معذرة، ‏الرقم ‏صحيح! ‏ستيفين ‏كينج

معذرة، الرقم صحيح.
تأليف: ستيفين كينج
ترجمة عامية وإعداد: شيرين هنائي

ملحوظة من المترجمة: القصة مكتوبة بصيغة السيناريو والحوار السينمائي.

الفصل الأول:
- في لقطة مقربة للغاية، يظهر فم كيتي وايدرمان.
- تتحدث كيتي في الهاتف ويظهر إن فمها جميل الشكل، ولاحقا سنرى أنها جميلة بالكامل.
كيتي: بيل؟ هو قال إنه تعبان شوية، بس دي عادته، على طول مدفوس بين الكتب....لا مابينامش وكل ما يجيله صداع يقول ده ورم في المخ.... كل شوية يتوهم بحاجة شكل، بس عموما هايتحسن أكيد.

- صوت التلفاز في الخلفية.
- تتراجع الكاميرا (زووم أوت) لنرى أن كيتي جالسة على كرسي في المطبخ تتحدث إلى أحتها هاتفيا بينما تقلب صفحات مجلة أمامها.
- ملاحظة هامة بشأن الهاتف الذي تتحدث منه، الجهاز يستقبل مكالمات من خطين مختلفين، ثم زر يضيء للإشارة إلى أي من الخطين يستقبل المكالمة حاليا.
- تكمل كيتي حديثها ووتحرك الكاميرا بعيدا عنها وتخرج من المطبخ متوجهة إلى حجرة المعيشة.
كيتي (صوتها يخفت تدريجيا): أيوه شوفت جيني كارلتون النهاردة..أيوه بقت قد الفيل!

- مع أبتعاد صوتها يعلو صوت التلفاز أكثر. أمام التلفاز ثلاث أطفال: جيف 8 سنوات، كوني 10 سنوات، دينيز 13 سنة. لم يكن أيا من الأولاد يتابعون المعروض على التلفاز. كانوا يتشاجرون حول الكتب.
جيف: ده أول كتاب لها يتعمل مسلسل!
كوني: أول كتاب مقرف لها!
دينيز: إحنا هانتابع المسلسل الي متعودين نتابعه كل أسبوع يا جيف.
جيف: طيب ماينفعش تسجلولي الحلقة أتفرج عليها بعدين لوحدي؟
كوني: إحنا هانسجل السي إن إن  لماماعلشان قالت إنها هاتكلم طنط لويز ومش هاتبقا فاضية.
جيف: هاتسجلوا إزاي سي إن إن يا جماعة وهي قناة شغالة 24 ساعة!إعقلوا الكلام علشان خاطر ربنا!
دينيز: ماهو دي الي بيعجبها في السي إن إن.
كوني: وماينفعش تقول علشان خاطر ربنا، إنت لسه صغير وماينفعش تتكلم عن ربنا بره الكنيسة.

- يقوم جيف غاضبا ويسير نحو النافذة وينظر للظلام خلفها.
- كوني ودينيز يقومان بدور الأأخوة الأاكبر ببراعة، يضحكان ويغيظان جيف.
كوني: هايطق هايموت هايقلد الكتكوت!

- يستدير جيف في حنق لهما:
جيف: ده أول كتاب لها، محدش فيكم عنده دم؟!
كوني: خلاص إبقا أجر الحلقات من نادي الفيدو بكره لو زعلان أوي كده.
جيف: ما هم مش بيأجروا أفلام كبار للأطفال يا حلوين، إنتم عارفين كده كويس.
دينيز: خلاص قول لبابا يسجلهولك على الفيديو في مكتبه وماتقعدش تقرفنا بقا.

- يعبر جيف الحجرة وهو يخرج لسانه لأخوته غيظا. تتبعه الكامبرا وهو يدخل المطبخ.
كيتي: مش متخيلة هي واحشاني قد إيه يا لويز، من ساعة ما...

- يكمل جيف طريقه إلى الدرجات الصاعدة للطابق الثاني.
كيتي: ممكن توطوا صوتكم شوية يا أولاد؟

- يصعد جيف الدرجات، كيتي تتابعة بنظراتها القلقة والمُحبة.

قطع
_____________________
- لقطة مقربة لبوستر داخلي يمثل رسما للكونت دراكيولا يقف عند باب قصره، جوار رأسه بالون قصص مصورة مكتوب داخله: إنصت! لكم هي رائعة موسيقى أبنائي، أبناء الليل!
البوستر معلق على باب لكننا لا نرى الباب، نره البوستر يبتعد عند فتح الباب ودخول جيف لمكتب أبيه.

- لقطة مقربة على صورة معلقة لكاتي، تتحرك الكاميرا نحو صورة لبولي، الإبنة الكبرى التي تدرس في مدرسة داخلية وهي فتاة جميلة عمرها 16 سنة. جوار بولي نرى صور دينيز وكوني وجيف.
- تستمر حركة الكاميرا وتتسع لنرى بيل وايدرمان، رجل في الرابعة والأربعين. يبدو متعبا وهو يحدق في آله كاتبة اليكترونية أمامه فوق المكتب والصفحات لازالت خالية. على الحائط عدد من أغلفة الكتب المؤطّرة والمعلقة، وكلها كتب مرعبة، منها ما يحمل عنوان (قبلة الشبح).

- يقترب جيف ببطء من خلف أبيه، تكتم السجادة صوت خطواته. ثم يضع كفيه فجأة على كتفي أبيه.

جيف: عاو!
بيل: جيف..أهلا.

- يدير بيل كرسيه ليواجه إبنه الذي أصيب بالإحباط لأنه فشل في إفزاع أبيه.

جيف: إزاي ما إتخضتش؟!
بيل: الخضة شغلتي! إتعودت بقا..مالك؟!
جيف: بابا، ممكن أتفرج على أول ساعة من (قبلة الشبح) وتسجل لي الباقي؟ دينز وكوني بيسخفوا عليا.
بيل: متأكد إنك عايز تشوف قبلة الشبح؟ ممكن تكون..
جيف: أيوه نفسي!
___________________
- داخلي- كيتي تتحدث في الهاتف. نرى بوضوع الدرج المؤدي إلى مكتب زوجها واضحا خلفها في اللقطة.
كيتي: أنا شايفة إن جيف محتاج دكتور عظام، بس إنتي عارفة بيل...

- يرِد إتصال على الخط الآخر للهاتف ويضيء المصباح الثاني.
كيتي: ده الخط التاني بيرن، بيل ها....

- نرى بيل وجيف نازلين على الدرجات خلف كيتي.
بيل: حبيبتي، فين شرايط الفيديو الفاضية؟ مش لاقي ولا واحد في المكتب.
كيتي(لبيل) : ثواني..(للويز) خليكي معايا على الخط ثواني يا لو. 

- تضغط يكتي على الزر جوار الخط الثاني لتستقبل المكالمة الواردة.
كيتي: آلو، منزل وايدرمان. 
صوت: (تشويش غير واضح مع صوت بكاء) خديه..أرجوكي...خدي...
كيتي: بولي؟ إنت بولي؟ مالك؟!!
صوت: (بكاء) مش قادرة..قلبي هايقف...أرجوكي..بسرعة..........(صوت إنقطاع الخط)
كيتي: إهدي..في إيه بس فهميني!

- جيف قد ذهب إلى حجرة المعيشة آملا في العثور على شريط فيديو خال.
بيل: من كان على التليفون؟

- دون ان تلتفت كيتي لزوجها، ضفطت مرة أخرى على الزر السفلي للخط الأول.
كيتي: لويز هاكلمك بعدين، بولي كانت على الخط وفي مشكلة عندها....لا قفلت.......حاضر، شكرا.

- تغلق كيتي الخط.
بيل: (في قلق) بولي الي كانت على الخط؟؟
كيتي: كانت بتعيط جامد..صوتها كان بيقطع بس زي مايكون بتقول خديني البيت.. عارفة المدرسة مضايقاها..انا ليه سيبتك تقنعني بموضوع المدرسة الداخلي ده.

- كيتي تقلب في الدفاتر والمجلات الموضوعة أمامها في عصبية.
كيتي( بصوت عال): كوني إنت اخدتي دفتر ارقام التليفونات بتاعي؟
كوني: لا يا ماما.

- يخرج بيل دفترا صغيرا من جيبه الخلفي ويبدأ بالبحث بين صفحاته.
بيل: انا معايا الرقم، بس..
كيتي: عارفة، تليفون سكن الطلبة مشغول على طول..هات الرقم..
مش ههدا إلا أما اكلمها، دي يادوب 16 سنة يا بيل..لو اكتئبت ممكن ت.... هات الرقم!

- تضغط كيتي الأرقام على ازرار الهاتف.
كيتي: يارب مايبقاش مشغول.. يارب..

- صوت الخط عند بولي يرن.
صوت: هنا هارتشورن هول، معاك فريدا..لو عايز كريستين ملكة الدلع فهي لسه في الحمام يا إرني.
كيتي: ممكن تناديلي بولي وايدرمان؟ أنا أمها.
صوت: يالهوي آسفة! كنت فاكراكي..ثواني لو سمحت يا طنط.
( صوت المساعة يوضع على شيء صلب، صوت فتاة ينادي) بولي...بولي؟ تليفون..مامتك!

لقطة واسعة يظهر فيها بيل وكيتي جوار الهاتف.
بيل: ها؟
كيتي: حد بيناديها..

- يعود جيف ومعه شريط فيديو.
جيف: لقيت شريط يا بابا..دينيز كان مخبيه كالعادة.
بيل: دقايق بس يا جيف، روح أتفرج على أي حاجة دلوقتي.
جيف: بس...
بيل: مش هانسى والله..روح بي دلوقتي.

- يخرج جيف  من المطبخ. يظهر صوت بولي الضاحك من الهاتف:
بولي: ماما إزيك.
كيتي: بولي حبيبتي..إنت كويسة؟
بولي: كويسة بس؟! أنا نجحت في امتحان الأحياء جبت جيد جدا! ومقال الفرنساوي بتاعي مكسر الدنيا..وروني عزمني اروح معاه حفلة هارفست بول. أنا كويسة فوق الوصف! حاسة إني هافرقع من الإنبساط!
كيتي: يعني ما اتصلتيش بيا من دقايق وانت بتعيطي؟!
بولي: لا طبعا.
كيتي: فرحتيني والله بالأخبار الحلوة دي..يبقا حد تاني إتصل بيا، عموما هابقا أتصل بيكي تاني. سلام يا حلوة.

- كيتي تغلق الخط وتكلم بيل:
كيتي: مش هي، بس الصوت صوت بولي خالص! بس البنت فرحانة أهي وزي الفل.
بيل: يمكن حد بيعاكس..أو واحدة في مشكلة ومن كتر العياط طلبت رقم غلط.
كيتي: لا مش معاكسة ولا رقم غلط..الي إتصل حد من عيلتي! الصوت واحد!
بيل: حيبيتي إزاي بس..عرفتي منين.
كيتي: عرفت منين؟ يعني لو جيف أتصل بيعيط مش هاعرف إنه هو؟
بيل: أوكي ماشي..

- كيتي لا تنصت لبيل، لكنها تطلب رقما آخر على الهاتف.
بيل: بتكلمي مين؟

- يكتي لا ترد، نسمع صوت الخط يرن مرتين ثم أحدهم يرفع السماعة، صوت سيدة مسنة.
الصوت: آلو.
كيتي: ماما..إنت...إنت إتصلت دلوقتي بيا؟
الصوت: لا يابنتي..خير؟
كيتي: لا مافيش..اصل الخط التاني رن ومالحقتش أرد ففكرت إنك كنت بتتصلي.
الصوت: لا مش أنا..إسكتي شوفتلك حتة فستان في....
- ماما هاكلمك بعدين ماشي؟ 
- ليه رايحة فين؟
- عندي إسهال! سلام!

- ينتظر بيل حتى تضع السماعة وينفجر ضاحكا.
بيل: إسهال؟! حلوة الحجة دي، هابقا أقولها أما حد من الصحفيين يزنقني في رد على سؤال رخم.
كيتي( تصرخ في غضب) إيه الي بيضحك مش فاهمة؟!

- بيل يتوقف فجأة عن الضحك  في حرج.
___________________________
داخلي- غرفة المعيشة

يتوقف الأولاد الثلاثة عن الشجار ويلتفتون للمطبخ حيث صوت كيتي يتعالى.
________________________________
داخلي- المطبخ

- كيتي لازالت تصرخ في بيل:
كيتي: بقول لك حد من عيلتي كان على التليفون! إنت مش هاتفهمني..الصوت كان مألوف بزيادة!
بيل: لو بولي بخير ومامتك بخير يبقا.....
كيتي: يبقا دون!
بيل: انت من دقيقة كنتي متأكدة إنها بولي!
كيتي: أكيد أختي دون..طالما مش لويز ولا ماما ولا بولي يبقا هي! دي لوحدها في المزرعة مع إبنها!
بيل: لوحدها؟!
كيتي: جيري جوزها مسافر.يبقى دون..أكيد حصل لها حاجة!

- تدخل كوني المطبخ قلقة.
كوني: طنط دون مالها؟!
بيل: ماتقلقيش يا حيبيتي، ليه نقدر البلا قبل وقوعه؟

- يتي تضغط الأرقام على الهاتف مجددا، تسمع صوت انشغال الخط. تغلق كيتي السماعة في هلع.
بيل: إيه؟
كيتي: مشغول..هموت من القلق يا بيل..ممكن توصلني لعندها؟

- يأخذ بيل السماعة ويطلب عامل السويتش (0).
العامل: السويتش، إيوه يا فندم.
بيل: بحاول أتصل بأخت مراتي بس الخط مشغول على طول. انا بس قلقان ان عندها مشكلة في البيت، ممكن تقطع المكالمة الشغالة دلوقتي لو سمحت؟
___________________________
داخلي- باب حجرة المعيشة

- الاولاد الثلاثة واقفون عند الباب في صمت وقلق.
_________________________
داخلي- المطبخ.

- بيل لازال يتحدث في الهاتف وكيتي تنظر اليه.
العامل: اسم حضرتك؟
بيل: ويليام وايدرمان..رقمي..
(ملحوظة من المترجمة: بيل هو اسمه التدليل الخاص بويليام)
العامل: حضرتك ويليام وايدرمان الي بيكتب قصص الرعب؟!
بيل: ايوه انا..لو أمكن بس.....
العامل: ياربي! انا بحب كتبك اوي، ده أنا...
بيل: متشكر لك جدا، بس حاليا مراتي قلقانة على اختها، فلو ممكن بس..
العامل: امرك! اديني بس رقمك..مش هاديه لحد والله.
بيل: 5554408
العامل: ثواني معايا..عارف ليلة الوحش كانت من أجمل قصصكعلى فكرة. خليك ثواني معايا.

- أصوات اليكترونية من الهاتف. بيل وكيتي وينتظرون. أخيرا يعود صوت العامل.
العامل: آسف يا سيد وايدرمان، الخط مش مشغول، السماعة عندها مرفوعة. هل مثلا لو بعت لحضرتك نسخة كتاب ممكن تمضيهولي وتكتبلي إهداء وكده؟!

- يغلق بيل السماعة. يكلم كيتي:
- السماعة مرفوعة من عند دون.
_________________________
ليل خارجي
سيارة رياضية تسير بسرعة في الشوارع وتعبر من أمام الكاميرا,
________________________
ليل داخلي

- بيل وكيتي داخل السيارة. كيتي مذعورة، وبيل خلف المقود يبدو قلقا.
______________________
ليل داخلي- حجرة المعيشة في منزل وايدرمان

- التلفاز لايزال يعمل لكن الأولاد لا يتابعونه ولا يتشارجون كعادتهم.
كوني: تفتكروا طنط دون كويسة؟
دينيز: أكيد كويسة.

- لقطة من حجرة المعيشة نرى فيها الهاتف معلق في المطبخ وسط الظلام ينذر بالخطر.

إظلام
________________________________
الفصل الثاني

ليل خارجي- مزرعة منعزلة.

- ممر طويل يقود إلى المنزل في الظلام. ضوء حجرة المعيشة فقط مضاء وظاهر من الخارج.
- سيارة آل وايدرمان تقترب من االمنزل ثم تقف أمامه.
______________________
داخلي-سيارة وايدرمان

كيتي: أنا خايفة!
- ينحني بيل ويخرج مسدس من تحت مقعده.
كيتي: إنت معاك المسدس ده من إمتى؟!
بيل:من سنة. ماكونتش عايز اقلقك. بس طلعت رخصة للسلاح محدش ضامن الدنيا. تعالي.

- يخرج بيل وكيتي  من السيارة، يتوجه بيل للجراج ويطل برأسه داخله.
بيل: عربيتها هنا.

- تتحرك الكاميرا معهما حتى الباب الأمامي. نسمع صوت التلفاز في الداخل بينما يرن بيل جرس الباب. لا يأتي رد. تستمر كيتي في دفع الجرس مرات ومرات بلا توقف.
- من وجهة نظر بيل، نرى قفل الباب وعليه خدوش كبيرة.
بيل: القفل شكله مكسور.
 
- يدفع بيل الباب بقوة فينفتح، ونسمع صوت التلفاز أعلى.
بيل: خليكي ورايا..لو في أي حاجة حصلت إجري..ياريتني جيت لوحدي أحسن.

- يدخل بيل وكيتي خلفه مذعورة وتكاد تبكي.
__________________________
داخلي- حجرة معيشة دون وجيري

- نرى جانب صغير من حجرة المعيشة، يدخل بيل رافعا فوهة المسدس لأعلى. فجأة يزول عنه التوتر ويخفض الفوهة.
كيتي: في إيه....

- من وجهة نظر كيتي وبيل، بيل يشير إلى فوضى المكان من حولهما. لكن سبب الفوضى لم يكن سرقة او قتل، بل طفلة في عمر السنة والنصفتغفو على ذراع أمها النائمة في إرهاق أمام التلفازونرى أن هناك سماعات ووكمان في أذنيها تبث أغاني بصوت عال.

- الطفلة قد اخرجت كل لعبها على الأارض وسحبت كتب المكتبة وعضت أطرافها بأسنانها الصغيرة، ثمة كتاب عند قدمي بيل يحمل إسم (قبلة الشبح)

- تضع كيتي سماعة الهاتف مكانها ثم تضغط زر التوقف في الووكمان.

- تستيقظ دون مع توقف الموسيقى وتظر لكيتي وبيل في ذهول.
دون: هه؟ أهلا!
بيل: أزيك يا دون.
دون: مش تتصلوا يا جماعة قبل ماتيجيوا؟ البيت مزبلة!
كيتي: ما إحنا حاولنا بس السماعة كانت مرفوعة عندك. قلقنا عليكي فجينا، إزاي عارفة تنامي مع الموسيقى العالية دي؟!
دون: متعودة عادي..برتاح كده.
بيل: دون، في حد كان بيحاول يكسر الكالون عندك. الباب كان شبه مفتوح.
دون: لا مش حد، ده جيري ! الأسبوع الي فات قفلت على نفسي بالغلط ومكنش معاه مفتاح. فضل يعافر في الباب لحد ما صجيت أنا بالصدفة وفتحت له!
بيل: يعني إنت الي فتحتيه؟ أمال ليه الباب مكانش مقفول كويس دلوقتي؟
دون: أصل..ساعات بنسى أقفل الباب!
كيتي..هاتشل....المهم، ما أتصلتيش بيا النهاردة؟
دون: لا أبدا، مابلاقيش وقت أتصل بأي حد اصلا ليل نهار عمالة أجري ورا جاستين، وآخر الليل بقع أنام زي ما شوفتوا كده.

- ينظر بيل لساعته وقد تذكر شيئا هاما.
بيل: طيب ستأذن بقا، أصل وعدت جيف أسجل له المسلسل المعمول عن روايتي قبلة الشبح.
كيتي: ثواني هاستعمل التليفون..
دون: يالهوي يا بيل طفل صغير هايتفرج على مسلسل رعب كده؟
بيل: مش شايف مانع يعني.

- لقطة مقربة لكيتي تتحدث في الهاتف.
صوت دينيس: آلو.
كيتي: كنت عايزة أطمنكم إن دون بخير.
دينيس: طيب الحمد لله. شكرا يا ماما.
_______________________________
داخلي- مطبخ كيتي

- الأأولاد حول الهاتف.
دينيس: ماما بتقول إن طنط دون بخير.
____________________________________
خارجي- الطريق

- بيل يقود السيارة ومعه كيتي في صمت .
____________________________________
داخلي- حجرة جيف

- لقطة مقربة لجيف في سريره وقد جذب الأاغطية حتى ذقنه.
جيف: وعدتني تسجل لي باقي الحلقة.

- الكاميرا تبتعد زووم أوت لنرى بيل جالس جواره على السرير.
بيل: هاسجلهالك.
جيف: انا بحب أوي الحتة أما الرجل الميت خلع دماغ الرجل التاني!
بيل: إيه ده فعلا؟ أصلهم فهموني إنهم هايشيلوا المشاهد دي! عموما بحبك يا جيفي.
جيف: وانا كمان بحبك أوي.
قطع
___________________________
داخلي- حجرة المعيشة

- بيل يسجل الحلقة المرعبة التي تذاع على التلفاز.
- كيتي تأتي من خلفه وهي ترتدي ملابس نوم مثيرة وتضع كفها على كتفه.
كيتي: عاو!
بيل: فات اربعين ثانية من الحلقة، جيف هايموتني.
كيتي: متأكد إنك مش زعلان مني يا بيل؟

- بيل يقوم إليها ويقبلها.
بيل: ولا فتفوتة زعل.
كيتي: انا فعلا كنت متأكدة إن الي إتصلت حد أعرفه من عيلتي..لسه صوت عياطها بيرن في وداني!
بيل: ماتفكريش بقا في الموضوع، الواحد ساعات بيتلخبط. وجايز من قلقك على بولي علشان بعيد عنك إتهيأ لك إنه صوتها..ياللا بينا ننام بقا..هاخلص تسجيل الحلقة وأحصلك.
كيتي: يا بيل الفيديو هايسجل ويفصل لوحده عادي، شاغل بالك ليه؟!
بيل: معلش احتياطي يعني علشان جيف مايزعلش لو الحلقة ما اتسجلتش كويس.
كيتي: انا هافضل صاحية شوية..لو يعني غيرت رأيك ولا حاجة..

- تخرج كيتي وهي تتعمد التمايل، تضجك ويضحك بيل. تخرج من الحجرة.
- يتابع بيل عرض الحلقة في التلفاز.
________________________
داخلي- حجرة بيل وكيتي

- الساعة الثانية مساء. كيتي تستيقظ وتتحسس مكان بيل جوارها فلا تجده.
- تقوم في قلق وترتدي روب ونخرج من الحجرة.
_______________________________
داخلي- حجرة المعيشة.
- صوت كيتي يتعالى
كيتي: بيل..حبيبي؟ بيل؟ بي.....!

- تتسع عينا كيتي في لقطة مقربةجدا.
- بيل جالس في كرسيه مائل بشدة وعينياه مغلقتان. 
____________________________
خارجي- المقابر

- تابوت يتم إنزاله في حفرة عميقة.
- القس يلقي خطبة وكيتي والأولاد وعدد من أفراد العائلة حوله في ملابس رسمية سوداء يبكون.
- عدد من قراء بيل على الجانب الآخر يحملون كتبه.
_________________________________

داخلي- كنيسة
بعد خمس سنوات

- صوت موسيقى العرس، بولي ترتدي فستانا أبيض ناصع اللون وتبدو في أبهى صورة تسير تحت الورود المتساقطة وزوجها جوارها.

- في الخلفية نرى كيتي وجيف ودينيز وكوني وقد زادت أعمارهم خمس سنوات عن آخر ظهور لهم، جوار كيتي رجل آخر وهو هانك زوجها الحالي.

- تحضن بولي والدتها بشدة، ثم تلتفت لهانك في قلق وتردد للحظات ثم تحضنه هو الآخر بشكل رسمي بارد.
بولي: شكرا ياهانك..وآسفة لو أزعجتك الفترة الي فاتت.
هانك: عمرك ما كنتي مزعجة يا بولي.. أي بنت لها أب واحد بس ومابتقدرش تحب اي شخص بديل له.

- تذهب بولي لإلقاء صحبة الورد على الحضور.
- لقطة مقربة بطيئة للورد وهو يدور حول نفسه في الهواء.
إظلام
________________________
داخلي- مكتب بيل

- تم استبدال الآلة الكاتبة الخاصة ببيل بمصباح مكتب كبير ورسم هندسي. وتم استبدال اغلف الكتب المعلقة بصور لمباني حديثة من تصميم هانك.

- تنظر كيتي إلى المكتب في حزن. 

صوت هانك: جاية تنامي يا كيتي؟

- تتسمع الكاميرا مع إلتفات كيتي خلفا لنرى هانك يرتدي روب فوق البيجاما. تتقدم كيتي منه وتحتضنه.
كيتي: سيبني شوية بس..محتاجة اقد لوحدي بعد فرح بولي.
هانك: فاهم طبعا.

- يأخذ هانك كيتي ويتوجهان إلى الركن الذي يحوي اريكة وتلفاز وكرسي بيل المفضل. تنظر كيتي للكرسي.
هانك: لسه مفتقداه؟
كيتي: أيام وأيام..إنت ماتعرفش وبولي مش فاكرة.
هانك: مش فاكرة إيه يا حبيبتي؟
كيتي: بولي حددت فرحها في ذكرى وفقاة أبوها الخامسة. 

- يحضن هانك كيتي.
هانك: طيب تعالي معايا بره.
كيتي: شوية بس..روح انت.
هانك: هافضل صاحي شوية.. يمكن تغيري رأيك.

- هانك يقبلها ويخرج مغلقا الباب خلفه. تجلس كيتي في كرسي بيل المفضل. بجوار الكرسي منضدة صغيرة عليها ريموت التلفاز والهاتف. تحدق كيتي في التلفاز المغلق. تتحرك الكاميرا إلى وجهها ونرى دمعة تنزلق على خدها.

كيتي: وحشتني أوي.. أوي أوي..كل يوم..وعارف؟ الإحساس ده مؤلم جدا.

- تنهمر الدموع على خدي كيتي، تمسك الريموت وتشغل التلفاز.
المذيع في التلفاز: وعودة إلى القناة 63، مع حلقات مسلسل قبلة الشبح.

- تنزعج كيتي وتغلق التلفاز، ينهار السد وتبدأ في بكاء عنيف، تمد يدها لتضع الريموت على المنضدة لكنها تصطدم في الهاتف فيسقط.
صوت: خط مفتوح.

- تحدق كيتي في الهاتف امامها، ويبدو أن هاجس ما قد باغتها. 
نسمع صوت بيل يتردد في عقل كيتي.
بيل: هاتتصلي بمين؟ هاتتصلي بمين لو مكانش الوقت إتأخر؟

- نظرة منومة على وجه كيتي، تنحني وتلتقط السماعة وتطلب رقما. صوت رنين الخط..تنتظر كيتي حتى يرفع الخط أحدهم فتسمع صوتها.
صوت كيتي: آلو منزل وايدرمان.

- تبكي كيتي وعلى وجهها أمل مستميت. في داخلها تفهم ما يحدث وعلاقته بما حدث منذ خمسة أعوام.
كيتي(تبكي) خديه..أرجوكي..خديه..

- فلاش باك، كيتي منذ خمس اعوام جوارها بيل ينصتان إلى الصوت القادم من الهاتف.
كيتي: بولي؟ إنت؟

- عودة لكيتي الحالية في المكتب.
كيتي: أرجوكي..بسرعة..
صوت: إنقطاع الخط

- تصرخ كيتي : أرجوكي خديه المستشفى! لو عايزاه يعيش خديه المستشفى..هايجيله أزمة قلبية..ها....
صوت: الخط مفتوح

- ببطء شديد تغلق كيتي السماعة، ثم بعض لحظات ترفعها مرة أخرى وتتحدث دون وعي منها
كيتي: أنا أتصلت بالرقم القديم..أتصلت...بالرقم الصحيح..مكانش حد من قريبي، كنت أنا الي بتصل ..أنا!

- تتحرك الكاميرا نحو الهاتف ببطء، وتقترب من فتحات السماعة ثم تدخل إلى ظلامها (زووم إن)

إظلام.

النهاية

- تلقي كيتي بالهاتف عبر الحجرة في غضب ثم تبكي مجددا..

#ليلة_الكينج
#king_night

الغلاف تصميم Mai Gamal

Comments

Popular posts from this blog

إهداء- ‏ستيفين ‏كينج- ‏ترحمة: ‏شيرين ‏هنائي

عشرة ‏أيام ‏في ‏مصحة ‏عقلية ‏- ‏تأليف ‏نيلي ‏بلاي (كامل)‏

الغلاف ‏الأخير- ‏شيرين ‏هنائي