الحلقة السابعة-عالم الشياطين

عالِم الشياطين
سيرة إد ولورين وارِن غير العادية

الحلقة السابعة
قضية الدمية أنابيل- الجزء الثاني

الشبح: هو كيان ماورائي، غير مادي، لاعقلاني. وغالبا ما يكون غير محسوس أو مُدرك من قِبَل حواس الإنسان. ذلك الكيان في مقدوره أن يكون مرئيا في بعض الأحيان ككيان عدائي يسبب المشاكل والرعب للبشر.
قاموس أوكسفورد الإنجليزي.

***
ملحوظة: الكتاب تحقيق بيجريه الكاتب جيرالد بريتل مع الزوجين إد ولورين وارٍن، وفيه بيستخدم صيغة المُتكلم، وكل البوستات التالية هاتكون على لسانه.

في أثناء رحلة عودة إد ولورين لبيتهم ومعاهم دمية أنابيل، حسوا إنهم واقعين تحت ضغط غريب، وحاسين بمشاعر كراهية وغضب مش عارفين مصدرها. ومع كل منحنى في الطريق، كانت عربيتهم الجديدة تتزحلق، وبيفقد إد التحكم التام في عجلة القيادة والفرامل كأنهم مش موجودين. طبعا كان الأسهل إنهم يركنوا على جنب ويرمواالعروسة في الغابة، لكن لو العروسة ما إنتقلتش ورجعت تاني للممرضتين، هايكون وجودها في مكان عامة عُرضة لإن أي حد ياخدها ويتضر منها.
أما إتكرر موضوع فقدان التحكم ده وكان هايتسبب في مقتلهم مصطدمين بشجر على جانب الطريق، مد إد إيده لشنطته وخرج زجاجة ماء مقدس ورش منها على العروسة في عصبية على شكل صليب، وكمل طريقة بحرص .مشاكل العربية قلت وقدروا يوصلوا لبيتهم في سلام.
في الأيام التالية، إد كان حاطط العروسة على كرسي قدام مكتبه ومراقبها طول الوقت. العروسة كانت بترتفع أكتر من مرة في الهوا، لكن إد مكانش بيعيرها إي إهتمام.
بعدها إنشغل إد ولورين شوية في تحيقياتهم، وكانوا بيرجعوا بيتهم يلاقوا العروسة في مكان مختلف من البيت رغم إنهم بيكونوا حابسينها في مكتب إد. غالبا كانوا بيلاقوها قاعدة على الكرسي في حجرة الإستقبال على كرسي إد المُفضل!
إكتشفوا بعد كده إن أنابيل جابت صديق لها، قط إسود كان غالبا بيتجسد من الفراغ جنب العروسة. كان القط بيتمشى بهدوء في الأوضة ويتفرج على الكتب، أو يطلع على مكتب إد ويبص على الحاجات الي عليه في برود، بعدها يرجع يقف جنب العروسة ويختفي بداية من رأسه لحد رجليه.
كان واضح كمان إن أنابيل بتكره رجال الدين. بعد عودة إد ولورين من القضية حصلت شوية حاجات أغرب خليتهم يتواصلوا تاني مع الراهب الي بارك بيت الممرضتين. لورين أثناء عودتها للبيت بليل كانت بتسمع صوت هدير مرعب بيصدح من البيت. بعد كده سمعت الصوت ده وكان مُسجل على آلة الرد التلقائي على التليفون أثناء إتصالين من الأب كيفينز. مابين الإتصالين المُسجلين كان متسجل الصوت المرعب ده.
في يوم، كان الأب دانييل ميلز، طارد شياطين كاثوليكي، شغال مع إد وسأل عن العروسة أنابيل الي شافها في المكتب. إد حكاله كل حاجة عن القضية وإداله كل الاوراق الي فرغ فيها تسجيل الجلسة وكتب فيها تحليله للوضع. الأب مسك العروسة بإستهتار وقال:
- " إنت مجرد عروسة قماش يا أنابيل. ولا تقدري تأذي حد أساسا."
بعدها رمى الأب العروسة على الكرسي. ضحك إد وقال له:
- " ياريت ما تقولش الكلام ده تاني قدامها، بتتقمص!"
بعد ما خلص الأب شغله، وقف علشان يسلم على لورين وهو ماشي، لورين إترجته يخلي باله وهو سايق، ويتصل بيهم أول ما يوصل بيته.
بعد كم ساعة، إتصل الأب دانيل بلورين وقال لها:
- "لورين، ليه طلبتي مني آخد بالي وأنا سايق؟"
- " لأان ممكن تفقد التحكم في عربيتك، ممكن تعمل حادثة."
- " كان عندك حق. الفرامل عطلت وكنت هاموت. عربيت يبقت إتدمرت في حادثة وبقت خردة!"
في نفس السنة الي تم فيها التحقيق في قضة أنابيل، كان في تجمع لأصدقاء الزوجين ومعارفهم في البيت. لورين والأأب دانييل دخلوا أوضة يتكلموا شوية بعيد عن الدوشة، وكانت أنابيل بالصدفة البحتة إنتقلت لوحدها للأوضة دي في اليوم السابق. أثناء كلامهم شافوا تمثال كان متعلق على الحيطة قدامهم بيتفك من المسامير بسرعة وبيطير فوقهم وينفجر بقوة! الضيوف سمعوا الصوت وجريواعلى الأوضة مفزوغين، وأحد الحضور كان مصور من فريق إد ولورين، فورا صور المكان. 
أما إتحمضت الصورة كانت طبيعية تماما إلا إن كان في عمودين من الضوء طالعين من فوق العروسة، والعمودين كانوا مُتجهين ناحية الأب دانييل.
 بيحكي إد عن موقف تاني مع أنابيل وبيقول:
- " مرة تانية كنت في المكتب بشتغل مع ضابط شرطة في قضية يُشتبه إنها قتل طقسي بهدف ممارسة شعائر سحرية. الضابط ده كان قابل كل أنواع الجرايم في حياته، ومكانش بيخاف بسهولة أبدا. وإحنا بتكلم في الشغل، لورين ناديت عليا علشان أرد على مكالمة ليا من ولاية تانية.  قبل ما أخرج من المكتب قولت للضابط ياخد راحته ويتفرج زي ما يحب على المكتب والكتب، بس ما يلمسش أي حاجة لأنه ممكن يستفز غصب عنه كيان شيطاني متصل بهم.
المهم فضلت خمس دقايق فوق بتكلم في التليفون، ولاقيت الشرطي جاي ييجري ووشة شاحب جدا. سألته إيه الي حصل مارضيش يقول."
إبتسم إد وهو بيحكيلي وكمل:
- " فضل يبرطم بكلام مش مفهوم عن العروسة..كل الي كان في باله إن العروسة حقيقية. طبعا كان قصده أنابيل..العروسة طلعت عينه في دقايق! من يومها وكل مقابلاتي مع الشرطي ده بقت بتتم في مكتبه، ورفض إنه ييجي بيتي مرة تانية."
كملت لورين الحكاية وقالت:
- " لسه في حاجة غريبة برضو حاصلة الأسبوع الي فات. إد كان مسافر سكوتلندا وكان في نجار بيركب أرفف جديدة في المكتب. طلعلي النجار بعد شوية وطلب مني أشيل العروسة القماش من المكتب لحد ما يخلص شغله لأنه موتراه! إد مكانش موجود طبعا، فإضطريت اشيلها أنا بنفسي.
الأشياء المُدنسة بمس شيطاني لها هالة خاصة بيها، أما بتلمسهم، هالتك كبشري بتتشابك مع هالتها. التشابك ده بيجذب الكيانات الشيطانية الأاخرى فورا. كأنه إنذار حريق بالضبط. فباركت نفسي بالماء المقدس، ورشيت منه على العروسة، وسألت النجار لو عايز يبارك نفسه، فإبتسم وقال لي إنه مش مؤمن بالأديان، وطلب مني أكمل الي بعمله.
قطتنا مارسي كانت قاعدة جنب مكتب إد كعادتها من زمان، بمجرد ما مديت إيدي ومسكت انابيل، شعر مارسي وقف وفضلت تصرخ في ذعر والم. جريت ناحية الباب وقعدت تصرخ تاني بصوت عمري ما سمعت من قطة قبل كده. مابطلتش غير اما فتحتلها باب المكتب فجريت للجنينة. 
النجار قعد يتفرج على الي بيحصل وهو مستغرب جدا، ومن غير كلمة مد إيده وأخد إزازة الماء المقدس ورش منهاعلى نفسه في إحراج. وزي ما بقول دايما، الي يشوف الي بنشوفه لازم يرجع يؤمن بالله."
قال إد إن الكيان الشيطاني إستغل دمية أنابيل بطريقة مش شائعة أوي. عادة الكيان الشيطاني بيحاول يلفت نظر الأشخاص الي عندهم قابلية لإستقبال ترددات الكيانات الماورائية في البداية بشكل بسيط، بيستغل الي بيعمله الأاشباح البشرية أما يحبوا يلفتوا النظر لهم علشان يتواصلوا وبيعمل زيهم. هنا الإنسان ساعات بيعتقد إن دي روح بشرية ويآمن للتواصل معاها زي ما حصل في حالة الممرضتين. الشائع إن بعد سماحهم للكيان إنه يسكن معاهم، الكيان مابيحتاجش وسيط أو في حالتنا دي: دمية، وبيبدأ عملية إضعاف الإنسان بالهجوم مباشرة عليه قبل الإستحواذ الكامل على جسمه. لكن الكيان في قضية أنابيل قرر يعمل حاجة مختلفة بعد ماسمحوله يتدخل في حياتهم، إتصل بالدمية وعمل هالة حواليها، الهالة دي في حالة لمس العروسة المتكرر بتعمل زي جهاز إنذار يفتح الباب لأكتر من كيان شيطاني تاني إني يتدخل بدون حاجة لإذن من البشر. وأعتقد إن الكيان الشيطاني في قضية أنابيل كان بيخطط لجلب المزيد من الكيانات عن طريق الدمية والهالة بتاعتها. لكنه هنا بيخاطر بالرابط الي بينه وبين الدمية، لأن لو حد متخصص حبس الدمية الكيان مش هايبقا حر في إنه يهرب منها. كلنا عارفين قصة جني المصباح، والقصة دي جذورها من مفهوم تدنيس الكيانات الشيطانية لجمادات بهدف جلب المزيد منهم للإستحواذ على عدد من البشر.
كمل إد وقال:
- "صعب على الناس يا لورين إنهم يؤمنوا بحاجة مش شايفينها. بس ساعات قلة الخبرة وإنعدام الإيمان بتخلي الناس تتورط في امور خوارقية مرعبة غصب عنهم. إستهتارهم كمان بيورطهم في امور أكبر من إدراكهم."
العروسة أنابيل بعد كده تم حبسها في فاترينة زجاجية مغلقة بإحكام،ومحاطة بمجال كهرومغناطيسي معين بيمنع الكيان الشيطاني من إستغلال أي مصدر طاقة حوالية للهرب او الخروج من الفاترينة، وكان دايما بييجي قس يبارك المكان. وفضلت العروسة في متحف إد ولورين وارن ليومنا هذا. 
(ملحوظة من المترجمة: متحف إد ولورين وارن فضل مفتوح للزيارة في حياة إد، بعد وفاته إتقفل وبقا مسموح بمشاهدة المعروضات أونلاين بس في تسجيلات فيديو وصور عبر موقعهم. بعد وفاة لورين وارن الموقع والمتحف إتقفلوا بشكل كامل لسبب غير معروف.)

في ناس بتزعم إن الخوارق دي مجرد وهم، أو هلاوس في حالة فشل العلم في تفسيرها. وساعات بينكروها إنها بتحصل أصلا. الموضوع ده أثاره الزوجين في لقاء تليفزيوني إتذاع في الولايات المتحدة على أغلب القنوات. 
إد ولورين إتكلموا في إيه في الحوار الأشهر لهم على الإطلاق؟ ده الي هانعرفه بكرة إن شاء الله.
تابعونا البوست الجاي بكرة إن شاء الله. ماتنسوش إن اللايك والشير هو الشكر الي بنتمناه منكم مش أكتر.
#إد_لورين_وارن
#عالم_الشياطين
#شيرين_هنائي

Comments

Popular posts from this blog

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي