الحلقة ‏الثامنة- ‏في ‏مكان ‏مظلم

في مكان مظلم
 ( قصة الإستحواذ الشيطاني على الطفل ستيفن سنيديكر وعائلته- قصة حقيقية من ملفات عالمي الشياطين إد ولورين وارن)

الحلقة الثامنة



ستيفن ومايكل كانوا محدقين في لعبة روبوت على التسريحة قدامهم،و كان في تلات رجالة بيبصوا عليه وبيفحصوه وبيميلوا رؤوسهم يمين وشمال في تعجب.
أطولهم، وكان لابس بدلة مقلمة وبابيون هو الي كان ظاهر أكتر، الاثنين التانيين كانوا لابسين اسود وجسمهم متماهي مع الظلام.
صوت كلامهم مكانش واضح، فجأة مسك أطولهم الروبوت وبص للولدين المذعورين.
والولدين بدورهم مكانوش قادرين يتحركوا أو ينطقوا.\
التفت الرجلين التانيين وبصوا لستيفن ومايكل، تهامسوا..مالوا على بعض، لكن مارفعوش عيونهم عن الولدين.
رفع الرجل الطويل الروبوت لفوق وبصله وبص لستيفن، وهمس بصوت زي الفحيح:
- لعب.. مجرد لعب تافهة..
ونزل بإيده والربوبت فيها على التسريحة وكسره. فضل يخبط في الروبوت والقطع الصغيرة المكونة له بتتناثر في كل حتة، وستيفن باصص في ذعر. واحد من الرجلين التانيين ضحك ضحكة مرعبة، فصرخ ستيفن في أخوه:
- إجري يا مايكل!
جريوا الولدين بسرعة على السالم وهم بيصرخوا وينادوا على أمهم..
وقع الكاكاو من إيد كارمن، ولقت ولادها واقفين قدامها مذعورين بملابسهم الداخلية الي كاوا نايمين بيها.
- ماما ماما..ماما..في تلات رجالة تحت! موجودين تحت دلوقتي!
- كسروا الروبوت بتاعي! ماما الرجالة..
- بس ..إهدوا!

نزلت كارمن معاهم تحت وقلبت الدنيا، مافيش أثر لحد. شافت الروبوت متكسر وسألتهم:
- من فيكم الي كسره؟
جاوب مايكل:
- ماما أنا قولتلك الرجل مسك الروبوت...
- ثانية واحدة..
سكت الأولاد وهي بتبص في وشوهم كويس، مكانش في أي أثر للكدب..هلع شديد كان سايد عيونهم وكانوا فعلا صادقين في الي بيقولوه.
طيب منين دخل الرجالة دول؟ كل الأبواب والشبابيك مغلقة. يبقا أكيد حكايات ستيفن أثرت على مايكل والإتيني تخيلوا الي شافوه. أمرت ستيفن يطلع فوق ويسيبها مع مايكل شوية.
- ليه؟
- إطلع بس، مش هانتأخر..
طلع ستيفن هو مستغرب وغاضب. سألت كارمن مايكل وهو لوحدهم:
- مايكل، أقعد هنا جنبي وإحكيلي بالتفصيل الممل كل حاجة شوفتها.. شكلهم، لبسهم، كل حاجة..
حكالها كل حاجة بالتفصيل، وسألته أكتر من مرة يمكن يغلط أو يتلخبط، بس كل مرة كان بيحكي نفس التفاصيل خاصة ستايل لبس الرجالة دول، الي كان قديم على إن مايكل يوصفه بالشكل ده إلا لو شافه.
طلبت من مايكل يفضل مكانه وبدأت تطلع السلم، قال لها:
- مش مصدقانا صح؟
- خليك بس هنا، ثواني وهارجعلك.
في الصالة، لقت كارمن ستيفن قاعد على الكنبة غضبان وبيهمس لستيفاني، أول ما شافوها كل واحد بعد عن التاني.
- مش قولنا هاتنامي يا ستيفاني؟
- انا رايحة اهو..
مشيت ستيفاني، وقعدت كرامن جنب ستيفن وطلبت منه يحكيلها بالتفصيل الي شافه تحت. حكى ستيفن حكايةة مطابقة تماما لحكاية مايكل..كل التفاصيل بالضبط.صعب أوي يكونوا إتفقوا على الحكاية بالشكل ده. الي رعبها أكتر هو إن الرجالة دول جم وعملوا إجتماع حوالين لعبة وكسروها ومشيوا! موقف غريب جدا فعلا.
هل تتصل بالبوليس؟ طب لو طلع الاولاد بيكدبوا؟ بس لو كان في رجالة إقتحموا المكان فعلا كان هايبقا في أثر.
أخيرا سابت الأوضة بس ستيفن نادى عليها وسألها:
- هاتعملي إيه؟
لكنها ما جاوبتهوش.
نزلت البدروم تاني وفحصت أوضة مايكل وأوضة ستيفن. غصبت نفسها تفتح الأوضة التالتة الي كان فيها سرير التشريح، دخلت ووقفت وسط الأاوضة الكئيبة وحاولت ماتفكرش في الي كان بيحصل فيها. كل شيء كان مكانه زي ماهو..لكن كان في آثار أقدام على الأرض.
هل مايكل دخل هنا؟ بس دخل إزاي؟ فجأة حست إن المكان بقا بارد جدا، وشيء إتحرك بسرعة من وراها. بصت حواليها لكن مكانش في أي حد.
________________
نزل ستيفن لقا مايكل قاعد على سريره مكشر وبيبص على باب أوضة ستيفن المقفول.
-ماما فين؟
- راحت هناك..تقريبا بت...
فجأة سمعوا صوت خطوات سريعة والأنورا بدأت تتطفي واحد ورا التاني. كانت كارمن بتهرول وتقفل الأبواب والانوار وعلى وشها نظرة مرعوبة غريبة وكأنها بتصرخ صرخة مكتومة. وقفت قدامهم وحطت كفها على شفايفها لحظة بعدها قالت بصوت مرتجف:
- محدش دخل هنا، كل الأبواب والشبابيك مقفولة..لو فاكرين إن هزاركم دمه خفيف فلأ، مفهوم؟ لو عملتوا حاجة زي كده تاني هاتتعاقبوا.
وسابتهم وطلعت السلالم بسرعة وغضب.
- ماما..كان فعلا في..
- مش عايزة اسمع حاجة يا ستيفن..أنا حذرتك قبل كده وطلبت منك تخلي حكاياتك لنفسك..آديك حكيت لمايكل ورعبته وده بالضبط الي كنت خايفة منه.
بص ستفن في الأرض وسكت، وطلعت كارمن باقي السلم . إتنهد الولد وبص لمايكل، بعدها طلع ورا كارمن.
- رايح فين؟
- هاتفرج على التليفزيون شوية..
- إنت هاتنام دلوقتي..
- طيب ممكن أروح أشرب؟
- إتفضل..
طلعت كارمن وفضل ستيفن واقف على السلم شوية وهو بيبص لمايكل الي قال له:
- دي شايطة ..
- أو..أو خايفة؟
________________________________
رمت كارمن نفسها على الكرسي وعيطت. ولعت سيجارة وفضل الي شافته وسمعته يتكرر في عقلها، وفضل عقلها يحاول يقنعها إنها تخيلت كل ده..
لكن قلبها كان له رأي تاني..
________________________

بداية الدراسة

وقفت كارمن على أول سلم البدروم وسقفت بإيديها وقالت بصوت عالي مرح:
- ياللا يا شباب إصحوا!
صحي ستيفن بالعافية وهو بيسب المدارس والدراسة، الحقيقة هو مكانش هايروح المدرسة دلوقتي بسبب وضعه الصحي، لكنه صحي بسبب دوشة أخواته، وضرورة تناوله للفطار معاهم قبل ما ينزلوا.
قام مايكل علشان ياخد حمامه الصباحي، ونام ستيفن عن ضهره وغمض عينيه شوية لحد ميعاد الفطار.
ستيفن كان مرتاح بخوصو تأجيل الدراسة بالنسبة له، فمدرسة جديدة وطلاب جدد هايكونوا عبء زيادة عليه مع جلسات العلاج.
كل يوم كان بيدخل في جهاز غريب مخيف شبه جهاز أشعة إكس بس أكبر وأكثر قبحا، وبيتعرض للإشعاع العلاجي جواه. أسوا شيء هو إحساسه بالوحدة وهو جوه، بأن الكل تخلى عنه وسابوه يعاني لوحده.
كان بيجيله كوابيس كتير عن إنهم نسيوه جوه الجهاز للأبد..
- ستيفن...؟
فتح ستيفن عينيه،لكنه مالاقاش مصدر للصوت..
- ستيفن..مستعد؟
مكانش في حد في البدروم، ولا حتى ورا باب أوضته المقفول.
- مستعد يا ستيفن؟!
كان نفس صوت الرجل المعتاد، وكل مرة كان بيتكلم كان صوتع بيقرب أكتر..
- أنا مستني يا ستيفن..
شاف ستيفن حركة بره الأوضة، حركة سريعة غامضة. قام من السرير بسرعة وبدأ يلبس هدومه بسرعة.
- الوقت بيضيع يا ستيفن..
جري ستيفن ناحية السلالم الصوت بيرن في ودانه. جري ستيفن في الصالة وهو شايل هدومه ومرعوب. سألته كارمن:
- ستيفن رايح فين؟!
فتح بقه علشان يتلكم، بس إتفتكر إنه المفروض مايقولش حاجة فسكت. رفعت كارمن صباعه في وشه وقالتله:
- ولا كلمة عن الموضوع ده يا ستيفن..ولا جلوقتي ولا بعيدن مفهوم؟ روح إفطر..
سابته وراحت تساعد ستيفاني في اللبس، ومشي ستيفن ناحية أوضة السفرة في صمت.
___________________________ 
اليوم كان صعب من أوله. لسبب ما المنبة ما رنش رغم أنه كان شغال، وصحيت كارمن متأخر وفضلت تلف حوالين نفسها علشان تلحق تحضر الفطار والسندوتشات وتتأكد إن كل الأولاد لبسوا وهايلحقوا الأوتوبيس. كان لازم برضوو تلحق تجهز هدومها علشان كانت هاتودي ستيفن لجلسة العلاج بعد كده. فضل بيتر يعيط طول الوقت، وفجأة لقت ستيفن بيجري في الصالة بملابسه الداخلية! مكانش وقته خالص وكانت مدركة إنها قست عليه، بس الضغط عليها كان زايد أوي مع رفض آل إنه يسمع أي حاجة عن حكايات ستيفن كمان.
بعد ما ستيفاني و مايكل ركبوا الأوتوبيس، خرجت كارمن شنطتها ومفاتيح العربية والبيت على الترابيزة ولبست هدومها، ستيفن كان معاها وسألها عن المدرسة، وقالت له إنه ممكن يروح من الأاسبوع الجاي، بس لو مش قادر يروح مافيش مشكلة.
أما جهزت، بصت على الترابيزة مالاقيتش المفاتيح. دورت هي وستيفن في كل حتة بس مالاقيتهاش. كانت هاتتجنن.
- ماما..ممكن المفاتيح تكون في البدروم.
- ليه؟ أنا مانزلتش بيهم؟
- مش عارف بس بقول ممكن..
نزلت كارمن البدروم فعلا، وبعد بحث لقتهم على سرير ستيفن. نادت عليه في غضب شديد، فنزل درجتين على السلم ووقف مكانه أما شاف الغضب على وشها وهي بتشاور على المفاتيح على سريره.
- إنت نزلتهم هنا؟
- لا..لا..
- أمال نزلوا لوحدهم؟!
- معرفش!
- ستيفن..دي آخر مرة بحذرك فيها..لازم تبطل..أنا معرفش إنت عايز إيه بالضبط بس أنا تعبت!
- بس أنا ما..
-إخرس! ولا كلمة تاني عن الموضوع ده..لو فضلت كده لحد ما بابا يجي يعيش معانا أنا مش هاحوشه عنك..إتفضل قدامي..
ما إتكلموش طول السكة للمستشفى، بيتر بس فضل يتكلم ويمثل كأنه رايح المدرسة زي إخواته. كارمن كامنت حاسة بتأنيب ضمير فظيع، كانت حاسة إنه لو حتى ستيفن نزل المفاتيح تحت بنفسه فده بسببها بشكل ما.
- أنا آسفة إني زعقتلك يا ستيفن.. بس إنت فعلا عصبتني.
- بس أنا..
وقبل ما يكمل، سكت من نفسه وبص من شباك العربية. كارمن إرتاحت علشان سكت وما إضطرهاش تتعصب عليه تاني.
لكن طول الطريق كان قلبها بيقولها إن في إحتمال ولو صغير إن ستيفن مايكونش كداب.

8

إنتظروا الحلقة التاسعة غدا إن شاء الله، ودعمكم مهم جدا وهو الي بيشجعني أكمل، لايك صغيرة بتسعدني جدا.
مرفق صورة آل وكارمن مع واحد من فريق إد وارن

Comments

Popular posts from this blog

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي