الحلقة ‏الثالثة- ‏في ‏مكان ‏مظلم

ي مكان مظلم
 ( قصة الإستحواذ الشيطاني على الطفل ستيفن سنيديكر وعائلته- قصة حقيقية من ملفات عالمي الشياطين إد ولورين وارن)

خلص ستيفن حمامه وخرج، ودخلت كارمن. فكر يفتح التليفزيون، لكن قبل ما يقعد سمع صوت رجالي خشن بينادي عليه:
- ستيفن!
نط الولد مكانه من الفزع..الصوت كان جاي من الحمام! بس ده مش ممكن ابدا يكون صوت أمه.
الصوت إتكرر تاني..
- ستيفن؟
فضل الولد يبص حواليه في ذعر يمكن يلاقي مصدر الصوت.
- ستيفن؟
الصوت بقا أوضح، لكنه كان نافذ الصبر.
- ستيفن..تعالى!
ستيفن بدأ يتراجع وهو بيحاول يبعد عن مصدر الصوت.
- ستيفن؟
قرب ستيفن من باب البدروم، وبص للسلم المؤدي لأوضته..الصوت دلوقتي جاي من تحت، ومن وراه صوت الميه في الحمام لسه مستمرة.
- ستيفن..تعالى تحت هنا...
مال ستيفن أكتر علشان يشوف من تحت في البدروم، ريقه ناشف ورجليه بتترعش.
سمع ضحكة بعدها:
- ستيفن..تعالى هنا..لازم تشوف ده..
بيتر وستيفاني كانوا لسه نايمين، وستيفن حاسس بنفس الإحساس الي جاله أول مرة ينزل فيها البدروم.
- ستيفن..تعالى اوريك حاجة..
حط ستيفن إيديه على ورانه وبعد عن البدروم، جري على التليفزون وفتح وعلى الصوت وإندس تحت الأغطية الي كانت متكومة على الكنبة وغطى وشه.
رغم كل ده، برضو كان سامع الصوت لسه بيناديه.
- ستيفن..تعالى هنا..!
صوت معاه في الأوضة سأله:
- بتعمل إيه؟
إتفزع ستيفن وبص بره الغطا، لقا كارمن قدامه بتوطي وصت التليفزيون وبتقول له:
- مش قولتلك ما تصحيش إخواتك؟
لاحظت كارمن إن في حاجة غريبة في إبنها، الذعر على وشه والرجفة في جسمه خلوها تقعد جنبه وتسأله:
- ستيفن مالك؟إنت كويس..
- أيوه.
- ليه كنت معلي التليفزيون؟
- أخواتي ما صحيوش.
- عارفة، بس ليه معلي الصوت؟
فكر ستيفن يقول لها ولا لأا، وأخيرا قال برجفة:
- سمعت صوت..
- صوت إيه؟ صوت حد من الأولاد؟
- لا..رجل..والصوت جاي من البدروم وكان بيناديني..بيناديني بإسمي.
- يا سلام؟
ما ردش ستيفن وفضل باصصلها.
- فكر كده يا ستيفين، هاييجي منين الرجل في البدروم؟
- مكانش..مكانش شخص..كان شيء وكان بيحاول يقنعني أنزل تحت.
- إيه الشيء ده؟
- معرفش..أيا كان الي تحت بقا..
- ما فيشش رجالة تحت يا ستيفن..
- قولت الي تحت مش شخص!
- إنت مش بتقول سمعت صوت رجل؟!
- أيوه..بس مش مصدره بني آدم..في حاجة غلط وشريرة في البيت ده..أنا متأكد. ممكن يكون في..
- بس كفاية! احنا اتكلمنا في الموضوع ده ومافيش بيوت شريرة ومافيش عفاريت ولا أصوات بدون مصدر.
بعد ستيفن وشه عنها، واضح إن محدش هايصدقه. همس لنفسه ( انا عارف ان البيت ده شرير، معرفش ليه بس هو شرير)
كارمن مالاقتش حل غير إنها تثق فيه وتحكيله هي وآل كانوا بيتكلموا عن إيه. طلبت منه ما يقول لأي حد من أواته حتى ما يكل إن البيت كان بيت جنازات.
التفسير ده ريح ستيفن وحس إنه فسر له كتير من مشاعره. اكدت له كارمن ان ده لا يعني ان البيت شرير ابدا.
رغم ان ستيفن سكت وبان عليه إنه بيهضم الكلام، بس شيء جوه كارمن كان لسه قلقان، كان مصدق ان ستيفن سمع أصوات وإن المكان فيه حاجة غلط.
____________________
3
الإستقرار
بمرور أول إسبوع، البيت بدأ يبقا طبيعي ولطيف. كارمن خلصت الفرش كله وإشترت كم لوحة علقتهم، ورصت على الأأرفف تماثيل صغيرة من مقتنيات عيلتها.
الشقة بقت حميمية أكتر، والشيء الوحيد الي ناقص هو وجود آل... وصحة ستيفن.
كارمن كانت بتكلم آل هاتفيا كل ليلة، بس وجودة كان هايطمنها أكتر ويشيل عن كتافها حمل كبير.
كل كم يوم كانت بتودي ستيفن لجلسة علاجية، وبيفضل بعدها تعبان وشاحب. أكتر حاجة كانت مزودة إحساسها بالكآبة هو عدم دخول ضوء الشمس للشقة رغم إن الشبابيك عملاقة والشمس منعكسة عليها أغلب النهار. فكرت أن الستاير هي السبب، فقررت تشيلها خالص لكن مافيش أي فرق حصل.
جابت سلم وجردل ميه وصابون وطلعت تغسل الإزاز رغم إنه مش متسخ.
دخل ستيفن عليها ومعاه صديق إسمه جايسون، إتعرف عليه من كم يوم وجابه يقضي معاه وقت ويسليه. ده أسعد كارمن جدا. إن ستيفن يعيش بشكل طبيعي ويصاحب ولاد جداد دي تقدم في حد ذاته. جايسون كان ساكن في أول الشارع وكان في عمر ستيفن..شعره أحمر ونادر الإبتسام، على طول بيهز رجليه أو بيفرك إيديه في بعض كأنه متوتر لسبب ما.
نزلت كارمن من على السلم الخشب وسألتهم وهي مبتسمة:
- ها يا ولاد، إيه خطتكم هاتعملوا إيه؟
- هاننزل أوضتي يا ماما..
جاوبها ستيفن وهو واخد صاحبه وماشيين ناحية باب البدروم، نادت كارمن عليه وقالت له:
- ا..ستيفن..ممكن تيجي ثانية واحدة..
- ايوه..
- مش غنت قولت إنك مش بتحب تنزل تحت؟
- ..بس أنا مش لوحدي..مش هخاف لو معايا حد.
- وهاتنزل تحت مع جايسون؟
- آه..أنا حكيتله عن البيت وقولتله إنه كان بيت جنازات.. هو عجبه وكان عايز ييجي يتفرج ويستكشف المكان.
- ياريتك ماتكونش لفيت على الحي كله وحكيت للناس حكاية البيت! أنا قولتلك إن الموضوع مش مرعب، بس برضو مش هانمشي نحكي للناس الحكاية..مش لطيف يعني..
- ماتقلقيش يا ماما، ماحدش عرف غير جايسون.
نزلالولدين البدروم، وسمعت كارمن صوت حديثهم وخطواتهم تحت، وحست كارمن إن ستيفن هايبدا يتعود على البيت ويحبه زي ما قال آل.
__________________
يوم الجمعة، فضلت كارمن طول اليوم تخضر البيت والأكل علشان آل هاييجي بليل بعد شغله، لكن وسط النهار لقت السيد لاوسون –مالك العقار- بيخبط على بابها.
سمحت له كارمن بالدخول، فوق في الصالة وفضل يبص على الأوض من حواليه والفرش وهو بيقول:
- أنا قولت أعدي عليكم اشوف إيه الأخبار. محتاجين حاجة؟ أعمل لكم حاجة؟
فكرت كارمن إن مجيئه فرصة تسأله كم سؤال.
- الصراحة آه..ممكن تنزل معايا البدروم؟
تبع السيد لاوسون كارمن ونزل معاها، عبروا على حجرة مايكل وحجرة ستيفن، لحد ماوصول الأوضة المقفولة الي فيها السرير والمُعدات الغريبة.
- حضرتك عندك فكرة إيه ده؟ بيستخدموه في إيه يعني؟
- ايوه..ده سرير تحنيط مربوط في رافعة علشان يسهل رفع الجثة للدور الي فوق وتخرج من البيت بسهولة بدل ما يشيلوها على إيديهم ويطلعوا بيها سلالم. الحجرة دي حجرة تشريح وإعداد للجثث.
- الباب الي فوق الي بتطلع منه الجثة بيفتح على أرضية أوضة نومنا!
 والي هناك ده إيه؟
- ده وعاء الدم..بيتم تفريغ الجثة من الدماء وحفظه فيه لحد ما يتم التخلص منه بطريقة آمنه..ماينفعش الدم يتصرف في المجاري. المكان كان بيت جنازات زي ما قولتلك..الجثث بتنقل له من مكان وفاتها، بعض الجثث بتكون سليمة وبعضا بيكون في حالة سيئة وبيتم خياطته ووضع مكياج له. والجثث بتحفظ بضح مواد حافظة في عروقها بدل الدم.. مش كل الناس عارفة بيت الجنازات بيحصل فيه إيه بالتفصيل، بس هو عمل مهم وشريف..
الرجل كان بيتكلم بشكل عملي، وكارمن بدأت تدوخ من مجرد تخيل الي كان بيحصل. شكرته وقادته للخارج. وهو ماشي معاها قال لها:
- شايفة الصلبان الي على الأبواب؟
- ايوه لاحظتها..
- ياريت ما تشيلوهاش أبدا من مكانها حتى لو لغرض التنظيف..سيبوها زي ماهي لو سمحتوا.
- هل في سبب معين؟
- الصلبان قديمة وياريت نسيبها زي ما هي ..يعني..علشان ما تتكسرش أو تضيع..
- حاضر..
وقف السيد لاوسون قدام حجرة ستيفن وسألها:
- في حد بينام هنا؟
- أيوه دي أوضة ابني ستيفن، والتانية أوضة مايكل أما يرجع من عند جدته..بس ستيفن ما بينامش هنا.
- ليه كده؟
- مش عاجباه.
- مافيش سبب لكونها مش عاجباه؟ قصدي..في حاجة حصلت خلتها ماتعجبهوش؟ حاجة غريبة مثلا؟
- لسه بتسأل؟
- لا ابدا..آدينا بنتكلم..
- هو بيقول إنه..بيسمع أصوات هنا..
هز السيد لاوسون راسه ببطء وتفهم وقال:
- أيوه أيوه..خيال الأولاد واسع دايما..عارفة الأوضة دي كانت أوضة توابيت..
قالها وطلع السلم بهدوء..

Comments

Popular posts from this blog

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي