الحلقة التاسعة-عالم الشياطين
عالِم الشياطين
سيرة إد ولورين وارِن غير العادية
الحلقة التاسعة
الشبح: هو كيان ماورائي، غير مادي، لاعقلاني. وغالبا ما يكون غير محسوس أو مُدرك من قِبَل حواس الإنسان. ذلك الكيان في مقدوره أن يكون مرئيا في بعض الأحيان ككيان عدائي يسبب المشاكل والرعب للبشر.
قاموس أوكسفورد الإنجليزي.
***
ملحوظة: الكتاب تحقيق بيجريه الكاتب جيرالد بريتل مع الزوجين إد ولورين وارٍن، وفيه بيستخدم صيغة المُتكلم، وكل البوستات التالية هاتكون على لسانه.
قضية آل فوستر- الجزء الأول
(ملحوظة من المترجمة: هانأجل يومين الحديث عن قضية إينفيلد لظروف خاصة. قضية آل فوستر شيقة جدا كمان)
سألت لورين، هل في مسببات معينة لحدوث الظواهر الخوارقية دي؟ أو عوامل بتساعد على حدوثها؟
- " سؤال إجابته طويلة أوي. بس خليني أختصر وأقولك إن الحالة النفسية والعاطفية لسكان المنزل بتساعد على بدء الظواهر دي. كنا قولنا قبل كده إن الأشباح البشرية مثلا حزينة، وبتميل للإتصال بالأحياء الي حالتهم النفسية مشابهه لها.
أما بالنسبة للكيانات غير البشرية فبرضو الحالات النفسية السيئة والغضب والغيرة..إلخ من المشاعر الي بتجذبهم وبيقدروا من خلالها يتواصلوا مع البشر ويخترقوا حمايتهم.
بس في قضايا ظواهر شيطانية كتير، الشياطين بيتم إستدعائها مش بتجي لوحدها. في الحالة الأولى بتحاول الكيانات لفت نظر الأشخاص الي بيحملوا طاقة سلبية، لو تجاهلوا لفت النظر ده الظاهرة بتنتهي.
في الحالة التانية، نتيجة الفضول او الاستهتار، بعض البشر بيحاولوا يتوصلوا مع الكائنات الماورائية، التواصل ده بيفتح باب كبير جدا لدخول الشياطين، وبكده بيكونوا سمحوا بتدخل غير بشري في حيواتهم ظنا منهم إن مافيش حاجة وحشة ممكن تحصل من التواصل ده."
الشياطين بتميل لرد فعل عنيف في حال تعرضها لرموز دينية أو صلوات زي ما قال إد قبل كده، لذلك مانقدرش نفهم الظواهر دي بعيدا عن المنظور الديني. قال إد بخصوص الموضوع ده:
- " الظواهر دي دينية رغما عن أنف أي حد. ده مش كلامي أنا، لإن الكيانات الشيطانية لا تستجيب لأي قوى تانية منفردة بدون تدخل ديني. يمكن في ناس غير مؤمنة بالله، بس ده مش هاينفي ظاهرة بتحصل. "
طيب هل في طريقة نقدر نفسر بيها الظواهر الخوارقية بعيدا عن السياق الديني؟
- " قطعا، لا. أنا فعلا حاولت زمان. ممكن نعمل زي العلماء الي بيسموا الظواهر دي أشباح صاخبة..تمام..بس اول ما الظواهر تتأثر بفعل ديني ويكون لها رد فعل عنيف، هنا ما نقدرش نفسر وجود الكيانات دي إلا من خلال الدين."
ناس كتير جدا بتحب تسمع قصص الأشباح، حتى إن إد ولورين كانوا بيعملوا معارض للوحات إد كل فترة، وعائدها بيرجع لتمويل منح دراسية لطلبة المدينة المُقام فيها المعرض والمحاضرة. لكن عمر ما الزوجين حسوا إنهم يقدروا يتكلموا بحرية تامة في أمور الماورائيات. في ناس كانت بتخاف لدرجة الهلع، في ناس كانت بتغضب وتتهمهم بالنصب، ناس تانية بتسخر من الحديث عن خوارق في زمن العلم.
من خلال المحاضرات العامة الي كانوا بيقيموها من اول سنة 1970، لاحظوا ان الناس بتحب تسمع قصص الأاشباح والبيوت المسكونة، بس أول ما الموضوع يتطرق للجانب الشيطاني، بيبتدي التشكيك والغضب وفي ناس فعلا بتغادر المحاضرة. بيحكي إد:
- " مرة قولت للورين أنا تعبت من السخرية الي الناس بتقابل بيها الحديث عن الكيانات الشيطانية وعلم الشياطين. ومش هاقدر اقف في محاضرات تاني اسمع إهانات محدش بيديني فرصة أرد عليها. أنا هاشوف كاتب صحفي ياخد خبرتنا وكل الي عايزين نقوله ويجمعها في كتاب. لازم ناخد فرصة نقول الي عندنا كله ومانسمحش لحد يسخر من مجهودات العاملين في المجال الخطير ده. ولورين وافقتني.
كنا بنتكلم عن الموضوع ده وإحنا في العربية. عدينا على مقر إدارة إرسالية مسيحية قريب من نهر هودسون. كان في بالي من زمان أدخل وأتفرج على المكان، فنزلنا.
لقيت راهب كبير في السن جوه بيقرا، حييته وعرفته على نفسي واتكلمنا شوية في شغلي. لقيته بيقول لي إنه سعيد إنه قابلني انا بالذات، وإنه كان في إرسالية للصين زمان، ومارس طقوس طرد الشياطين مئات المرات هناك،بس حتى زمايله مكانوش بيصدقوا حكاياته. الغريب إنه قال لي إني لازم أقابل الراهبة اليابانية في المكتبة في الدور العلوي. سألته عن السبب، قال لي إن عندها حاجة لازم أشوفها.
طلعت أنا ولورين المكتب وقابلنا الراهبة. كان عندها حوالي خمسين سنة ولابسة ملابس سوداء. عرفناها بنفسنا وحكيتلها الي قالهولنا الراهب تحت، فهزت راسها في تفهم وقالت: إنت مُحبط جدا ياسيد وارن بسبب المواقف الي بتحصلك مؤخرا. أرجوك بلاش أي شيء يحبطك، الشغل الي بتقوم به له هدف، وكل شيء هايتغير أسرع مما تتصور.
المهم كلمتني عن خبراتها في عالم الشياطين، وريتني كتاب في علم الشياطين أثار إهتمامي جدا، وكان ده الكتاب الي الراهب قال لي عنه، فأهدتهولي والكتاب فرق جدا معايا. من يومها فعلا المُحبطين بدئوا يبقوا أهدا وقابلين للتفاهم أكتر، وفجأة إبتدا الناس تسأل أسئلة مهمة وتحاول تفهم أو على الأأقل تحترم إختلافنا."
في منتصف شهر مايو 1978، كانت لورين مقررة تقضي اغلب الربيع في حديقتها تعتني بالزهور فيها، لكن الجو قلب فجأة وكان في امطار ورياح استمرت خمس ايام. الحقيقة ان قلبة الجو كانت نهاية لإسبوع مكانش ماشي كويس أصلا، لورين كانت حاسة بتوتر شديد من بداية الشهر، وكأن في حاجة هاتحصل.
قضى الزوجين الأيام المطيرة دي محبوسين في البيت، بيخططوا لرحلتهم لإنجلترا لتوثيق بعض الأماكن المسكونة هناك، وبعدها هايلقوا محاضرة أمام الملكة اليزابيث الثانية في يونيو.
اما يصلوا انجلترا، المفروض يقضوا يومين في لندن بيعملوا لقاءات مع راديو بي بي سي، بعدها هاسافروا يوركشاير وإيندبرج، وصولا لبحيرة لوخ نس و ستونهينجز، بعدها كان المفروض يرجعوا ساوث هامبتون في يوليو.
نرجع لليوم المطير في بيت إد ولورين. إستقبل إد ليلتها عدد من المكالمات منها مكالمة من بنته جودي، ورسالة من صديق له في لوس انجيليس. بعدها سمع رسالة مُسجلة من شاب بيطلب ميعاد مع إد وفي وسط المكالمة سمع إد أصوات إزيز وطرقعات غريبة والخط قطع، بعدها كان في رسالة تانية سمع فيها صوت سيدة مرعوبة بتقول: ياريت تكون سامعني..إسمي ساندي فوستر، ومش قادرة أحدد بالضبط إيه الي بيحصل هنا. أولادي إتهاجموا..و.. كان في حد،حاجة بتطاردهم.. في شيء في البيت. أرجوك كلمني أول ماتوصلك الرسالة.
إد ولورين سمعوا الرسالة المسجلة كذا مرة، ونقلوا عنوان ورقم السيدة زي ما قالتهم في آخر الرسالة. مع إن الساعة كانت واحدة إلا ربع بليل، إلا إن لورين بدأت تتصل بالسيدة فورا.
- " أول ما بتجيلنا مكالمة زي دي، بنحاول نتواصل مع المُتصل فورا، ونشوف لو في وسعنا اي مساعدة. طبعا إحنا ما بنتقاضاش أي مبالغ مالية مقابل خدماتنا، بس مصاريف السفر وحجز مكان للإقامة بتكون على صاحب القضية لو الأمر بيتطلب سفر طويل . اما بيتم الإتفاق بنحدد ميعاد وبنروح للمكان محل الأحداث على طول.
المهم، تليفون السيدة فوستر فضل يرن كتير، واما الخط فصل لورين كررت الإتصال تاني. سمعت لورين السماعة بتترفع وتتقفل بقوة، حاولت لورين تاني وإتكرر معاها نفس الموقف. إتصلت لورين بعامل السنترال وفهمته إنها محتاجة توصل للسيد فوستر لأمر طاريء. العامل حاول كل ما في وسعه لكنه فشل تماما في الإتصال، وقالها إن الخط سليم والسماعة ما إترفعتش واتقفلت، والمفروض الخط يفضل يرن عادي أو حد يرد. طبعا فشلنا في الإتصال ليلتها، وعرف الزوجين إن الأصوات الغريبة الي سمعوها في التسجيل غالبا نتيجة تواجد شيطاني، ودي ظاهرة مألوفة لأن الشياطين زي ماقولنا عندها القدرة على التلاعب بالأشياء المادية وغير المادية.
تاني يوم الصبح، إد ولورين كانوا رايحين الكنيسة، وشموا ريحة فضلات بشرية شنيعة في العربية، وفضلت الريحة دي تزيد طول الطريق. في طريق العودة حصل نفس الظاهرة وعرف إد ولورين إن الظاهرة دي بتحصل كتحذير لهم من قضية هايتولوها قريب. ده الي بيحصل معاهم طول الوقت.
أما رجعوا البيت، لورين حاولت تتصل تاني بالسيدة فوستر، وأخيرا ردت عليها. شرحتلها لورين فشل محاولتها في الإتصال ليلة أمبارح، فقالت السيدة فوستر: التليفون كان شغال عادي لحد نص الليل، انا ماقومتش من جنبه في انتظار مكالمتكم.
أما وصل إد ولورين عند آل فوستر في بيتهم الي كانوا ساكنين فيه من 13 سنة، لقوا العيلة كلها متجمعة، آل فوستر، عامل تليفونات، وزوجته ساندي وأولادهم ميج 15 سنة، جويل 14 سنة، إيريني، 11 سنة.
الظواهر الغريبة الي حصلت حصلت للأبناء الثلاثة والأب والأم ماشافوهاش بشكل مباشر.
أما الزوجين بيحققوا في قضية، إد بيستجوب الحضور ولورين بتتجول في البيت وبتحاول ترصد وجود أي طاقة غريبة. بدأت بالبدروم ومنه إنتقلت لكل حجرات البيت تدريجيا.
أثناء جولتها بدأ إد يسأل الزوجين فوستر، الي وضحوا إنهم ماشافوش أي ظاهرة من الي أولادهم بيحكوا عنها. قال آل فوستر:
- " بصراحة، ميج كانت دايما مهتمة بأمور السحر والحاجات دي، وكان عندها مكتبة فيها كتب سحر للهواة. اعتقد ان الي بيحصل كان غلطتي لأني جيبتلها هدية في الكرسماس كتاب عن تسخير الشياطين، بصراحة ماكونتش أعرف إن كل ده ممكن يحصل بسبب كتاب."
سأل إد ميج عن مكان الكتاب فجاوبت البنت:
- "فوق في أوضتنا. الكتاب بيشرح طرق إستحضار لخمسة وسبعين شيطان مختلفين، وبيشرح الطقوس والدين الي عليك لو الطقوس دي نجحت."
- " وإنت جربتي الطقوس دي؟"
- " ايوه"
- " وحاولتي تحضري أنهي شياطين؟"
- " مش عارفة، انا جربت كام طقس سهلين من الي قدرت أفهمهم والي متاح عندي أدوات تنفيذهم. اما عملتهم مافيش حاجة حصلت، فماجربتش تاني."
- " ساعات النتيجة بتظهر بعد ايام او اسابيع أو شهور، او حتى سنين. احكيلي عن الي حصل الإسبوع ده. في اي حاجة غريبة حصلت؟"
- "أيوه..مرتين.."
- " من كان موجود أما حصلت الظواهر دي؟"
- "انا وإيرين وجويل. اول حاجة حصلت يوم الخميس الي فات. بابا وماما كانوا بيزوروا حد من صحابهم، إيرين وجويل كانوا دخلوا يناموا ,انا كنت باخد حمام. بعدها نزلت تحت اقفل الراديو وأتأكد إن الأبواب مقفولة وطفيت النور وطلعت أنام. أول ماوصلت أوضتي سمعت صوت مية في الحمام. ما ركزتش في الأاول، لكن مع استمرار الصوت روحت أشوف في ايه لقيت كل حنفيات البيت مفتوحة وسمعت الراديو بيشتغل لوحده والنور منور. بصيت على أخواتي لقيتهم على سرايرهم بس جويل مكانش نايم، سألته لو هو الي عمل كده، قال لي لأا. فنزلت قفلت الحنفيات والنور والراديو. بمجرد ما دخلت أوضتي سمعت صوت المية تاني! إتجننت بقا لأني كنت متأكدة إن جويل هو الي بيعمل كده. دخلت قفلت حنفيات الحمام ولسه هاخرج لقيت نور البيت كله منور والراديو عالي جدا. دخلت على أخواتي وقولتلهم إن في حد في البيت."
- " جويل، إنت سمعت الراديو؟"
- " سمعته..بس ما فكرتش إن في حاجة غريبة يعني."
- " إنت الي فتحت المية؟"
- " لا طبعا، انا ماقومتش من سريري"
- " طيب، كملي يا ميج.."
- " وانا فوق سمعت الرديو بيغير المحطات، فنزلت وانا فاكرة إن بابا وماما رجعوا مثلا. بس لقيت مؤشر الراديو بيتحرك ورا وقدام لوحده! قفلت الراديو وبدأت أترعب. وأنا طالعة السلم حسيت كإن في إيد متلجة على كتفي والدنيا كانت ضلمة حواليا، طبعا مسكت نفسي بالعافية إني أصرخ وجريت على أوضتي وقفلت الباب ونورت النور. بس سمعت صوت خطوات بره كأن حد خارج من أوضتي ونازل للصالة، بس الباب كان مقفول!"
- " ماحسيتيش إن كل ده غريب؟"
- " طبعا..كنت هاموت من الخوف."
- " إيرين، سمعتي صوت الراديو؟"
- " لا كنت نايمة.."
- " ميج، إيه تاني حصل بعد ماسمعتي صوت الخطوات؟"
- "دخلت السرير وقفلت عينيا، وسمعت صوت باب بيتخبط جامد تحت. بعدها سمعت صوت الأثاث بيتجر ويتحرك ويخبط في بعض كأن حد بيحدفه. قولت أكيد كده في حد في البيت، بس كنت خايفة أعمل أي حاجة غير إني اغمض عينيا، بس رغم كده كنت شايفة برضو الأوضة قدامي من خلال عيوني المقفولة! فتحت عيني والصورة ما إتغيرتش فقفلتها تاني. ومن خلال جفوني شوفت ضوء فضي جاي من ناحية الغابة وبيدخل من شباكي، وفضل موجود حتى بعد ما فتحت عينيا. بعدها حاجة شدت شعري تلات مرات، كل مرة أعنف من الي قبلها لحد ما عينيا دمعت من الألم. ساعتها صرخت وجريت على أوضة جويل."
- " جويل/ سمعت الضوضاء الي كانت تحت؟"
- " أيوه"
- " ليه ماعملتش حاجة؟"
- " كنت خايف أوي."
- " ده شعور طبيعي جدا. ايرين، سمعتي حاجة؟"
- " سمعت الأثاث بيخبط في بعضه، واما ميج صرخت جريت أنا كمان على أوضة جويل."
- " الكلام ده حصل الساعة كم؟"
- " ده الغريب..انا خرجت من الحمام أول مرة الساعة عشرة ونص، بس ساعة اوضتي كانت مقدمه تلات ساعات. وأما دخلت أوضة جويل آخر مرة، ساعته كانت مأخرة تلات ساعات!"
- " تمام..هل الضوضاء إختفت أما روحتوا أوضة جويل آخر مرة؟"
- " أبدا..الصوت علي جدا.."
- " طيب كان في أصوات تانية في البيت غير الي قولتيه؟ طرقات على الحوائط، كلام، خبطات؟"
قال جويل:
- "لا.. بس اصوات خطوات، وابواب بتتخبط والأثاث بيترمي."
أيرين كمان إتفقت مع كلام جويل بشأن الأصوات، لكن ميج أضافت إنها كمان سمعت صوت همسات.
- " عرفتي تفسري حاجة من الهمسات دي؟"
- "لا.."
- " طيب صوت الخطوات كان مُتجه في إتجاه معين؟"
قال جويل وإتفقت معاه ميج:
- " لا كان بيدور في دواير بس."
- " طيب اما كلكم اتجمعتوا عن جويل، عملتوا إيه؟"
قال جويل:
- " إتخانقنا..ميج كانت عايزة تتصل بالبوليس، وانا ماكونتش عايزها تعمل كده لإني كنت متأكد إن مافيش حد تحت، ولو البوليس جه ممكن يتهمنا بأننا بنزعجه بهزار تقيل."
كملت ميج:
- " أخيرا قررنا نتصل ببابا وماما عن صحابهم. بس عقبال ما صولوا كان كل شيء سكت كل حاجة رجعت مكانها. طبعا ماصدقوناش وزعلوا مننا."
سأل إد السيدة فوستر:
- " سيدة فوستر، هل شوفتي او سمعتي اي حاجة غريبة قبل كده في البيت؟"
- " لا..زي ماقولت قبل كده الأولاد بس هم الي شافوا وسمعوا. الحاجة الغريبة الوحيدة بس الي لاحظتها صوت العصافير. من سنين كان عندنا شجرة كبيرة قدام شباك اوضتنا. من كم شهر قطعنا الشجرة، بس من تلات اسابيع كل ليلة بنسمع صوت العصافير كأن الشجرة لسه موجودة."
- " آل، سمعت العصافير؟"
- " أيوه، كل ليلة. بس ماكونتش بركز ساعتها. بس..العاصفير ما بتزقزقش بليل صح؟!"
- " لا.. على حد علمي..كده كلكم واجهتم ظواهر غريبة مختلفة هنا..هل تعتقدوا إن البيت مسكون؟
ردت ميج:
- " ايوه أعتقد."
جويل وايرين وأمهم كمان وافقوا على كلام ميج. سأل إد:
- " وانت يا سيد فوستر؟ ايه رأيك؟"
- " بصراحة مش عارف..انا ماشوفتش بعيني حاجة اغرب من موضوع العصافير، وده موضوع تافه."
أخيرا لورين رجعت من جولتها، اومأت براسها لإد الي فهم إنها بتقول له إن في كيان ما في البيت، وقعدت لورين مع المجموعة حوالين ترابيزة السفرة. إد ما سألش لورين عن أي حاجة لحد ما يخلص اسئلته للعائلة. سأل إد الأولاد:
- "إنتوا قولتوا ان الظاهرة دي حصلت مرتين، ايه الي حصل تاني مرة؟؟"
حكى جويل:
- "المرة التانية كانت إمبارح بليل. كنا أنا وميج بس هنا. ميج كانت المرادي في اوضتها وانا كنت لسه خارج من الحمام وسمعت الراديو كان شغال بره عادي، بس المحطات كانت بتتغير ببطء. ناديت بصوت عالي: ميج، ماتغيريش المحطة. بس عقبال ما نزلت السلالم مالقيتش حد تحت غير الكلب بتاعنا وكان بيزمجر تجاه شيء الراديو. تصرفه كان غريب لأن كلبنا أصم المفروض إنه مش سامع حاجة! وإفتكرت الي حصل يوم الخميس الي فات فجريت على أوضتي وقفلت على نفسي. بعد خمس دقايق سمعت صوت الخطوات وكانت بترج البيت كله، وبدأ الأثاث يتحرك ويتحدف. كنت مرعوب جدا بجد."
- "سمعتي الأصوات دي يا ميج؟"
- "ايوه، زي ما وصفها بالضبط، وناديت على جويل وسألته: سامع؟ قال لي : اتكتمي دلوقتي!"
- " اما كونت في اوضتك يا جويل، حسيت أو شوفت أ ي حاجة؟"
جويل قال لأ، فسأل إد ميج فردت:
- " كل ما كنت أخاف أكتر كل ما كانت الأصوات تعلى والحركة تزيد. بعدها شوفت سحابة بنفسجية مسودة في أوضتي، وماكونتش قادرة ابص لها بشكل مباشر، كنت بشوفها بس بجنب عيني، فغمضت عينيا وكورت قبضتي، بس فجأة حسيت إن في إيد تاني بتحاول تفتح صوابعي! كانت بتحاول بكل قوة بس ماقدرتش. شديت ايدي وقومت من السرير وانا بصرخ وبجري على أوضة جويل."
- " انا وميج كنا عايزين نتصل بالبوليس او ببابا او بأي حد، بس كنا خايفين نطلع من الأوضة بعد ما ميج حكيتلي على الإيد، كنا حاسين إن في حاجة أفظع هاتحصل. كنا حاسين إن في حاجة شريرة جدا معانا..مش عارف أوصف.. كنا عايزين نطلع من البيت بس كنا خايفين نعدي من الصالة تحت. ميج اقترحت ننط من الشباك، بس كنت شايفها خطوة غبية، فإقترحت أنا إننا نجري بسرعة. ميج لبست أي لبس من دولابي لأنها كانت خايفة ترجع اوضتها، وبعدها فتحنا الباب. كنا شافين النور كله منور، وسامعين الخطوات بتلف في دواير..بس كان لازم نخرج ونجري بأسرع ما يمكن."
- " الجو بدأ يبقا حر بطريقة غير محتملة، فنزلنا جري وطلعنا من باب البيت."
- " شوفتوا الأثاث وهو بيتحرك تحت؟"
- " لا..كان مكانه متغير بس بس مش فاكرة لو شوفناه بيتحرك، ولا جويل شافه أعتقد.. كنا بنجري بسرعة جدا."
- " كل الي فاكره إنه الراديو كان بيزن بصوت عالي. المهم خرجنا بره البيت وقررنا نجري ناحية حرم الجامعة ونتصل بأي حد بالتليفون العمومي هناك.
كان في كلاب بره البيت، واما لمحونا بنجري بدأوا يجروا معانا..مش ورانا لأ..معانا.. الغريب إنهم أما قربوا منا شوفناهم بيجروا بالعكس! صوت الغابة القريبة كمان كان بيصدح بصوت عصافير عالي جدا ومزعج."
- " فاكر يا جويل كانت الساعة كم؟"
- " حداشر حداشر ونص.."
- " طيب بخلاف حقيقة إن العصافير مابتبقاش صاحية بليل، لاحظتم أي حاجة غريبة تاني؟ هل لاحظتم إن الأصوات جاية من ناحية واحدة بس؟ من الناحية الشمال؟"
رد جويل في حماس:
- " أيوه فعلا! كانت جاية من ناحية الشمال..عرفت إزاي؟"
- "مش مهم دلوقتي، كمل.."
- " فضلنا نجري وإحنا حاسين إن في حد بيطاردنا، كأن البيت نفسه بيجري ورانا. إحنا كنا بنجري ناحية الضوء في الشارع، بس فعليا كنا بنجري في مكاننا!"
- "ميج، لو فرضنا إن الي بيجري وراكم ده كان لحقكم، تفتكري كان هايعمل فيكم إيه؟"
- " ماهو حصلنا فعلا! كان في تواجد تقيل جدا وكان بيمنعنا نتحرك.. حسينا إنه عايز يقتلنا."
- " ليه حسيتي إنه عايز يقتلكم؟"
- " لأن مكانش في هوا نتنفسه.. قدرنا نتحرك شوية ناحية ضوء الشارع واحنا بنتخنق حرفيا، وكنا شايفين البيت ورانا وصوت العاصفير قل. بس نور الشارع إبتدا يخفت وقررنا نجري بآخر نفس عندنا ناحية الجامعة لحد ماوصلنا لموقف العربيات ودخلنا محل كان فاتح، فكيت منه دولار ورجعنا لكابينة التليفون عند الموقف، واتصلنا ببابا. طبعا ماصدقوناش وقالوا إننا بنحلم. بس أما عرفوا إننا في الشارع طلبوا منا نرجع البيت فورا. رفضنا نرجع لوحدنا، ودورنا على حارس بوابة الجامعة وخليناه يرجعنا البيت. بس..مافيش حاجة تاني حصلت طبعا، الكلام ده كان امبارح بليل."
لورين حست بإيه في البيت؟ وإزاي إد ولورين قدروا يتعاملوا مع الكارثة الي ميج جابتها للبيت؟
ده الي هانعرفه بكرة إن شاء الله.
ماتنسوش إن اللايك والشير هو الشكر الي بنتمناه منكم مش أكتر.
#إد_لورين_وارن
#عالم_الشياطين
Comments
Post a Comment