الحلقة الحادية عشر- عالم الشياطين

عالِم الشياطين
سيرة إد ولورين وارِن غير العادية

الحلقة 11
قضية آل فوستر- الجزء الأخير

الشبح: هو كيان ماورائي، غير مادي، لاعقلاني. وغالبا ما يكون غير محسوس أو مُدرك من قِبَل حواس الإنسان. ذلك الكيان في مقدوره أن يكون مرئيا في بعض الأحيان ككيان عدائي يسبب المشاكل والرعب للبشر.
قاموس أوكسفورد الإنجليزي.

***
ملحوظة: الكتاب تحقيق بيجريه الكاتب جيرالد بريتل مع الزوجين إد ولورين وارٍن، وفيه بيستخدم صيغة المُتكلم، وكل البوستات التالية هاتكون على لسانه.

باب أوضة ميج كان برضة مقفولـ، ومكانش حد يقدر يعرف إيه الي كان مستنيهم جوه.
فتح إد الباب على آخره، وتراجع الزوجين تلقائيا. كان في شيء في الأوضة، ورغم كونه غير مرئي، إلا إنه كان بيشع بالبؤس، كان شعور صعب أوي نابع من كائن محكوم عليه بالعذاب واللعنة الأبدية. الزوجين كانوا عارفين الشعور ده كويس، وعارفين إنه خدعة لكسب التعاطف. دخل إد الأوضة وهو رافع الصليب.
الأوضة كانت متلجة، وللمرة الأخيرة رش إد الماء المقدس في أركان المكان وقال بصوت جهوري:
بسم الله، إظهر نفسك او إرحل....إعطنا علامة لرحيلك...إن لم ترحل سُتقام طقوس لطردك اليوم.
رغم طول فترة الصمت‘ إلا إن بعد عبارة إد الأخيرة، إبتدا الشعور البائس ينسحب بسرعة من جواهم، وبدأت درجة الحرارة في الأوضة ترجع لطبيعتها.
بص الزوجين حواليهم في الأوضة، وعرفوا ليه الكيان إختار المكان ده بالذات للإقامة فيه. ميج كانت بتحتفظ بشموع تحضير الشياطين ، وكتب عن التحضير جنب سريرها. جمع إد ولورين كل الحاجات دي في سلة وخرجوا بيها للردهة، بعدها قفلوا باب الأوضة وتلوا على الباب صلاة للتطهير.
نزل الزوجين السلم، وبصت لورين من الشباك فلقت الأسرة قاعدة في الجنينة، ففتحتلهم الباب ودخلتهم.
بمجرد ما قعدوا، بدأ إد يتكلم:
- " كل شيء بعد كده بيعتمد على تصرفتاكم المستقبلية. أي حاجة ممكن تجلب البهجة والمحبة في البيت لازم تعملوها. ويا ميج، مافيش كتب سحر تاني.. إحنا جمعنا كل الكتب الي عندك وماتحاوليش تشتري منها تاني أبدا.. الكتب دي مكانها سلة المهملات.
بقترح بشدة تجيبوا رجل دين متخصص يبارككم إنتم والبيت. الي حصل زي ما إنتم شايفين كان نتيجة لعب بنتكم بطقوس غامضة إدت لجلب كيانات شريرة، في بعض الطقوس الدينية الي لازم تُقام لضمان عدم عودة الكيان تاني. نصيحتي، حاولوا تجيبوا راهب النهاردة مش بكرة.
حاولوا في الأيام الجاية كمان تحصنوا نفسكم بالمشاعر الإيجابية، والتقرب من الله. بإختصار، ميج عملت تصرف جلب طاقة سلبية، وكل اللي المفروض تعملوه إنكم توازنوا الطاقة السلبية ببعض الإيجابيات. أنا ولورين عملنا الي نقدر عليه، والباقي في ايديكم."
بصت لورين حواليها للحظات قبل ما تخرج من البيت، وقال إد للأسرة:
- " الكيان الي في البيت خامل حاليا، لكنه ما رحلش بالمناسبة."
مجرد ما خلص إد الجملة دي، نظارة لورين طارت من بين ايديها ولفت لفة في الهوا قدام الأسرة كلها، ونزلت على الأرض مكسورة.
بالرغم من إن عائلة فوستر ماقدرتش تستوعب بشكل كامل كل الي حصل قدامهم، لكنهم كانوا فاكرين إن التعامل مع الشياطين لعبة، والنتيجة إنهم هم الي بقوا لعبة في إيد الشياطين.

