الأسنان المصطكة- ستيفين كينج- ترجمة شيرين هنائي
الأسنان المُصطكَّة
مقدمة للمترجمة:
مساء الخير، الأسنان المُصطكَّة قصة قصيرة نُشرت في المجموعة القصصية
Nightmares and dreamscapes
وكتبها ستيفن كينج سنة 1992، وظهرت على الشاشة وسط عدد من القصص القصيرة الأخرى في فيلم
Quicksilver highway
-------------------------------
النظر لفاترينة العرض دي، فكرته بنظراته للوح الزجاج المتسخ الي كان بيفصل بينه وبين معروضات مشابهة في محل قديم، أيام ما كان بيهتم بمعروضات تافهة في فترة طفولته.
مال هوجان على الفاترينة وهو مُتجاهل صوت((سبيك..سباك)) الي بتسببه الرياح المحلمة بالرمال وهي بتخبط في الزجاج.
الفاترينة كانت مليانة بخردة مبهرة، أغلبها مصنوع في تايوان أو كوريا، بيتصدرها أكبر لعبة "أسنان مُصطكة" شافها في حياته، وكانت كمان الوحيدة اللي لها رجلين..طقم اسنان لعبة برجلين كرتونية لابسة كوتشي لطيف مضحك!
_____________________
دخل هوجان وبص للسيدة البدينة الي واقفة ورا الكاونتر، والي كانت لابسة تي شيرت مطبوع عليه (نيفادا مدينة الرب) والكتابة ممطوطة جدا على صدرها الضخم، ومن تحت كانت لابسة فدان جينز.
كانت بتبيع خرطوشة سجاير لشاب أشقر ذكاؤه لاي تعدى ذكاء فأر تجارب، وكان محتاس في الفكة الي معاه ومش عرف يعدها.
سأل هوجان:
- لو سمحتي؟
بصت له ثانية، ونقلت عينيها على باب المحل الي إتفتح ودخل منه رجل مغطي وشه من التراب، ودخلت معاه زوبعة صغيرة من التراب. الرجل كان بيجر عربة تشوق فيها تلات أقفاص سلك صغيرين، واحد فيه عنكبوت تارانتولا، والثاينيين فيهم ثعبانين جرس. صرخت فيه اليت الي ورا الكاونتر:
- أقفل الباب، هو إنت مولود في زريبة؟!
- هو إنت مدياني فرصة يا ست إنت؟! إيه مافيش نظر؟يا ساتر!
الرجل كانت عينيه حمرا من التراب ولهجته ريفية. رزع الباب فنزل التراب المتعلق في الهوا على الأرض، وزق العربة ناحية الكاونتر. سألته السيدة البدينة:
- دول آخر حاجة؟
- فاضل ديب..هابقا أربطه بره.
- لا طبعا كله إلا الديب! ده نجم العرض..هاته هنا، قالوا في الراديو إن العاصفة هاتزيد وهاتطربق الدنيا.
إستنتج هوجان إن الرجل هو زوج السيدة دي، لأانه بيتكلم بجرأة وعشم زايد. قال لها:
- إنت ها تنصبي يا ست؟ أي حد هايبص على الديب هايعرف إنه كلب متهجن..قالك نجم العرض!
العاصفة إشتدت، واللافتة الي بتحمل إسم المكان ( حديقة حيوانات وبقالة سكوتر) بقت بتتهز بعنف كانها هاتتخلع من مكانها. هوجان إتمنى إنه يقدر يرجع البيت على سبعة أو تمانية زي ما وعد ليتا وجاك، وهو رجل بيحب يوفي بوعوده.
- المهم، خلي بالك منه وخلاص.
قالتها السيدة البدينة ورجعت تشوف المحتاس في الفكة.
- لو سمحتي؟
- ماتصبر شوية في إيه؟!
جاوبت السيدة سكوتر البدية في نفاذ صبر، كأنه بيزن عليها وسط عملية جراحية. عَدِّت الفكة براحتها ولقتها ناقصة.
- - ناقص قرش..
- خلاص بقا، هابقا اجيبهولك بعيدن، مش مآمناني على قرش؟
- ليه هو إنت البابا؟ حتى لو البابا كان بيدخن سجاير ميريت 100 برضو ماكونتش هآمنه على القرش.
طال النقاش الهزلي بينهم، وفكر هوجان إنه يصرف نظر لأانه كده هيتأخر أوي على ميعاده. إتجه للباب لكنه بص تاني على طقم الأسنان أبو كوتشي برتقالي. جاك هايفرح بيه أوي لو جابهوله..
(( وقول الحق، لو ما عجبكش جاك فهو عاجبك..طول عمرك بتشوف أطقم الأاسنان اللعبة بس هل عمرك شوفت طقم أسنان برجلين وكوتشي برتقالي؟ مايتسابش!))
مشي هوجان ورا كلام عقله، وكل حاجة إتغيرت بعدها..
دفع هوجان القرش للرجل علشان نخلص، بعدها قربت السيدة سكوتر و عبارة ( نيفادا ميدنة الرب)الممطوطة بتروح وتيجي وتطلع وتنزل وهي ماشية.
- عايز إيه؟
- بكام ده؟
وشاور على طقم الاسنان الي مكان مكتوب تحته " اسنان مصطكة- تسير بالزمبرك!" والي كان وسط معروضات تافهة للغاية من طراز (قيء بلاستيكي- نظاره بأشعة إكس، لبان سحري..)
- معرفش بكام، ياترى فين علبته؟
الأسنان كانت الشيء الوحيد المعروض بدون علبة. مسكت اليدة سكوتر اللعبة وقلبتها يمكن تلاقي سعرها لكن مالاقيتش حاجة.
- هو سكوتر الي بيجيبلنا الزبالة دي ويحطها في الفاترينة. البتاع ده هنا من ساعة ما نوح نزل من السفينة ومحدش بيسأل عنه. هاسألك عن سعره..
غابت السيدة دقايق ورجعت مع جوزها الي قال بوصت ممطوط ريفي:
- دي ب 15 دولار..اصلها مش بلاستيك بس، الأسنان دي معدن مطلي.. إوعى تعضك! عموما ماتقلقش، أصله وقع منا كذا مرة فالزمبلك مش شغال.
- يا خسارة! انا ماشوفتش عمري أسنان لعبة ولها رجلين..كنت اتمنى لو تشتغل وتمشي..
- حسارة إنها باظت..كانت تمشي زي التمساح كده في الأرض..حاجة تشرح القلب.
بص سكوتر لمراته في لوم لأنها هي الي وقعتها وبوظتها، بس هوجان ماقدرش يفهم التعبير الي كان على وشها..حزن؟ قرف؟ ولا الإثنين؟
- خده بتلاتة دولار ونص..
وفجأة شبطت السيدة سكوتر في جوزها على موضوع الديب تاني وبدئوا يتخانقوا.
- يا عم خد البتاع بتلاتة دولار وإخلص.. وآه مش ديب ، كلب!
زادت الخناقة، والشاب الي كان بيشتري سجاير وقف يشربها وهو بيتابع. الأسنان كانت على الكاونتر، ووقعت على الأرض أثناء الشجار.
عيني السيد سكوتر كانت غريبة، هوجان لاحظ إنه ممكن يكون متعاطي مخدرات معينة هي الي مخلياه عصبي وعينيه حدقتهم واسعة كده.
مسك هوجان الأسنان وفحصها، كان الزمبلك والتروس مصديين وفيهم حاجة مكسورة. إستأذن السيد سكوتر يجربها، فممانعش.
شال أستك الأمان وإتحسس الأاسنان الي كانت حادة أوي بدون داعي. لف الزمبلك وسمع صوت التكات غير المنتظمة، وحط الأسنان على الأارض. أرتفع الكوتشي البرتقالي لفوق مع فتح الفك، ووقف شوية بعيدن نزل على الأرض في حركة خشنة. خطوة كمان والأسنان توقف عن الحركة. كان واضح إن في عطل فعلا.
بص هوجان للسيد سكوتر تاني وجه في باله صورة مروعة..
((كمان سنة الرجل ده هايكون ميت من تمن شهور، ولو فتحت القبر هاتلاقيه ميت بعضة من أسنان معدنية قاتلة))
بص هوجان للأسنان وبعيدن لعينين السيد سكوتر تاني. مكانش حاسس برغبة في الرحيل، لأ، الرحيل كان ضرورة فعلا.
- أنا لازم أمشي يا فندم..مع السلامة..
مد هوجان إيده علشان يسلم على السيد سكوتر، لكن الأخير ما مدش إيده، وأخد الأستك وركبه على الأاسنان تاني. ليه عمل كده طالما إنها مش شغالة؟!
دف السيد سكوتر الأسنان تجاه هوجان وقال له:
- خد ده، مش عايز فلوس خلاص.
- شكرا..بس..
- يا سيدي خده وفرح الواد..يعني انا هاعمل بيه إيه في الفاترينة؟ أنا عنيد تلات أولاد..
- عرفت منين إن عندي ولد؟
غمز السيد سكوتر بعينه..كانت حركة مرعبة، وقال:
- على وشك يبان! ياللا خده..
عوت الرياح بره وكانت هاتخلع البمنى نفسه. مسك هوجان طقم الأسنان من رجليه وإتفاجيء تاني بوزنه التقيل. حط السيد سكوتر شنطة ورق مكرمشة على الكاونتر وكان باين انه مش عايز يلمس الأسنان تاني وقال لهوجان:
- حطه في الكيس بدل ما تمسكه كده.
- شكرا لك، وشكرا بالنيابة عن جاك إبني.
- العفو، سوق على مهلك بقا.
- وإنت..خلي بالك من نفسك..
خرج هوجان للعاصفة بره، غطى وشه بطرف الجاكيت وجري على عربيته الفان الضخمة. لاحظ أن حد بيشده من دراعه ولقاه الشاب بتاع السجاير والفكة.
- ممكن توصلني معاك؟
الشاب كان لابس تيشيرت خفيف قرب يتقطع من شده الهوا، ومن وراه شاف هوجان "الديب" الي كان قد نص كلب جيرمان شيبارد مش أكتر.
لهوجان سابقة سرقة بسبب بنت مايعرفهاش ركبها معاه، بس برضو مكانش هايسيب الولد في الشارع كده. وافق ولف الشاب بسرعة علشان يفتح العربية لكنها كانت مقفولة، فوقف مستني لحد ما هوجان يفتحله وكان التيشيرت طار اغلبه وكشف ضهره النحيل.
بص هوجان على المحل تاني، وكان السيد سكوتر واقف ورا الفاترينة وبيشاورله بإيده، فرفع هوجان إيده ردا للتحية بعدها دخل عربيته وفتح الباب للشاب وركب.
حط هوجان الكيس في حامل الأكواب بين الكرسيين الاماميين وبدأ يسوق. لف الشاب جذعه وقعد يتفرج على محتويات العربية، وشاف سرير مطوي وموقد غاز وشنط.
- مضبط إنت كل حاجة..هو إنت رايح فين؟
- لوس أنجليس..
- وأنا كمان!
نور هوجان كشافات العربية وقال بصرامة:
- خلينا نوضح بس كم حاجة..
- أه طبعا..
- أولا انا في العادة ما بوصلش حد ما اعرفهوش، وكان عندي خبرة سيئة وإتسرقت قبل كده بسبب الموضوع ده، فأنا هاوصلك للموقف في سانتا كلارا بس..تمام؟
- تمام تمام..
ثانيا، شايفك مطلع سيجارة، فلو هاتدخن تنزل هنا أحسن..تمام؟
رجع الشاب السيجارة ورا ودنه ورفع إيديه قدام هوجان.
- مافيش سجاير أهو..
- كويس..أنا بيل هوجان..
- برايان آدامز..
عينين هوجان جت على شرائط الكاسيت الي قدامه وكان من بينهم شريك للمغني برايان آدمز..
(( إنت باريان آدمز وانا مايكل جاكسون بقا..ها هاها))
ساق هوجان فترة في صمت، وبص جنبه لقا الشاب نام، او بيتظاهر بالنوم، محجش عارف نوايا الناس. بس كده أحسن، هوجان مكانش عايز يتكلم لسبب بسيط إن مافيش مواضيع مشتركة بينه وبين برايان آدمز ده.
رغم إنه كان حريص في القيادة إلا إنه أوشك على الخروج بره الطريق بسبب عربية تانية كانت هاتخبط فيه. هوجان كان مركز جدا وقدر بأعجوبة يتماسك. لكن الحركة دي صحت برايان الي راح النوم من عينه وبدأ للاسف يرغي في الفاضي والميان، وسحب السيجارة من ورا ودنه.
هل الشاب ده نصاب وقال أي إسم لقاه قدامه؟
- هو إنت مندوب مبيعات يا سيد هوجان؟
- أيوه.
- بتبيع إيه؟
- علامات..
- علامات؟
- ايوه..العلامات الي بيكون عليها كود أو رمز دي وعليها أرقام.
- ايوه يا جدع، الي هي بيعدوها قدام جهاز بينور كده فتعرف السعر صح؟
- صح، الجهاز ده بيقرا بالليزر، برضو ببيعه.
- برافو عليك يا صاحبي..
- برايان؟
- نعم يا صاحبي؟
- إسمي بيل أو هوجان، بس مش يا صاحبي..وأكيد مش يا جدع..
ياريته كان سابه للكلب- الديب ياكله، الولد ده فعلا مزعج.
- أيوه أيوه..بيل بتاع العلامات.
بيل هوجان ماردش علشان ما يتعصبش ويفقد تركيزه في القيادة والطريق كان كله عربيات ضخمة ومسرعة. كل ما كان هوجان بيتفادى عربية كان برايان بيهلل بطريقته المستفزة.
- برافو عليك..لعيب..
- الموضوع أكبر من كونه لعبة لعيب يعني.
صوت هوجان كان نافذ الصبرن وسرح في شغله وفي تنقلاته بين الولايات لعرض بضايعه. في مرة ضهره أصيب في حادث طيارة بسبب الشغل، وبقت التنقلات وطرق السفر بتخليه عصبي ومتوتر دايما.
- بقيت حريص أكتر على الطرق خاصة إن السفر بالطيارات جبلي عقدة بعد حادثة سخيفة. الشوارع أأمن، على الأقل هاكون على الأرض.
- معلش يا صاحبي، الدنيا كلها مآسي.. وشكلك هاتقع في مأساة تاني دلوقتي.
سمع هوجان ((كليك)) وبص لقا برايان بفتح مطواه ضخمة.
(( تاني؟!!)) هوجان مكانش خايف، كان تعبان ((خلاص كنت قربت أوصل البيت)).
- على جنب بقا كده يا صاحبي..
- عايز إيه؟!
- إنت متخلف ياض؟ مش عارف أنا عايز إيه؟ إطلع بالعجينة، بالفلوس، وهاخد الشنط والحاجات الحلوة الي ورا في العربية. في عربيات عن الناصية، إنزل إركب حاجة تروحك من هناك. إركن على جنب!
مع شعور المفاجأة، حس هوجان كمان بالغضب بالإضافى إلى التعب..تاني مرة يتسرق بسبب حسن نيته.
- يعني أنا أوصلك وإنت تعمل فيا كده؟ لولا توصيلتي كان زمانك مرمي مدفون في الرمل! إبعد البتاعة دي عن وشي وممكن..
حس هوجان بألم حارقفي دراعه اليمين، وأدرك أن برايان عوره بالمطواة. إتهزت عجلة القيادة تحت إيديه وإضطر يركن على جنب مغروس في كوم رمل.
- إركن يا صاحبي، ما إما أسيبك تمشي على حيلك برضاك، أو أسيبك مرمي مدبوح على جنب غصب عنك. أقولك؟ هاخد عربيتك وهادخن الخرطوشة كلها لحد ما أوصل، وكل ما أدخن سيجارة هاطفيها في التابلوه الحلو ده.
بص هوجان على الجرح والغضب زاد جواه، كان غضب شديد طرد كل التعب الي كان حاس بيه. حاول يستدعي صورة ليتا وجاك علشان تطفي الغضب ده، لكن الصورة كانت ضبابية وضعيفة، وشاف بدالها صورة البنت الي سرقته زمان أما ركبها معاه برضو بسبب حسن نيته.
(( المحفظة يا سكر..))
داس هوجان على دواسة البنزين بأقصى قوة وإندفعت العربية فورا.
- بتهبب إيه؟! قولتلك إركن على جنب! عايز تشوف مصارينك على حِجرك؟!
فضل هوجان داس على البنزين وسرعة العربية بتزيد وتتأرجح بعنف مع المطبات والحُفر في الطريق.
- عايز إيه؟ تموت مكسور الرقبة؟ مش هتاخد مني لحظة، انا رابط حزام الأمان، فرملة صغيرة هاتطيرك!
عينين برايان كانت بتلمع بمزيج من الغضب والرعب وتصرخ: كان المفروض تخاف وتركن على جنب! كان لازم تخاف وأنا رافع عليك مطواه!
- إنت مش هاتعمل كده..بتقول أي كلام..
- وليه ما أعملش كده؟ العربية متأمن عليها وأنا رابط حزامي!
فضل برايان ينقل عينيه من وش هوجان للطيق وبالعكس، وفجأة صرخ:
- خلي بالك!
قدام هوجان في الإتجاه المعاكس، كانت عربية نقل بمقطورة بتزمر في جنون وداخل عليه. دور هوجان عجلة القيادة لأقصى اليمين مع إنه كان عارف إن الوقت فات، وزحفت العربية بره الطريق بسرعة زايدة عن 40 ميل في الساعة. بص هوجان لبرايان لقاه بيبتسم في جونو وهو بيقرب منه المطواه! الولد مجنون رسمي، هو ده وقته؟!
حاول برايان يغرس المطواه في رعبه هوجان، لكن العربية إبتدت تتقلب وتغوص في الرمل. بعد هوجان رقبه عن السكنة، لكنه حس بسائل دافي نازل من رقبته على صدره. السكينة فتحت خده اليمين من ناحية الفك لحد الودن. حاول يمسك أيد برايان ويبعدها..العربية أصطدمت في صخرة ضخمة وطارت في الهوا..العجلت الأربعة بقوا لفوق..هوجان حس بحزام الأمان بيضيق على صدره وبطنه وهو مقلوب..الوضع فكرة بحادث الطيارة، وبدأ يصدق إن الي بيحصل ده حقيقي.
برايان كان بيطير ويتهبد في سقف العربة وكان ماسك لسه السكينة، وللغرابة، برايان كان لسه بيحاول يطعن هوجان! فكرة بالثعبان الي بيلدغ حتى في آخر لحظات حياته.
أخيرا نزلت العربية على سقفها، راس برايان إتخبطت بعنف، باب العربية الخلفي إتقتح ومحتوياتها وقعت بره، صوت إنزلاق سقف العربية على الصخور كان عالي جدا..
إتكسر الزجاج الأمامي و إنتشر على سطحة آلاف الخطوط الدقيقة، غمض هوجان عينيه وغطى وشه بدراعه. وقع الإزاز ودخلت كمية رمل وصخور كبيرة عليهم وقربت تدفنهم.
قعد هوجان مكانه بدون أي حركة لثواني، الرياح بتدخل رمل أكتر في وشه ومافيش صوت تاني إلا صوتها.
فجأة شاف قبضة متسخة بتلكمه في وشه، وكان الألم مفاجيء وغير محتمل. باراين كان بيتحرك، والدم بينزف من كل مكان في جسمه وبيبص لهوجان بعينيه المجنونة الغاضبة!
- شوفت عملت فينا إيه؟! بص عملت فيا إيه؟؟
ولف برايان صوابعه حوالين رقبه هوجان وضغط. حاول هوجان يرفع إيديه، لكن جسم برايان كان مانعه، حاول يدفعه بس مقدرش. وبدأ صوت شتيمة برايان له وعواء الرياح يخفت بالتدريج.
((بيقتلني..))
(( المحفظة يا سكر..))
مجرد ذكرى البنت الي سرقته رجعتله الغضب تاني، وردت فيه الروح. مد غيديه حواليه بيدور على اي حاجة تلحقه، وأخيرا لقا شيء تقيل في كيس ورق مكانش قادر يفتكر عبارة عن إيه. مسكه جامد وضرب بيه فك برايان الي صرخ ووقع لورا وساب حنجرة هوجان..وسمع صوت صفير وهو بيشهق.
سحب هوجان نفس عميق تاني مليان تراب، وبص للشيء الي ماسكه في إيده، ولقاة طقم الأسنان اللعبة في الكيس الورق. رمى هوجان الكيس في فزع كأنه إتفاجيء إنه ماسك عظام بشرية..رمى الكيس في ذعر وقرف.
إتخبطت اللعبة في ضهر برايان، وسمع هوجان وصت الأستك الي رابط الفك بيقع، تلاه صوت خبط الأسنان في بعض بسرعة وقوة.
(( الخبطة صلحت طقم الأاسنان! لو عشت لازم أروح أفرح سكوتر وأقوله إن طريقة تصليح طقم أسنان لبعة عطلان، هي إنك تعمل حادثة بعربيتك وواحد غريب يحاول يقتلك فتضربه به! طريقة سهلة اي طفل ممكن يعملها في البيت!))
فضل الطقم يفتح ويقفل جوه الكيس، وشافه برايان وبعد عنه بشكل غريزي وزحف لمؤخرة العربية وهو بيحاول يستوعب الي بيحصل، خاصة و إن شكله أصيب في شريان، لأن هوجان شايف نافورة دم عند خده.
حاول هوجان يفتح قفل الحزام بتاعه، لكنه فشل. حاول يتحرر بأي شكل من التعليقة الي هو فيها، خاصة مع زيادة النزيف من خده. الذعر بدا يتسلل لنفسه..لف ورا علشان يشوف برايان بيخطط لإيه، ولقا إنه مش ناوي على خير. المطواه كانت طارت لآخر العربية، وبرايان راح وراها ومسكها، وإلتفت لهوجان وعلى وشه إبتسامة مجنونة.
- متكتف يا صاحبي، صح؟ هه؟ محبوس يا عيني..كويس إنك كنت مأمن نفسك ورابط حزامك وأتحرق أنا! أنا الي أتحرق برضو دلوقتي؟!
زحف برايان رغم ضعفه ناحية هوجان الي كان بيحاول يفتح قفل حزامه في عصبية وهو بيبص للشاب الي بيقرب منه.
فجأة وقف برايان مكانه وهو بيبص في ذعر على شيء قدامه، لاحظ هوجان النظرة وإفتكر اللعبة الي كانت لسه بتفتح وتقفل فكها.
لف دماغه أكتر وشاف الأاسنان الحادة الضخمة قطعت الكيس، واللعبة ماشية على الكوتشي البرتقالي المضحك بتاعها، وبتاكل أي شيء يعدي قدامها. لاحظ هوجان حاجة غريبة، غن الزمبلك الي المفروض بيتحرك مع حركة اللعبة مش بيتحرك! اللعبة ما إتصلحتش، اللعبة شغالة من تلقاء نفسها بدون زمبلك!
وقف اللعبة قدام برايان، ورغم عدم وجود عينين إلا إنها كانت مدية إنطباع إنها بتتحداه. ضحك برايان ومد إيده للعبة علشان يحطمها، وصرخ هوجان:
- عضه! عض الصوابع الي ممدودالك دي!
بص برايان لهوجان في تعجب وإنفجر في الضحك وقال:
- عضيني يا كميلة إنتي..عضيني! والله يا صاحبي مش عارفي مين فينا الي إتخبط في دماغه، أنا ولا أنت.
حط برايان كفه بين الفكين المفتوحين وفضل يضحك على هوجان ولعبته التافهة. الفك ما إتحركش ولا الرجلين أم كوتشي برتقالي. فضل برايان يحرك صوابعه جوه الفك كانه بيلاعب طفل..وفجأة صرخ..
- يا إبن ال...
قلب هوجان وقع في رجليه،بص لقا برايان لإنفجر في الضحك وهو ماسك اللعبة في إيد والسكينة في إيد. قرب اللعبة من وشه وقالها:
- إنت كميلة ما بتعرفيش تعضي؟ إنت ك....
رجل اللعبة إتحركت لتحت..خطوة واحدة..وإتقفل الفك على أنف برايان وقطعه.
فضل برايان يصرخ ويضرب راسه في أي شيء قدامه، ويتقلب على ضهره ويركل برجيه وهو بيحاول يبعد الفك عن أنفه..الدم كان بيسيل ويغرق كل حاجة. فضل هوجان يصرخ في اللعبة:
- إقتله..إقتله!
لكن برايان قدر يمسك سكينته وحطه بين الأسنان وقدر يفتح الفك، ووقعت اللعبة ومعاها أنف برايان على ألارض.
صرخ بارايان الي إنهار على الأارض في اللعبة، الي إتعدلت ووقفت على رجليها:
- رجعيلي مناخيري يا بنت الكلب!
مد برايان غيده علشان ياخد أنفه، لكن اللعبة إتحركت فجأة وإندفعت بين رجليه وأغلقت فكها على حِجر البنطلون الجينز الخفيف.
عينين برايان آدامز جحظت، وأطلق صرخة هوجان ماسمعش زيها في حياته. فضلت اللعبة قافلة فكها عليه وبتأرجح رجليها وبتسند نفسها بيهم علشان تقطع أكتر. الفك نفسه كان بيتهز لفوق وتحت كأنه بيقول (أيوه أيوه أيوه) وبعيدن بيروح يمين وشمال كأنه بيقول (لأا لأ لأ).
وإستمرت الصرخة الطويلة المعذبة..
وفقد بيل هوجان الوعي..
_________________________________
أما فاق، كان الليل دخل، والعاصفة بقت أهدا. مكانش قادر يلف يشوف إيه الي حصل، مكانش عايز يشوف.
حاول يفك حرام الأمان تاني بدون جدوى، ومن وراه بدأ يسمع الصوت الي كان خايف منه..
(( كلاك..تشييك..كلاك..تشييك))
مع صوت إصطكاك الأاسنان، كان في صوت زي صوت تمزيق القماش، وإفتكر هوجان منظر الأسنان وهي بتنهش في بنطلون برايان، وإفتكر أغنية طفولية قديمة عقله حوّرها لنسخة مخيفة..
(( كليكيتي ديكيتي كليكيتي كلاك! إحنا الأسنان وهانستناك!
بنعرف نمشي، بنعرف نعُض، بنعرف ناكل إتنين مع بعض!))
حاول هوجان يفك الحزام أو يقطعه، الأسنان المضحكة اللطيفة القاتلة خلصت على برايان آدمز ودلوقتي جه دوره!
قبل ما يغمض عينيه ويستسلم، آخر حاجة شافها الأسنان وهي بتتسلق ضهر كرسيه وبتقطع في قماشه، ومتوجهه ناحية فخذه.
وفقد الوعي تاني..
__________________________
الظلام كان دامس، ولوهلة مكانش هوجان قادر يجمع هو فين وإيه الي حصل. آخر جاجة فاكرها إن العربية كانت محتاجة بنزين، وراح يمون من بنزينة عليها لافتة ( حديقة حيوان – بقالة – بنزين – بيرة مثلجة - شاهد الأفعى ذات الجرس!)
الحوادث القاسية دي ممكن تتسبب في فقدان ذاكرة مؤقت، وساعات بيكون فقدان الذاكرة ده نعمة. لكن في حالة هوجان، كان من الأفضل إنه يفتكر كل حاجة.
مع الوقت، إبتدت قشرة فقدان الذاكرة تتفتفت بفعل الرياح المتسربة للعربية من الإزاز المكسور، وأفتكر هجوم الأسنان على أعضاء برايان الحميمة، وبسرعةحط إيديه على حجره وهو بيبص حواليه وبيدور على الأسنان.
إكتشف فجأة إنه مابقاش مقلوب، حزام الأمان كان مقطوع، ممضوغ، وهو دلوقتي واقع على جنبه، وحر!
بص وراه، لقا باب العربية الخلفي مقتوح، وبقعة دامية كبيرة على بطانه السقف مكان ما برايان آدم كان واقع، لكن الشاب مكانش موجود، ولا الأسنان كانت موجودة.
_____________________________
زحف هوجان بره الربية، وقدر يقف على رجليه، بس مكانش قادر يحرك راسه ولا رقبته بدون ما يحس بألم في كامل جسمه. مشي متعكز على جسم العربية المطبق، وكان خايف أما يوصل عند الباب الخلفي يلاقي برايان لسه عايش ورافع المطواه تاني وبيبتسم إبتسامته المجنونة. بس مكانش ينفع يفضل واقف مكانه في الضلمة وهو مش متأكد إنه في أمان.
مكانش في حد حوالين العربية، الشاب إختفى زي ما كان واضح لأول وهلة. لكنه سمع صوت حشن على مسافة عشرين ياردة منه. شاف من مكانه جزمة برايان آدام بتتسحب وبتبعد ورا تل صغير، كانت بتتسحب ببطء، وبعيدن وقفت ثواني كأن الي بيسحبها محتاج ياخد نفسه ويريح شوية، بعدها بدأت تتحرك تاني وتبعد.
جه في بال هوجان صورة مفزعة جدا، الاسنان اللعبة الضخمة أم كوتشي برتقالي قفلة على خصلة كبيرة دامية من شعر الشاب الأشقر، وبتسحب جثته بعيد!
مشي هوجان في الإتجاه المعاكس ناحية الطريق وهو ماسك راسه بين إيديه.فضل واقف ربع ساعة لحد ما لقا حد يرضى يركبه معاه، وخلال الوقت ده مابصش ولا مرة وراه.
_________________________________
بعد تسع شهور، في يوم حار من شهر يونيو، عدة بيل هوجان على بقالة وحديقة حيوان سكوتر مرة تانية، إلا إنه لقا اللافتة إتغيرت وبقت (محل ميرا) وتحتها ( بنزين- بيرة مثلجة – شرائط فيديو) وتحت الكلام ده رسم لذئب بيعوي قدام القمر. الذئب شخصيا كان نايم في قفص حديد قدام المحل، وكانت حالته بتكشف بشدة أصله ككلب. الديب- الكلب ما إتحركش من مكانه أما هوجان عدى من قدامه، ومكانش في أثر للتعابين أو عنكبوت الترانتولا في أي مكان.
- إزيك يا ديب؟
قالها هوجان وهو طالع سلم المحل، فإتقلب الديب على ظهره ورفع رجليه وإيديه لفوق وطلع لسانه بره وهو بيبص لهوجان في براءة.
المحل جوه كان أنضف ومترتب أكتر فبان كأنه أوسع. دهنوا الأرفف وغيروا فيه حاجات كتير، وأضافوا خمس كراسي لو حد حب ياكل حاجة خفيفة. ورا الكاونتر كان في سيدة بتحسب حاجات على آلة حاسبة. من ملامحها إستنتج هوجان إنها بنت السيد والسيدة سكوتر..لكن لحظة..الي واقفة هي السيدة سكوتر نفسها، وإفتكر هوجان منظر عبارة (نيفادا مدينة الرب) الي كان ممطوط على صدرها وإستغرب..السيدة سكوتر خست أكتر من 50 باوند، وصبغت شعرها، مافضلش من الست الي يعرفها إلا بعض التجاعيد حوالين شفايفها وعينيها.
سألته من غير ما تبص له:
- حطيت البنزين؟
- أيوه، بخمستاشر دولار..
وإداها عشرين دولار وقال لها إن شكلها إختلف كتير عن آخر مرة شافها فيها. قالت له ببساطة:
- في حاجات كتير إختلفت من ساعة ما سكوتر مات.
خرجت خمس دولارات ومدت غيدها له بهم، وكانت دي أول مرة تبص له.
- مش إنت الرجل الي كان هايتقتل يوم العاصفة السنة الي فاتت؟
- ايوه..بيل هوجان.
مد لها إيده وفسلمت عليه بيد واثقة قوية. واضح إن موت جوزها حسِّن حسها الإجتماعي.
- وعايز اعزيكي في جوزك..كان رجل كويس فعلا.
- سكوت؟ أيوه كان كويس..وإنت عامل إيه؟ خفيت خلاص؟
- فضلت لابس دعامة رقبة ست أسابيع..بس أنا كويس دلوقتي.
بصت للندبة الي عند فكه وسألته:
- الواد ده هو الي عورك كده؟
- ايوه..
- بهدلك..
- فعلا..
- سمعت إنه إتبهدل هو كمان في الحادثة وزحف بره العربية ومات في الصحرا.. صح؟
- تقريبا صح.
- بيقولك الحيوانات في الصحرا خلصت عليه..كان متآكل خالص أما لقوه.
- الحقيقة معرفش أي حاجة عن الجزئية دي.
- الي لقاه من هنا، أعرفه، قال إن أم الواد نفسها لو شافته مكانتش هاتعرفه. تعدمني لو بكدب عليك.
ضحك هوجان بشدة على تعبيرها المفاجيء، وإستغرب إن دي أول مرة يضحك بشكل عفوي كده من ساعة الحادثة.
- كويس إنه ما قتلكش..ربنا راضي عنك أكيد.
- أكيد. شايف إنك رميتي الحاجات القديمة الي كانت معروضة في الفاترينة.
- الحاجات المعفنة دي؟ دي أول حاجة عملتها بعد ما.....
وسكتت فجأة وبرقت وقالت:
- نسيتني! في حاجة تخصك عندي، كويس إني إفتكرت وإلا كان عفريت سكوتر هايعلقني..
إستغرب هوجان، وكانت السيدة دخل لرف بعيد وشبِّت على أطراف صوابعها وجابت حاجة محطوطة في آخر رف. هوجات إتعرف على الشيء الي كانت شايلاه فورا من شكله من بعيد..كان طقم أسنان لعبة ضخم.
حس هوجان بإنه شاف المشهد ده كله قل كده، الأسنان الكبيرة، الكوتشي البرتقالي، حطة اللعبة على الكونتر..الأسنان كأنها مبتسة له وبتقول له:
((نسيتني؟ أنا ما نسيتكش خالص يا صاحبي.))
- تاني يوم ما إنت إشتريتهم، لقيتهم على عتبة المحل. قولت أكيد الكيس المكرمش الي سكوت حطلك فيه اللعبة كان مخروم ووقعت منك. قال لي يومها أشيلهالك وما ابعيهاش لحد ولا أحطها في الفترينة. وأنا عملت بوصيته وأديك جيت. خد الأمانة بقا!
- آه..هاخدها!
مسك هوجان اللعبة ومشى صوابعة على أسنانها، وإفتكر برايان آدمز وهو بيتريق عليها وبيطلب منها تعضه.
ياترى الاسنان من جوه عليها آثار دم برايان؟ في حاجة غامقة شايفها هوجان من بين الأسنان المفتوحة، بس يمكن مجرد ضل.
- شيلتهالك علشان سكوتر قال إن عندك ولد..
((ياترى الشيء ده رجع مشي المسافة دي كلها على الكوتشي البرتقالي اللطيف ليه؟ علشان ده بيته؟ علشان سكوتر عارف عنه أكتر من الي قاله؟ علشان المسافر دايما بيحب يرجع للأماكن الي زارها، زي ما القاتل بيرجع دايما لمكان جريمته؟))
- مش هاتاخدها؟ انا عبيطة..هي أصلا كانت بايظة..لو كنت افتكرتهم كنت رميتهم.
لف هوجن الزمبلك، ولف على الفاضي..متوقع..اللعبة عطلانة. بس بتفضل عطلانة لحد ما تقرر تشتغل بمزاجها.
السؤال الحقيقي مش إزاي رجعت المحل، ولا ليه رجعتله..
السؤال، الأسنان دي عايزة إيه؟
مد هوجان صباعة بين الأسنان وقال للعبة:
- عضيني..مش عايزة؟
فضلت الأسنان على إبتسمتها المحمولة فوق الكوتشي البرتقاني وما إتحركتش.
قال السيدة سكوتر:
- واضح إنها ما بتتكلمش.
- واضح.
الأسنان دي ما أذيتهوش، الأسنان دافعت عنه وأنقذته.. هل من المفيد إن الواحد يكون عنده أسنان زي دي في المكتب تحسبا لأي مضايقات؟
شال هوجان اللعبة من رجليها وقال للسيدة سكوتر:
- متشكر إنك شيلتيهالي..عموما أي طفل هايحب يلعب بها حتى لو عطلانة.
- أشكر السيد سكوتر، عايز كيس؟ جبت أكياس بلاستيك جديدة أهي، مش مخرومة ماتقلقش!
حط هوجان اللعبة في جيب الجاكيت الخفيف الي كان لابسه وقال لها:
- لا هاشيلها هنا أحسن..علشان تبقا في متناول إيدي.
- براحتك..ابقا تعالى تاني هانزل في المحل سندوتشات فراخ تجنن.
- طالما فراخ هاجي طبعا.
خرج هوجان ووقف شوية في الشمس. كان حاسس بإحساس حلو وإن الحياة رجعت زي ما كانت قبل الحادثة.
على شماله كان في قفض الديب- الكلب، والي قام وحاول يطلع مناخيره من القفص وهو بينبح. وفي جيب هوجان، الأسنان فتحت وقفلت مرة. صوتها مكانش عالي بس هوجان سمعها وحس بحركتها. طبطب على جيبه وقال:
- بالراحة يا صاحبي..
ركب هوجان عربيته الجديدة، وراح لوس أنجليس. كان واعد جاك وليتا إنه هايكون في البيت الساعة سبعة أو تمانية بالكتير زي ماوعدهم، لأنه رجل بيحب يوفي بوعده.
#ليلة_الكينج
Comments
Post a Comment