الحلقة الخامسة- في مكان مظلم
في مكان مظلم
( قصة الإستحواذ الشيطاني على الطفل ستيفن سنيديكر وعائلته- قصة حقيقية من ملفات عالمي الشياطين إد ولورين وارن)
الحلقة الخامسة
4
المزيد من الأصوات
خلال الشهر التالي، كارمن عقد صداقة مع جارتها تانيا. تانيا كانت شابة سمراء في أواخر حملها، هي وجوزها بنيامين لسه ساكنين في البيت المقابل لبيت كارمن من كم شهر.
قعدت كارمن وتانيا في الصالة عند كارمن يشربوا شاي مُثلج، وقالت تانيا:
- أكيد مرض إبنك ستيفن أثر على كل أفراد عليتك..ده غير طبعا إنتقالكم من بيتكم الي الأولاد عاشوا فيه طول عمرهم. طبيعي تلاقيهم بيسمعوا أو يتخيلوا حاجات..ما تكبريش المواضيع، كله بيعدي.
- مش عارفة..انا ممكن أتفهم الي بيحصل لستيفن، ده متوقع..بس ستيفاني؟ دي عمرها ما تخيلت حاجة زي كده ولا كانت بتخاف من عفاريت وهي أصغير من كده.
- إنت نفسك قولتي إن ممكن ستيفن يكون قال لها حاجة، أو هي سمعت بالصدفة.. وخلي بالك دي أول مرة تبعد عن أبوها، يعني برض البنت بتمر بحالة نفسية وحشة.
- عندك حق..بحس إنك أم من تلاتين سنة، مش لسه هاتخلفي أول طفل ليك!
- آديني بتدرب فيكوا!
_______________
قرب الليل، سيتفاني كانت بتلعب مع بيتر، وكارمن بتكلم أمها في التليفون والتليفزيون كان شغال بصوت واطي، وسيتفن كان في مكان ما في الشقة. فجأة دخل بيتر الصالة وهو بيربط حزام بنطلونه وشكله مخضوض.
- ماما، هو بابا رجع؟
- لا طبعا يا حبيبي، لسه بدري على نهاية الأسبوع.
- أنا سمعته بيناديني حالا..صوته كأنه في الصالة.
بصتله كارمن وقالت لمامتها إنها هاتلكمها كمان شوية وقفلت السماعة.
- قول تاني كده؟ سمعت من؟
- عارف إن بابا لسه أجازته آخر الإسبوع، بس أنا كنت بغير هدومي وسمعته بينادي فجيت..
- أكيد إتخيلت صوته..هو واحشنا كلنا، وأنا نفسي ساعات بسمعه بينادي..أما حد يوحشك ممكن تتخيل صوته أو حتى تشوف لمحات كأنه موجود.
ستيفن بصلها بعند، كأن كلامها مالوش معنى ومابيفسرش الي هو سمعه. قال لها بصوت محايد وبارد:
- أنا سمعته..
وخرج من الصالة.
كارمن حست بغضب تجاه الطريقة الي إتكلم بيها ستيفن وأنه سابها ومشي، فقامت وراه وقالت بصوت حاد:
- أوكي..براحتك..عايز تصدق الهبل ده صدقه..أصل واضح إنه مش هنا هاكون مخبياه يعني؟! المهم تخرس خالص وماتقولش الهبل ده قدام أخواتك؟ مفهوم؟
لف ستيفن وبصلها وقال بهدوء:
- أنا خارج شوية..
لازم ستيفن يبطل الكلام الي بقوله ده.هل تحكي لآل؟ لازم كارمن تعمل حاجة أو تكلم دكتور حتى.
__________________
مساء السبت، بعد ما ستيفاني وبيتر ناموا، حكت كارمن لآل الي حصل، وإنهم مايقدروش يصرفوا على علاج نفسي كمان لو الموضوع إحتاج لده.
آل كان بيرجح إن الأولاد ممكن محتاجين إهتمام وبيقولوا إنهم بيسمعوا أو يشوفوا حاجات علشان يلفتوا النظر، فممكن كارمن تهتم بيهم شوية زيادة وخلاص.
سيتفن كان نايم كعادته على كنبة الصالة، ومكانش قاصد يسمعهم، لكن الهدوء كان موصل له صوتهم كويس. حس ستيفن بالقلق أكتر أما عرف إن محدش هايصدقه أبدا.
قام ستيفن من على الكنبة، وراح المطبخ يشرب. العلاج كان بيخي ريقه ينشف جدا وكان بيشرب كتير ويروح الحمام كتير وده مكانش بيخليه ينام بشكل منتظم.
راح بعد كده لأوضة ستيفاني وخبط بهدوء على الباب..
- سيتفاني..صاحية؟
ستيفاني كانت في سريرها صاحية بتترعش، ومعطية وشها من الخوف، أما سمعت صوت فتح الباب بصت وشافت ستيفن، فإرتاحت جريت عليه حضنته.
- إيه مالك يا حبيبتي؟
- كنت فاكره إن الي على الباب عفريت..
- ستيفاني..الناس الي بتشوفيهم..تفتكري إنهم أشباح؟
- معرفش، أمال هم إيه؟
- عارفة، أنا كمان بحس بوجودهم..بس ما شوفتش حد..بحس كاني متراقب أو حد ماشي ورايا..بس بسمعهم..
- يارب مايكل يرجع من عند تيتا بقا..
- هايصدقنا..صح؟
نيمها على السرير وقعد جنبها، أما بتكزن خايفة او عيانة بيحس إنها صغيرة أوي وبيخاف عليها فعلا، غير كده بتكون مزعجة بزيادة.
- بصي يا ستيفاني، لو حاجة تانية حصلت تعالى قوليلي، ,انا برضو لأو في حاجة حصلت هاحكيلك..ماشي؟
فضل ستيفن قاعد جنبها وماسك إيدها لحد ما نامت..
________________________
بدات كارمن تدي إهتمام أكتر للأولاد زي ما إتفقت مع آل، صحيح إن ستيفاني بتقضي أغلب الوقت بتلعب مع بنات الجيران، وسيتفن قاعد مع جايسون على طول، بس مافيش مانع تخلي عينها عليهم زيادة شوية.
العلاج بقا أقسى على ستيفن الي فقد وزن أكتر، وبقا أضعف كتير، والحمل زاد على كارمن ومكانش في تسلية لها غير رفقة جارتها تانيا.
في يوم صحيت كارمن لقت نور الشقة كله منور، وستيفن متكوم على الكنبة ونايم. عرفت منه أما صحي إنه سمع صوت بينادي عليه، وكل ما ينور نور، يسمع الصوت جاي من أي ركن مظلم تاني، ففضل ينور النور كله لحد ما الصوت سكت. كان عارف إنها مش هاتصدقه، والغريب إن مابقاش يهمه إنها تصدق أو لا. إحساسه ده خلى كارمت تتأكد إن الموضوع مش موضوع إنه بيلفت النظر وعايز إهتمام زيادة..الولد مابقاش فارق معاه حد يصدقه أو لا ومابقاش بيحكي.
الحوادث دي إتكررت كتير، ستيفن بيسمع أصوات، ستيفاني بتشوف أشخاص..ومهم كارمن تتكلم معاهم بالممنطق برضو بيبقوا مصممين، وبدؤا مايحكولهاش حاجة ويزيدوا الوقت الي بيقضوه مع بعض بيتكلموا بصوت هامس.
في آخر الإسبوع، كارمن كانت قاعدة بتكتب في مذكراتها كل الحيرة الي بتحس بيها وبتخف تحكيها لحد، وكان بيتر نايم قدامها ومحدش في البيت. كانت مستنية الليل ييجي علشان آل يرجع وتتطمن بوجوده.
سمعت فجأة صوت رجل بينادي:
- كارم..إنـت هنا؟
رمت القلم من إيدها وقالت لنفسها إن آل رجع بدري، فقامت ونادت وهي مبتسمة:
- آل أنا هنا يا حبيبي!
لكن محدش رد عليها تاني..
- آل؟
مشيت كارمن بتبص حواليها، الباب مقفول ومحدش في الشقة..فتح الباب لكن مالقتش حد في مدخل المبنى كمان ولا قدام البيت.
الإبتسامة زالت عن وشها، هل لوحدها تماما في الشقة، وواضح إن آل مارجعش، عربيته مش بره.
قالت لنفسها إنه أكيد واحشها وهي إتخيلت صوته...أكيد..
________________________
5
من الصيف إلى الخريف..
تانيا أنجبت في نهاية الصيف بنت سمتها كارا، صوت بكائها وإقتراب تانيا وهي شيلاها من البيت كان بيسعد كارمن جدا ويريحها.
لكن رغم الوقت، ودفء الجيران ولعب الأطفال وضحكهم، كارمن كانت حاسة لسه إن في حاجة مش مريحة..
ستيفن إتغير، بقا بيكره العلاج أكتر، وبقا وقح مع الدكاترة والممرضين وحتى أمه. حاولت كتير تكلمه أو تهديه، لكن المسافة بينهم كانت بتبعد، والولد بيبقا هش أكتر وأكتر..
الطبيب المعالج قال لها إن عصبيته طبيعية، بل ومؤشر كويس إنه بيعافر..طالما بيتخانق معانا يبقا كمان بيتخانق مع السرطان.. كل شيء هايتحسن اما يخف.
رغم إن الدكتور طمنها، لكن برضو لسه حاسة إن في حاجة مش مريحة..
آل كان بيرجع كل إسبوع، ويلاحظ تغير سيتفن والوقاحة الي زادت عليه، فبدأ آل يبقى شديد معاه أكتر، ويتعصب على الكل ويشرب كتير.
برغم ده هو كان واعي لإنه بقا عصبي، وبيحاول طول الوقت يفرغ غضبه في تصليحات الشقة أو طلاء الجدران أو مساعدة كارمن في التسوق.
الأيام بتعدي، كارمن بتروح الكنيسة كل يوم أحد هي وتانيا، بتصلي..بتحاول تصبر وتتعايش علشان ما تضغطش على آل أكتر من كده..
لحد ما جه يوم وقررت كارمن تنضف المطبخ تنظيف عميق، وجود أطفال في البيت بيخليها تنضفه كل يوم من على الوش، لكن الأرضية الحمراء المصنوعة من اللينوليوم بدأت تحتاج صابون وتلميع.
جابت كارمن الجردل والصابون والممسحة، وشمرت بنطلونها للركبة وبدأت تنضف الأرض.
فضلت كارمن تحرك خيوط الممسحة على الأارض وتفرك البقع اللازقة، ومرت دقايق لحد ما لاحظت الريحة الغريبة.
بصت في الميه في الجردل لقت لونها أحمر غامق..
الممسحة ورجلين كارمن بقوا حُمر وريحة الذدأ غمرت المكان..ريحة دم..
قلبها بدا يدق، وفجأة إفتكرت كلام ستيفن عن إن البيت شرير..
قال لنفسها:
- لا لا..مش ممكن يكون دم..ده أكيد لون الأرضية بيطلع في الميه..
مكانتش عايزة حد من الأولاد يرجع ويشوف المنظر، فضلت تنشف الأرض بالمناديل علشان ما تجيبش مسه على الأارض تاني، ورشت معطر جو.
- أما آل ييجي هاخليه يغير الأارضية دي..لازم..
لكن كارمن ما قالتش لآل، مكانتش عارفة تجيبهاله إزاي، وإيه هايكون ظنه فيها لو قالتله الأرض بتطلع دم؟ فكل الي قررت تعمله إنها ما تمسحش الأرض تاني.
ستيفن بطل يقولها عن الأصوات الي بيسمعها، حاولت تقنع نفسها إنه بطل يسمعها، لكنها كل ما كانت تشوفه هو وستيفاني مع بعض تلاقيهم بيتهامسوا ويسكتوا أول ما يشوفوها.
دخلت عليهم مرة الصالة وأما شافوها سكتوا.
- إيه يا شباب، بتتكلموا عن إيه؟
- لا أبدا..
قالها ستيفن وبص في التليفزيون، قالت سيتفاني:
- كنا بنقول يا ترى بابا هايرجع يعيش معانا إمتى.
- قريب يا حبيبتي، يمكن شهر ولا حاجة لحد ما إجراءات نقله تخلص.
كارمن أقنعت نفسها إنهم كانوا بيتكلموا عن آل، كل حاج تمام ومافيش أسرار ولا حاجة..
طيب ليه لسه حاسة إن في حاجة مش مضبوطة؟!
____________________
في ليلة قام سيتفن علشان يروح الحمام كعادته، وفي الطريق سمع صوت من البدروم بينادي عليه..
- سيتفن..
ستيفن كان خايف ، بس الغريب المرادي إنه كان مجبر بشكل ما يمشي ناحية الصوت..
- ستيفن، في حاجات عايزين نتكلم عنها تحت..في حاجات لازم تتعمل، مافيش وقت نضيعه..ستيفن..
حاجات إيه؟ ستيفن كان ماشي كأنه منقاد ناحية الصوت..
حاول ستيفن يرجع بسرعة للكنبة، جري بالعافية وغطى وشه بالأغطية وحط سماعات الووكمان في ودانه وعلى صوت الموسيقى..
لحد إمتى هابقدر يقاوم ينزل ويلبي النداء؟
إنتظروا الحلقة السادسة غدا إن شاء الله..
ماتنسوش الدعم هو الي بيخلينا نكمل، لايك هايسعدني جدا..
Comments
Post a Comment