الحلقة ‏التاسعة- ‏سيرسي

سيرسي!
تأليف: جيسيكا بينوت
الحلقة التاسعة


فجأة سألتني كاسي:
- تحب تساعدني في جلسة مع مريض في التالت؟
حطيت الفايل الي كان في إيدي جنبي وقلت:
- أكيد، بس معايا شغل ورق كتير المفروض أعمله.
- ممكن تتأخر شوية وتخلصه.
كاسي مكانتش اتكلمت معايا من ساعة ما لغيت آخر لقاء بيننا. رجعت باردة وبعيدة، وعرضها عليا دلوقتي كان كل حاجة اتمناها وكل حاجة لازم أرفضها..بريا ممكن تزعل لو إتأخرت تاني، لكني مُفتقد إهتمام كاسي، مفتقد حواراتها الغريبة ومفقتقد إحساس إني أكون مميز في عينيها.
- إتفقنا..معاكي ملفاتهم؟
إيدتني ملف سميك فيه شغل ممتاز فعلا، إسم الحالة كان مكتوب في أعلى الملف بحبر إسود. المريض صغير السن كان عنيف جدا، ومن كم سنة فتح دماغ ابوه وأمه بفأس، وحاول يقتل أخواته ألاربعة الأاطفال..لكن بشكل ما البنات نجيوا بسبب خفة حركتهم ومراوغتهم ومحاولاتهم للهرب. اتضربوا بالفاس في كئا مكان في أجسامهم لكنهم في النهاية نجيوا وشهدوا قدام المحكمة. الدفاع عن المتم زعم ان الولد كان مدمن على عقار ريتالين وده الي خلاه يتجنن. برغم أن الإدعاء مش قوي، لكن بعد سنين من التقييم النفسي والعقلي بعتوا الولد لسيرسي. الولد كان عنده 17 سنة ساعة أرتكاب الجرايم،وهو دلوقتي 19 سنة.
الملف كان سميك لأن في أكتر من 30 تقرير عن تقييم الولد النفسي من أكتر من طبيب من ساعة ما كان الولد عنده 12 سنة.  الملف كان قد رواية الحرب والسلام كده وهاياخد مني ايام عقبال ما اقراه. طلعت التالت مع كاسي دخلنا أوضة جدرانها كانت بيضا ولدوقيت إصفرت من الزمن. الولد كان قاعد على سريره ومن إنطباعي الأول عنه استنتجت أنه مصاب باكتئاب جسيم مش سكيزوفرينيا وبارانويا زي ما هو مكتوب في التقرير.
كان متكوم في رسيره بيبكي ويمسح وشه في الملاية. قالت له كاسي:
- شكلك مش مضبوط النهارد يا روي..اسمي الدكتورة آلن، وده دكتور بلاك. إحنا هنا علشان نساعدك على قد ما نقدر. ممكن تحكي لي مالك؟
- إنت عارفة.
- يعني إيه أنا عارفة؟
- أكيد بتعرفي تقري يعني، مش معاكي ملفي؟
- الملف فيه آراء ناس تانية عنك. أنا عايزة بس أعرف ليه بتعيط؟
- ما تدوني اي دوا ولا حاجة وتمشوا من هنا.
- بتعيط ليه؟
- أنا مجنون.
- مش كل المجانين بيعطوا كده.
- مش انتي الدكتورة؟ أعرفي بقا بعيط ليه.
مسح وشه في الملاية وملامحه إتغيرت في ثانية من الحزن للغضب.
- يمكن أنا مش دكتورة شاطرة، فعايزاك تحكيلي ليه بتعيط.
- انا بكره المكان هنا.
- هو مكان مش لطيف أوي بس هانعمل إيه؟
- أنا بكرهكم.
- إنت ما تعرفناش، ليه بتكرهنا؟
- لأنني مش فارق معاكم.
- أنا فارق معايا، وعلشان ده بسألك بتعيط ليه. إنت مريت بمواقف صعبة كتير، قريت ده في ملفك، بس المكان هنا أحسن من السجن..فقول ليه بتعيط ليه؟
- علشان كل حاجة..انا إنسان وحش، مش كده؟ مش هاشوف عيلتي تاني أبدا..أنا هنا لوحدي وقتلت عيلتي..قتلتهم وكل الناس فاكرة إني مجنون، بس أنا مش مجنون..وما قصدتش اقتلهم. يمكن كنت بكره أبويا وامي أو بكره تحكماتهم بس ما قصدتش اموتهم..وكنت بحب اخواتي..
- طيب إيه الي حصل خلاك تعمل كده؟
- مش عايز أتلكم تاني في الموضوع ده..تعبت من الكلام مع كل واحد يشوفني..تعبت من التفكير.. شوفولي حاجة تريحني من العذاب الي انا فيه ده.
- في اعتقادك انت هنا ليه؟
- قلت لك علشان قتلت عيلتي!
- إنت مدرك إنت فين؟
- في مستشفى مجانين.
- وليه ما دخلتش السجن؟
- علشان فاكرينني مجنون..علشان مش هايستوعبوا حاجة مش فاهمينها..يمكن علشان المحامي بتاعي مكانش عايزهم يعدموني.
- إنت عارف تاريخ النهاردة يا روي؟
- اسئلة تاني...كل ما حد يدخل لي يسألني نفس الأسئلة..معرفش النهاردة إيه..يمكن إحنا ينة 1862 وانا نابوليون، يمكن بكرة اروح قبرص..يمكن انت حبيبتي الوحيدة..يمكن قلمك أصلا عبارة عن مسخ ويمكن الساعة بوصلة..بعرف أطير وبكرهك وبكرهكم إني بكرهكم وماعنديش سبب أهتم بالمكان ولا العلاج ولا اي نيلة بتعملوها!!
بدأ كلام روي يبقا بدون معنى، وبدأت غضبه يزيد، ولقيت نفسي برجع بضهري كم خطوة. بس كاسي ما اتهزتش. قربت منه وقالت له في هدوء:
- معلش..خلاص مش هانسأل أسئلة تزعجك..تحب إنت تتكلم عن إيه؟
راح الغضب ورجع يعيك ورجع بضهره في سريره واتكوم في الركن. بدأت أدون ملاحظاتي في دفتري في توتر وحاولت أركز..كنت حااس إن يمش جاهز لجلسة زي دي وكنت مرتاح كون كاسي مسيطرة على الأمور.
- تعالى ندردش..إنت خايف؟
- أنا تعبان..وأنت ماتقدريش تساعديني..خلاص فقدت روحي..
- فقدت روحك إزاي؟
- إنت عبيطة؟ لقول لك قتلت عيلتي!
- إنت شايف إن كده خلاص. مافيش ندم او توبة؟
- انا بعت روحي للشيطان!
- بعتها مقابل إيه؟
- ولا حاجة...لمجرد إني أشوفه..علشان أحس إني قوي ومختلف..
- تفتكر ممكن نرجع روحك؟ ممكن أساعدك.
- فات الأوان..هايجيلي قريب..هو خلاص أخد كل الي بحبهم.
- يعني الشيطان هو الي قتل عيلتك؟
- لا..أنا الي قتلتهم.
- الشيطان هو الي قالك تقتلهم؟
- لا..أنا حضرت واحد من جيشه.
- وهو الي قالك تقتلهم؟
- لا.
- طيب ليه قتلتهم؟
- ....
- روي؟
عينين روي ثبتت على الشباك، وضم ركبه لصدره أكتر وقال:
- قلت لك مش عايز اتكلم.
- انا بس عايزة اساعدك يا روي. ده آخر مكان هاتوصل له فخليني اساعدك..كلمني..
دور وشه وجسمه ناحية الحيطو وسكت. قامت كاسي وقعدت جنبه على السرير وحطت إيدها على كتفه، فبعد نفسه عنها.
- خلاص..هارجعلك بكره.
طبطبت كاسي على خده وهي بتقوم وتجمع ورقها. تصرفها ما ريحنيش. بص لها الولد وكأنه كان شايف الشيطان نفسه قدامه. وكش في نفسه تاني..
____________________________

بعد ما خرجنا من عنده سألتني:
- إيه رأيك؟
- غريب تأثير الفصام على مخ البني آدم وإزاي بتخليه يركز على أمور دينية زي موضوع الشيطان ده. شوفت كتير من المصابين بالفصام والبارانويا بقوا مهووسين بالدين وبيعتقدوا إن الشيطان هاييجي يحصد أرواحهم هم بالذات.
- الخير والشر..الرب والشيطان جزء من لاوعينا الإنتقائي وال‘عتقاد فيهم مش مرتبط بالفصام أو البارانويا. كلنا بنخاف من الحاجات االي في الظلال والي مش قادرين نشوفها..كمان الإعتقاد ده موجود في أساطير كل الحضارات. الشر موجود في مكان ما بشكل ما وبيدور علينا..كل الإختلاف إن المرضى العقليين ما بيقدروش يخبوا مخاوفهم ويجملوها زينا.
- مش شاكك في تشخيصة بالفصام؟
- لا خالص..حتى لو شكيت، تفتكري شكي هايفرق وسط تلاتين تقرير من مختلف الأطباء في الولاية؟
- أنا بش شايفاه واعي ومدرك على عكس تشخصيه.
- لا عادي..في مرضى بيجيلهم لحظات إدراك من وقت للتاني..بعدين هو بياخد أدوية فوارد تكون مخلياه مركز اكتر.
- عندك حق..عموما هاسيبك ترجع تخلص شغلك علشان ما تتأخرش على بيتك. حابة اعزمك إنت ومراتك على العشا في بيتي الجمعة الجاية. موافق؟
- طبعا!
______________________
فضلت أفكر في دعوتها طول اليوم، كان تصرف غريب جدا على كاسي. زملاء المهنة العاديين ممكن يتعزموا عند بعض أو يخرجوا كعائلات سوا، بس كاسي مكانتش جزء من الثقافة دي، كان لها ثقافة خاصة بها. كل الي يعرفوها من زمان كانوا بيقولوا انها منعزلة وعمرها حتى ما أكلت مع زملائها في كافيتريا المستشفى. عزوماتها ليا كانت غريبة، بحسها طقس كده وكنت مستمتع بالطقس ده..بس ضم بريا لطقوس كاسي كان مقلق.
في كي يوم من الأاسبوع ده كنا بنتغدى سوا في كافتريا المستشفى..كانت ست فريدة، بتتكلم بكل حرية وطلاقة في الطب والتاريخ والأساطير..ساعات إيدها كانت بتلمش إيدي بالصدفة، وكنت بحس بإحساس غريب بيسري في دراعي..وغيدها كانت ناعمة وباردة.
ايام تانية كنا بنتغدا في المكتب، كنت بلاحظ إنحناءات جسمها وإستدارة رجليها الي تليق بشخص رياضي. كانت ساعات بتاخد بالها من نظراتي لرجليها وتقول لي وهي بتبتسم في خبث:
- في حاجة على رجلي؟
- ابدا..كنت بتسائل بس، إنت بتجري؟ جسمك رياضي خاصة رجليكي.
- جسمي معقول بالنسبة لسني فعلا..بحب المشي والتسلق، بيريحوني نفسيا.
- بتتسلقي؟!
- أيوه ..تسلقت رانير الصيف الي فات.
- فعلا؟ أنا برضو كنت متعود على التسلق والمشي، بس بريا مكانتش بتحبهم أوي.
- خسارة إن شغفك برياضات لطيفة كده يروح هدر.
تلاقيت عينينا، وعرفت إيه الي بيننا..نظرتها ليا ونظرتي ليها أكدتلنا كتير.
قمت وتشاغلت بالملفات، كنت بحاول ما أخليهاش تكون إنطباع عني من نظراتي لها.
________________________
في الجلسة مع كاتي، قال السيد السمين انه هايروج مجموعة علاجية من البيت الإسبوع الجاي. سألته كاتي:
- من قال كده؟
- دكتورة آلن.
- ما سمعتش عن حاجة زي كده. قالت لك حاجة تاني؟
- قالت اني بتحسن وإني ذكي.
طلعت ملف السيد السمين وبصيت على الملاحظات، لقيت انه لسه يعتبر ممش مناسب لإطلاقه في بيئة منفتحة أكتر ومافيش أي ذكر لكون قابل دكتورة آلن. سألته:
- تفتكر ليه قالت لك كده؟
- مش عارف. اعتقد إننا هانتجوز أما أخرج من هنا.
السيد نيكّا بصق عيلهوقال:
- إنسان متخلف!
قالت كاتي:
- مايصحش خالص كده!
- يعني فاكر دكتور بالحلاوة دي ممكن تتجوز مريض مفشكل ومجنون؟ متخلف!
- سيد نيكّا، هانضطر نمشيك من الجلسة لو فضلت تشتم في الناس كده.
- أنا شوفت الشيطان إمبارح وقال لي إنه هايجيل المرة الجاية.
قلت للسيد نيكّا:
- فاكر كلامنا عن الشيطان؟
- إنت قلت إن الشيطان مايهموش فلوسي ولا عربيتي ولا هاتجوز مين.
- لا ماقولتش كده أنا..فاكر قولنا إيه الخميس الي فات؟
- قلنا إن الشيطان مش حيقيق، وإنه جزء من جناني.
- واما تشوفه أو تسمعه بيكلمك لازم تقفل عينيك وتقول لنفسك إنه مش حقيقي.
- أما هو مش حقيقي ليه الدوا ما بيمشيهوش؟
- مرضك مقاوم للأدوية وإحنا بنحاول نعالجك بطرق تانية. ممكن نطلب لك حد متخصص يساعدك أكتر في موضوع إنك تتدرب ماتشوفهوش وماتسمعهوش.
- أنا جربت ومانفعش! وبعد ما يخلص عليا هايجيلها..
- هاييجي لمين؟
- الشيطان هاييجي لدكتور آلن.
قال السيد جيليز وهو بيدخل لسانه وبيطلعه:
- أخدت فلوسي.
سألته:
- فلوس إيه؟
- فلوس الماس.
بصت كاتي للورق معاها وقالت:
- طيب ممكن نبطل كلام عن دكتورة آلن ونتكلم عن يومنا شوية؟
قال السيد السمين:
- انا أخدت حمام النهاردة.
صرخ السيد نيكّا:
- ده طافح ست صواني أكل إمبارح، ناقص يلم البراز من الحمام ياكله.
قلت له:
- اعتقد إنك محتاج تركز على مشاكلك يا سيد نيكّا.
- ما تغور بقا يا نجس! انا شوفتك وشوفتها إمبارح وشوفت التانية دي..التانية الي بتطلع خنافس من بُقها وهاتجيلكم إنتم الإثنين وهو عارف.
وسط كل هذيانه سمعت جزء من حلمي..كان بيتلم عن الست الي في الحلم! جسمي كله قشعر وابتسم السيد نيكّا وكشف أسنانة المسودة. فجأة وقف وبص عليا وقال:
- إنت فاكر غنننا كلنا مجانين وإنت العاقل، بس أنا أقدر أشوف الي إنت ماتقدرش تشوفه. أنا شايفك إنت وهي نايمين سوا في الضلمة وعارف زناكم ده هايعمل إيه..جين قالت لي..أنا عاف حقيقة المكان ده، وعارف إنه مش مستشفى.
سألته:
- مين جين؟
- كانت شغالة في المبنى القديم.....بس الشيطان موتها.
قالت كاتي بلهجة صارمة:
- اقعد يا سيد نيكّا وإلا هاخليهم يكتفوك!
بس أنا مش عايزة يسكت، عايزة يكمل..وفعلا كمل:
- أنا وأنت هانرقص مع النار، أنا وإنت بننتمي للمكان ده، هو نارنا..المكان ده هايخلص عيلنا..
ورمى قلم على السيد السمين وطلع يجري.
كملت كاتي الجلسة بعد ما بصت لي بصة سيرعة، وماقدتش اتكلم أو أعلق على أي حاجة تانية بعد كده. كنت عايز أخلص واكتب تقاريري أسرع وقت.
___________________________
كنت قاعد في المكتب بخلص آخر تقرير أما كاسي دخلت. مش قادر افسر ليه كلام نيكّا ضايقني ولا قدرت أبعد الكلام عن بالي. فضلت ذكريات من حلمي تروح وتيجي قدامي. رمت كاسي كتاب على المكتب ففوقت من شرودي. قالت لي:
- إيه شوفت عفريت؟ 
- السيد نيكّا بقا أعنف، بصق في عيني.
- يبقا حبك!
- يابختي والله.
- ياللا نروح نشوف روي تاني!
________________________________
روي كان زي ما هو بس مكانش بيعيط. سأل كاسي:
- إنتي ساحبة ضلك وراكي ليه؟
- مش فاهمة.
- الرجل الي معاكي ده.
- ده دكتور بلاك، بيساعدني اساعدك.
- مافيش حد يقرد يساعدني.
- طيب إيه الي ممكن يحسن شعورك تجاه المكان هنا؟
- إني اولع فيه وأهرب.
- بتحب النار؟
- لازم اتعود عليها.
- ليه؟
- أنا ملعون..نسيتي؟ بتقعدي تكتبي كتير بس مابتسمعينيش كويس.
- انا بسمعك..ليه لازم تتعود على النار؟
- أنا قتلت عيلتي واستحميت بدمهم! مهما اتوب وادعي مافيش حاجة هاتطلعني من جهنم. الحجاب بين عالمنا وعالمهم هايدوب في الخريف، والشايطين هاتيجي..مستنيين ورا الإزاز ..مستنيين ننادي عليهم..واما ننادي عليهم بييجوا فورا..هو جه علشان واخد جسمي و..و عملنا الي ما اقدرش اقوله. دلوقتي الشتا داخل وهايرجع ياخد حقه مني.
- حقه ده الي هو إنت؟
- غوري من هنا! خدي كلبك معاكي وإخرجي!
قام ورمى المخدة عليا فقالت له كاسي:
- انا هامشي حاضر وهارجعلك مرة تانية من غير الكلب.
_________________________
اخدتني كاسي للمكتب علشان اكمل شغلي. مسكتها قبل ماتمشي وقلت لها:
- انا مش كلب ومحدش هايعملني بالطريقة دي تاني خاصة قدام المرضى. هابقا اخلص التقارير بكره.
قالت كاسي بصوت واطي:
- براحتك.
اتحولت، عينيها غيمت وحسيت انها بقت زي النسمة، وخمنت ايه الي هايحصل.
وقفت على اطراف صوابعها وباستني. كانت قبلة سريعة لدرحة ان يادوب شفايفها لمستني..لكن القبلة دي أشعلتني..

Comments

Popular posts from this blog

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي

الحلقة ‏العاشرة- ‏في ‏مكان ‏مظلم

المنزل ‏في ‏شارع ‏ميبل- ‏ستيفن ‏كينج