الحلقة ‏الثالثة ‏عشر- ‏في ‏مكان ‏مظلم

في مكان مظلم
 ( قصة الإستحواذ الشيطاني على الطفل ستيفن سنيديكر وعائلته- قصة حقيقية من ملفات عالمي الشياطين إد ولورين وارن)
الحلقة 13


رجع آل من برة، وكان متوقع يلاقي كارمن أنتهت من تحضير الغدا، لكنه لقا شيء تاني مكانش يتوقعه.
سمع صوت بكاء كارمن، وأما دخل لقاها قاعدة ضهرها للباب ومغطية وشها وبتعيط، أما أدركت إنه دخل إتفزعت وبصت له كأنه مش مستعدة تواجهه.
- كارمن، مالك؟
مسحت كارمن عينيها وشاورت ناحية المطبخ وبدأت تعيط تاني. دخل آل المطبخ ولقا إزازة واقعة مكسورة في الأرض، وحواليها سائل محمر مليان كتل مقززة، وكان واضح إن مصدره تحت بلاط الأأرضية.
- إيه ده؟ وإيه الي حصل؟
- ويلي (الحيوان القارض الأليف بتاعهم) هرب من القفص بتاعه ووثع إزازة العصير كسرها!
- طيب معلش ما حصلش حاجة.. زعلانة ليه؟ أنا هانضفهالك.
بصت له كارمن وبدأت تتعصب بدون سبب وصرخت:
- خلاص نضفها! إمسح الزفت البلاط وشوف بنفسك!
- نعم؟!
- البلاط! إتفضل نضفه..ولا أقولك، أنا هاوريك بنفسي..بُص..بُص!
قامت كارمن من كرسيها ومسكت المساحة وقربت جردل الميه وقالتله وهي بتصب الميه على الأرض وتمسحها بالمساحة:
- بص..
وقف آل يشوف إيه الي هايحصل، ومايكل إنضم له بعد ما سمع أمه بتصرخ. رجلين كارمن كانت بتتحرك فوق سائل سميك بني محمر بدأ يطلع من الأرضية مع المية، وشموا الريحة المعدنية المميزة للدم.
كارمن كانت لسه بتعيط وهي بتمسح، وماهمهاش وجود مايكل. قالت لآل:
- شوفت؟ ده الي بيحصل لي كل ما أمسح المطبخ..ده الي مخليني أعيط..ممكن تقول لي إيه ده؟!
مسك آل إيد كارمن علشان تبطل مسح، وقال لها وهو بيحاول يخفي توتره:
- أنا هاشيل البلاط ده خالص وهانغيره، وصاحب البيت ملزم يدفع..البلاط أحمر يا حبيبتي وواضح إنه قديم وبيدوب و بيطلع في الميه..هانغيره ومش هايحصل حاجة زي كده تاني.
- بجد؟
- طبعا..مافيش مشكلة، هانشيله خالص ونرميه بعيد..البلاط قديم، متخيلة البيت ده من سنة كم؟ طبيعي يدوب كده. أنا هاكلم السيد لاوسون ونشيله الأسبوع ده.
- أكيد؟
- طبعا..
ستيفاني جت ووقفت جنب كارمن وسألتهم:
- ماما هي الأرض مالها؟
- مافيش يا حبيبتي البلاط قديم وداب في الميه. تحسيه شبه ال..
قال مايكل في عفوية وخوف:
- شبه الدم..
ضحك آل علشان محدش ياخد الموضوع بجد وقال:
- أيوه صح، شبه الدم. 
سألت كارمن:
- والريحة دي؟
- ريحة البلاط القديم عادي..أنا هانضفلك المطبخ دلوقتي وإنتي خدي الأاولاد وأرتاحوا شوية. هاروح الحمام بس وأرجع أنضفه..
راح آل الحمام- الملجأ الوحيد- وقفل على نفسه وقعد على طرف البانيو. إيديه بتترعش وقلبه هايقف من التوتر.
التفسير الي قاله لكارمن مايقنعش إلا الأاطفال، هو نفسه مش مقتنع، بس كان لازم يهيدها لأانها كانت قربت تنهار.
نزل آل وقعد على أرضية الحمام وحضن ركبه وهو بيقول لنفسه:
- يارب..إيه الي بيحصل ده؟!
_____________________
15
ضيوف

في يونيو، وبعد إسبوعين من بدء إجازة الصيف، تلقت كارمن مكالمة من أختها ميجان، الي عايشة في الاباما وبتواجه مشاكل كبيرة للحصول على الطلاق. كانت مشغولة جدا وخايفة من تعرض بناتها للمواقف القاسية الي بتصاحب الطلاق، فسألت كارمن لو ممكن تاخد بناتها ماري ولورا يقعدوا معاها لحد ما الظروف تتحسن والطلاق يحصل.
- أكيد يا ميجان ممكن، بس ..ممكن أتصل بيكي خلال دقايق، لازم أقول لآل الأول..هاكلمك على طول.
دخل مايكل من برة عرقان من كتر اللعب ونزل البدروم، وخرجت كارمن علشان تكلم آل. حكيتله فقال لها:
- طبعا لو محتاجة أي مساعدة إحنا معاها، بس..تفتكري هايقعدوا معانا قد إيه؟
- ماقالتش..
- خلاص قوليلها تقدر تبعت البنات أي وقت.
شكرا..شكرا!
جريت كارمن على التليفون ولسه هاترفع السماعة سمعت صوت صراخ:
- ماما! تعالي!
كان صوت مايكل المرعوب جاي من البدروم، رمت السماع ونزل جري لقت مايكل واقف أول السلم وبيشاور على أوضته.
- تعالي بسرعة!
بصت كارمن في الأوضة لكن مكانش في حاجة، إستنت شوية بس مافيش حاجة حصلت.
- مايكل! إيه الي إنت عملته ده؟ حد يخض حد كده من غير سبب؟
- كان هنا وجري حوالين الأوضة.
- من ده؟
- كان..كان...
مايكل مكانش قادر يقول وفضل ياشور على الأاوضة في خوف.
- إهدا يا مايكل..غيه الي كان في الأوضة؟
- ولد يا ماما..ولد أسمر لا بس بيجاما..بيجاما عليها سوبر مان..جري ولف في الأوضة وإختفى عند الرف الي هناك.
- اختفي فين؟
- في..في الحيطة!
وقف كارمن مش عارفة تقول إيه، وإزاي هايستمر الوضع ده أما تيجي لورا وماري؟! وهايقولوا إيه لأمهم أما يرجعوا بيتهم؟
سمعت صوت ضحكة مكتومة من وراها، لفت لقت ستيفن في أوضته بيضحك ورا الباب الموارب. كان لابس شورت مش نضيف وحاطط سماعات الكاسيت في ودانه، وكان راسم على صدره نجمه حواليها دايره.
وكان بيضحك عليهم.
- إنت الي خوفت أخوك يا ستيفن؟
ضحك تاني وقال:
- ماعملتش حاجة!
سأله مايكل في أمل:
- إنت شوفته؟
رفع ستيفن إيديه وهو بيضحك وبيتراجع لورا وقال في سخرية:
- أنا مش هاكسر القوانين..المفروض ما نتكلمش في الأمور العفاريتي دي، نسيت ولا إيه يا مايكل؟ مافيش عفاريت، مافيش أصوات، وإلا هانتشتم ونتحرم من المصروف.
قالت كارمن في إصرار:
- لو كنت شوفت حاجة يا ستيفن قولها، أنا الي بقولك أهو..
ضحك تاني وقال قبل ما يقفل الباب:
- إنسي!
كتمت كارمن عصبيته جواها وقالت لمايكل:
- معلش يا حبيبي لازم أكلم خالتك..نتكلم بعدين..
طلعت كارمن السلم متجاهلة تنهيدة مايكل الحزينة. كارمن كانت بتفكر في بنات أختها. البنات هايفتكروهم عيلة مجانين..هل تقول لميجان قبل متبعت بناتها؟ هل لو عرفوا الحقيقة ممكن ميجان تودي البنات أي مكان تاني أحسن؟
صوت جواها قال لها: إنت مش خايفة قولوا عليكوا مجانين، إنت خايفة يشوفوا ويسمعوا هم كمان ويأكدوا كل مخاوفك.
إنت خايفة إن البنات مايكونوش في امان في بيتك..
_____________________________

دخل مايكل أوضة ستيفن، ولقاه نايم على السرير مغمض عينيه وبيسمه موسيقى. مد مايكل إيده وهز رجل ستيفن، ففتح الأخير عينيه وبص لمايكل من غير ما يشيل السماعة.
- إنت شوفته، صح؟
شال ستيفن السماعة وسأله:
- نعم؟
- إنت شوفت الولد، صح؟ الشبح..
- إنت عرفت منين إنه شبح؟
- أمال هايكون إيه؟ إنت عارف إنه شبح، وعارف إن في حاجات غريبة بتحصل.
بص ميكل لوش أخوه الي ما غيرش الإبتسامة الساخرة من على وشه. ضحك ستيفن ورجع السماعة على ودانه تاني وقعد يهز رجليه مع الموسيقى.
تراجع مايكل عن السرير وخرج بره الأأوضة وقفل الباب، وطلع السلم وهو بيفكر في إن ستيفن عارف حاجة ومش بيقولها.
__________________________

بعد 3 أيام، وصلت ماري ولورا، وراح آل يستقبلهم في المطار، وكانت كارمن في إنتظارهم ومحضرة غداء فاخر.
ماري كان عندها 12 سنة، شعرها أصفر دهبي وملامحها جميلة. أما لورا فكان عندها 17 سنة، وكانت الأجمل بين البنتين. كانت طويلة وشعرها كثيف وطويل.
حطت البنتين شنطهم في اوضة ستيفاني، وكانت ستيفاني هاتنام في اوضة بيتر وبيتر هايشارك مايكل أوضته.
أثناء الغدا، لاحظت كارمن إن ماري خجولة وهادية، أما لورا كانت بتتكلم كتير وبثقة وضحكتها جميل وعالية.
لكن ضحكتها مش هاتدوم كتير.
_______________________
أثناء الغدا، كان ستيفن في اوضته، بيرسم في كراسة بقلم حبر إسود وبيسمع الموسيقى بصوت عالي جدا.
كان الصوت بيكلمه على فترات متقاربة دلوقتي، ومابقاش ستيفن بيخاف منه، ونادرا ما كان بيزعجه.
أحيانا ما كان الصوت بيتكلم، وبيظهر في عقل ستيفن صور عنيفة، جرئية، شريرة..زي الحاجات الي كان الصوت بيقوله لستيفن بالضبط.
ستيفن كان بيعلي صوت الموسيقى زمان علشان ما يسمعش الأاصوات، بس لوقتي مش محتاج يعمل ده، هو خايف من إيه؟ ستيفن كان بيسمع صوت الرب..
- ستيفن....
فجأة الصوت صدح غطى على صوت الموسيقى. رفع ستيفن إيده من على الصفحة ورفع راسه علشان يسمع.
- ستيفن..سامعني؟
مكانش ضروري إن ستيفن يرد بصوت عالي، كفاية إن الرد يدور في عقله والكيان كان بيسمعه فورا.
- بنات خالتك..بنات خالتك حلوين أوي..إنت بقالك كتير ماشوفتهومش وماتعرفش شكلهم بقا عامل إزاي.. حلوين أوي يا ستيفن..بشرتهم ناعمة، ملمسها جميل.. 
ضحك الصوت في خفة ونعومة وشبق. 
- لازم تطلع تشوف بنات خالتك يا ستيفن..
حاضر..
حط ستيفن القلم والكراسة، وقام بدون تردد. صدح الصوت:
- مش دلوقتي.. مش دلوقتي يا ستيفن..
قعد ستيفن تاني، وأنصت..
- بعدين..أما الوقت يكون مناسب هاقولك..يمكن بليل..إن مكانش الليلادي يبقا ليلة تانية..وهناخد راحتنا ع الآخر...
________________________

لينك حلقة ١٤
إنتظروا الحلقة ال14غدا إن شاء الله، ودعمكم مهم جدا وهو الي بيشجعني أكمل، لايك صغيرة بتسعدني جدا.

الصورة للبدروم وفيها أحد الباحثين تبع إد ولورين وارن.

Comments

Popular posts from this blog

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي