الحلقة ‏الرابعة ‏عشر- ‏في ‏مكان ‏مظلم

في مكان مظلم
 ( قصة الإستحواذ الشيطاني على الطفل ستيفن سنيديكر وعائلته- قصة حقيقية من ملفات عالمي الشياطين إد ولورين وارن)
الحلقة 14


أثناء الغدا، كان ستيفن في اوضته، بيرسم في كراسة بقلم حبر إسود وبيسمع الموسيقى بصوت عالي جدا.
كان الصوت بيكلمه على فترات متقاربة دلوقتي، ومابقاش ستيفن بيخاف منه، ونادرا ما كان بيزعجه.
أحيانا ما كان الصوت بيتكلم، وبيظهر في عقل ستيفن صور عنيفة، جرئية، شريرة..زي الحاجات الي كان الصوت بيقوله لستيفن بالضبط.
ستيفن كان بيعلي صوت الموسيقى زمان علشان ما يسمعش الأاصوات، بس لوقتي مش محتاج يعمل ده، هو خايف من إيه؟ ستيفن كان بيسمع صوت الرب..
- ستيفن....
فجأة الصوت صدح غطى على صوت الموسيقى. رفع ستيفن إيده من على الصفحة ورفع راسه علشان يسمع.
- ستيفن..سامعني؟
مكانش ضروري إن ستيفن يرد بصوت عالي، كفاية إن الرد يدور في عقله والكيان كان بيسمعه فورا.
- بنات خالتك..بنات خالتك حلوين أوي..إنت بقالك كتير ماشوفتهومش وماتعرفش شكلهم بقا عامل إزاي.. حلوين أوي يا ستيفن..بشرتهم ناعمة، ملمسها جميل.. 
ضحك الصوت في خفة ونعومة وشبق. 
- لازم تطلع تشوف بنات خالتك يا ستيفن..
حاضر..
حط ستيفن القلم والكراسة، وقام بدون تردد. صدح الصوت:
- مش دلوقتي.. مش دلوقتي يا ستيفن..
قعد ستيفن تاني، وأنصت..
- بعدين..أما الوقت يكون مناسب هاقولك..يمكن بليل..إن مكانش الليلادي يبقا ليلة تانية..وهناخد راحتنا ع الآخر...
- ستيفن!
إتفزع الولد أما سمع صوت كارمن بتنادي عليه، شوية وشافها نازلة السلم.
- بتعمل إيه؟
- أبدا..برسم..
- البنات هنا وحضرت الغدا، كنت عايزاك تيجي تسلم عليهم وتتغدا معانا.
كارمن كانت بتتكلم بحصر، وحتى تصرفاتها كانت بحرص معاه الفترة دي.
- آه..لا..مافيش داعي.
- مش جعان؟
- لا.
قربت كارمن من سريره وركعت على ركبها وقالت له وهي بتحالو تختار كلماتها:
- ستيفن..إسمعني..أنا معرفش مالك، إنت مابقتش إنت، وإنت عارف ومدرك ده كويس. عندي أمل بس إنك في يوم تيجي تقول لي إيه الي مضايقك ومغيرك..مش قادرة أبطل تفكير في إن..في إن مرضك...
- رجع تاني؟
- ايوه..
ضحك ستيفن وقال لها:
- ماتقلقيش من الموضوع ده، مش هايرجع.
- مش فاهمة.
- أصدقائي مش هايخلوه يرجع تاني.
رفعت كارمن حواجبها في دهشة وسألته:
- من أصدقائك؟
- أصدقائي الي في البيت...آه، تمام..إفتكرت..مش هاينفع أتكلم عنهم وإنت مش هاتصدقيني. عموما ماتقلقيش، مش هايخلوا السرطان يرجع تاني.
بصت كارمن في عينين ستيفن الي إتغيرت تماما، حاولت تتكلم بس ماقدرتش، ونقلت عينيها على كراسة الرسم، على الرسمة الي كان إبنها بيرسمها. 
ستيفن كان راسم رجل بشنب وشعر إسود، لابس قميص مخطط. الرجل كان شبه آل، وكان في خطاف صيد سمك عملاق مرشوق في رقبته والدم بيتدفق منها.
إبتسم ستيفن إبتسامة غريبة لأمه وهي بتنقل عينيها له ببطء، ونظره ذعر فيهم. بعدها قامت وسابت الأوضة.
ضحك ستيفن وهو بيسمع خطواتها بتبعد، وسمع الصوت بيضحك معاه.
________________________

