دليل توبين ح3
دليل توبين الروحاني
تأليف وتجميع: كيم موهان- راي سانتنز
ترجمة عامية: شيرين هنائي
غلاف الطبعة المصرية: مي جمال
ملحوظة: التالي نص كتاب توبين مش كلامي أنا كمترجمة، وهي وجهة نظره الخاصة مع الأخذ في الإعتبار إن في مآخذ على توبين من حيث دقته التاريخية.
____________________________
كاليجورانت:
في بدايات الحضارة المصرية القديمة، ذُكر كاليجورانت ككيان شيطاني بياكل لحوم البشر عن طريق أصطياد العابرين والمسافرين بشبكة.
من المعلومات الي وردتنا عن كاليجورانت، فهو مخلوق إيثيري يعني مالوش جسم مادي بالتالي هو مش آكل لحوم بشر بالمعنى الحرفي، قد ماهو كيان قادر على إفناء الجسد البشري بشكل ما.
كاليجورانت بيبدأ هجومه بإضلال الناس عن طريقهم، ساعات بيكون على شكل ضباب كثيف بيتوههم، أو بيتجسد على شكل واحة أو بحيرة ويخليهم يسيبوا سكتهم ويروحوا تجاهه، وأما بيوصلوله بيكون إختفى.
مافيش طريقة لتحاشيه لأنه بيقدم خداعه عن طريق إسقاط صورة السراب في عقل الضحايا. يعني هم بس الي بيكونوا شايفينه. نصيحتي لو شوفت ضباب وأنت مسافر او أي نوع من السراب الي أقنعك إنه حقيقة خليك مكانك وإستنى أما السراب يروح أو يحد يعدي عليك يساعدك. للأسف السراب ده ساعات بيكون مقنع جدا لدرجة إن الضحية بتكون موقنة إنه حقيقة.
مشاهدات كاليجورانت ما إنتهت عند العصر القديم، بل إن كتير من الناس الي بتسافر على طرق طويلة أو فاضية لحد النهاردة بتشوف ضباب مفاجيء أو حتى لافتات بتوجههم لإتجاه معين وبتكون لافتات مش حقيقة وإنما من خدع كاليجورانت. كمان كاليجورانت بيتدخل في إفساد البوصلات أو الخرائط بشكل عارض ومفاجيء بدون سبب. أغلب الناس كان عندها لقاء مع كاليجورانت، أنا شخصيا قابلته كتير جدا في كل البلاد الغربية عني.
أغلب الي بيتبعوا كاليجروانت بيختفوا بدون رجعة ومابيفضلش منهم إلا حكايات الشهود، في جنود من جيوش كتير ضلت طريقها وفقدت بطريقة غامضة بسبب.
في تفسيرات لوجوده بأنه سراب نتيجة التعب أو الحر او العطش، لكن إيه تفسير وجود النوع ده من الخداع في الطرق الحديثة اليومين دول والي مافيهاش جوع أو عطش أو حر؟
ملحوظة من الطبعة الحديثة للكتاب:
كاليجورانت كيان غير عاقل، هدفه إفناء المسافرين لهدف غير واضح. طبعا هو كيان إثيري بالتالي محدش شافه متجسد او قدر يتكلم معاه او يحاول الخلاص منه.
آجوتسو:
أول لقاء لي مع كاين روحاني مصري كان في إنجلترا سنة 1899، كنت موظف في شركة شحن في إسكندري، لكني كنت في رحلة زيارة قصيرة لإنجلترا بسبب مرض والدي إللي تدهورت حالته وتوفي أثناء زيارتي دي، وإضطريت لمد زيارتي لحد ما أمور الميراث وشغل والدي يستقروا.
في الفترة دي إتعرفت على صديقي الأعز المغامر شروبسبري سميث.
في الوقت ده كنت حزن على والدي جدا فماكونتش متابع الجرايد، ومكانش عندي علم باللي بيحصل في لندن. فريق البانتومايم في مسرح لندن كان بيعاني من وجود شبح قاتل في المسرح. هل ده مش شبح وممكن يكون مجرد ظهور تاني لجاك السفاح أو حد بيقلده؟
ده الي الصحف كانت بتكتبه والي أنا نفسي إستنتجته واقتنعت بيه لحد ما جالي زائير غريب جدا في ليلة مطيرة.
الزائر كان طوله ست أقدم وجسده قوي، كان لابس ملابس أنيقة بس قديمة. معطف صوف طويل وقبعة. أما إتكلم إستغربت من لهجته العتيقة.
سألني:
- هل إنت السيد توبين الي عايش في إسكندرية؟
- صحيح.
- أنا محتاج مساعدتك بشدة. ممكن أدخل؟
سمحت للزائر إنه يدخل بيتي، وهنا بدأت صداقتي مع السيد شروبسبري سميث. سريعا حكى لي قصته، كان من ويلز وإتولد في شروبسشاير. خدم في الجيش الملكي في الهند وإفريقيا وحاليا لسه سايب الخدمة. شروبسربري كان على معرفة بأحد الممثلات في فريق البانتومايم والي إختفت ضمن المختفين مؤخرا، ومكانش راضي عن أداء البوليس المتراخي. كان عنده دليل البوليس غفل عنه وكان عايز يعرضه عليا. مد إيده في جيبه وطلع مجموعة أوراق.
في كل صفحة كان مرسوم يدويا مجموع رموز وأشكال عرفتها فورا. طلبت منه تفسير، فحكي لي إن الفريق الشغال في المسرح دلوقتي أعضاؤه غير موهوبين. كمان الجمهور أغلبه مخمور ومش واعي فمحدش إعترض على كون التمثيل رديء. الناس كانت داخله تتفرج على اي حاجة تضحكهم وخلاص.
الأوراق الي قدامي ظهرت في المسرح من أسابيع على مكتب مدير الفريق. محدش كان عارف الورق ده جه منين، المهم المدير كان شايفه شخابيط وذكر وجوده لبعض أعضاء الفريق وبعدين رمى الورق في الزبالة. بعدها بكام يوم، لقا المدير أوراق تانية جديدة على مكتبة، بعد ما تخلص منها للمرة التانية، بعد يومين إختفى. الشهود شافوه داخل مكتبه بس ماخرجش منه ولا لاقوه جواه.
المدير كان شخص مش محبوب، فالأمور مشيت عادي جد في الفريق بعد اختفاؤه ولقوها فرصة يغيروا شوية من أداء الفريق وممثليه.
أوراق مشابهة ظهرت تاني على ترابيزة المكياج الخاصة بالممثل بولي بورتر، وهي الي كانت على علاقة بشروبسبري، وكانت صديقة لأخته. الرموز والرسوم على الورق مكانتش مفهومة بالنسبة لبولي علشان ده تجاهلتهم بعد ما وريتهم لزملائها في الفريق.
طلعت بعدها بولي علشان تؤدي الفصل التاني من المسرحية وإختفت على خشبة المسرح!
أحد المشاهدين الفايقين إلى حد ما حكى للشرطة إ ن الممثلة كانت بتغني، وفجأة نفسها بقا غير منتظم وسكتت شوية وهي بتحاول تاخد نفسها. بعدها شاف الشاهد كيان ضبابي نزل على المسرح من فوق. ممكن يكون بني آدم لأن كان عنده إيدين ورجلين، وكان لابس هدوم مقطعة جدا وبيتحرك ببطء شديد. وسط ماكانت بولي بتحاول تاخد نفسها شافت الكيان ده. وقف مكانه وإنحنى لها بس كان بيتهز كأنه مش قادر يقف. الجمهور المخمور كان فاكرة ممثل أو حد تسلل لخشبة المسرح فزعقوا رموه بالورق والأكل والأزاير الفاضية. زأر الكيان ده زئير هز المكان وحضن الممثلة ولفها كلها في جسمه وإختفى!
بيكمل شروبسربري حكايته وبيقول إن الكيان ده ظهر مرتين بعدها وأخد شخصين كمان منهم مهرج الفريق. كل واحد من الي إختفوا تلقوا نفس الأاوراق القديمة الغريبة قبل إختفاؤهم وماركزوش فيها. الأوراق دي حصلت عليها من الفريق وقال لي واحد يعرفك إنك تقدر تقراها كدارس للغات القديمة والمنقرضة.
الرسوم لي كانت على الأاوراق باللغة الهيروغليفية، لكن الأوراق نفسها مكانتش قديمة، كأن حد نقش الرسوم دي عليها، وفي من الورق ده عبارة عن ورق جرايد عادي ومكتوب فوقه.
دخلت مكتبي ومعايا الأوراق وورايا شروبسبري. أول مجموعة أوراق كان الأاوراق الي تلقاها مدير المسرح وكانت بتحكي عن شخص من كوشيت وراح إدفو، وبتتكلم عن شلالات على نهر النيل. الكتابة كانت مش واضحة وبعض الكلمات ماعرفتش معناها.
الكوشيت هي قبيلة كانت عايشة زمن في السودان، وإدفو مدينة في جنوب مصر. وطبعا في شلالات في النيل.. بس إيه الهدف من كتابة الكلام ده؟
مجموعة الأاوراق التانية بتتكلم عن تنين بيعلن حبه لسانت جورج بدلا من الأميرة!
العبارات دي مالهاش أي معنى، إما الي كاتبها يقصد لغز ميعن أو إني مش عارف إترجمها صح.
ركبنا تاكسي أنا وشروبسبري روحنا لمسرح إملا في إننا نلاقي أوراق تانية أو أي دليل يفهمنا.
الفريق كان غادر المسرح، والمكان كان ضلمة. شمينا ريحة خانقة كأنها ريحة تحلل قديمة وسمعنا صوت من ناحية خشبة لمسرح كأن صوت حاجة بتتجر على خشب. فتحت الكشاف ودخل ورايا رفيقي رافع مسدسه لفوق.
كل ما كنا بنقرب من خشبة المسرح كنا بنسمع صوت أنين مكتوم وصوت الجر ده. لمحنا على ضوء الكشاف الشيء الي وصفه الشاهد، لكنه كان واضح لنا أكتر، الشيء ده مكانش لابس هدوم مقطعه، كان ملفوف في لفائف كتان زي المومياوات وكان نصفة السفلي عار ومتحلل!
ضرب رفيقي طلقة على الكائن ده، لكنه ما إتأثرش ولا بان عليه إنه لاحظ وجودنا.
على ألارض كان في لفافات من الورق وآثار رجلين لابسة جزمة عادي حوالين الورق ده.
ماكونتش شايف إن في ضرورة أبد لمواجهة كائن زي ده وإحنا مش عارفين هو إيه وإيه قدراته.
وقفنا مكاننا ساكتين والكيان ده بيلف في المكان. لكننا سمعنا صوت الأانين المكتوم جاي من تحت، في شيء تحت خشبة المسرح.
بعد نصف ساعة تقريبا الكيان ده مشي. تسللنا ومشينا ناحية الأوراق لكننا شمينا ريحة حريق. الأوراق كانت بتشتعل ببطء ومن تحت الأارض زاد صوت الأانين.
دورت بالكشاف على مدخل لتحت خشبة المسرح لحد مالاقيت باب. أما كسرناه (واكتشفنا بعد كده إنه كان مقفول من جوه) لقنا خمس أشخاص منهم الممثلة بولي والمهرج ومدير الفريق، كانوا متكتفين وفي بُقهم قماش محشور.
قدرنا نخرجهم بسرعة بره قبل ما المسرح يتحرق أكتر.
بلغنا الشرطة لكني طلبت من شروبسبري مايتكلمش عن المومياء الي شوفناها. ولا هاذكر الجعران الضخم المحنط لي كان مع المخطوفين والي حطيته في جيبي من سكات.
القضية فضلت غامضة، لكن البوليس برر الموضوع إن شخص مخبوا كان بيخطف أفراد الفرقة ويخبيهم تحت المسرح لسبب ما.
أما الجعران المحنط كان معاه شريحة ذهبية مكتوب عليها حارس آجوتسو.
فضلت القضية بالنسبة لي مش مفهومة لحد ما بدأت أبحاثي في الروحانيات وسمعت عن مقبرة الساحر آجوتسو في ممفيس. الساحر الملعون الي كان مربوط في قبره بحارس من الجعارين المقدسة.
عرفت بعدها إن في محاولات من أشخاص كتير لتحضير الشيطان الي كان آجوتسوا متعاهد معاه وبيساعده على السحر، والي بسببه إتلعن وإتحرمت روحه من مغادرة قبره ومن العودة لجسمه.
وارد يكون حد في انجلترا قدر يسرق الجعران الحارس ويحضر الشيطان الي حضره من آلاف السنين الساحر اجوتسو. بس ليه حضره وإيه معنى الي كان مكتوب على الأوراق؟ محدش عارف.
مش كل الحوادث الغامضة لها تفسير، ومش بس الكيانات المصرية الغريبة الي لها مغامرات مع توبين. بكره هانبدأ بكيانات من آسيا، ومن بلاد مابين النهرين.
لايك وشير لو الكتاب عجبك، ودعمك هو الشيء الوحيد الي بيخلي الترجمات تستمر على الصفحة.
لينك الخلقة الرابعة
Comments
Post a Comment