الحلقة السادسة- عالم الشياطين
عالِم الشياطين
سيرة إد ولورين وارِن غير العادية
الحلقة السادسة
قضية الدمية أنابيل
الشبح: هو كيان ماورائي، غير مادي، لاعقلاني. وغالبا ما يكون غير محسوس أو مُدرك من قِبَل حواس الإنسان. ذلك الكيان في مقدوره أن يكون مرئيا في بعض الأحيان ككيان عدائي يسبب المشاكل والرعب للبشر.
قاموس أوكسفورد الإنجليزي.
***
ملحوظة: الكتاب تحقيق بيجريه الكاتب جيرالد بريتل مع الزوجين إد ولورين وارٍن، وفيه بيستخدم صيغة المُتكلم، وكل البوستات التالية هاتكون على لسانه.
أما يرن التليفون في بيت إد ولورين، ويسمعوا على الخط صوت رجل دين مُتجهم بيسأل عن إد وارِن. الزوجين بيستنتجوا فورا إن في شيء سيء حصل أو بيحصل.
قضية آنابيل بدأت نفس البداية دي. كاهن كنسي إتصل بهم من مكتب إدارة الكنيسة في ولاية كونيكتيكت. رجل الدين كان بينقل رسالة وصلته من خادم كنيسة في مكان تاني من نفس الولاية. ملخص الرسالة إن في ممرضتين تواصلوا مع ما يبدو إنه شبح بشري، والكاهن شاكك إن الوضع أخطر، لإن الإستغاثة الي وصلته تضمنت إن صديق لإحدى الممرضتين تعرض لهجوم مادي. برغم إن جروحه مكانتش خطيرة، إلا إن النشاط الماورائي ده لسه مستمر، وواحدة من البنتين بتظن إن في شيء شرير دخيل في شقتها.
في النهاية طلب الكاهن من إد إنه يتقصى الموضوع كعالِم شياطين، ويبلغه لو المسألة محتاجة تدخل الكنيسة ولا لأ.
كان واضح لإد من كلام الكاهن إن في إحتمالية لكون كيان شرير هو سبب الظواهر دي. وعليه، أخد إد رقم تليفون الممرضتين وإتصل بهم فورا. إتكلم شوية مع واحدة من البنتين وإتأكد من دقة المعلومات الي وصلتله، وبعدها بلغهم إنه ولورين في الطريق لهم.
كان مع إد مُسجل صوتي وكاميرا. وقف الزوجين قدام باب الشقة المتواضع ورنوا الجرس. سمعوا أصوت كوالين وأقفال بتتفتح، ولقوا قدامهم الممرضة ديردرا بيرنارد، شابة جذابة في عمر خمسة وعشرين سنة تقريبا. إد ولورين قدموا نفسهم لها، وسمحتلهم بالدخول.
في المطبخ المُرفق بالصالة الضخمة، قابلوا كال راندال وخطيبته لارا كليفتون. كانوا صموتين جدا، والنظرة القلقة الي على وشوشهم قالت أكتر من ما هم قالوا.
قعدوا كلهم حوالين الترابيزة، وإد حط شريط كاسيت فاضي في المُسجل وشغله علشان يسجل اللقاء. بدأ هو الكلام بإعلان تاريخ اليوم والوقت وأسماء الحضور وعنوانهم. قال إد للمرضتين والشاب القاعدين قدامه:
- "طيب، أنا حابب أسمع القصة كلها منكم من البداية بالتفصيل. من حابب يحكي؟"
ديردرا قالت:
- " أنا هاحكي.."
- " تمام..ياريت كال ولارا يضيفوا أي تفاصيل ديردرا ممكن تكون نسيتها..إتفضلي.."
- " الحقيقة هو في قصتين، قصة بدأت أول الإسبوع مع كال، وقصة تانية عن أنابيل. بس أعتقد إن القصتين لهم علاقة بأنابيل..بس مش متأكدة."
- " مين أنابيل؟"
- " أنابيل..بتاعة لارا.."
سألت لورين مستغربة:
- " بتاعة لارا؟ أنابيل دي كائن حي؟"
- " حي؟! هي بتتحرك، بي ما اعتقدش إنها كائن (حي)"
شاورت لارا لحجرة اممعيشة وقالت:
- " أنابيل هناك، قاعدة على الكنبة."
بصت لورين تجاه ما شاورت لارا وسألتها في أستغراب:
- " إنتي بتتكلمي عن العروسة اللعبة؟"
- " أيوه..العروسة القماش اللعبة..أنابيل..بتتحرك."
قام إد وإتجه لحجرة المعيشة علشان يشوف الدمية عن قُرب. كانت كبيرة وتقيلة، في حجم ووزن طفل عنده أربع سنين. وكانت قاعدة على الكنبة ورجليها ممدودة قدامها، بتبصله بعينيها السود الكبيرة، وإبتسامتها العريضة المرسومة بالألوان. من غير ما يلمسها تاني، رجع إد للمطبخ وسأل ديردرا:
- " العروسة دي جتلكم منين؟"
- " كانت هدية والدتي ليا في عيد ميلادي الي فات."
- " هل في سبب معين لإختيارها عروسة زي دي كهدية لك؟"
- " لا خالص..بس كانت حاجة مختلفة كديكور يعني."
- " آه تمام.. إمتى لاحظتوا النشاط الغريب الي بتحكوا عنه؟"
- " من سنة تقريبا. العروسة بدأت تغير مكانها في الشقة من نفسها. ما أقصدش طبعا إنها قامت ومشيت قدامنا على رجليها، أقصد إني كنت برجع من الشغل بلاقيها في مكان مختلف عن المكان الي سيبتها فيه."
- "ممكن تفاصيل أكتر عن الموضوع ده؟"
- " بعد ما جاتلي العروسة في عيد ميلادي، كنت برتب سريري الصبح واحطها عليه قبل ما أنزل شغلي. كنت بحطها في الوضع الي انتم شايفينه ده، ايديها جنبها ورجليها ممدودة قدامها عادي. أما كنت برجع كنت بلاقي ايديها ورجليها في أوضاع مختلفة. بلاقيها حاطة رجل على رجل، او مربعة ايديها. إتكرر الموضوع ده حوالي إسبوع وهنا بدأنا نشك. قولنا نعمل تجربة، عقدت ايدها ورجليها، وأما رجعنا بليل لاقيناها فارداهم! كل مرة بنعمل كده بنرجع نلاقيها في وضع مختلف تماما!"
أضافت لارا:
- "مش بس ده الي كان بيحصل، العروسة كانت بتغير مكانها من أوضة لأوضة! مرة خرجنا ورجعنا بليل لاقيناها راكعة على الكرسي الي جنب الباب! الغريبة إننا حاولنا نخلي العروسة تركع بعدها بس كانت بتقع..دي عروسة قماش مافيهاش مفاصل إزاي تثبت على الوضع ده؟! ساعات كنا بنلاقيها على الكنبة في حين كنا بنبقا سايبينها في أوضة ديردرا وقافلين الأوضة."
سألت لورين:
- " في حاجات تانية كانت بتحصل؟"
جاوبت لارا:
- "ايوة..كانت بتسيبلنا رسايل مكتوبة بخط طفولي جدا."
- " إيه محتوى الرسايل دي؟"
- " كلام مالوش معنى بالنسبة لنا.. بتكتب مثلا (ساعدونا) أو (ساعدوا كال). بس كال كان بعيد تماما عن الموضوع في الفترة دي. وقصدها نساعد مين؟ طبعا مافهمناش. الرسايل دي كانت بتبقا مكتوبة بقلم رصاص على ورق برشمان بس الشقة مكانش فيها أي قلم رصاص من اي نوع ولا نوع الورق ده."
قالت لورين:
- " ماخطرش في بالكم إن يكون في حد معاه مفتاح شقتكم وبيدخل في غيابكم يعمل فيكم مقلب مثلا أو بيهزر؟"
- " طبعا خطر في بالنا. حطينا علامات على الأرض والسجاد والشبابيك علشان لو حد دخل نعرف، بس مالاقيناش حاجة تدل على إن حد دخل من أي مدخل. بدأت حاجات أغرب تحصل بعد كده. كنا سايبين أنابيل على سرير ديردرا ونزلنا، أما رجعنا لقينا دم على إيديها وتلات نقط دم على صدرها! الموضوع ده رعبنا!"
سأل إد:
- " هل في ظواهر تانية غريبة بتحصل في الشقة غير موضوع أنابيل؟"
- " مرة وقت الكريسماس لقينا شوكولاتة فوق الستيريو ومكنتش أنا ولا لارا الي جبناها. غالبا كانت هدية من أنابيل."
سألت لورين:
-" إمتى إفترضتوا وجود شبح متصل بالعروسة؟"
- " طول الوقت كنا عارفين إن في حاجة غريبة ، بس كنا عايزين نعرف ليه ده بيحصل. إتصلت أنا ولارا بوسيطة روحانية. الكلام ده كان من شهر، شهر ونص بعد بداية الأحداث الغريبة. عرفنا من خلال الوسيطة إن في بنت صغيرة إسمها أنابيل هيجنز كانت متعودة تلعب زمان في الحقول الي مكانها إتبنت العمارات الي ساكنين فيها دي. البنت دي ماتت طبعا وهي صغيرة. شبح البنت بقا بيشوف كل حاجة بتتغير حواليه ومحدش بقا بيلعب معاها أو شايفها. أنابيل حست إننا ممكن نحس بيها ونتواصل معاها، فبدأت بتحريك العروسة علشان تلفت نظرنا. كان نفسها نحبها ونتقبلها، وطلبت مننا عن طريق الوسيطة الروحانية إننا نقبل إنها تعيش جوه العروسة وتعيش معانا. طبعا صعبت علينا جدا ووافقنا على طلبها."
سأل إد في إنزعاج:
- " لأ ثواني..قصدك إيه بإنها طلبت تعيش جوه العروسة؟ قصدك إنها تستحوذ عليها؟!"
- " أيوه، ده كان الإتفاق، وكان واضح إنه إتفاق مش ممكن يسبب أذى لأي حد. إحنا ممرضات وبنتعامل مع أطفال بيواجهوا الموت كل يوم وبنشوف معاناتهم وخوفهم. المهم سمينا العروسة أنابيل زي البنت."
- " حصل أي حاجة مختلفة بعد ماسمحتم لأنابيل تعيش في العروسة؟ هل إتغيرت معاملتكم للعروسة بعد كده على إنها طفلة فعلا؟"
- " مش أوي، بس كنا مدركين إنها مابقاتش عروسة، بقت أنابيل."
سأل إد في هدوء:
- " قبل ما تكلموا حكي، خلونا نرجع خطوة كده. العروسة جاتلك في عيد ميلادك، بعدها بدأت تتحرك وتغير مكانها بشكل لاحظتوه وأثار فضولكم. فقررتوا تعملوا جلسة تحضير أرواح والشبح قال إنه طفلة إسمها أنابيل هيجنز وكان عندها سبع سنين أما ماتت. طلبت منكم تستحوذ على العروسة وتسكن فيها ووافقتم بدافع التعاطف، وسميتوا العروسة أنابيل. صح كده؟"
- " صح."
- " هل شوفتم شبح لبنت صغيرة قبل كده في الشقة؟"
- " لا"
- " ذكرتم إن في شوكولاتة ظهرت محدش فيكم جابها. مافيش حاجات غريبة تاني حصلت؟"
- " مرة تمثال طار في الهوا للحظات ووقع على الأرض. ده رعبنا جدا."
-" خلوني أسألكم سؤال تاني، هل شايفين إنه كان غلط إنكم تهتموا بالعروسة دي وتدوها حجم أكبر وكيان محدد وإسم؟"
- " إحنا ما كناش بنهتم بالعروسة نفسها، كان كل همنا روح البنت الصغير، أنابيل! إحنا بعد كده ندمنا طبعا.. بس كنا متصورين إن تصرفنا ده ما أذاش حد"
سألت لورين:
- " انتم لسه معتقدين إن الي ساكن العروسة دي شبح الطفلة؟"
- " أُمال هايكون إيه؟"
صرخ كال لأول مرة من ساعة ما قعدوا وقال:
- " دي عروسة فودو مسحورة، هاتكون إيه تاني؟! أنا حذرتهم من زمان وقلتلهم الشيء ده بيتلاعب بيهم ويستغلهم."
حاول إد يهدي كال وقاله:
- " أنا محتاج أسمع قصتك مع العروسة من البداية."
-" خليني اقولك بس كبداية، أنا كنت بكره العروسة دي بدون سبب، وهي كانت بتكرهني. الشيء ده له عقل..وأنا مكنتش شايف إن عروسة تتمشى كده وتتحرك في البيت شيء ظريف يعني."
- " بغض النظر عن رأيك فيها، ممكن تحيلنا إيه الي حصلك معاها؟"
- "الشيء ده بيتسببلي في كوابيس، بس الي هاحكيهولك ده مش كابوس مطلقا. كنت في البيت ونمت وأنا قاعد، نوم عميق جدا. شوفت نفسي بعدها بقوم وكنت حاسس إن في حاجة غلط. بصيت حواليا بس كل حاجة كانت في مكانها، بس لما بصيت تحتي شوفت العروسة القماش، أنابيل، كانت بتتسلق رجليا ووصلت لصدري بسرعة ولفت كفوفها حوالين رقبتي، وشوفت نفسي بتخنق وبحاول أبعد العروسة عندي بس كأني كنت ببعد في حيطة. مكانش بتتحرك خالص! كنت بتخنق ومش عارف اعمل إيه."
- " الراهب الي كلمني قال لي إن العروسة أذيتك جسديا، هل بتعتبر الكابوس أو الموقف ده أيا كان إيذاء جسدي حقيقي؟"
- "لا طبعا. الي حكالك عنه الراهب حصل هنا في الشقة دي أما كنت أنا ولارا لوحدنا هنا. كانت الساعة عشرة أو حداشر. كل شيء كان هادي وفجأة سمعنا صوت في أوضة ديردرا. إفتكرنا إن في حد إقتحم الشقة. قومت ومشيت بهدوء ناحية باب الأوضة المقفول واستنيت لحد ما الأصوات سكتت، وبعدين فتحت الباب بالراحة ومديت إيدي لمفتاح النور ونورته. مكانش في حد في الأوضة. بس شوفت أنابيل مرمية على الأرض، قربت منها ببطء، وكل ما كنت بقرب كان في إحساس بيزيد بإن في حد ماشي ورايا. لفيت بسرعة و.."
قالت لارا بعد ما تردد كال في الحكي:
- "كال مابيقدرش يحكي الجزء ده تاني. أما لف علشان يشوف من وراه مكانش في حد، بس فجأة مسك صدره وصرخ. دخلت أشوف في إيه لقيت صدره كان متعور وغرقان دم. كال كان مذعور وبيترعش وجري فورا بره الأوضة. عريت صدره أشوف إيه الي حصل، وشفت آثار مخالب."
سأل إد:
- "ممكن أشوف أثر المخالب دي؟"
جاوب كال:
- " الأثر راح دلوقتي. ديردرا أما جت شافت الآثار دي برضو."
- " كانوا كم جرح تقريبا؟"
- " سبعة، اربعة بالعرض وتلاتة بالطول."
- " الجروح دي كانت مؤلمة؟"
- " كانت سُخنة كأنها حروق مش جروح."
- " كان عندك جروح أو حروق في صدرك قبل الحادث ده يا كال؟"
- " لا."
- " هل فقدت الوعي قبل أو بعد الهجوم مباشرة؟"
- " لا"
سألت لورين كال:
- " الجروح دي خدت وقت قد إيه عقبال ما خفت؟"
- " ماخدتش وقت خالص، كانت تقريبا إختفت بعد يومين."
- " كلمتوا مين بعد الحادث ده؟"
- " كلمنا الكاهن الكنسي الأب كيفينز."
سألت لورين:
- " ليه كلمتوه بدل ما تكلموا طبيب؟"
ردت ديردرا بسخرية:
- " تفتكري كنا هانلاقي تفسير لآثار المخالب دي نقوله لطبيب؟ برضو الجروح نفسها مكانتش مشكلتنا قد ما كانت مشكلتنا هي سببها. كنا عايزين نعرف لو ده ممكن يحصل تاني فمكانش قدامنا حد نسأله غير رجل دين."
-" طيب كان في سبب لإختبار الأب كيفينز بالذات؟"
- " إحنا بنثق فيه ونعرفه أنا وديردرا من زمان، وكمان هو بيدَرس في مدرسة قريبة من هنا. حكيناله القصة كلها زي ما حكيناهالكم، وكنا خايفين مايصدقناش. الحمد لله صدقنا على طول برغم إنه ماسمعش عن حاجات زي دي بتحصل في عصرنا. سألناه عن تفسير الي حصل، فقال إنه مش عايز يسبق الأحداث، لكنه حاسس إن الموضوع له جانب خوارقي، وقال لنا إنه هايتصل بحد أعلى منه في الكنيسة، الأب إيفريت. سيد إد، تفتكر إيه الي سبب الجروح دي لكال؟"
- " هانتكلم في الموضوع ده كمان شوية، بس خلينا نكمل الأسئلة الأهم، هل في حوادث زي كده حصلت لأي حد فيكم زمان؟"
كانت إجاباتهم كلهم "لا". سألهم إد:
- " طيب هل إسم أنابيل هيجنز ده عدى عليكم قبل كده؟ بيفكركم بأي حاجة؟"
- "لا"
- " قولتوا إنكم ماشوفتوش أشباح قبل كده في الشقة، بس كال قال إنه حس بوجود خفي في الأوضة قبل ما يتعور.."
قالت لارا بحزم:
- "في شيء هنا..انا مابقيتش قادرة اقعد في الشقة أكتر من كده. إحنا قررنا أصلا نسيب المكان ونأجر شقة تانية."
قال إد بلهجة جافة:
- " أخشى إن انتقالكم مش هايحل الموضوع."
- "قصدك إيه؟"
- " هحاول أختصرلكم الوضع، إنتم سمحتم لكيان خوارقي بالدخول لشقتكم وحياتكم، ومش هايسمحلكم تهربوا منه بسهولة."
كلام إد كان صادم، ففضل ساكت هو ولورين علشان يدي فرصة للشباب يجمعوا أفكارهم. بعد دقيقة قال إد:
- "إحنا هانحاول نساعدكم، وهانبدأ دلوقتي. أول حاجة لازم أتصل بالأب إيفريت وأطلب منه ييجي. بعدها هافهمكم إيه الي حصل، وإيه سبب الهجوم على كال. ممكن أستخدم التليفون؟"
راح إد يعمل إتصالاته، وقامت لورين وتجولت في الشقة في محاولة منها لمعرفة إن كان في كيان تقدر تتواصل معاه. بعد كده رجع الكل حوالين الترابيزة تاني في المطبخ وقال إد:
- " أما الأب إيفيريت يوصل، هايحتاج يعمل طقس معين لمباركة المكان..طقس اخف شوية من طقوس طرد الشياطين بمعنى أصح."
صرخ كال:
- " كنت عارف! كنت عارف إن دي هاتبقا النتيجة!"
- " إنت فعلا عندك حق يا كال، بس أشك إن حد فيكم عارف ليه دي لازم تبقا النتيجة. خلينا نبدأ كده من الأول ونقول: مافيش أنابيل. مافيش ومكانش في أنابيل. أنتم إتضحك عليكم والي بتتعاملوا معاه دلوقتي ده كيان خوارقي مش روح إنسان. ليه إستنتجت ده؟ 1- تنقل العروسة من مكان لمكان لوحدها وإنتم مش موجودين وتغيير أوضاعها.
2- الرسايل المكتوبة الي لقيتوها.
3- ظهور تلات نقط دم، لهم رمزية على فكرة ودلالة.
4- وضع الركوع الي كانت عاملاه العروسة، له معنى.
كل ده بيقول إن في كيان عاقل ورا الظواهر دي، لكن الأشباح البشرية ماعندهاش القدرة على عمل كل الفوضى دي، ماعندهومش الطاقة اللازمة لده. لذلك، فالشيء الموجود هنا هو كيان غير بشري."
- "غير بشري؟"
- " أيوة..شيطاني. عموما الكيانات الشيطانية مابتتدخلش في حياة الناس إلا إذا الناس عملوا حاجة تخليهم يتدخلوا. وأنا آسف جدا مضطر أقول إنكم عملتوا شيء سمح للكيان الشيطاني دي إنه يدخل حياتكم."
- "عملنا حاجة إيه؟"
- " إنتم وقعتم في أخطاء خطيرة. أولها إنكم تركزوا أوي مع العروسة وتدوها قيمة. السبب الي خلا الكيان يتجرأ إنه يطلب الإستحواذ على العروسة هو إنكم إهتميتوا بكل الألاعيب الي كان بيحاول يلفت نظركم بيها من الأول. ومجرد ما سمحتوله إنه يقرب أكتر، بدأ في إذائكم وتخويفكم. كل دي تصرفات الكيانات الشيطانية، بتسبب الألم والخوف. التصرف الصحيح لو حد لاحظ نشاط غريب حواليه يتجاهله تماما لأن محدش عارف مين السبب وراه، لكن بدل تجاهله إهتميتوا أكتر ودفعكم فضولكم للإستمرار في محاولة التواصل والفهم.
غلطتكم التانية هي إستعانتكم بوسيطة روحانية. اي وسيط روحاني بيكون طريقة لتواصل أي كيانات ماورائية مع البشر، وبيكون في وضع مايسمحلوش غالبا يعرف الفرق بين الكيان الشيطاني والشبح البشري. في حالتكم الكيان الشيطاني خدع الوسيطة الروحانية وقالها معلومات غلط. وكان المفروض تنصحكم ما تسمعوش أي معلومة يقولهالكم أي كان ماورائي، وكان المفروض تتجاهل أي كلام منه وتحاول صرفه لو كان شبح بشري فعلا وتقنعه بالإستسلام للموت. الكيانات الشيطانية كذابة بطبيعتها، وانتم صدقتوا وسمحتوا للكيان بإنه يستحوذ على العروسة. "
- " ليه كان عايزنا نسمحله بده؟"
- " علشان يقدر يسيطر على حياتكم أكتر، ومحتاج موافقة واضحة منكم. من غيرها مايقدرش يعمل حاجة غر شوية لفت النظر الي كان بيعملهم الأول، وكان هايرحل لوحده لو ما إدتوهوش إهتمام."
-"يعني العروسة كده مُستحوذ عليها زي الناس الي بيكون جواهم شيطان مستحوذ عليهم؟"
- " لا، الكيانات الشيطانية ما بتستحوذش على جمادات، بتستحوذ بس على البشر. الي عمله الكيان ده إنه كان بيحرك العروسة علشان يديكم إيحاء إنه روح بنت صغيرة وتتعاطفوا معاها علشان ياخد وقته في التملك منكم. التواصل مع كيان خفي والسماح له بالتواجد هو السبب ورا كل الظواهر الشيطانية الي نعرفها.
الي حصل مع كال كان هايحصل آجلا أو عاجلا. كلكم كنتم في خطر، والكيان ده هدفه إنه يستحوذ على روح وجسد واحد منكم. كال كان قوي ومتشكك وكاره للعروسة من الأأساس، فكان لازم الكيان ده يخوفه علشان يبعد عنكم ويقدر هو يستفرد بيكم. في البداية حاول يخوف كال عن طريق الأحلام، اما كال مابعدش عنكم، هاجمه بالطريقة دي. علامات المخالب لها رمزية. إحنا شوفنا آثار المخالب في قضايا تانية كتير وتعتبر علامة قوية على حضور شيطاني. الحمد لله إن الموضوع عدى على خير مؤقتا، لكن كمان إسبوع أو إتنين كان هايهاجمكم تاني وممكن يقتلكم كلكم كمان."
سألت لارا في رعب:
- " يعني..يعني في كيان شيطاني في الشقة دلوقتي؟"
ردت لورين:
- "للأسف أيوة. في كيان شيطاني مانقدرش نتنبأ بتصرفاته."
بعد شوية، جرس الباب رن ووصل الأب إيفيريت. الشمس كانت بدأت تغرب، وكان إد مستعجل وعايز الأب يبارك البيت، بعدها ياخدوا العروسة ويمشوا بسرعة.
ديردرا قدمت القس لإد ولورين، والقس نفسه كان متوتر بسبب تورطه في طقس خطير زي ده خاصة بعد ما إد شرحله صعوبة الموقف.
قال الأب إفيريت:
- " الصراحة انا معنديش فكرة أوي عن علم الشياطين..إزاي عرفت إن الي ورا الظواهر دي كيان شيطاني؟"
- " في القضية دي مكانش صعب أبدا أعرف. الأشباح البشرية بتتصرف بطريقة معروفة ومحدودة.والي بيحصل هنا محتاج قوى أكبر علشان تحرك عروسة وتكتب رسايل وتخدع وسيطة وتجرح رجل بالغ!كمان لورين حست بوجود كيان شيطاني هنا. حضرتك لو إستفزيت الكيان ده بنصوص دينية هاتتأكد وتشوف بنفسك."
في القضايا المماثلة، طقس المباركة بياخد خمس دقايق تقريبا علشان يؤدى في كل أوضة. الطقس عبارة عن ست صفحات، محتواها بيهدف لإستحضار الطاقة الإيجابية والملائكة لحراسة البيت بدلا من طرد الشياطين بشكل مباشر وتحمل تبعات إستفزازها الي ممكن الكاهن مايقدرش يتعامل معاها لأنه غير متخصص أو ممارس لطقوس طرد الشياطين..
الطقس مر بسلاسة، وبعد ما إنتهى، بارك الأاب الأشخاص الموجودين، وأكدت لورين بعدها إن الكل في أمان مؤقتا.
أنهى إد ولورين مهمتهم وأخدوا حاجاتهم وأخدوا كمان الدمية، لأن وجودها هايخلي الكيان الشيطاني يهاجمهم تاني، كان في طريقة واحدة للحد من تأثير الدمية ومايملكهاش إلا إد ولورين.
إد حط العروسة على كنبة العربية، وقرر يسوق في أكتر طريق آمن. كان قلقان إن الكيان الشيطاني في العروسة يهاجمهم، وكان قلقه في محله...
أنابيل عملت إيه في إد ولورين في الطريق، وإزاي كانوا هايموتوا بسببها؟ العروسة فين دلوقتي وإيه كانت خطة الزوجين للحد من تأثيرها وحبس الكيان الشيطاني فيها؟
ده الي هانعرفه الحلقة الجاية إن شاء الله.
تابعونا البوست الجاي بكرة إن شاء الله. ماتنسوش إن اللايك والشير هو الشكر الي بنتمناه منكم مش أكتر.
#إد_لورين_وارن
#عالم_الشياطين
Comments
Post a Comment