16
لورا

بدأت كارمن تستغرب ليه البنات مش حاسين بحاجة؟ لكن في شيء جواها كان بيقولها إن الهدوء مش هايستمر كتير.
تاني يوم لوصول البنات، نزل آل الشغل وبدأت لةرا تساعد كارمن في شغل البيت، ماري كانت قاعدة قدام التليفزيون وباقي الأولاد –ماعدا ستيفن- كانوا بره بيلعبوا.
كارمن فضلت تتكلم مع لورا لكن لرا كانت صموتة مقارنة بإمبارح. لورا كانت ساكتة ومكشرة كأن في هم شايلاه.
- إيه مانمتيش كويس إمبارح؟
- آه..يعني.
- عارفة إنه صعب الواحد ينام في مكان غريب، يومين تلاتة وتتعودي.
هزت لورا راسها وكملت غسل أطباق. بعد شوية سألتها كارمن تاني:
- مانمتيش خالص يعني؟
سابت لورا الأطباق وقفلت الحنفية وواجهت كارمن وقالت:
- طنط كارمن، في حاجة....
- حاجة إيه؟!!
- في حاجة مش مريحاني في الشقة دي.
ماعداش 24 ساعة وحصل الي كانت كارمن قلقانة منه..
- إيه الي مش مريح؟
- بصي..ماما قالت لي إن المبنى كان....
- ياريتها ماقالتك.
- لا، الحكاية ما فرقتش معايا خالص. المشكلة في حاجة تانية..كنت حاسة إمبارح إني مش في الأوضة لوحدي.
- أيوه ما هي ماري كانت معاكي.
- لا مقصدش، كان في حد غيرنا..حد بيلف في الأوضة في الضلمة..
- وبعدين؟
- بس مكانش في حد..بس إحساس كأن في حد! فهماني؟
فكرت كارمن قبل ما ترد، كان ممكن تقول للورا نفس الي قالته لتانيا، بس ليه تفتح على نفسها فتحة زي دي؟ هي نفسها مصدقة الي بيحصل بالعافية.
- بصي يا حبيبتي، إنت عارفة تاريخ البيت وده ممكن يأثر عليكي عصب عنك، بالإضاف إلى إن في طاقة سلبية نتيجة توترنا كلنا علشان مرض ستيفن وبعدها تأثره بصديقه جايسون وتغير شخصيته. سيتفن بيظن إن البيت مسكون أو في حاجة غلط، وإعتقاده أثر على باقي الأولاد وعليا أنا وستيفن كمان. أعتقد إنك متأثرة بس بالأجواء.

كارمن ما حكيتش للورا عن الحاجات الغريبة الي حصلتلها هي نفسها. سألتها لورا في إهتمام:
- هو ستيفن معتقد إن البيت مسكون؟!
- أيوه..إنت رايك إيه؟
- معرفش! كان في إحساس مش حلو طول الليل بس صعب أوصفه..لحد دلوقتي أنا مش حاسة بالراحة.
كارمن إترعبت من فكرة إن يكون في حد تاني في البيت مقتنع إنه مسكون، كده الوضه هايبقا اسوا.
- أتمنى يا لورا إنك تحتفظي بإحساسك تجاه البيت لنفسك، ممكن؟ ماتقوليش أي حاجة للأولاد وماتقوليش حاجة لآل خصوصا علشان هو بيتضايق جدا.
- أكيد طبعا مش هاقول لحد..بس المكان مخليني متوترة أوي..
- هاتتعودي عليه مع الوقت.
وأجبرت كارمن نفسها على الإبتسام، وكانت إبتسامة غير مقنعة ابدا.
_______________________
17
من الصيف إلى الخريف مجددا

بعد مرور أسبوعين من إقامة البنتين عن خالتهم، بقوا بيتصرفوا كأنهم في بيتهم بالضبط، ونسيوا إنهم ضيوف.
لكن بالرغم من كده، لورا مكانتش قادرة تسترخي وكانت حاسة دايما بالقلق والإضطراب، وكانت عارفة إن إحساسها من تهيؤات..إحساسها سببه البيت نفسه.
المشكلة إنها مكانتش عارفة تحط إيدها بالضبط على الشيء الي مضايقها. ساعات كانت تحس بكآبة، ساعات ببرودةمفاجأة..وأغلب الأوقات كانت بتحس إن حد بيراقبها وهي في الحمام أو بتغير هدومها، حتى إن مرتين تلاتة قطعت الإستحمام ولبست هدومها من القلق وإحساس إن حد هايفتح عليها ستارة الحمام فجأة.
أوقات تانية كانت بتحس غن حد بيعدي جنبها بسرعة ويحتك بيها، وطبعا مابيكونش في أي حد معاها.
مع الوقت، بدأت لورا تسمع أصوات. مرة وهي لسه هاتدخل في النوم كانت بتحس إن في حد ماشي حواليها وبتسمع صوت الخطوات جي على الأرضية الخشب. تاني مرة ده حصل، صحت أختها.
- ماري، ماري..إصحي!
- في إيه؟
- اسمعي كده..
- إيه؟
- ششش..إسمعي..
- مافيش حاجة..
- مش سامعة صوت خطوات؟!
- مافيش..سيبني أنام بقا!
ساعات تانية كانت لورا بتسمع صوت حد ماشي بره الأوضة وبيلف من أوضة لأوضة.
بعد رد فعل كارمن أما جكيتلها عن قلقها، قررت إنها ماتحكيش حاجة لها ولا لآل. فضلت تقنع نفسها إنها بتتخيل كل ده..
لحد ما جه الوقت الي أدركت فيه إن إحساسها حقيقي.
__________________________ 
بعد منتصف الليل بشوية، وكان ستيفن نايم بعمق وصحى على الصوت بينادي بحدة وبيقول له:
- ستيفن، قوم! الوقت المناسب جه!
فتح ستيفن عينيه فورا وقام من السرير وكل عضلاته متصلبة.
- قوم يا ستيفن، عندنا زيارة!
ستيفن فهم فورا قصده، خرج من اوضته وعدى على أوضة مايكل، وإتأكد إنه هو وبيتر نايمين. طلع السلم وعبر الصالة وفتح باب أوضة ستيفاني ببطء. وقف ثواني مكانه وأما ماسمعش أي حركة دخل وقفل الباب وراه.
وقف ستيفن بين السريرن على ضوء القمر الداخل من الشباك، وفضل يبص للبنتين النايمين، وجواه بدأت رغبة قوية تزيد وتزيد لحد مابقاش قادر يقاوم.
مد إيه ببطء لكتف لورا وشاف لو هاتصحى، لكنها ماصحيتش.
نزل إيده أكتر على دراعها لكن فضلت نايمة، وفحط إيده على صدرها.
- جميل صح؟..
سأله الصوت بهدوء وإستمتاع. كان إحساس اللمسة ممتع جدا بالنسبة لستيفن.
- تحب تحس بمكان تاني من جسمها؟ تحب تعمل حاجة أكتر من مجرد اللمس؟
جاوب عليه ستيفن في عقله: أكيد..
- بس لورا كبيرة، ممكن تدافع عن نفسها وتعملك مشكلة، انت محتاج حد أصغر..حد خجول أكتر..لِف كده وراك..
لف ستيفن لماري، كانت اصغر في السن وفي الحجم، وأكيد ماتقدرش تدافع عن نفسها. ابتسم ستيفن وحط ايده على كتفها بعدين على دراعها، بعدين..
- أيوه كده أحسن....
__________________________

مرفق صور آل سنيديكر


إنتظروا الحلقة ال15غدا إن شاء الله، ودعمكم مهم جدا وهو الي بيشجعني أكمل، لايك صغيرة بتسعدني جدا.

Comments

Popular posts from this blog

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي