الحلقة السابعة- ‏في ‏مكان ‏مظلم

في مكان مظلم
 ( قصة الإستحواذ الشيطاني على الطفل ستيفن سنيديكر وعائلته- قصة حقيقية من ملفات عالمي الشياطين إد ولورين وارن)

الحلقة السابعة


ستيفن حس إنه تافه أوي علشان يخاف كده. مايكل رايح يغسل أسنانه مش مسافر يعني. وبعدين نور الأوضة لسه منور.
فتح ستيفن درج الكومود وطلع الووكمان، حط السماعات ونام على جنبه وهو بيقلب في محطات الراديو على حاجة تسليه. ما بين صوت التشويش سمع صوت باب أوضته بيتفتح ببطء. استادار بسرعة ولقا الباب بيتوارب ووقع الووكمان من إيديه...
من فرجة الباب، شاف وش شاب في أوائل العشرينات، لكن الشاب ده كان شاحب لدرجة خليته يبدو مش حقيقي، كأنه مانيكان أو تمثال. كان نحيف جدا وخدوده غائرة وعينيه باهتة، ومكانش في أي تعبير على وشه..بس بيبص لستيفن.
الشاب كان شعره أسوود وطويل وملزق، وكان لابس قميص أسود وبنطلون جينز. بدأت شفايفه تتحرك ببطء كأنه بيقول حاجة.
أكتر حاجة خوفت ستفين هي أن الشاب كان بيضيء من تلقاء نفسه من وقت للتاني، وساعات بيبقا شفاف وساعات لأ..ساعات هيئته بتتلائى في ضباب، وساعات بيتجسد كأنه إنسان طبيعي.
ريق سيتفن نشف، وجسمه كله إتخشب..فكر يجري على السلم، بس كده لازم هايعدي على مسافة أقل من نص متر من الشاب ده.
فضل الشاب يحرك شفايفه أسرع، وفضل وشه من غير تعبير، وبدأ يرفع إيده النحيلة ناحية الباب ويفتحه أكتر وخرج ببطء..
ستيفن حاول يحرر نفسه من الأغطية لكنه إتكعبل فيها أكتر، نزل من السري وإتكعبل في اللحاف وهو بيبص على الشاب الي بيقرب ببطء منه.
أخيرا قدر ستفين يتحرر وجري ناحية السلالم. وهو بيعدي بالقرب من الشاب سمع صوته همسات جافة صادرة منه.
طلع السلم درجتين درجتين وإتخبط في مايكل الي إتفزع من هروب ستيفن وشحوبه.
كمل ستيفن جري ودخل على الصالة. شافته كارمن وسألت في فزع:
- ستيفن مالك؟!
وقع ستيفن على ركبه، فجريت كارمن عليه ولفت دراعه حواليه. ماقدرش يجاوب سؤالها. ريقه كان ناشف وصوته مبحوح جدا. سألت كارمن مايكل:
- في إيه ماله؟
- انا كنت راجع من الحمام لقيته طالع جري كده..
- روح هاتله كوباية ميه بسرعة.
عقبال مارج مايكل بالميه، كانت الأسرة كلها ماعدا بيتر الي كان نايم، متجمعين حوالين ستيفن.
- شوفت..كان في..كان في رجل..واقف ورا باب أوضتي..كان شاحب أوي وطويل شعره أسود..وكان..بيبصلي..
خرج آل بسرعة من الصالة وسمعوا صوته نازل البدروم، إستنوه لحظات في ترقبوكلهم عينيهم على باب البدروم. دقايق عدت لحد ما رجع واعلن إن مافيش حد تحت.
- دورت في كل ركن يا ستيفن، إيه الرجل شفاف؟ عفريت؟
- أيوه..كان بيبقا شفاف ساعات..
- وبعدين؟ كفاية يا ستيفن..لازم تبطل الي بتقوله ده إحنا كلنا فينا الي مكفينا..يعني الناس الشفافة دي هاتكون بتعمل إيه تحت؟ كفاية..ماشي؟
- بس..بس أنا شوفته..كان واقف ورا الباب وبيبصلي!
صرخ آل في عصبية وحزم:
- ولا كلمة تاني في الموضوع ده. مافيش حد تحت ومكانش في حد أبدا تحت قبل كده، مفهوم؟ رد عليا مفهوم؟
هز ستيفن راسه في إستسلام رغم نظرة الرعب الي كانت لسه على وشه.
- دلوقتي روح على سريرك..
- أنا..عايز أنام على الكنبة..
- دي صالة، حجرة معيشة من نوم..لازم تنزل تنام تحت مع مايكل..أوضتك تحت فيها سريرك ولك حاجاتك وأخوك معاك. إتفضلوا إنزلو ياللا..
وش ستيفن شحب أكتر، ورغم شدة كلام آل، إلا إنه صمم وهمس:
- أنا هنام على الكنبة أحسن..
- الله يخرب بيت كده يا أخي! ما تكبر بقا شوية إنت عندك 14 سنة مش عيل صغير.
ستيفن بص لآل لحظات، بعدها أخد كوباية الميه ومشي ناحية البدروم، وسمعوا صوت رجليه تحت. قالت كارمن بسرعة وضيق:
- مش شايف إنك زودتها معاه شوية يا آل؟ كان هايحصل إيه لو سبته ينام على الكنبة الليلة؟
- أيوه..وليلة تجر ليلة وخلاص الصالة هاتبقا ملجأ..لازم يعرف إن أيا كان الي شافة ده فهو مش حقيقي.
قال مايكل أخيرا في حيرة:
- مش عارف، ستيفن كان بيقول إنه بيسمع أصوات، فممكن يكون فعلا شاف...
قاطعه آل:
- هو قال لك كده؟
- ايوه بس..
- ماشي..
خرج آل من الصالة وهو غاضب، نادته كارمن:
- سيبه في حاله بقا يا آل دلوقتي..
آل تجاهلها، فجريت وراه هي ومايكل ونزلوا سلم البدروم بسرعة، فلقوه بيكلن ستيفن وبيقول في غضب مكتوم:
- إسمع يا ستيفن..ايا كان الي إنت بتتخيل إنك بتشوفه هنا أو بتسمعه، فياريت..ياريت تحتفظ به لنفسك..إتفقنا؟
كان ستيفن نايم على السرير ومتغطي بالكامل، وحاطط سماعات الووكمان في ودانه وباصص في السقف كأن آل مش موجود.
- سامعني؟! ما تستهبلش..ماتخوفش باقي أخواتك بالحكايات بتاعتك دي..لو عملت كده تاني أٌقسم بالله لتندم إنك بتعرف تتكلم أصلا..مفهوم؟
سكت ستيفن شوية بعدها أومأ براسه. آل طلع ودخلت كارمن ومايكل الأوضة ومالت على ستيفن وباسته وقالت له:
- معلش..هو متوتر شوية النهاردة
- قصدك شرب كتير النهاردة..
- ابوك مش سكران يا ستيفن، كل الي هو عايزه إنك ماتخوفش أخواتك..نام دلوقتي يا حبيبي ونتكلم بعيدن. تصبح على خير.
بعد ما كارمن مشيت، قعد مايكل على طرف سريره وسأل أخوه:
- هم مش مصدقينك؟ ولا مصدقين أي حاجة خالص؟
- أهلا بك في البيت يا عم..إنت لسه واخد بالك..
_________________________

7
المزيد من الزوار

خلال الأيام التالية، حست كارمن بالضغط العصبي نتيجة حدة آل في التعامل مع ستيفن. في نفس الوقت الرجل كان بيبات في نزل شباب علشان يوفر فلوس وبيسوق مسافة طويلة رايح جاي في نهاية الإسبوع علشان يجيلهم. بس برضو كان عنيف مع الولد وكان لازم تخفف عنه شوية.
فكرة إن ستيفن شاف شاب شاحب بشعر إسود في البدروم ماكنتش مريحاها، وأخيرا إعترفت لنفسها إن سبب ضغطها العصبي هي حكاية ستيفن مش عصبية آل.
بس ليه حكاية تافهة كده تخوفها؟ كل مرة تسأل نفسها السؤال ده، تفترك يوم ما إختفت الأطباق من السفرة ورجعت الدولاب لوحدها..بس حتى الحادث ده ممكن يكون حصل نتيجة شرودها مش أكتر. أكدلها أكتر نظرية الشرود كلام جرتها تانيا وإن الموقف ده بيحصلها عادي من قلة التركيز.
__________________________
في الليلة دي، دخل مايكل وستيفن سرايرهم بدري، فضلوا يتكلموا كعادتهم عن الأفلام والموسيقى وأي حاجة تشتت تفكيرهم عن الي شافه ستيفن في أوضته. كانوا عارفين أن فاضل إسبوع واحد في إجازة الصيف ولازم يستغلوه أحسن إستغلال.
كانوا بيتكلموا عن فيلم آرنولد شوارتزنيجر الجديد أما سمعوا صوت في الأوضة، وشهق مايكل في ذعر.
______________________
كارمن كانت في المطبخ بتعمل كاكاو علشان تقدر تسترخي، بعد ما نيمت بيتر وستيفاني.
اما رجعت الصالة لقت ستيفاني لسه بتلعب، قالت لها:
- مش قولنا هننام؟
- ممكن اقعد شوية؟ لسه مش جايلي نوم.
- لا..لازم تتعودي تنامي بدري علشان المدارس قربت، ياللا يا حبي روحي نامي..
- حاضر.
قامت ستيفاني وباست كارمن، واخدت الوانها ومشيت،وإسترخت كارمن في قعدتها وشغلت التليفزيون..
___________________
ستيفن ومايكل كانوا محدقين في لعبة روبوت على التسريحة قدامهم،و كان في تلات رجالة بيبصوا عليه وبيفحصوه وبيميلوا رؤوسهم يمين وشمال في تعجب.
أطولهم، وكان لابس بدلة مقلمة وبابيون هو الي كان ظاهر أكتر، الاثنين التانيين كانوا لابسين اسود وجسمهم متماهي مع الظلام.
صوت كلامهم مكانش واضح، فجأة مسك أطولهم الروبوت وبص للولدين المذعورين.
والولدين بدورهم مكانوش قادرين يتحركوا أو ينطقوا.\
التفت الرجلين التانيين وبصوا لستيفن ومايكل، تهامسوا..مالوا على بعض، لكن مارفعوش عيونهم عن الولدين.
رفع الرجل الطويل الروبوت لفوق وبصله وبص لستيفن، وهمس بصوت زي الفحيح:
- لعب.. مجرد لعب تافهة..
ونزل بإيده والروبوت فيها على التسريحة وكسره. فضل يخبط في الروبوت والقطع الصغيرة المكونة له بتتناثر في كل حتة، وستيفن باصص في ذعر. واحد من الرجلين التانيين ضحك ضحكة مرعبة، فصرخ ستيفن في أخوه:
- إجري يا مايكل!


إنتظروا الحلقة الثامنة غدا إن شاء الله، ودعمكم مهم جدا وهو الي بيشجعني أكمل، لايك صغيرة بتسعدني جدا.

Comments

Popular posts from this blog

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي