الحلقة ‏الأخيرة- ‏حصاد ‏الشيطان

حصاد الشيطان
( عن قضية الإستحواذ الشيطاني على المزارع موريس ثريو- قصة حقيقية)

الحلقة الأخيرة

نادى إد على موريس علشان يدخل حجرة المعيشة إللي أعدوها لطقس طرد الشياطين. موريس كان قلقان وريقه ناشف، بس حاول مابانش عليه أي حاجة.
قال له الأسقف ماكينا:
- موريس، إتفضل أقعد هنا.
شاور الأأسقف على كرسي قدامه، مشي موريس للكرسي في صمت وقعد، على يمينه وقف روجر وآل، وشماله وقف كريس وراي، مستعدين لتنفيذ الي إتعلموه من إد في محاضرات الخوارق، وهو منع موريس من الحركة أو الإضرار بحد أثناء الطقس، خاصة إن موريس في الطبيعي أقوى من المُتوقع، فما بالك لو ثار أثناء الجلسة؟
في جلسات طرد الشياطين، مش بس الضحية بيثور أو يضرب، ده ساعات بيرتفع في الهوا أو بيتسبب في تكسير الأشياء الي حوالية ومحاولة أذية الحضور عن طريقها.
ورا موريس وقفت نانسي جنب لاري وتشارلز، الي كانوا مستعدين يطمنوها ويحموها لو في أي حاجة غريبة حصلت، أو خافت هي أو إنهارت.
أما الأسقف ماكينا، فكان واقف قدام موريس كأنه واقف في خشوع أمام مذبح..
وإبتدى يصلي باللاتينية..
فورا عينين موريس نزفت، ونزل الدم في البداية كأنه دموع من ركن عينيه، مع الوقت الدم بقا بتدق ويغرق صدره.
بص إد ولورين لبعضهم، وعفوا إن الطقس بدأ رسميا.
تفحص الزوجين وجوه الموجودين، وكان مساعديهم بدئوا يتوتروا ويتسائلوا بنظراتهم لو في حاجة المفروض تتعمل. رفع إد إيده ناحيتهم وطمنهم، الذعر مش هايفيد في المرحلة دي.
نانسي كانت ثابتة، فدي مش أول مرة تشوف جوزها بينزف من عينيه، بس كل خوفها كان من إن موريس ما يستحملش، ويموت.
علي صوت الأسقف وهو بينشد:
- أبانا الذي في السماوات..فليتقدس إسمك..
لورين كانت بتردد الصلاة مع الأسقف، بس رافق صلاتهم إحساس إن في شيء مظلم بيدخل عقلها وبيداعب وعيها..شيء بيجبرها تنام..الإحساس ده هو الي بتحسه لو في مكان في كيانات شيطانية، وبتقاومه علشان تقدر تشوف الكيانات دي وتأكد وجودها.
قاومت لورين، وشافت قدام عينيها عدد ضخم من التجسدات السوداء، فوق الستين كيان..مع الوقت العدد بقا بالمئات..منظر ماشافتهوش قبل كده في حياتها.
غمضت لورين عينيها وحاولت تركز في صلاتها، التواجد الششيطاني كان كثيف وموريس محتاج كل صلاة تتصلى علشانه. 
همست لإد، فبدا يتحرك ببط شديد ويهمس للموجودين ويطلب منهم إنهم يصلوا..
الكل حياته في خطر بلا شك..
كمل الأسقف الصلاة، وبدأ صوت يعلى جاي من أوضة موريس، واضح إن السرير كان بيخبط في الأرضي بإيقاع منتظم، شوية وصوت الخبط بقا أعنف بكتير لدرجة إنه غطا على صوت صلوات الأسقف نفسه.
بعد شوية توقف الخبط، وإتغير لصوت ناس بتتكلم في المطبخ، الأاصوات كانت هامسة وغامضة بس كثافتها عالية جدا..صوت يوتر ويرعب، لكن بعد وقت من إصرار الجميع على إستكمال الطقس توقفت.
الأسقف ماكينا كان مركز جدا إنه يدخل في حالة غشية، من المعتقد إنها ضرورية علشان طارد الشياطين يقدر يتواصل بشكل قوي ومباشر ومؤثر من الشياطين في جسد الضحية. كمان كان عارف إن الألاعيب دي هدفها تشتيته وهزمه قبل بداية المعركة.
كرر الأاسقف صلاة الرب، وعقيدة الرُسُل تلات مرات قبل ما يبدأ إبتهال القديسين.
- إدع لنا أيها القديس يوحنا..إدع لنا أيها القديس بطرس..إدع لنا أيها القديس بولس..
إستكمل الأسقف إبتهاله لجميع القديسين والرسل والشهداء، بعدها فتح كتاب الطقس الروماني لطرد الشياطين، والي هايقوده في معركته مع إبليس وبدأ يقرأ منه لمدة نصف ساعة.
وجاء الوقت الي يبدا فيه الأاسقف في التواصل مع الشيطان. واجه موريس وقال:
- إيها الكيان الدنس، ايا من تكون أنت ورفقائك الذين يستحوذون على هذا الرجل، بحق سر بعث ومعاناة وموت وقيامة يسوع المسيح. بسم الآب والإبن والروح القدس آمرك أن تكشف عن علامتك واسمك..أطعني في كل أمر، أنا خادم الرب الفقير. لاتؤذ هذا المخلوق ولا أي من مَن معنا.
بدأ تاني صوت الطرقات، وفضل يعلى ويعلى لحد ما بقاش حد قادر يسمع صوت الأسقف.
موريس كان بينزف من عينيه وأنفه ووشه بقا غرقان دم بالكامل. للحظة الأسقف مكانش مصدق عينيه، لكنه كمل..
- آمرك أن تخرج ايها الدنس، بسم الآب والإبن والروح القدس غادر هذا الجسد.
موريس كان بيعرق وشعره إتبل تماما، وتدريجيا قمبصه تحول لكتلة من العرق والدم.
الأسقف حط في إيدين موريس صليبين، وشاف قدام عينيه أثرهم كأنه حرق في كفي موريس.
كمل الأسقف الصلاة بصوت قوي، وبدأ موريس يهتز ويتشنج، طلب إد من روجر يساعده في خلع حذاء موريس، لأانه كان قلقان إنه يركل رجل الدين الي كان ملاصق له.
نزل آل وروجر على ركبهم وخلعوا الحذاء، ولقوا الشراب الأأبيض من تحته غرقان دم، الحذاء نفسه كأنه كوب من الدماء.
فضلت نانسي تبكي ومساعدين إد مانعينها تقرب منه، سألها لاري لو عايزة تروح المطبخ ترتاح شوية لكن نانسي رفضت.
- أنا مش هاسيب موريس..
موريس تحول لكومة من الملابس الدامية، وفقد الوعي تقريبا، قلب عينيه ومكانش باين منهم غير البياض.
إيدين روجر كانت بتترعش وهو بيحاول يثبتها علشان يصور الفيديو، آل مسك الكاميرا معاه، لكن هو كمان كان بيترعش.
بصت لورين لإد ولقيته شاحب على غير المعتاد. همست له:
- حبيبي، روح المطبخ إقعد شوية، شكلك تعبان جدا.
إد كان حاسس بغثيان شديد لكنه كان عازم على عدم المغادرة، الوضع بيتصاعد ولازم يكون موجود.
رسم الأسقف ماكينا علامة الصليب على جبهة موريس، وكمل صلاته وأوامره للشيطان إنه يغادر.
قدام عينين كل الموجودين، بدات جبهة موريس تنتفخ واصوات حويانية تصدر منه. وشه إحمر أكتر بعدها تحول للون رمادي غريب. أنفه بقت مسطحة وأعرض، وجبهته بدأت تتمزق.
عينيه غارت وحواجبه بقت أكثر كثافة،في غضون ثواني تحول موريس لمخلوق محدش شاف زيه قبل كده.
( لينك جزء من الفيديو الحقيقي الي بيبين المشهد السابق

https://youtu.be/VacogDJxNkU
)
بدا موريس يقوم من كرسيه، صرخ إد:
- إمنعوه، إمسكوه..
سكت إد فجأة ومسك صدره، حس كأن في 100 كيلو بيسحقوا قلبه، ومابقاش قادر يتنفس.
الأربع مساعدين الي كانوا حوالين موريس مسكوه كويس وقعدوه تاني على الكرسي. بس موريس كان بيركل ويقاوم بقوة غير عادي، تحامل إد على نفسه وثبه من كتافه هو ولاري وتشارلز. سبع رجال مش قادرين يسيطروا على المزارع الضئيل.
صرخ موريس، وكان واضح إن الي ماسكينه مش قادرين يثبتوه أكتر من كده، بعدها إرتخى موريس تماما.
بص لاري لإد في تساؤل، فقال إد:
-  سيبوه دلوقتي، بس إيديكم عليه، لو قام تاني هايروح على الأسقف على طول.
إرتمى إد على كرسي في الركن، وفي الركن المقابل أباجورة وقعت إتكسرت..بص إد حوالية وهو متوقع إن اشياء تاني في الأوضة هاتبتدي تتحرك، وكان توقعه صح.
اللوحات على الحيطان بدات تتهز والنور بيطفي وينور،  لكن مافيش حاجة تاني حصلت.
الأسقف كمل صلاة، واضح إنه إما مش خايف، او خايف بس مش باين عليه، أو مندمج في غشيته فمش داري بالي بيحصل وده غالبا كان التفسير الأدق.
نادى الأسقف على موريس بالإسم:
- موريس..موريس..سامعني.
لورين كانت عارفة إن المخلوق على الكرسي مش موريس ثريو. قالت للأسقف:
- أبونا، موريس مش هنا..مش قادرة أميز وجوده.
- آمرك بالخروج..آمرك أن تكشف عن إسمك ..من أنت..
بص الكائن الي على الكرسي للأسقف وإبتسم وقال:
- أنا هو أنا!
الصوت القوي الجهوري المشئوم تردد في أرجاء الأوضة، ووقف شعر كل الحضور من الرعب.
كرر الأسقف سؤاله تاني:
- بحق الرب، من أنت..
- أنا هو أنا!
كرر الاسقف سؤاله مرتين تانيين وتلقى نفس الإجابة، فقرر يسأل سؤال تاني.
- كم واحد منكم هنا؟
- أنا الوحيد..
الصوت كان واثق وبيرد في إستعراض وفخر، وأدرك الأسقف هو بيتعامل مع من، بس كن عايز يتأكد ويسمع بنفسه.
- إسمك إيه؟
- ديسيس سوبرشيليوس..
روجر بص لآل، ورفع الأخير كتافه لفوق بمعنى (معرفش يعني إيه)
لكن الأسقف ماكينا كان عارف لاتيتين طبعا، وعارف إن الكيان بيقول ( أنا فخور).
طبعا فخور، ف‘بليس هو ملك الفخر والغرور؟ سأل الأسقف:
- إنت هنا ليه؟
موريس ماجاوبش..
- إزاي دخلت جسمه؟
مافيش إجابة، وغبتدا موريس يفقد وعيه تاني. مسك الأسقف الكتاب تاني وأمر الموجودين بالصلاة معاه.
أنشد رجل الدين الطقس القديم بالكامل مرة تانية، بعدها مسك الصليب وحركه قدام وش موريس الي بدأ يفوق تاني ويصحى.
وضع ماكينا الكتاب جنبه،وبدا تاني يأمر الكيان بالخروج من موريس وهو بيرش عليه من الماء المقدس.
بدا وش موريس تدريجيا يرجع لشكله الطبيعي..في خلال دقايق فاق موريس ورجع لوعيه الطبيعي. فضل الموجودين يبصوا له في صمت وهم مش عارفين إيه الي حصل بالضبط.
مسح موريس وشه بفوطه وبص حواليه لحد ما شاف نانسي، قام بهدوء ومشي ناحيتها وحضنها. بكت نانسي بصوت عالي وهي متعلقة بموريس، بس لأاول مرة من ساعة ما عرفته كات بتبكي من السعادة، ولأول مرة تحس بحضن موريس الحقيقي.
بعدها بص موريس لإد، وحضنه، وكانت أول مرة يشوف فيها إد موريس بيضحك.
- حمد الله على سلامتك يا موريس..إنت أخيرا بقيت حر..
موريس كات حاسس بده..حاسس بيه وهو بيسمع الصلاة الاخيرة الي بيتلوها الأسقف. حاسس بالطمأنينة والسلام.
__________________________

إد فضل ساكت طول طريق العودة أثناء قيادة لورين للعربية. صمته أزعج لورين، فمن عادته الصمت قبل الطقوس، والرغي الكتير بعدها!
لكن إد ماقالش كلمة واحدة من ساعة ما خرج من المزرعة لحد ما وصل البيت.
لورين كانت متحمسة جدا تجاه الي شافته، وكانت عايزة تتكلم وتناقش وتحلل..عايزة تحكي عن الي شافته وعن إحساسها تجاه الأسقف ماكينا القوي الشجاع.
كانت برضو عايزة تتكلم عن شيء مخوفها، وهو إن مش معتاد إن طقس طرد الشياطين يجيب نتيجة من أول مرة. لكن في شيء مميز في الأاسقف ماكينا هو الي خلا طقس النهاردة يبقا مختلف بشكل ما..
ثورة موريس كانت تحت السيطرة، حتى النشاط الشيطاني مكانش قوي زي المألوف. قال لورين لإد:
- تحس كده إن الأسقف ماكينا كان الرجل المناسب للمهمة دي..متفصلة على مقاسه..
هز إد راسه وسكت.
- حبيبي مالك؟ إنت كويس؟
- عطشان شوية..
شرب إد علية صودا ودخل نام من سكات. صحي تاني يوم برض ساكت، مافتحش حتى ملفات القضية ولا راجع التسجيلات. وقت الغدا إشتكى من إن الأكل مالوش طعم خالص. لورين أكلت معاه والأكل كان ممتاز، المشكلة إن إد نفسه كان مش طبيعي.
هل في حاجة حصلت لأد خلال الطقس؟
بليل كان بيتفرج على التليفزيون وقام يجيب لنفسه حاجة ياكلها، وهو راجع الطبق وقع منه ومسك صدره وبدأ يعرق..كان حاسس بألم شديد في كتفه ودراعه الشمال، والتنفس بقا صعب جدا.
- لورين..خديني المستشفى، أعتقد إنها أزمة قلبية..
_________________________ 
قضى إد وارن 17 يوم في المستشفى بعد أزمة قلبية عنيفة، الأطباق قالوا إنه إد كان بيعاني من الأزمة لمدة 24 ساعة تقريبا، معنى كده إنها بدأت أثناء جلسة طرد الشياطين.
شاع خبر حالة إد الصحية في المستشفى، وبدأ الأطباء والممرضات يتوافدوا على إد علشان يسمعوا منه حكاية موريس ثريو، وتسائلوا لو كان لشياطين موريس علاقة بالأزمة دي.
إد مكانش عنده إجابة على السؤال، فطول عمره بيحضر جلسات طرد ومافيش حاجة قوية بتحصل له. هل الكيان الموجود كان قاصده؟ كان عارفه وعارف تاريخه وساب كل الموجودين وقصده هو؟ هل التوتر ضغط عليه وتسبب له في أزمة قلبية؟ بس الجلسة مكانتش أكتر جلسة مرعبة شافها، وهو مكانش خايف أو قلقان أكتر من اي قضية تانية.
هل صدفة؟
لورين كانت بتصلي بالساعات وقتها، وبتدعي ربنا يلهمها الصح. في نهاية إقامة إد في المستشفى قالت له لورين:
- أنا عرفت الأزمة دي جتلك ليه.. ربنا عايز ينبهك ويقولك إن لازم ترتاح. إنت محتاج أجازة طويلة وسيبها على ربنا..لو أراد لك الشفاء كمل..لو ما أرادش فيكفيك كل الي إنت عملته في حياتك.
الأطباء نصحوا إد بإجازة ست شهور على الأقل. في الفترة دي إد كان حاسس إن بإعتذاره عن تولي قضايا تاني كان بيخذل الناس، بس لورين كانت بتفكره إن دي إرادة ربنا.
بعدالست شهور الأطباء صرحوا لغد إنه يبدأ شغل تدريجيا، وفورا رجع إد لمحاضراته، بس ماقبلش قضايا جديدة قبل ما يتطمن على قضيته القديمة وصديقه موريس ثريو.
________________________

رئيس الشرطو شون ليبوف قعد على كرسيه وحط غيديه ورا راسه ورفع رجليه على المكتب وبص للسقف..
كان بيفكر هايعمل إيه مع موريس ثريو. فات أكتر من شهرين على طرد الشياطين، ومكانش في اي قضايا في القرية تشغل تفكيره.
أثناء إستمراره في تقصي قضية الحريق، إصطدم بمعلومات تانية مهمة.
ليبوف إكتشف دليل على إن موريس ثريو كان بيغتصب بنت مراته نانسي، مش مرة واحدة إنما عشرات المرات.
محقق مختص في قضايا التحرش بالأطفال وصله بأبو البنت الساكن في نيويورك ومنه وصل للبنت نفسها، وحكت له ما يشيب لهولة الولدان.
قالت له إنها تورطت في ممارسات جنسية مع موريس خلالص طفولتها، بس ككل شيء خاص بموريس، كانت التفاصيل معقدة. بس حسب كلام البنت إن مش موريس نفسه الي أغتصبها، البنت كانت بتقول إنه شخص تاني شبه موريس بالضبط.
الشرطي ما كانش محتاج يسألها من الي كان بيغتصبها علشان هايدخل في متاهات المس والعفاريت و..و..ليبوف كان متأكد من إن موريس هو الي أقنع البنت بده.
ليبوف كان عارف إنها هاتكون قضية صعبة الإثبات، مع كون مشكلة موريس مع المس معروفة للجميع وكانت قضية عامة.
زمان كان ليبوف مقتنع إن عشرة في الميه من حالات المس ممكن تكون حقيقية، لكنه مع الوقت أيقن أن كل الكلام ده كلام فارغ وكلها أمراض نفسية بينتج عنها كوارث قانونية وجرائم.
اي مشكلة قانونية كان بيتورط فيها موريس، كان بيعمل الشويتين بتوعه أثناء التحيقيقات والناس بتترعب وبتسيبه يمشي. بس على مين! هو مصمم إنه يثبت الجرائم كلها عليها مهما كان الثمن، خاصة موضوع تحرشه بطفلة برئية.
إتكلم مع مراته بخصوص المضوع ده كتنوع من الفضفضة، كان بيشتكيلها إن محدش في الإدارات الأعلى هياخد شكه بجديه في غياب الأدلة. لكن مراته شجعته إنه يكمل طريقه ويدور..سكت لحظة وإفتكر الي حصل له من مرض غريب، وسأل نفسه..هل ممكن يكون فرينشي ممسوس فعلا؟
قال لمراته في حماس:
- أنا هاقبض عليه بكرة..وعندي فكرة يا تصيب يا تخيب..
_________________
تاني يوم، قابل ليبوف نانسي في مكتب البريد. حاولت تتجنبه لكنه قطع عليها طريق الخروج وقال لها:
- صباح الخير يا نانسي..
نانسي كانت لسه بتكره ليبوف بسبب تصميمه على مطارده موريس ومحاولة إثبات أي جريمة عليه وخلاص لمجرد إنه مش مصدق إن الرحل ببساطة ممسوس. بس برضو مكانتش تقدر تعامله وحش خوفا من مضايقاته.
- أهلا..صباح الخير..
- نانسي..عايز أتكلم مع فرينشي..ممكن تقوليله يجيلي القسم العصر؟ لو مش هايقدر ممكن أنا أجيله البيت..بس ياريت لو يقدر هو ييجي أحسن.
نانسي مكانتش مرتاحة للموضوع ده، بصت له وقالتله وهي بتحاول ما تتعصبش:
- في إيه تاني؟ مش كفاية الي كان فيه؟!
- أنا مش عايزك تتضايقي مني..أنا بس عايزه في كلمتين..ممكن تبلغيه بس؟
- ماشي..هابلغه..

العصر راح موريس للقسم، ولقا ريس الشرطة شون ليبوف قاعد على مكتبه بيخلص ورق شغل.
- كنت عايزني؟
- ايوه..إتفضل..
موريس كان لسه بهدوم الشغل، وإيديه فيها بواقي طين وتراب، وكان بيدخن سيجارة.
- موريس..إنت مقبوض عليك..هاقرا عليك حقوقك القانونية..
موريس إتفرع طبعا ورجع في كرسيه وقال:
- بتهمة إيه؟ مش طلعت براءة في موضوع الحريق ده؟
- ده حقيقي..بس دي قضية اخطر بكتير.
أما واجه ليبوف موريس بتهمة التحرش بالطفلة، كان موريس مفزوع فعلا ومش مصدق..
-إنت بتقول إيه؟ أنا عمري ما لمست البنت دي..دي بنتي! إنت بتخرف؟!
بدأ ليبوف يمطر موريس بأسئلة، لكن موريس سكت وقال:
- أنا هاكلم محامي.
هنا مكانش ينفع ليبوف يكمل تحقيق، حق موريس ما يردش إلا في وجود محامي. لكنه قعد وملا إستمارات القبض على موريس.
وهو بيكتب سأل موريس عن بعض المعلومات زي  طريقة كتابة إسمه تاريخ ميلاده. بعد ما خلصت الورق، بص لموريس وإتخض!
موريس كان باصص لليبوف في ثبات وعينيه وشفايفه بينزلوا دم.. وبدأ موريس يتكلم ببطء وثقة، ومكانش الصوت صوت مريس أبدا، مكانش صوت بشري.
- أنا وإنت هانقعد مع بعض كتير..كتير..
ليبوف مكانش مصدق عينيه ولاودانه..الي كان شايفه اثار رعبه أكتر من اي شيء تاني في الدنيا..
قام ليبوف ودخل حجرة جانبية وفتح الدولاب بتاعه، كان مختفظ فيه بزجاجة ماء مقدس كان إداهاله الأب بوير في اليوم الي كان رايح يبات فيه عند موريس.
رجع لموريس بالإزازة، وقال له في سخرية وهو بيصرخ وبيحاول يداري خوفه بالسخرية:
- كان نفسي أجربها من زمان..
فتح السادادة ورش المياه على المزراع الي قاعد قدامه. فورا موريس إرتجف ووقع من كرسيه بيتلوى ويغمغم.
ليبوف كان مرعوب لأانه مكانش في حد في القسم قريب منه، يعني هو وموريس بس..ده لو كان موريس..
تمالك نفسه وقرر يستخدم الحيلة الي كان بيفكر فيها من إمبارح، قال لموريس في شماته:
- يا نصاب..كنت مستني السنين دي كلها علشان أكشفك. الي كان في الإزازة ميه حنفية عادية..وإنت نصاب ومحتال ومغتصب.
موريس تشنج كم دقيقة كمان و إبتدا بيهدا تدريجيا وفي ذهول سأل الشرطي:
- كنت بتقول حاجة.؟أنا فين..في إيه؟
الدم كان لسه نازل منه، فمسحه في طرف القميص وحاول يقوم يقف. خطة ليبوف مكانش لها لازمة..إما إن موريس ممسوس وفضل متشنج لحد ما تأثير الماء راح، ,غما إنه نصاب وعمل نفسه فاق بالتدريج..
قبل ما يقوم ليبوف ويحط الكلابشات في إيد موريس، غمس صباحه في الماء المقدس وبارك نفسه، مالهاش لازمة الجرأة الزايدة.
نقل ليبوف موريس للمحكمة المحلية علشان الحجز، وربطه في كرسي بالكلابشات، ودخل يحكي لزملاؤه حكاية المجرم الممسوس، أما خرج لقا موريس بينزف تاني مع عينيه، والحرس طلبوله الإسعاف.
وقف ليبوف يراقب موريس وهو مجمول على نقالة وبيدخل عربية الإسعاف، ومحدش من الحرس رضي يركب معاه ورا. الناس كلها كانت عارفاه وعارفة قصته.
رجع ليبوف قرية وارين تاني، وفكر لو إن الي عمله صح اصلا، لو إنه ظلم المزارع زي ما ناس كتير ظلمته.
 في طريقه للقسم، عدى من قدام الكنيسة، وإكتشف إنه ما صلاش من سنين. لف ورجع تاني ودخل..ركع قدام المذبح..
وبدأ يصلي..
__________________________________

تعقيب:
موريس ثريو تم الإفراج عنه بعد مشاهدة المحكمة للفيديو المسجل عليه جلسة طرد الشياطين الخاصة به، وشهت إبنه نانسي وأكدت إنها مقتنعة إن إعتصبها مكانش موريس ثريو، وإنه لا تتهمه بأي شيء.

ترك شون ليبوف مهمة في الشرطة نهائيا، وزعم إن قراره ده مالوش علاقة بقضية موريس. الشرطي السابق لسه عايش في وارن (لوقت كتابة الكتاب في أواخر الثمانينات) وبيشتغل محقق خاص. ولسه برضو معاه ايقونة دينية صغيرة إداهاله أحد المحققين الروحانيين في قضية موريس، وقال له إنها هاتحميه من أي مضايقات شيطانية.

نتيجة الملاحقة القانونية الي مر بيها موريس، إضطر يبيع مزعته علشان يدفع للمحامي، وعاش بعدها مع نانسي في مزرعة إيجار. ماحصلش شيء غير طبيعي في حياته لاحقا إلا حادث القسم، وبعض الأحداث التفرقة الي بيفقد فيها إحساسه بمرور الوقت.

حسب راي إد وارن، فإن أحد الشياطين الي كان مستحوذة على موريس جاثوم، وهو شيطان شبق، وهو الي إغتصب إبنة نانسي وقت ما كان موريس بيمارس حياته في مكان تاني ومش عارف إن في نسخة تانية منه. رجع إد وارن إن الجاثوم إنتقل من الأب ماكسيم ثريو إلى الإبن عن طريق ممارسات جنسية دنسة.

إد وارن تعافى من الأزمة القلبية ورجع للعمل تاني مع زوجته في القاء المحاضرات في المعهد وتقصي القضايا الماورائية.

الأب بوير طلع معاش أخيرا وإنتقل للعيش في منزله المتحرك في ماساتشوستس.

الأسقف روبرت ماكينا رجع لشغله في كنيسته، ومارس طقس طرد الشياطين لعدد قليل جدا من المرات بعدها.
_____________________________
توفي موريس ثريو وفاة طبيعية في 3 نوفمبر 1992..


شكر جزيلا لحسن متابعتكم، وإن شاء الله لقائنا قريبا مع ترجمة مسلسلة بالعامية المصرية لرواية رعب حقيقية بعنوان (في مكان مظلم).

Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي