الحلقة السابعة عشر- في مكان مظلم
في مكان مظلم
( قصة الإستحواذ الشيطاني على الطفل ستيفن سنيديكر وعائلته- قصة حقيقية من ملفات عالمي الشياطين إد ولورين وارن)
الحلقة 17
_
بعد أيام، رجعت ماري لأمها، وبعد وداعها دخلت لورا تاخد حمام. وبعد ما خلصت ولبست ملابسها الداخلية وقفت تسرح شعرها في المراية، وفجأة حست بحد بيفتح حمالة الصدر بتاعتها. بصت بسرعو راها مكانش في أي حد. فضلت واقفة متسمرة مكانها دقايق، بعدا بدأت تكمل تسريح شعرها. تاين حست بيد قوية بتمسك فخذها فصرحت ولفت حوالين نفسها، وفضل اليد يد موجودها بتحاول تتحرش بها. حست بإيد تانية على بطنها وإتحركت بسرعة لفوق وشدت هدومها.
- الحقوني! حد يلحقني!
صرخت لورا وهي بتخبط نفسها في جدران الحمام لحد ما وصلت الباب وحاولت تفتحه، بس مكانش بيتفتح اكتر من كم سنتي بس كأن حد بيزقه من الناحية التانية.
- طنط كارمن! عمو آل..إلحقوني!
سمع آل صوت صرخة لورا فساب الجريدة من إيده وطلع يجري على الحمام ووراه كارمن.
- لورا..مالك في إيه؟!
قالها آل وهو بيجري ناحية الحمام، فسمعه بيتر وستيفاني وجريوا معاهم لحد ماوصلوا الحمام. حاول آل يفتح الباب مكانش راضي يتحرك فقرر يكسره. قال للورا:
- إبعدي عن الباب علشان هاكسره.
- أنا بعيد..بسرعة يا جماعة الحقوني!
فضلت لورا تصرخ وتبكي، رجع آل لورا وجري على الباب يخبطه بكتفه بس الباب ما إتهزش. رجع تاني لورا وقبل ما يندفع ناحية الباب سمع الكل إنفجار تاني بيهز البيت كله..تلات إنفجارات متتالية آلمت ودانهم ورجت عضمهم.
وبدأ نور البيت يطفي وينور لوحده. صرخ بيتر وستيفاني وإستخبوا في ملابس كارمن. ودخل مايكل عليهم وهو ماسك في الحيطان وبيترعش.
آل جري تاني ناحية باب الحمام، لكنه فجأة صرخ من الأالم وهو ماسك بطنه، ووقع على الأارض على ركبه.
صرخت كارمن:
- في إيه مالك؟!
- إتطعنت! حد طعنني!
مسكت كارمن إيديه وشالتها من على بطنه علشان تشوف فين الجرح، لكنها مالاقتش حاجة. وفضل صوت الإنفجارات شغال والنور بيروح وييجي، وفضلت لورا تصرخ في الحمام.
- مافيش حاجة يا آل..إنت كويس.
بص على بطنه ولقا كلام كارمن حقيقي، جري على الحمام تاني وشد أكره الباب فإتفتح بسلاسة والأصوات توقفت فجأة وساد الظلام.
جريت كارمن على لورا وحضنتها.
- لورا إيه الي حصل؟!
كانت لورا عارية ومرمية على الأرض مش قادرة تقف أو تتحرك. فضلت تقول كلام مختلط عن إيدين قطعت هدومها وتحرشت بها.
- إيدين مين؟!
- مافيش..ماكونتش شايفة حد...
قال آل من برة وهو بيتحاشى يقرب من الحمام:
- أنا هاتصل بالبوليس.
طلعت كارمن من الحمام وقالتله في غضب شديد:
-البوليس؟! هايعمل إيه البوليس؟ هايقبض على الهوا؟ على عفريت مثلا؟ لسه مقتنع إن في تفسير علمي يا آل لكل ده؟ لو كده يبقا إنت اللي مجنون مش إحنا. إحنا مش محتاجين بوليس، إحنا محتاجين قس أو كاهن ولازم نشوفلنا حد منهم.
أول ما خلصت كارمن كالمها صمعوا خبطة عالية جدا تبعها صوت طالع من كل حتة في الضلمة، كأنه صوت الظلام نفسه بيقول:
- محدش هايقدر يساعدكم، إنتم ملكي.
__________________________________
20
مُباركة متشككة
أول حاجة عملتها كارمن هي إنها إتصلت بالأب ويتلي الصبح، مكانتش عارفة تقوله الي حصل إزاي من غير ماتبان مجنونة، بس حكتله كل حاجة، وقالتله ان ستيفن في مستشفى امراض نفسية ظلم.
الكلام ما اقنعش الأب ويتلي أوي، بس كان حاسس إن في شيء غلط في العيلة دي او في البيت حتى. قال لها انه هايجيلهم خلال ساعتين.
نزل آل الشغل الي مقدرش ياخد منه اجازة لنهاردة، ونزل مايكل وستيفاني مدرستهم وهم ساكتين وخايفين، وكل شوية يبصوا على البيت كأنه هايجري وراهم للمدرسة.
كارمن ولورا وبيتر فضلوا قاعدين جنب بعض في انتظار الأب ويتلي، محدش فيهم كان بيبقا لوحده إلا لودخل الحمام، وبيبقا سايب الباب مفتوح.
- لورا، انا بقول إنك ترجعي لمامتك زي ماري، مهما كانت المشاكل عندكم هاتبقا احسن من الوضع هنا.
- لا يا طنط كارمن، مش هاقدر استحمل المشاكل هناك، وانت وعمو آل بتحبوني وانا بحبكم ومش هاينفع اسيبكم في الي انتم فيه لوحدكم، مش هاينفع اسيبك تقعدي لوحدك وهم بره اغلب اليوم.
- حتى بعد الي حصل لك؟
- طبعا..انا خايفة بس ازاي اسيبك لوحدك؟
- عايزاكي بس تعرفي انك لو قررتي تقعدي معانا فأنا هاكون سعيدة جدا، بس لوحبيتي تمشي أي وقت ماتتكسفيش تقولي.
أما وصل الأب ويتلي، دخلته كارمن وقعدته في الصالة على كرسي آل المفضل.
- شكر إنك جيت يا أبونا، بجد احنا محتاجين لك..شكرا لك..
- إحكيلي بقا بهدوء إيه المشكلة.
حكت كارمن كل التفاصيل وهي بتراقب تعبيرات وشه وخايفةمن اللحظة الي مايصدقهاش فيها. بعد ما خلصت حكي، رجع الأب بضهر وسند على الكرسي وقال لها:
- كارمن، هاقولك أول حاجة جت في بالي. عيلتك مرت بوقت عصيب جدا مع مرض ستيفن وانتقالكم من مدينة لمدينة، كل ده ضغط عليكم نفسيا. بس ارجوكي ماتفهمينيش غلط، أنا مش بكدبكم، لكن ممكن أشك في الي الضغط النفسي خلاكم تشوفوه..أنا بكلمك بعد خبره سنين في سماع مشاكل الناس.
- طيب يا أبونا، انا معاك اننا مضغوطين نفسيا بس..بس لا في حاجات بتخصل مالهاش علاقة بالضغط النفسي..طيب لورا ليه حصل معاها كده؟ طيب جارتي؟ دي اتصلت بيا بعد اسابيع من البعد علشان تقول لي في ست خضرا في الشقة الي فوقي! كل ده ممكن يتفسر إزاي بمرض ستيفن؟
- لورا مضغوطة نفسيا بسبب مشاكل اهلها، وهي وجارتك عارفين ماضي البيت..يعني ممكن يكونوا إتأثروا.
- أيوه بس...
- مهم ياكارمن إنك تعرفي إن الموت وأي حاجى لها علاقة به بترعبنا، والبيت ده له صلة وثيقة بسيرة الموت. أي حد هايعرف تاريخه عقله الباطن هايشتغل ويخوفه.
مالت كارمن في قعدتها وقالت في يأس:
- يعني مش مصدقني...
بعد فترة صمت، قالت لورا:
- أبونا، ما أقصدش أي إهانة لك، بس طنط كارمن مش مجنونة، في حاجة غلط في البيت ده وده مالوش علاقة بمرض ستيفن..في حاجة عايزة تأذينا، أرجوك يا أبونا بلاش تتجاهل كلامنا ده.
- طيب هل لو باركت البيت هاتحسوا شوية إنكم أفضل؟
رفعت كارمن وشها له في أمل وقالت له:
- ياريت، ياريت يا أبونا!
- جميل..هاروح أجيب شنطتي من العربية.
أما خرج الأب، قالت كارمن للورا إنه مش مصدقهم، فردت لورا:
- مش مهم بقا، المهم إنه هايبارك البيت. مش يمكن وهو بيباركه يسمع ولا يحس بحاجة؟
رجع الأب وبدأ يبارك البيت ويقرأ من الكتاب المقدس ويرش مياة مصلية في كل مكان، وأما خلص رجع لهم وباركهم وقال لكارمن:
- أتمنى شعوركم ناحية المكان يتحسن. بس إسمحولي أقترح عليكم تشوفوا مستشار نفسي، شخص ممكن يساعدكم كلكم في إجتياز المرحلة الصعبة دي.
بعد ما الأب مشي، كارمن كانت حاسة إن مباركته مش هاتنفع طالما هو مش مقتنع أصلا بكلامهم. وفضل إحساسها بالضيق مستمر لباقي اليوم مهما لورا حاولت تديها أمل.
____________________
21
عدوان جسدي
بعد ما رحل الأب ويتلي، كانت كارمن عايزة تقعد لوحدها شوية، فطلبت من لورا تروح تتفرج على التليفزيون مع بيتر وهي راحت تغسل الأطباق. وهو واقفة عن الحوض وإيدها كلها صابون، حسن بقرصة من ورا، من غير ما تلف قالت:
- بس يا بيتر عيب، عايز إيه؟
لكن محدش رد، بصت وراها مالاقيتش حد. لحظات وحست بقرصة تانيةوتالتة، بعدها حست بأصابع بتتحرك بين رجليها. وقع الطبق الي كانت بتغسله منها، جريت لورا على الصوت.
- طنط مالك؟
- لا..أصل..
حست بالأصابع بتتمادى أكتر، ونطت كارمن لورا وهي بتصرخ، قال لورا في فزع:
- هو صح؟! بيعمل معاكي زي ما عمل معايا إمبارح!
- أخرجي يا لورا، إبعدي من هنا خالص.
ترددت لورا ثواني، لكن الخوف خلاها تاخد بيتر وتبعد، وجريت كارمن على أوضتها وقفلت الباب عليها وحاولت تلقط نفسها. حست بحاجة باردة على رقبتها فإنتفضت وبعدت عن الباب، مكانتش عايزة تصرخ أو ترعب بيتر..فضلت تجرب والإيد الخفية دي وراها، لحد ما وقعت على السرير وحست بإيدين غليظة بتثبتها مكانها، عدد من الأيادي كان مثبت إيديها ورجليها، وإستمر التحرش بيها ومحاولة أغتصابها فعليا.
صرخت كارمن وهي حاسة بالكيان ده بينتهكها ويغتصبها، كانت بتصرخ شوية وتترجاه يسيبها في حالها شوية. وبره الباب وقفت لورا بتحالو تتطمن عليها..
- طنط كارمن..في إيه؟!!
- بسم يسوع المسيح..إرحل..بسم يسوع المسيح إرحل!
فضلت لورا تزق باب الأوضة لحد ما إتفتح، وكل حاجة توقفت وإختفت، وكارمن على السرير بتترعش. جريت عليها لورا وحضنتها.
- طنط كارمن، مالك إيه الي حصل؟
كارمن مكانتش عارف تقول إيه، أو توصف ذعرها.
- في حد..حاجة..هاجمتني..و....
- هو لسه هنا؟! كده المباركة ما نفعتش! هانعمل إيه؟
كل الي كان في بال كارمن دلوقتي انها تقوم من على السرير وتزيل كل اللمسات الدنسة من على جسمها. قال للورا:
- انا وانت وبيتر هانمشي من هنا..
دخلت كارمن الحمام وفتح المياة السخنة عليها، فضلت تفرك في جسمها بالصابون بقوة و:انه بتشيل أوساخ غير مرئية، وكانت بتبكي..
ستارة الحمام إتحركت، وعرفت كارمن إنها مش لوحدها تاني. سمعت صوت بيقول:
- أنا عايز أنام معاكم إنتم الإتنين..إنت ولورا..عايز أنام معاكم وأسمعكم بتصرخوا..
الصوت ضحك، ضحكة طويلة قاسية، وبدأ يهاجمها تاني وبعنف أكبر.
مكانش في حل غير ان كارمن تخرج من الحمام زي ماهي وتلبس أي حاجة وتاخد لورا وبيتر ويركبوا العربية ويبعدوا، حتى لو مافيش وجهة يروحوها.
بعد ساعات من القعدة وسط المحلات الزحمة من غير هدف، أدركت كارمن إنهم لازم يرجعوا البيت علشان ميعاد رجوه مايكل وستيفاني من المدرسة.
____________________
اليوم عدى طبيعي، لحد ما رجع آل بليل، كارمن كانت حاسة إنها خانته بشكل ما، بس المفروض تقول له؟ وتقول له إيه؟! ممكن يسيبها أصلا لو إفترض إن الي حصل نتيجة خيالها، هايفكر في إزاي ست محترمة خيالها يجيبها لموقف زي ده؟ ممكن حتى يفتكر إنه مش بيسعدها كزوجة والموضوع يكبر بينهم قررت كارمن ماتقولوش، على الأقل هاتأجل إنها تقول له قد الإمكان.
أما قالت كارمن للورا على الي بتفكر فيه، لورا كانت شايفة إنها لازم تقول له والي يحصل يحصل، لازم يشوف حل والأهم لازم يعترف بخطورة الوضع. كارمن شافت إن لورا عندها حق. فقعدت مع آل بعد العشا وقال له:
- آل..ممكن نتكلم؟
- طبعا.
حكت كارمن، وكات تعبير وش آل بيتغير مع كل عبارة، من التكذيب، للإهتمام، للغضب، للصدمة.
- إنت..بتتكلمي بجد؟
- تفتكر ممكن أهزر في حاجة زي كده؟
- معرفش..هو..يعني..الموضوع ده بقالة قد إيه بيحصل؟
- النهاردة بس، ليه بتسأل؟ قصدي ليه بتسأل سؤال زي ده؟
- لا كنت بفكر إنه نتيجة...نتيجة...
فجأة إنفجر آل في البكاء ودفن وشه بين إيديه. كارمن مكانتش متوقعة رد الفعل ده، لفت دراعاتها حواليه وسألته:
- في إيه بس؟
- كنت..كنت خايف أقولك إن في حاجات بتحصل لي أنا كمان.
- حاجات إيه؟
حكالها آل عن الأاصوات والموسيقى والنور في أوضة مايكل والكلب. قال تله كارمن:
- طيب ماكونتش بتحكي لي ليه؟! وليه كنت بتكذبنا؟
- علشان لو قولت لك هاضطر اتعامل مع حاجة مش قدها ومش فاهمها!
- وستيفن الي راح ببلاش ده؟!
- ستيفن حالته أصعب..ستيفن إتغير..تحسيه بقا ممسوس مثلا..لا، ستيفن وضعه غيرنا.
- ممكن، بس الولد كان بيحاول يحذرنا من الأول.
- تفتكري إني مش بموت كل يوم بسبب شعوري بالذنب تجاهه؟
- طيب طيب..هانعمل إيه دلوقتي؟
- مانقدرش ننتقل لمكان تاني مع الديون الي علينا دي كلها..عموما هاندور على شقة تاين بنفس إيجار الشقة دي، بس لحد مانلاقي هانعمل إيه؟ انت قعدتي تدوري شهور لحد مالاقيتيها.
- والعمل؟
- معرفش.....معرفش......
إنتظروا الحلقة ال18غدا إن شاء الله، ودعمكم مهم جدا وهو الي بيشجعني أكمل، لايك صغيرة بتسعدني جدا.
Comments
Post a Comment