوا إيه يا كارمن النهاردة؟
- هه؟ هاتعشى بواقي الغدا..تانيا، بقالك كتير أوي ما جيتيش عندي، يمكن شهور..تعالى إتعشي معانا طالما جوزك بايت في الشغل النهاردة.
بعد ما قالت الكلام ده لتانيا حست إنها إتسرعت بالعزومة دي، هل هي خايفة من بيتها؟ خايفة من الي ممكن تانيا تشوفه فيه؟ لا لا..كل ده كلام فاضي..
___________________
قبل العشا بساعة، لقت كارمن تانيا على الباب شايلة بنتها. رحبت بها ودخلتها، بس مجرد ما دخلت بصت حواليها وإبتسامتها إختفت بس حاولت تداري على قلقها وقالت:
- ريحة العشا تحفة..
- لسه أما تدوقي..تشربي إيه؟
قعدت الشابتين يشربوا الصودا في أوضة السفرة ويدردشوا.
- أمال فين الأأولاد؟
- بيلعبوا بره، وستيفن تحت.
- مش بتقولي ما بيحبش يقعد تحت لوحده؟
- لا ده إتغير خالص، كل وقته تحت وطلب من أبوه ينقل له حاجاته في أوضته كمان.
كشرت تانيا وهي بتبص على شمالها في قلق، سألتها كارمن:
- مالك؟
- مش عارفه، كأن في..مش عارفة..
- يمكن تكون عربية آل وصلت ولمحتيها من الشباك.
بصت تانيا على الشمال تاني وقالت:
- لا مش عربية..ولا يهمك..أساعدك في العشا؟
- إرتاحي إنت بس.
مع إستمرارهم في الدردشة، تانيا بقت مش مرتاحة أكتر وكل شوية تبص حواليها في قلق وتضم الرضيعة لصدرها أكتر.
- مالك يا تانيا في إيه؟
- لأا أبدا..آسفة..
- آسفة على إيه؟
- هو عيب لو قولتلك مش هاقدر أتعشى معاكم؟
- ليه طيب؟ مش جوزك.....
- اصل مش جعانة خالص، وبعدين لازم أنيم البنت في سريرها علشان...بقولك إيه، أنا عازماكي إنت والأولاد وآل على مشويات يوم الجمعة..
قامت تانية ومشيت ناحية باب الشقة، جريت كارمن وراها وقالت:
- إستني هنا يا تانيا..مالك في إيه؟
تانيا ما قدرتش تبص لعينين كارمن، بس قالت وهي بتفتح الباب:
- كارمن أنا..لو قولتلك مش هاتضحكي عليا؟
- لا طبعا.
- أنا..مش مرتاحة في شقتك.
- يعني إيه مش فاهمة؟
- في حاجة مش مريحة في البيت ده..
- ماله البيت ده يا تانيا؟!
- مش عارفة بس في حاجة غلط..مش بس البيت، الهوا..حاسة كأني في مصيدة بتضيق عليا كل شوية..فاهمة؟ 
- بس إنت كنتي بتجيلي زمان وماكونتيش بتحسي بحاجة.
-كنت بحس، بس إحساس تافه وعابر.. وكنا بنقعد بره جنب الشباك، أول مرة اقعد جوه الشقة كده وأشوف..
- تشوفي إيه؟
ريق كارمن كان نشف، وكانت هاتبوس إيد تانيا علشان تطمنها أو ترسيها على بر.
- مش قصدي والله، بس كنت بشوف بجنب عيني حاجات بتتحرك ..غالبا خداع نظر ..آسفة إني نكدت عليكي وبوظت العزومة..بس مستنياكم على الغدا الإسبوع الجاي..سلام..
وجريت تانيا وعدت الشارع بسرعة من غير ما تبص وراها. قفلت كارمن الباب وإتيندت عليه وقفلت عينيها..
هل تانيا إتأثرت بكلام كارمن عن ستيفن؟ هل شافت حاجة فعلا؟!
_________________________ 
آل برضو كان بيشوف ويسمع حاجات غريبة، الموسيقى الغريبة الي بيسمعها إتكررت، بس مابقاش يقوم يشوفها وبيفضل في سريره يبص في السقف. السرير فضل يتهز، بس عائلة فانوين سكنت فوقهم وبقت نظرية التلاجة مقنعة وكافية.
أي نوم بينامه مكانش بيحس بيه وبرضو كان بيصحى مرهق وأعصابه مشدودة وبيكمل يومه بالبيرة والقهوة.
هل ستيفن كان عنده حق بخصوص البيت؟!
في ليلة، مجرد ما غمض عينيه صحته كارمن وهي بتصرخ:
- آل الحقني..السرير! السرير!
- مافيش حاجة، دي تلاجة الجيران.
فضل يقنعها بنظريته، وأما سكتت غصب عنها، قام وراح الحمام وقفل على نفسه. الحمام كان المكان الوحيد الي ممكن يفكر فيه بهدوء من غير ما حد يقاطعه.
فضل دقايق قاعد على حرف البانيو بيترعش ويفكر، وصوت الموسيقى إبتدا يشتغل من بعيد. لكن الي أزعجه هو صوت كلب بينبح بصوت عالي جدا ومزعج. بص من شباك الحمام لقا كلب واقف عن زاوية البيت بيبص عليه وبينبح بصوت عالي.
نزل آل لحجرة السفرة وهي الأقرب لمكان الكلب، وفتح الستاير فتحه صغيرة وبص.
الليل كان مضيء بالقمر، والكلب كان بينبح على البيت نفسه كأن البيت بيهاجمه! مكانش شاف الكلب ده قبل كده، ومكانش نشاف لو الكلب لابس طوق ولا كلب شوارع، المهم إن نباح لكلب كان بيزيد مش بيسكت..
الكلب كان بينبح على البيت نفسه لأن البيت مخوفه!
قفل آل الستارة وقعد وراها، وفضل الكلب ينبح وينبح وينبح..
_______________________________
8
إنتظروا الحلقة الحداشر غدا إن شاء الله، ودعمكم مهم جدا وهو الي بيشجعني أكمل، لايك صغيرة بتسعدني جدا.

الصورة فيها كارمن وآل وإد ولورين..الأخير معرفش مين بصراحة😂

Comments

Popular posts from this blog

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي

المنزل ‏في ‏شارع ‏ميبل- ‏ستيفن ‏كينج