مُشاهدات الظواهر الخارقة مُسجل عبر العصور، إبتداء من رؤية أطياف وأشباح بشر موتى، لرؤية تجسدات سوداء مُريعة. وإبتدا الناس تقسمها تلقائيا لكيانات بشرية وكيانات شيطانية، ده طبعا بعيدا عن الأنبياء ومعجزاتهم والملائكة، كل دي إسمها ظواهر خوارقية برضو لكن تحت تصنيف مختلف.
الكتب المتاحة عن الشياطين وتحضيرهم وأنواعهم..إلخ متوافرة في اي مكتبة، لكنها بتحوي أنصاف حقائق والكثير من الخرافات القديمة.
مش متاح لأي حد يدخل كنيسة ويقولهم عايز حد أسئلة عن الماورائيات، أو يطلب مقابلة عالِم شياطين. الموضوع مش بالسهولة دي. إد دايما كان بيقول:
- " في حاجات يعرفها المتخصصين أحسنلها ماتتقالش ولا ماتخرجش من دايرتهم."
بيواجه إد إتهامات كتير بتقول إن كل الي شافه هلاوس، أو هلاوس جماعية، وكان رد إد على الإتهامات دي بسيطة. الهلاوس ما بتسببش أضرار مادية ولا يمكن تسجيلها. هو عنده مئات التسجيلات الموثقة من جهات عليا، وكمان اُصيب أكتر من مرة بجروح وحروق وكدمات بسبب الظواهر دي، وصولا لمحاولات القتل. بيحكي إد:
- "مرة دراعاتي اتنوا ورايا لحد ما مفاصلي إتخلعت، مرات كنت بتشال وأترمي من حيطة للتانية كأن ماليش وزن. ساعات كانت بتجيلي أمراض مفاجأة وعنيفة وغريبة تمنعني من حضور تحقيقات معينة. كيانات شريرة كانت بتطاردني وبتطارد عيلتي وتهدننا بالموت. لكن كل الي شوفته ده، أقل من الي بيشوفه المختص بطرد الشياطين من رجال الدين.
مثلا بكرة هابعت للكنيسة ملف لشابة بتعاني من أعراض التلبس لشيطاني. الأدلة دي عبارة عن ساعات من التسجيلات الصوتية فيها حوار بيني وبين الشيطان المُتلبس البنت دي، وبيتكلم معايا زي مابكلمك كده."
طلبت من إد يسمعني حاجة زي  القضية الي بيحكي عنها دي، فقام وجاب بكرة تسجيل وركبها في المُسجل وقال:
- "ده تسجيل لجلسة سنة 1972، وكنا بنحاول نعرف إيه، او مين ، الي متلبس جسد سيدة إسمها ماري من ساعة ما كان عمرها 8 سنين! التسجيل ده تم وماري كان عندها حاجة وخمسين سنة! كان معانا في الجلسة قس كاثوليكي، ووسيطة روحانية. في البداية الكيان كان بيتكلم من خلال الوسيطة وبيتكلم بكذا لغة علشان مانفهمش.. بيسخر منا. وكان بيزعم إنه ملاك. علشان نتأكد، حطينا صليب على ترابيزة ورا الوسيطة، الي كانت عينها مقفولة، وطلبنا من الكيان يتكلم، المرة دي اللهجة والكلام إتغير خالص..إسمع.."
شغل إد التسجيل وسمعت التالي:
الصوت: انا ما أخترتش اكون هنا.
إد: أُمال جيت هنا ليه؟
الصوت: أنا تحت سلطة قوة أكبر.
إد: سلطة مين؟
الصوت: نور أبيض.
إد: أوصف لي نفسك.
 الصوت..لا..
( هنا الصليب إتحط ورا الوسيطة، وسمعت صراخ وعويل عالي جدا)
إد: إوصف لي نفسك!
الصوت: لازم أقولك الحقيقة وأوصفلك شكلي..أنا شرير..كريه.. قبيح.. أنا غير بشري، مُدمر.. وشي مُريع وجسمي متغطي بشعر قذر..أنا إسود..كُلي إسود..أنا محروق. ضوافري طويلة زي المخالب، ومعايا رُمح.. عايز تعرف إيه تاني؟
إد: إسمك إيه؟
الصوت (يصرخ ضاحكا) أنا ريسيزيلوبوس!

قالت لورين تعليقا على التسجيل:
- "أنا وإد مش مُتبحرين في علم اللاهوت، بس ما شوفناش تعارض في شغلنا بيمنع إننا نعتبر إن الشيطان ملاك ساقط. تصرفاته الذكية، قواه الخارقة، رد فعله العنيف تجاه الرموز الدينية.. الكيان الشيطاني ماهو إلا ملاك ساقط."
تفاصيل الخلاف الأزلي بين الله والشيطان مش معروفة لنا كبشر. معرفتنا بالأحداث الدرامية قبل بداية البشرية محدودة للغاية. البابا يوحنا بولس أكد كذا مرة إن الشيطان كائن حقيقي مش رمز ولا كناية عن شيء تاني. 
وزي ما عرفنا من المصادر الدينية المتوافرة، إن أول ما خلق اللهُ: الملائكة. ومن ضمن الملائكة الي خلقهم كان في واحد في مكانه أعلى وهو: لوسيفر. ربنا خلق لوسيفر إلى درجة كمال تقترب من الألوهية، لكن لوسيفر مكانش راضي ومكانش شايف إلا الي ناقصه وبس. لوسيفر ببساطة كان عايز يمتلك كل صفات الألوهية. كان للوسيفر جماعة من الملائكة مؤمنة بما يؤمن به، ولذلك أمر الله ملائكته المطيعين بإخراج لوسيفر وجماعته من ملكوت السماء. الملائكة الساقطة دول بعدها بقوا الكيانات الشيطانية المعروفة لنا، وإسم لوسيفر اصبح إبليس، أبو الأكاذيب اللعين. لكن الشياطين دي احتفظت بأغلب قدراتها الملائكية، برغم قواهم الجبارة دي، ربنا منعهم من التدخل في حياة البشر، وربنا بيحمي كل الي بيقدسه وبيعبده.
في النهاية دي كلها تفسيرات، ومحدش يقدر يُجزم بالي حصل وأسبابه. ومع محاولات الشيطان المستمرة لإخراج الإنسان من رحمة الله، إلا إن أغلب محاولاتهم بتؤدي لإيمان الناس أكتر ورجوعهم لله.
لفت نظري مرآة جنب إد، وعرفت إنها مرآة مخصصة لإستحضار الشياطين. عن قصتها قال إد:
- " طبعا مألوف عن الناس موضوع سحر المرايا من قصة سنوايت، والساحرة بتقول للمرايا: يامرايتي يا مراتي، من في الدنيا أجمل مني؟. السحرة والمشعوذين بيستخدموا المريا للتلاعب بالأحداث المُستقبلية عن طريق السحر. وهنا بتكلم عن السحر الحقيقي مش خفة اليد وسحر المسارح. المرايا دي جاتلي من بيت ساحر في بنسلفانيا إسمه ستيفن زيلنر، وكان بيستخدمها في ممارسة سحر من العصور الوسطى إسمه سحر الإنعكاسات والتخيلات، أو سحر المرايا.
الرجل ده كان بيستخدم المرايا كأداة للسحر الأأسود. في البداية بيعمل طقوس لإستدعاء كيان غير بشري شيطاني لمساعدته في التلاعب بالمستقبل، بعد الطقوس والتلاوات الخاصة دي بيبص في المرايا ويستخدمها زي البلورة السحرية كده، كنقطة تركيز.
أول ما بدأ ستيفن الطقوس دي، ماشافش في المرايا إلا أجسام مضببة بتتحرك، وشاف أحداث خاطفة متفرقة مافهمش منها حاجة. بس مع التمرين، واسبوع بعد إسبوع بدأ  ستيفن يسمح للكيانات بالتوغل في نفسه أكتر، وبدأ يشوف أكتر.
 الطقوس دي إستحوذت على كل وقته، ووصل لدرجة إنه يقف قدام المريا فيطلعله الحدث الي هو عايزة فورا، ومن خلاله يقدر يشوف المستقبل براحته. كان بيشوف أحداث معينة ممكن تحصل خلال يوم أو شهر أو سنة. لكن زي مابيقولوا إن القوة بتستعبدنا في النهاية.
قرر ستيفين بقا إنه يستخدم السحر ده، وبدأ يتخيل الناس الي مابيحبهاش في المرايا، الناس الي عايز ينتقم منها أو يعاقبها. الله يكون في عون الجزار الي كان بيغشله اللحمة بقا!
كان بيتخيل صورة حد معين في المرايا، فبيشوفها في حدث مستقبلي عشوائي كده، ولو عايز الشخص ده مثلا يقع من فوق السلالم الي واقف عليها، كل الي بيعمله إنه يتخيله بيقع، وبيشوف ستفين مستقبل الشخص ده زي ما هو عايز في المرايا.
هل الحادث الي هايقع للشخص الي تخيله ده بيقع علشان إرادة ستيفين بس؟ لأ طبعا، هنا بيجي دور الشيطان الي محضره، وهو الي بيتسبب في الحادث.. يجسدله زيت على السلم، فاكر كلامنا عن الأبورت؟ يديله زقة عن طريق التحريك عن بعد..حاجات زي كده.
المهم، ستيفن غلط غلطة معينة وبسببها لقا إن سحره بيتلاشى. غالبا نسي طقس من الطقوس الي بيقدم فيها العطايا للشيطان. ونتيجة لكده، الشر الي كان بيخططه للناس بدأ يحصل معاه هو، والكيان الشيطاني الي كان بيسلطه على أعداؤه، تحرر من قيوده وغزا بيت ستيفن وبدأ في إضطهاده. بدأ يسمع اصوات أنفاس تقيلة، وخطوات..الأبواب بتفتح وتقفل لوحدها..الأشياء بتطير والأثاث بيتخبط. أصوات غير أرضية بتصحيه في وسط الليل، كيانات غريبة بتجوب البيت..بإختصار، حياته بقت جحيم.
بعد إسبوع، الرجل ما إستحملش وإتصل بكنيسة هنا، وإترجاهم يبعتوله طارد شياطين. الكنيسة إتصلت بيا وطلبت مني أتقصى القضية وأشوف لو في حاجة ممكن أعملها.
لغيت المواعيد الي ورايا وروحنا أنا ولورين فورا.
أما وصلنا قابلنا الرجل وكان بيترعش من الخوف. كل حاجة كانت بتطير وتتحرك حوالينا وتتكسر! حتى إن الأمر إمتد لعربيتنا، سمعت كلاكسات العربيات بتزمر، واما بصيت من الشباك لقيت عربيتنا إتحركت لوحدها ووقفت بالعرض ف ي الشارع وسدته. واحد من العابرين في الشارع شاف العربية بتخرج من جراح ستيفن وبتمشي في مسار مستحيل يكون ناتج عن الإنزلاق. اما روحت أرجع العربية لقيتها مقفولة وفرامل اليد مرفوعة!
طبعا كان واضح إننا لازم نلاقي حل. وفي الحالات الي زي دي، كان لازم نطعن الشيطان بسكينته. إزاي؟ لازم نعكس الطقس الي قام به ستيفن. وبرغم خطورة تصرف زي ده علينا، بس كان لازم نوقف الظاهرة الي بتحصل دي بأي طريقة، خاصة إن ممكن حد يتضر في المستقبل من الإتفاقات القديمة بين ستيفن وبين الشيطان الي كان هايأذيله الناس. وطبعا إعداد تحقيق بالصوروالتسجيلات وإرسالة للكنيسة لأخذ موافقة بإرسال قس طارد للشياطين هايحتاج وقت خاصة مع ظاهرة عنيفة ومُعقدة زي دي، الوقت ده ممكن في أبرياء يتأذوا بسبب ممارسات ستيفن وتلاعبه بالمستقبل.
خليني برضو أوضحلك إن الي عملناه مكانش طقس طرد شياطين، لأني غير مُصرح لي بأكثر من طقوس الإستفزاز والتطهير. الي عملناه عكس للسحر والإتفاق بين الشيطان وستيفن، أما الشياطين نفسها فمضطرين نستنى لحد ما يوصل لنا المدد من الكنيسة.
مش هاينفع طبعا أحكي تفاصيل، إعذرني. المهم أما مهمتنا خلصت، سألني ستيفن لو هاخد المرايا معايا، فقولتله لازم آخدها. ده أحسن لك. 
وأخدنا المرايا ورجعنا البيت وبعدها بإسبوع تم طرد الشياطين من بيت ستيفين عن طريق. طبعا مافيش وجه مقارنة بين الشيطاان الي حضرته ميج، وبين شيطان ستيفين، لذلك تصرفاتنا في الحالتين كانت مختلفة.
وده بيفتح المجال للحديث عن قضية إينفيلد في إنجلترا، والي عملت عنها قناة بي بي سي فيلم وثائقي مرعب جدا.

في حلقة بكرة هانعرف أكتر عن قضية إينفليد الحقيقية، والي إتعمل عنها الجزء التاني من فيلم 
The conjuring
تابعونا البوست الجاي بكرة إن شاء الله. ماتنسوش إن اللايك والشير هو الشكر الي بنتمناه منكم مش أكتر.
#إد_لورين_وارن
#عالم_الشياطين
#شيرين_هنائي

Comments

Popular posts from this blog

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي